إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / شركة الزيت العربية المحدودة (1991)




ولي عهد اليابان وبعثة الشرف
ولي عهد اليابان في الخفجي
الأمير ناروهيتو قرب الرياض
الأمير سلطان والأميرة ماساكو
الأمير عبدالله والأمير ناروهيتو
الملك فهد يستقبل ولي عهد اليابان
المكاتب والمساكن بالخفجي
خزان نفط يحترق
حفل غداء تكريماً للأمير ناروهيتو
زيت الخفجي
عمليات الزيت
قاعدة العمليات في الخفجي

الخفجي والحوت




حرب أكتوبر 1973: أزمة النفط الأولى

حرب أكتوبر 1973: أزمة النفط الأولى

       في السادس من أكتوبر 1973، نشبت الحرب في الشرق الأوسط، بين القوات المصرية والسورية من جهة، والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى. وتضافرت جهود الدول العربية المنتيجة للنفط، لتأييد القضية العربية، من أجل حصول الفلسطينيين على حقهم في تقرير مصيرهم، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. وعقدت ست دول خليجية من أعضاء منظمة أوبك، منها المملكة العربية السعودية والكويت، اجتماعاً لوزراء النفط، تقرر فيه رفع السعر المعلن للنفط العربي الخفيف بنسبة 70%، من 3.01 دولار إلى 5.12 دولار للبرميل. وقاطعت منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوبك)، الدول المؤيدة لإسرائيل، نفطياً.

       أحدث النقص الكبير في إمدادات النفط، ورفع سعره، صدمة قوية في أسواق النفط في العالم. وكانت اليابان إحدى الدول، التي تأثرت تأثراً كبيراً. فقد حدث نقص كبير في الجازولين والكيروسين، وسائر مشتقات النفط الأخرى، التي تدخل في الاستخدامات اليومية في الحياة، وارتفعت الأسعار ارتفاعاً حاداً.

       كان احتياطي اليابان من الزيت، يكفيها ـ في ذلك الوقت ـ مدة تسعة وخمسين يوماً. فإذا حُسبت الأيام اللازمة للتكرير والتوزيع، أصبح الاحتياطي كافياً مدة 20 يوماً فقط. وشعرت الحكومة اليابانية بالقلق، لأن هذه الأزمة لو طالت، فان اقتصاد اليابان وحياة الناس ستكون عرضة للدمار.

       اتخذ رئيس شركة الزيت العربية، ميزونو، إجراء سريعاً في مواجهة تلك الأزمة. فعلى إثر حضوره اجتماع مجلس إدارة الشركة في الخفجي، في نوفمبر 1973، طار إلى الرياض، واجتمع مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير خالد بن عبدالعزيز، ووزير البترول والثروة المعدنية، أحمد زكي يماني، ووزير الدولة، هشام محي الدين ناظر. ولم يكتف الرئيس ميزونو بشرح الوضع الحرج، الذي تواجهه اليابان، بل أراد أيضاً معرفة ما تنويه الدول العربية المنتجة للنفط. وقد تبين له خلال تلك الاجتماعات، أن موقف اليابان الرسمي لو أصبح مؤيداً للقضية العربية، فان الدول العربية المنتجة للنفط ستعدّ اليابان دولة صديقة، وترفع الحظر النفطي عنها.

       عاد "ميزونو" إلى اليابان، وكله أمل في حلًّ سريع لذلك الموقف الصعب. واجتمع، فور وصوله، بكبار المسؤولين اليابانيين، وكانت نتيجة ذلك إعلان الحكومة اليابانية تأييدها، لموقف الجانب العربي في النزاع.

       أوفدت الحكومة اليابانية نائب رئيس الوزراء (ت. ميكي)، مبعوثاً خاصاً إلى ثماني دول عربية. وأبلغ جلالة الملك فيصل المبعوث الياباني، أن المملكة العربية السعودية تعدّ اليابان دولة صديقة، ووعد بمواصلة إمدادها بالنفط. وفي 26 ديسمبر 1973، أعلن مؤتمر وزراء النفط العرب رسمياً، أن اليابان تُعَدّ دولة صديقة. وهكذا انتهت أزمة النفط بالنسبة إلى اليابان.