إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / القَيْصومَة، المملكة العربية السعودية






القيصومة



مدينة أبو ظبي

مدينة القَيْصومَة

تعرف عدة أماكن في المملكة العربية السعودية باسم القيصومة، مثل هجرة في محافظة الرس، بمنطقة القصيم، ومورد مياه في محافظة رفحاء، بمنطقة الحدود الشمالية، إلا أن مدينة القيصومة، التابعة لمحافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية هي أكبرها وأشهرها في الوقت الحاضر.

والقَيْصومَة لغة هي واحدة القيصوم، وهو نبات طيب الريح، قريب الشبه بالشيح، شجيرته ذات أغصان دقيقة، ترتفع عن الأرض قدر ذراع، ولونها أشهب، وورقها صغير.

1. الموقع

تقع مدينة القيصومة في شمال شرق المملكة العربية السعودية، في محافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية، على دائرة عرض 28 درجة و19 دقيقة شمالاً، وخط طول 46 درجة وثماني دقائق شرقاً، وتبعد حوالي 27 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة حفر الباطن، على الضفة الشرقية لوادي فليج الجنوبي، الذي يرفد وادي الباطن (فلج) عند الناحية الشمالية من مدينة حفر الباطن. ويمر بمدينة القيصومة كل من خط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) الممتد من الظهران إلى ميناء صيدا في لبنان، والخط المسفلت رقم 85 الموازي لخط التابلاين. كما يمر بالمدينة الخط المسفلت رقم 50، الذي يصل بين مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ومدينة الكويت عاصمة دولة الكويت. (أُنظر خريطة القيصومة)

2. طبوغرافية المنطقة

تسمى المنطقة التي تقع فيها مدينة القيصومة بهضبة الدبدبة، التي تعد جزءاً من هضبة الصمان. والدبدبة سهل حصوي (حَماد) مكون من بقايا ترسبات الأودية، التي كانت تجري أنهاراً في أثناء الفترات المطيرة، التي شهدتها شبه الجزيرة العربية، ومع تذرية الرياح للمواد الناعمة (الطين والسلت) من هذه الإرسابات، بقيت المواد الخشنة مثل الحصى والجراول على السطح. وتشتهر هذه المنطقة بكثرة المنخفضات المغلقة، التي تتجمع فيها السيول في موسم هطول الأمطار مثل الروضات والفياض والقيعان والخباري. وتتميز هذه المنخفضات بغناها بأشجار السدر، وأنواع أخرى من الشجيرات، أما في مواسم المطر فتتحول الفياض والروضات إلى مراعٍ غنية بالأعشاب المختلفة. ويبلغ ارتفاع السطح في مدينة القيصومة حوالي 335 م فوق مستوى سطح البحر.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ القيصومة، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع القيصومة على دائرة عرض 28 درجة شمالاً تقريباً يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسوده المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول، على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية، خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي للقيصومة الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف؛ لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً، إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، الذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل؛ نجد أن مناخ القيصومة صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 115 مليمتراً وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مليمتر، بينما لا تسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(أ) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود، في هذه الفترة، المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 14 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية للهواء في فصل الشتاء حوالي 57%.

(ب) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر يونيه، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الربيع حوالي 24 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية في الهواء في هذا الفصل حوالي 33%.

(ج) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 20%.

(د) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في القيصومة في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في هذا الفصل حوالي 28 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 32%. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.

4. التاريخ

يرجع تاريخ القيصومة، بصفتها مركزاً سكنياً ، إلى الستينيات من القرن العشرين، عندما مد خط أنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) ووضع محطة دفع في الموقع، وحفرت آبار للقائمين على المحطة، والمشرفين على خط التابلاين، فتحولت من روضة غير مسكونة، إلى مركز صغير، بدأ البدو الرحل في الاستقرار فيه، وشجع على ذلك سياسة الدولة الرامية إلى توطين البدو. ومع التطور الاقتصادي والاجتماعي، الذي شهدته البلاد، نمت القيصومة من مركز صغير، إلى هجرة، ثم إلى مدينة، كما حدث لمئات من المراكز والهجر الصغيرة في أنحاء البلاد.

5. السكان

بلغ عدد سكان مدينة القيصومة عام 1413 15876 نسمة، منهم 13594 سعوديون، و2282 من غير السعوديين، أي أن السعوديين يشكلون 85% من سكان المدينة. وقد بلغ معدل النمو السنوي لعدد السكان 9.51% في الفترة من عام 1394 إلى عام 1413، فعند افتراض استمرار هذا المعدل فإن سكان المدينة يقدر عددهم في عام 1421 بحوالي 33 ألف نسمة.

6. التعليم

بدأ التعليم النظامي في القيصومة في عام 1374هـ عندما تم افتتاح مدرسة الإمام الشافعي بالقيصومة، ثم تلا ذلك افتتاح المزيد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافة إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية، التي افتتحت عام 1402. ويشرف على هذه المدارس إدارة تعليم حفر الباطن الواقعة في مدينة حفر الباطن.

7. الخدمات البلدية

يقوم على الخدمات البلدية في القيصومة فرع تابع لبلدية منطقة حفر الباطن في مدينة حفر الباطن، وقد بلغت المساحة الإجمالية للمدينة 1352 هكتاراً في عام 1418 منها 1300 هكتار منشآت سكنية وتجارية، و50 هكتاراً منشآت صناعية. كما بلغ طول الشوارع المسفلتة والمنارة في المدينة عام 1418، 22.7 كم، تنيرها 760 عمود إنارة، أما الشوارع المسفلتة وغير المنارة، فقد بلغ طولها 21.5 كم.