مقدمة

لم يتّحد الشعب الكازاخي، الذي يتألف من قبائل بدوية: تركية ومنغولية، هاجرت إلى إقليم ما يُعرف، حالياً، بكازخستان، في القرن الثالث عشر، في دولة واحدة، إلا نادراً. احتلت روسيا كازاخستان، في القرن الثامن عشر الميلادي؛ ثم ضمها السوفيت إلى الاتحاد السوفيتي السابق، وأصبحت جمهورية سوفيتية، في 1936.

في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الميلادي، وضعت الحكومة السوفيتية برنامجاً، سُمي "الأرض العذراء"؛ بهدف التوسع في استغلال سهول كازاخستان في زراعة القمح. وقد شجعت الحكومة المواطنين السوفيتيين، وخاصة الروس على الهجرة إلى هذا المشروع؛ كما جلبت إليه إضافة بعض القوميات الأخرى المبعدة؛ ما شوّه النسيج العرقي للجمهورية، ومّكن غير الكازاخ من التفوق على أصحاب الديار، عدداً. ولكن، بعد استقلال كازاخستان، عام 1991، عاد كثيرٌ من هؤلاء الوافدين الجُدد، خاصة من غير المسلمين، إلى مواطنهم الأصلية. كما أن الحكومة شرعت ببرنامج وطني لإعادة نحو مليون شخص من العرقية الكازاخية لديارهم. وهذه الاتجاهات أسهمت بعودة العرقية الكازاخية لتصبح أغلبية مرة أخرى. كما أن هذا التحول الديموغرافي أعاد المسلمين ليكونوا أغلبية في كازاخستان بنسبة 70%، بعدما كان المجتمع متنوعاً دينياً.

يُعد اقتصاد كازاخستان أقوى من اقتصاديات دول آسيا الوسطى مجتمعة، وزيادته تُبنى على المصادر الطبيعية الهائلة للدولة.

من القضايا الحالية، التي تواجهها كازاخستان: تطوير هوية وطنية متماسكة للدولة، وإدارة عملية إعادة الإسلام للحياة في البلاد، والتوسع في تطوير موارد الطاقة الهائلة التي تنعم بها، وتصديرها إلى الأسواق العالمية، وتحقيق نموّ اقتصادي مستدام، خارج قطاعات: النفط والغاز والتعدين، وزيادة المنافسة لكازاخستان، وتطوير حياة برلمانية قائمة على التعددية الحزبية، ودفع عجلة الإصلاح السياسي والاجتماعي للأمام، وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، والقوى الخارجية الأخرى.