إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / جزيرة وربة، الكويت






الموقع الجغرافي لجزيرة وربة



جزيرة وَرْبَة

جزيرة وَرْبَة

1. الموقع

تقع جزيرة وربة الكويتية في أقصى الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي، بين دائرتي عرض 29 درجة و56 دقيقة، و30 درجة شمالاً، وخطي طول 48 درجة ودقيقة و48 درجة وتسع دقائق شرقاً، وذلك إلى الشمال من جزيرة بوبيان، أكبر الجزر الكويتية، ويفصلها عنها خور بوبيان، الذي لا يتجاوز عرضه الكيلو مترين، ولا يفصلها عن البر الرئيسي الكويتي إلى الغرب منها سوى ممر مائي ضيق، هو خور الصبية، الذي لا يتجاوز عرضه الكيلو متر الواحد.

أما البر العراقي، الواقع إلى الشمال من الجزيرة، فيفصلها عنه ممر مائي ضيق يعرف الجزء الشرقي منه بخور عبدالله، والجزء الغربي بخور شيطانة، المتصل بخور الزبير، الذي يمتد داخل الأراضي العراقية، والذي يقع عليه ميناء أم قصر، أحد أهم الموانئ العراقية. (اُنظر الموقع الجغرافي لجزيرة وربة)

2. السطح

تعود نشأة جزيرة وربة إلى الإرسابات النهرية، وتأخذ شكلاً طولياً، ممتداً من الشرق إلى الغرب، وهي في جزئها الغربي أكثر اتساعاً من الشرق، ويبلغ طولها ثمانية أميال (12.8 كم) من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ويبلغ أقصى عرض لها حوالي ميلين (3.2 كم)، ويبلغ أقصى ارتفاع لها عن مستوى سطح البحر حوالي عشرة أقدام (3 م)، وسطحها مستوٍ ورملي تكثر فيه المستنقعات، وتربتها عالية الملوحة، بسبب سوء الصرف الطبيعي، وظاهرة النشع المرتبطة باقتراب مستوى الماء الباطني المالح من السطح، فنجد أن ملوحة التربة في الجزيرة تصل إلى 100 ألف جزء في المليون، أي أن ملوحة تربتها تزيد عن ضعف ملوحة مياه الخليج العربي، الذي يعد بدوره من أشد بحار العالم ملوحةً، نظراً لوقوعه في منطقة الصحاري الحارة، إضافة إلى شبه انعزاله عن المحيط الهندي إذ لا يربطهما سوى مضيق هرمز الضيق والضحل.

وعلى رغم أن كمية الأمطار الساقطة على جزيرة وربة كافية لنمو الأعشاب والحشائش الصحراوية، كما هو الحال في الأراضي المجاورة لها في الكويت والعراق، فإن الغطاء النباتي يكاد يكون معدوماً؛ بسبب شدة ملوحة التربة، إذ لا ينمو في الجزيرة سوى بعض أنواع النباتات، التي تتحمل الملوحة العالية، مثل الإشنان، والرغل، والزملوح.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ جزيرة وربة، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع جزيرة وربة على دائرة عرض 30 درجة شمالاً تقريباً يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسوده المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي لجزيرة وربة الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية في مياه الخليج العربي قرب الساحل الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2)    وقوعها في الخليج العربي قرب ساحله الغربي يجعل من الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية رطبة ـ إلى حد ما ـ في فصل الشتاء، وتجلب الدفء للمنطقة، وتوفر رطوبة في الهواء للمنخفضات الجوية الحركية التي تعبر المنطقة في بعض أيام الشتاء والربيع والمسماة منخفضات البحر الأبيض المتوسط مما يتسبب في سقوط بعض الأمطار. أما في فصل الصيف، فتؤدي هذه الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية في الهواء مما يجعل الجو حاراً ورطباً يصعب تحمله من قبل سكان المنطقة.

(3)    تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، الذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل؛ نجد أن مناخ جزيرة بوبيان صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 115 مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود في هذه الفترة المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 15 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في جزيرة وربة في أوائل شهر تشرين أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان.

4. النزاع السياسي

وتشرف الجزيرة على خور عبدالله، وخور شيطانة، اللذين يتحكمان في الملاحة بين الخليج العربي وميناء أم قصر العراقي،,الواقع على خور الزبير، ونظراً لهذا الموقع الإستراتيجي طالب العراق بالجزيرة منذ استقلاله عن الاستعمار البريطاني عام 1932. ففي العشرين من شهر مارس 1973، عبرت القوات العراقية الحدود الكويتية، واحتلت المكتب الحدودي الكويتي في سامطا. وقد كان الدافع وراء ذلك ازدياد الصادرات النفطية من حقل الرميلة الشمالي، في جنوبي العراق، عن الطاقة التصديرية للموانئ العراقية، بما فيها ميناء البصرة، وميناء أم قصر، وميناء الفاو، ذات المياه الضحلة، التي لا تصل إليها بارجات النقل الكبيرة، وشعور العراق بحاجة إلى بناء ميناء في المياه العميقة على ساحل جزيرة بوبيان الواقعة إلى الجنوب من جزيرة وربة.

وفي عام 1975 أكد العراق حقه في احتلال جزيرتي وربة وبوبيان، أو استئجارهما لحماية قاعدة العراق البحرية في ميناء أم قصر، على خور الزبير. وفي عام 1990، وبعد أن احتل العراق جميع الأراضي الكويتية، ضم حقل الرميلة وجزيرتي وربة وبوبيان إلى محافطة البصرة، في الأيام الأولى من الاحتلال، مما يؤكد الرغبة الشديدة للعراق في السيطرة على هاتين الجزيرتين الإستراتيجيتين، خاصة أن منافذ العراق محدودة على الخليج العربي، إضافة إلى النزاع العراقي الإيراني المستمر على الحدود في شط العرب، وهذا ما يحتم على العراق إيجاد منافذ آمنة على الخليج العربي.