إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / صفوان، العراق









مدينة صفوان

مدينة صفوان

1. الموقع

تقع مدينة صفوان في جنوبي العراق، على بُعد حوالي كيلو مترين من الحدود الكويتية العراقية، وذلك على دائرة عرض 30 درجة وست دقائق شمالاً، وخط طول 47 درجة و42 دقيقة شرقاً، وتقع على الخط الواصل بين مدينة الكويت، عاصمة دولة الكويت، ومدينة البصرة، أهم المواني العراقية على شط العرب. وقد كانت مركزاً للجمارك العراقية على الحدود الكويتية، إلى عام 1990، عندما غزا العراق الكويت، وقطعت جميع العلاقات بين الكويت والعراق.

2. السطح

سطح منطقة صفوان سهل حصري منبسط يشكل امتداداً لهضبة الدبدبة في المملكة العربية السعودية والكويت. وهذا السهل الحصوي من الرواسب الفيضية لوادي الرمة ـ الباطن الذي ينحدر من مشارف المدينة، وكان يجري نهراً في الفترات المطيرة التي شهدتها شبه الجزيرة العربية خلال عصر البلاستوسين والعصر الحديث، أما الآن فإن وادي الباطن لم يعد متصلاً بوادي الرمة بل تفصلهما الكثبان الرملية (عرق الثويرات) في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ مدينة صفوان، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع مدينة صفوان على دائرة عرض 30 درجة شمالاً تقريباً يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسود فيه المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي لمدينة صفوان الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، والذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل، نجد أن مناخ مدينة صفوان صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 115مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود، في هذه الفترة، المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 13 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 45 درجة مئوية.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في مدينة صفوان في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.

4. حرب الخليج

شهدت مدينة صفوان في الثالث من مارس عام 1991 مباحثات إيقاف إطلاق النار، بين القوات المتحالفة والعراق، وقد ترأس جانب قوات التحالف الفريق الأول نورمان شوارتزكوف Norman Schwarzkopf، قائد القوات المركزية الأمريكية، وصاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وترأس الجانب العراقي الفريق سلطان هاشم أحمد، نائب رئيس الأركان، والفريق صالح عبود محمود، قائد الفيلق الثالث.