إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / شط العرب، العراق









2

2. الروافد الرئيسية لشط العرب

أ. نهر دجلة

انحدر اسم نهر دجلة من الاسم البابلي أيدكلات Idiiklat، وقد عرفه العبرانيون باسم حداقل، كما ورد في التوراة، وأصل حرف الحاء في حداقل (هـ) وهي أداة التعريف في العبرية مثل (الـ) في العربية، كما عرف في الفارسية باسم تيكرا وفي الإنجليزية باسم تايجرس Tigris.

وتنحدر منابع نهر دجلة من مرتفعات جنوب شرق تركيا بالقرب من قرية ينيباهس Yenibahce في مقاطعة أيلازج Elazig، عند دائرة عرض 38 درجة و24 دقيقة شمالاً وخط طول 39 درجة و29 دقيقة شرقاً. ويتجه نحو الجنوب الشرقي لمسافة 350 كم في الأراضي التركية، متلقياً العديد من الروافد إلى تقاطع دائرة عرض 37 درجة و19 دقيقة شمالاً مع خط طول 42 درجة و13 دقيقة شرقاً. يكون النهر الحدود التركية السورية لمسافة 35 كم، ثم يواصل مسيره بطول 6 كم على الحدود العراقية السورية ليدخل الأراضي العراقية إلى الجنوب من قرية فيشخابور العراقية. وفي الأراضي العراقية يصب فيه العديد من الروافد القادمة من تركيا وإيران وسوريا والعراق، أما أهم هذه الروافد فهي:

(1) نهر الزاب الكبير: الذي ينحدر من جبال شرقي تركيا، ويلتقي بنهر دجلة على بعد حوالي 45 كم إلى الجنوب من مدينة الموصل.

(2) نهر الزاب الصغير: المنحدر من جبل قنديل في غربي إيران ويصب في نهر دجلة إلى الجنوب من مدينة الشرقاط بحوالي 40 كم.

(3) نهر العظيم: الذي ينبع من المرتفعات العراقية الشمالية الشرقية، وهو موسمي الجريان، إذ يكون جافاً في فصل الصيف، ويصب في نهر دجلة إلى الجنوب الشرقي من مدينة سامراء بحوالي 45 كم.

(4) نهر ديالي: المنحدر من شرقي جبال زاغروس في إيران والذي يصب في نهر دجلة إلى الجنوب من مدينة بغداد بحوالي 16 كم.

وقد أنشئت سدود على نهر دجلة، عند مدينة سامراء؛ لرفع مستوى مياه الفيضان في نهر دجلة وتحويلها إلى منخفض الثرثار الواقع إلى الغرب من نهر دجلة في منتصف المسافة بينه وبين نهر الفرات، وذلك للتخفيف من وطأة فيضان نهر دجلة وحماية مدينة بغداد من الغرق، إضافة إلى تزويد نهر الفرات بالمياه خلال الموسم الجاف، أو ما يعرف محلياً بالصيهود.

ويبلغ طول مجرى نهر دجلة في الأراضي العراقية، من قرية فيشخابور على الحدود السورية إلى التقائه مع نهر الفرات، ليكونا شط العرب بالقرب من مدينة القرنة في جنوب العراق، حوالي 960 كم. ويمر بالعديد من المدن أهمها مدينة الموصل عند دائرة عرض 36 درجة و20 دقيقة شمالاً، ومدينة الشرقاط عند دائرة عرض 35 درجة و13 دقيقة شمالاً، ومدينة تكريت على دائرة عرض 34 درجة و37 دقيقة شمالاً، ومدينة سامراء عند دائرة عرض 34 درجة و11 دقيقة شمالاً، ومدينة بغداد على دائرة عرض 33 درجة و20 دقيقة شمالاً، ومدينة الكوت عند دائرة عرض 32 درجة و31 دقيقة شمالاً، ومدينة العمارة عند دائرة عرض 31 درجة وثماني دقائق شمالاً.

