إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الوفرة، الكويت






الموقع الجغرافي لمدينة الوفرة



مدينة الوفرة، الكويت

مدينة الوفرة

الوفرة مدينة صغيرة، في أقصى جنوب دولة الكويت، قرب الحدود السعودية، تابعة لمحافظة الأحمدي، وقد كانت جزءاً مما كان يعرف بالمنطقة المحايدة، بين المملكة العربية السعودية والكويت، وقد كان لكل من المملكة العربية السعودية والكويت حقوق متساوية في الإدارة والقضاء والدفاع في هذه المنطقة المحايدة، حسب اتفاقية العقير عام 1922، التي عقدت في واحة العقير في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بحضور كل من جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود سلطان نجد وملحقاتها، وسير برسي كوكس P. Z. Cox، المندوب السامي البريطاني في العراق، والميجر جي سي مور J. C. More، المعتمد السياسي البريطاني في الكويت. وقد كانت الوفرة وسماح آخر المناطق، التي تم الاتفاق بشأنها في هذه المعاهدة، التي تواصلت محادثاتها عدة أيام. وقد نص الاتفاق على أن يكون لكل من المملكة العربية السعودية والكويت حقوق متساوية في هذه المنطقة المحايدة، حتى يأتي الوقت الذي يتم فيه ترسيم الحدود، في مدة أقصاها أربعون عاماً من تاريخ توقيع الاتفاقية.

وفي السابع من شهر يوليه عام 1965، وبعد مضي ثلاثة وأربعين عاماً على توقيع اتفاقية العقير، تم الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والكويت، على تقسيم المنقطة المحايدة بتوقيع كل من الشيخ جابر الأحمد الصباح، وزير المالية والصناعة والتجارة الكويتية آنذاك (سمو أمير دولة الكويت الآن) ومعالي الوزير أحمد زكي يماني، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي. وكانت أهم نقاط الاتفاق ما يلي:

1. تقسيم المنطقة المحايدة إلى قسمين: جنوبي وشمالي، يضم القسم الجنوبي إلى المملكة العربية السعودية، ويضم القسم الشمالي إلى الكويت.

2. يكون لكل دولة سلطة الإدارة، والقضاء، والدفاع في المنطقة التي تضمها.

3. تشمل المنطقة المقسمة الأرض والشواطئ والمياه المحاذية لها، من دون المناطق البحرية البعيدة عن الشواطئ.

4. يكون للدولتين حقوق متساوية في الثروات الطبيعية في المنطقة المقسومة، بما في ذلك المنطقة البحرية، إلى مسافة ستة أميال بحرية من الشاطئ.

5. تضمن اتفاقيات الامتياز، التي عقدها الطرفان، ويتم احترام الحقوق المنصوص عليها فيها.

6. منع الازدواج الضريبي، وتسهيل تنقل الأفراد العاملين في تطوير الثروات الطبيعية بين القسمين.

وبعد مضي خمس سنوات من توقيع اتفاق التقسيم، دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 21 مايو 1970، ونتيجة لذلك أصبحت الوفرة تابعة للكويت.

1. الموقع

أ. الموقع الجغرافي

تقع مدينة الوفرة في أقصى جنوب دولة الكويت، ولا تبعد سوى 6 كم إلى الشمال من الحدود الكويتية السعودية، وتبعد حوالي 45 كم إلى الغرب من خط ساحل الخليج العربي، وحوالي 95 كم إلى الجنوب من مدينة الكويت عاصمة دولة الكويت. (اُنظر خريطة الموقع الجغرافي لمدينة الوفرة)

ب. الموقع الفلكي

فلكياً تقع مدينة الوفرة على دائرة عرض 28 درجة و37 دقيقة شمالاً، وخط طول 47 درجة و55 دقيقة شرقاً.

