إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / مجموعة شركات ليتون للصناعات Litton Industries, Inc









ليتون والمملكة العربية السعودية

ليتون والمملكة العربية السعودية

      أسهمت شركة ليتون إسهاماً كبيراً، في تطوير قوات الدفاع الجوي السعودية، التي كان يقودها صاحب السمو الملكي الأمير الفريق خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أثناء حرب الخليج. وقد خصص الأمير خالد فصلاً في كتابه "مقاتل من الصحراء" عن بناء قوة الدفاع الجوي، والدور الذي قامت به ليتون. يقول الأمير خالد في هذا الفصل:

      "كنّا نحتاج إلى نظام للقيادة والسيطرة والاتصالات، يُرْمَزُ إليه بـC3، يربط رادارات الإنذار المبكر والمدفعية والصواريخ بمركز قيادة رئيسي.

      اقتنعت السلطات بالسماح لي ببدء المفاوضات مع شركة ليتون Litton، وهي شركة أمريكية كبيرة تخصصت في إنتاج مثل هذا النظام (C3) وتم توقيع عقد معها قيمته 1.6 مليار من الدولارات في 8 أبريل عام 1979، بعد أكثر من عامين من الجهود المضنية.

      ومن حق القارئ غير المتخصص، أن أقدم إليه عرضاً مبسطاً عن الإمكانات، التي يتيحها نظام القيادة والسيطرة والاتصالات، الذي تعهدت ليتون بتقديمه. كان النظام مصمَّماً لربط جميع عناصر الدفاع الجوي في أنحاء المملكة، بمركز سيطرة رئيسي. فهو عبارة عن شبكة اتصالات تغطي المملكة بكاملها. فترتبط، من جهة، بالرادارات البعيدة المدى القادرة على نقل صورة للمجال الجوي، كما ترتبط، من الجهة الأخرى، بأجهزة القيادة والسيطرة التي تُعرف بـTSQ73. تتميز هذه الأجهزة بالقدرة على تحليل الصورة الجوية، وتحديد الخطر القادم، واختيار السلاح المناسب لتدمير الأهداف الجوية المعادية. وهذا يعني أن نظام C3 الذي يعمل من طريق التكنولوجيا المتقدِّمة ذات السيطرة الآلية، يستطيع أن يكتشف الأهداف الجوية في الوقت الحقيقي، ويتتبعها، ومن ثَم يعطي الأمر إلى سرايا الدفاع الجوي بالاشتباك معها. وكان مركز شبكة الاتصالات مدينةَ الرياض وتغطي تلك الشبكة المملكة بأسرها، من تبوك شمالاً حتى حدود اليمن جنوباً، ومن الظهران شرقاً حتى جدّة غرباً. والهدف من هذا النظام بجملته، هو تأمين صورة كاملة للمجال الجوي لقائد الدفاع الجوي، إضافة إلى تمكينه من السيطرة، على جميع أنظمة الأسلحة.

      إضافة إلى الأنظمة الإلكترونية المعقدة، كان النظام يتطلب قدراً كبيراً من أعمال الإنشاء، لإيواء أجهزة القيادة والسيطرة والرادارات ومعدات الاتصالات، حتى تكون قريبة من سرايا صواريخ هوك والأسلحة الأخرى. كنت أتمنى، في بداية الأمر، أن يتمكن المقاولون المحليون من القيام بعمليات البناء. لكن الطبيعة الفنية المعقدة للمشروع، جعلت الشركات المحلية عاجزة عن الإقدام على تلك العملية. وعهدت شركة ليتون بالإنشاءات، بموجب عقد فرعي (من الباطن)، إلى مؤسسة فرانكفورت Frankfurt، التي يمتلكها فيليب هولزمان Phillip Holzman، ونتج من ذلك تأخير البرنامج 18 شهراً تقريباً.

      وفى نهاية المطاف، نُصبت أجهزة الرادار بنجاح لتغطي كل المملكة، وتم استخدام محطات تقوية لربط محطات الرادار بالشاشة الكبيرة، الموجودة في غرفة العمليات في مركز قيادة قوات الدفاع الجوي في الرياض.

      لقد بذلت ليتون جهداً مقدراً، حين نظمت برنامجاً للتدريب على نظام القيادة والسيطرة في كاليفورنيا California، وأفاد منه مئات الشباب السعوديين. ويُعَد هذا البرنامج، حقاً، من أبرز الخدمات التي قدمَتها إلينا تلك الشركة. كان برنامجاً ناجحاً في كل المقاييس. وساعدتني ليتون في حماية الطلاب المتدربين هناك من إغراءات لوس أنجلوس Los Angeles التي لا تقاوم.

      في الفترة بين عامي 1978 و1993، وفرت شركة "ليتون المملكة العربية السعودية المحدودة" (Litton Saudi Arabia Limited)، نظام قيادة، وسيطرة، واتصالات في أنحاء المملكة العربية السعودية لصالح قوات الدفاع الجوي الملكية السعودية.

      في عام 1991، بلغت قيمة الأنظمة، التي أنشأتها أو حدثتها شركة ليتون، بلايين الدولارات، مما ساعد على تحقيق النصر في حرب الخليج.

      تضمنت إسهامات الشركة أجهزة رؤية ليلية؛ وأنظمة أوتوماتيكية للتحكم في نيران المدفعية، وعمليات تكتيكية جوية، وطائرات، وأنظمة توجيه صواريخ، وإنذار مبكر، ومدمرات بحرية، وطرادات ذات صواريخ موجهة، وسفن قتالية برمائية.

      في عام 1997، ضمت شركة ليتون إليها شركتين مهمتين، هما:

1. Racal Marine Group (المعروفة باسم Decca)، وهي شركة عالمية رائدة، في صناعة الرادارات البحرية.

2. شركة (SAIT SAI Technology)، وهي أكبر شركة لإنتاج أنظمة ومعدات الكومبيوتر المعدَّلة والأكثر متانة، التي تتطلبها الأسواق التجارية والعسكرية في أنحاء العالم.

      إنّ الجهد الذي تقدمه شركة Decca، ومعها شركة Sperry Marine، التي ضمتها شركة ليتون عام 1996، جعل من شركة ليتون أكبر منتج عالمي لأنظمة الملاحة والإرشاد البحرية الإلكترونية، التي يطلبها العملاء العسكريون والتجاريون.