وتقع، إلى الشرق من نهر دجلة. العديد من الأهوار، التي هي مستنقعات بعضها دائم والبعض الآخر موسمي في وقت الفيضان، وتستمد هذه الأهوار مياهها من نهر دجلة عن طريق الثغرات على ضفاف النهر والجداول المتفرعة منه في أثناء موسم الفيضان كما تتجمع فيها السيول من الأودية المنحدرة من مرتفعات شرق العراق وغرب إيران. وتعمل هذه الأهوار على خزن مياه الفيضان. إذ تزيد قدرتها الاستيعابية على 10 مليارات متر مكعب من المياه، ويُرجع جزء كبير من مياه الأهوار إلى نهر دجلة بعد انتهاء موسم الفيضان وانخفاض منسوب المياه في النهر. ومن أهم هذه الأهوار ما يلي:

(1) هور الحويزة: يبدأ هور الحويزة إلى الجنوب الغربي من مدينة العمارة ويمتد إلى جنوب مدينة القرنة بطول حوالي 100 كم وعرض يصل إلى 40 كم. وتقدر مساحته بحوالي 2500 ـ 3000 كم2 خلال فترة الفيضان. وتبلغ سعته الاستيعابية حوالي 7 مليارات متر مكعب. ويستمد هور الحويزة المياه من جدول الكحلاء المتفرع من نهر دجلة عند مدينة العمارة، وجدولي المشرح والمجرية المتفرعين من نهر دجلة بالقرب من قلعة صالح، إضافة إلى مياه نهر الكرخة ونهر الطيب ونهر دويريج القادمة من مرتفعات غرب إيران. وتبقى مناسيب المياه في هور الحويزة عالية ما دام منسوب الماء في نهر دجلة عالياً في موسم الفيضان. ولكن ما إن يبدأ مستوى المياه في نهر دجلة بالانحسار، حتى تبدأ كميات من مياه هور الحويزة تصرف إلى نهر دجلة، عن طريق مجموعة من المجاري أو المصارف. وأهم هذه المصارف مصرف أم الجري ومصرف الخرص ويصبان إلى الشمال من بلدة العزيز، ومصرف الكسارة، الذي يصب في نهر دجلة قرب قرية الكسارة، ومصارف المنيحة الصغيرة، والمنيحة الكبيرة، والخنيزي، والفضيلي، والروطة، التي تصرف مياه هور الحويزة في نهر دجلة إلى الجنوب من قرية الكسارة، ومصرف السويب، الذي يعد أهم وأكبر هذه المصارف، ويصب في نهر دجلة بالقرب من مدينة القرنة.

(2) هور الجكة: يقع هور الجكة إلى الشمال الغربي. من هور الحويزة، وأحياناً يتصل به إذا كان منسوب الفيضان أكبر من العادة، وتبلغ مساحة هور الجكة حوالي 90 كم2، وتأتيه المياه من نهر دجلة عن طريق جدولي المشرح والكحلاء، المتفرعين من نهر دجلة بالقرب من مدينة العمارة.

(3) هور السناف: يقع هور السناف إلى الشمال من هوري الحويزة والجكة، ويغذيه بالمياه نهرا الطيب ودويريج المنحدرن من مرتفعات غرب إيران. وتبلغ مساحة الهور حوالي 600 كم2، وتصرف مياهه إلى هور الحويزة ومن ثم إلى نهر دجلة.

أما الأهوار الواقعة إلى الغرب من نهر دجلة، فتمتد من بلدة شيخ سعد في محافظة ميسان شمالاً، إلى مدينة القرنة في محافظة البصرة جنوباً، أي تمتد لمسافة 200 كم، وتشغل مساحة تقرب من 3000 كم2. وتستمد هذه الأهوار مياهها من نهر دجلة عن طريق العديد من الجداول، أهمها جدول البتيرة والمجر الصغير والمجر الكبير، وأهم هذه الأهوار مرتبة من الشمال إلى الجنوب: هور السادية، والدجيلة، والسنية، وسيخاوي، والجفاني، وشاه علي، ودويمة، وعودة، وبرهان، والعريمة، والعكيل، ورويد، وسفار.

وقد بدأت هذه الأهوار، سواء التي تقع إلى الشرق أو إلى الغرب من نهر دجلة، في الانحسار مؤخراً؛ وذلك لاستصلاح مساحات كبيرة من هذه الأهوار للزراعة، وتراجع مستويات الفيضانات بسبب السدود المقامة على نهر دجلة وفروعه، خاصة في جزئه العلوي بتركيا.