2. السطح

سطح منطقة الوفرة سهل ساحلي تغطية فرشات رملية رقيقة تعرف محلياً باسم الدكاك أو الدكادك، وهي عبارة عن رمال مستقرة منبسطة على وجه الأرض تكثر بها النباتات والشجيرات، التي تعمل على تثبيت الرمال. ويبلغ متوسط ارتفاع سطح المنطقة حوالي 100 متر فوق مستوى سطح البحر.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ الوفرة، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع الوفرة على دائرة عرض 28.5 درجة شمالاً تقريباً يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسود فيه المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي للوفرة الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية قرب ساحل الخليج العربي الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) وقوعها قرب ساحل الخليج العربي الغربي يجعل من الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية رطبة ـ إلى حد ما ـ في فصل الشتاء، وتجلب الدفء للمنطقة، وتوفر رطوبة في الهواء للمنخفضات الجوية الحركية التي تعبر المنطقة في بعض أيام الشتاء والربيع والمسماة منخفضات البحر الأبيض المتوسط مما يتسبب في سقوط بعض الأمطار. أما في فصل الصيف، فتؤدي هذه الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية في الهواء مما يجعل الجو حاراً ورطباً يصعب تحمله من قبل سكان المنطقة.

(3) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، الذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل؛ نجد أن مناخ الوفرة صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 95 مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود في هذه الفترة المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 15 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية للهواء في فصل الشتاء حوالي 67%.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الربيع حوالي 23 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية في الهواء في هذا الفصل حوالي 50%.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 36%.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في الوفرة في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في هذا الفصل حوالي 29 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 50%. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.

4. التاريخ

وصف الرحالة لوريمر الوفرة في كتابه "دليل الخليج"، في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، بأنها آبار كثيرة عمقها قامتان (حوالي 3 م)، وطعم مياهها مستساغ وتنمو حواليها الأعشاب، التي تتغذى عليها الجمال. كما وصفت المنطقة في العشرينيات من القرن العشرين، من قبل شركة الزيت العربية المحدودة، بأنها لم تكن مأهولة من الصيف إلى الشتاء، ولكنها كانت تكتسي بالعشب الأخضر في الربيع، وتتفجر فيها الينابيع ويؤمها البدو بقطعان الجمال والأغنام للسقيا والرعي.

وفي عام 1922 أصبحت الوفرة تقع فيما كان يعرف بالمنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية والكويت، حسب اتفاقية العقير، بين جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود والمندوب السامي البريطاني في العراق، والمعتمد السياسي البريطاني في الكويت، وحسب هذه الاتفاقية يكون لكل من المملكة العربية السعودية والكويت حقوق متساوية في الإدارة والقضاء والدفاع في هذه المنطقة المحايدة.

وفي عام 1965، تم الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والكويت على تقسيم المنطقة المحايد، والتي بموجبها أصبحت الوفرة تابعة لدولة الكويت، وقد دخل التقسيم حيز التنفيذ في 21 مايو 1970.

وترجع بدايات الوفرة بصفتها مدينة إلى اكتشاف النفط في حقل الوفرة إلى عام 1953 ثم إنتاجه في عام 1954، بواسطة شركة النفط الأمريكية المستقلة American Independent Oil Co. والمعروفة اختصاراً باسم أمين أويل Aminoil التي بدأت بمشروعات إسكانية إضافة إلى توفير الخدمات والفرص الوظيفية.

5. السكان

بلغ عدد سكان مدينة الوفرة 3673 نسمة في عام 1970، منهم 865 كويتياً، و2808 غير كويتيين، أي أن غير الكويتيين كانوا يشكلون ما نسبته 76% من مجموع سكان المدينة، ثم ارتفع عدد سكان المدينة إلى 5108 نسمات في عام 1980، يشكل الكويتيون (3764) أو ما نسبته 74% من المجموع الكلي لعدد السكان في المدينة. وبحلول عام 1985 وصل عدد سكان مدينة الوفرة 8906 نسمات غالبيتهم العظمى من غير الكويتيين، الذين بلغ عددهم 7137 نسمة أو ما نسبته 80% من مجموع سكان المدينة.