ب. نهر الفرات

أطلق على نهر الفرات أسماء عدة في الحضارات السابقة. فقد كان البابليون يسمونه نهر برات Purattu وبراتا Puratta، والعبرانيون يدعونه فراث، كما سماه الفرس القدماء إفراتو، وسماه السومريون برانينو Puranunu، أما اليونانيون فقد أسموه إيفرات Euphrates. وأخذت اللغات الأوروبية اسم النهر من اللغة اليونانية.

وينبع نهر الفرات من جبال بونتيك في شرقي وسط تركيا إلى الشمال من منابع نهر دجلة. ويتكون نهر الفرات من التقاء نهر كوراسيو Korasuyu مع نهر مورات Murat في محافظة إيلازج Elazig بوسط تركيا. وقد أقيم على نهر الفرات وروافده في تركيا العديد من السدود ضمن مشروع عملاق يُدعى مشروع الأناضول العظيم GAP، وقد بدأ العمل فيه في أوائل الستينيات من القرن العشرين. ويهدف المشروع إلى ري 1.6 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، وإنتاج 26 بليون كيلووات من الطاقة الكهربائية قبل حلول عام 2006. وأهم سدود هذا المشروع سد أتاتورك، الذي افتتح في عام 1990. ويعد سد أتاتورك أحد أكبر السدود في العالم، إذ تبلغ مساحة البحيرة التي يحجزها أمامه حوالي 816 كم2. ونتيجة لهذه المشاريع فقد انخفض معدل تفريغ نهر الفرات عند دخوله الأراضي السورية خلال التسعينيات من القرن العشرين إلى نصف ما كان عليه في السابق.

ويدخل نهر الفرات الأراضي السورية عند دائرة عرض 36 درجة و49 دقيقة شمالاً وخط طول 38 درجة ودقيقتين شرقاً. ويجري النهر في اتجاه جنوبي شرقي بشكل عام لمسافة 465 كم قبل أن يغادر سورية إلى الأراضي العراقية، عند دائرة عرض 34 درجة و24 دقيقة شمالاً وخط طول 41 درجة ودقيقة شرقاً، بالقرب من مدينة البوكمال السورية. وفي سوريا يلتقي نهر الفرات بالعديد من الروافد، أهمها نهر الخابور المنحدر من المرتفعات الشرقية في تركيا. وقد أقيم على نهر الفرات في سوريا سد الثورة، الذي يحجز أمامه بحيرة الأسد، التي تبلغ مساحتها 640 كم2، وذلك لرفع منسوب المياه للأغراض الزراعية ولتوليد الطاقة الكهربائية، ونتيجة لذلك فقد انخفض معدل تدفق نهر الفرات عند الحدود السورية العراقية بأكثر من 80% عن ما كان عليه في السابق.

وبعد أن يدخل نهر الفرات الأراضي العراقية، يتجه شرقاً لمسافة 100 كم، ثم ينحرف نحو الجنوب الشرقي ماراً بمدينة الرمادي. وقد أقيم عليه بالقرب منها سد الرمادي لرفع منسوب المياه، وتحويلها إلى هور الحبانية، الواقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الرمادي، ويكون هور الحبانية خزاناً لمياه الفيضان، التي تعاد إلى نهر الفرات عندما يقل منسوب المياه في النهر. ويواصل نهر الفرات مسيره في الاتجاه الجنوبي الشرقي إلى أن يقترب من نهر دجلة عند مدينة بغداد، إذ تتقلص المسافة بين النهرين إلى حوالي 35 كم. وفي نهاية هذه المنطقة تصرف إلى نهر الفرات مياه بحيرة الثرثار التي تغذيها مياه نهر دجلة. وقد أقيم على نهر دجلة سد لصرف مياه الفيضان إلى بحيرة الثرثار وذلك لحماية مدينة بغداد من الفيضان، ولإمداد نهر الفرات بالمياه بعد موسم الفيضان. ويستمر نهر الفرات في مسيرته حتى يصل إلى بلدة الكفل على بعد حوالي 16 كم شمال مدينة الكوفة. وينشطر نهر الفرات إلى شط الكوفة وشط الشامية اللذين يلتقيان مرة أخرى بعد مسافة 75 كم، وذلك بالقرب من مدينة الشنافية. وبعد أن يتعدى نهر الفرات مدينة الشنافية بحوالي 22 كم ينشطر مرة أخرى إلى شطرين ليلتقيا بعد مسافة 50 كم بالقرب من مدينة السماوة، ليواصل نهر الفرات سيره في الاتجاه الجنوبي الشرقي، ماراً بمدينة الناصرية، ثم مدينة سوق الشيوخ، ومن ثم ينتهي في هور الحمار، ويمتد الهور لمسافة 100 كم ويصرف جزءاً من مياهه في شط العرب، عند مدينة كرمة علي بجوار مدينة البصرة. ويصرف الجزء الآخر عن طريق شط البصرة الذي يصب في خور الزبير المتصل بالخليج العربي، عن طريق خور شيطانة وخور عبدالله اللذين تشرف عليهما جزيرة وربة الكويتية. وقد أقيم على خور الزبير ميناء أم قصر ليكون بديلاً عن ميناء الفاو والبصرة الواقعين على شط العرب، وذلك في حالة النزاع العسكري مع إيران في منطقة شط العرب. أما المجرى القديم لنهر الفرات ـ بين سوق الشيوخ ومدينة القرنة ـ الذي كان يلتقي مع نهر دجلة ليكونا شط العرب، فلم يجر فيه سوى مياه نهر دجلة القادمة عن طريق بعض القنوات من الضفة اليمنى (الغربية) لنهر دجلة لتصب في هور الحمار.

على جانبي نهر الفرات العديد من الأهوار، التي تتغذى بمياه الفرات خلال موسم الفيضان وتعيدها إلى النهر في الموسم الجاف إلا أنه يفقد الكثير من هذه المياه من خلال التبخر؛ نظراً لأنها تقع في إقليم جاف حار، كما يفقد جزءاً آخر من المياه عن طريق التسرب داخل التربة في هذه الأهوار. ومن أهم هذه الأهوار: هور ابن نجم، وهور أبي حجّار، وهور الرماح، وهور الله، وهور لفتة، وهور اللايح. إلا أن هور الحمار هو أكبرها وأهمها؛ إذ يمتد باتجاه غربي ـ شرقي لمسافة تقدر بحوالي 100 كم، بين مدينة سوق الشيوخ في الغرب ومدينة كرمة علي في الشرق على شط العرب بالقرب من البصرة. وتقسم سلسلة من الجزر الصغيرة هور الحمار إلى قسمين: القسم الشرقي، وهو الأكبر ويتكون من مسطحات مائية ضحلة، يبلغ اتساعها حوالي 48 كم من الشمال إلى الجنوب، أما القسم الغربي فهو أصغر حجماً؛ إذ لا يتجاوز عرضه 25 كم. ونظراً لضحالة مياه هور الحمار وامتلائه بالأعشاب المائية خاصة القصب والبردي في الأجزاء العميقة منه، فهو غير صالح للملاحة خاصة المراكب ذات المحركات.

ولا يقتصر مصدر مياه هور الحمار على نهر الفرات فقط، بل إن أغلبيتها تأتي من نهر دجلة عن طريق مجرى الفرات القديم، وعن طريق العديد من القنوات القادمة من الضفة اليمنى لنهر دجلة، خاصة في موسم الفيضان.

ج. نهر كارون

ينحدر نهر كارون من أواسط جبال زاغروس في غربي إيران، ويأخذ الاتجاه الغربي، وبعد أن يقطع حوالي 350 كم تاركاً المناطق الجبلية، ينحرف نحو الجنوب الغربي ليقطع حوالي 250 كم في المنطقة السهلية ماراً بمدينة أحفاز، قبل أن يصب في شط العرب عند مدينة خرمشهر الإيرانية. وهو صالح للملاحة إلى ميناء أحفاز الواقع على بعد يزيد على 150 كم من مصب نهر كارون في شط العرب، كما أنه النهر الوحيد في إيران الصالح للملاحة.