إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / إدارة الأزمات





تصنيف الأزمات
أسباب نشوء الأزمات
مراحل تكوين الأزمات، وتفاعلاتها الداخلية
المبادئ الأساسية لمواجهة الأزمات
المتطلبات الإدارية، اللازمة للتعامل مع الأزمة
تفويض السلطة، في إدارة الأزمات
أساليب التعامل مع الأزمات
الأسلوب العلمي، والمنهج المتكامل لمواجهة الأزمات
إستراتيجيات مواجهة الأزمات وتكتيكاتها
تنظيم مركز إدارة الأزمات
مراحل إدارة الأزمات
القواعد الأساسية لإعداد سيناريو التعامل مع الأزمة
مصفوفة الأزمة
الإجراءات الوقائية من الأزمات




إدارة الأزمات

الفصل الثالث

تكوين فريق إدارة الأزمات وإعداده، ومراحل عمله

على الرغم من حدوث الأزمات، منذ القدم، إلاّ أنها اكتسبت، في العصر الحديث، خصائص وصفات، لم تكن موجودة من قبل. فأصبحت مغايِرة مغايَرةً كبيرة، نتيجة لاختلاف الأوضاع والظروف؛ إضافة إلى تزايد تشابكها، وتكاثف علاقاتها، وتشعب عواملها ومكوناتها، واتساع دائرة المهتمين بها، وتغير القوى المؤثرة فيها والمتأثرة بها. ونتيجة لذلك، أصبحت القرارات الفردية غير ملائمة، وباتت إدارة الأزمات إدارة جماعية، تقوم على رؤية فكرية متكاملة، لاتخاذ القرار.

وإدارة الأزمات علم، له أصوله وقواعده؛ لم يتبلور إلاّ في السنوات الأخيرة. وهي، كذلك، فن، يعتمد، أساساً، على أشخاص، يجب أن يتّسموا بقدرات ومهارات خاصة، منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم. وتتولد المهارات المتعلقة بإدارة الأزمات، وتنمو، بالتدريب، واكتساب المعارف، والصقل في الظروف المواتية، وخاصة مع تطبيق الأسلوب العلمي في ترقية القادة، وتوافر المؤسسات والمنظمات ومعاهد البحث العلمي، التي تستخدم أحدث الأساليب التعليمية المتقدمة، في نقل التجارب والخبرات بإدارة الأزمات.

ومواجهة الأزمات، لا تحتاج إلى القيود، والجمود، والالتزام بمحددات الظروف المحيطة، التي طالما كانت سبباً لإفراز الأزمة؛ وإنما تحتاج إلى التحرر من القيود، التي تعوق الحركة في اتجاه السيطرة على تطوُّر الأزمة، وخاصة أن مواجهتها، تعني تفجير طاقات جديدة، لم تستخدم في إطار البيئة التنظيمية، والأساليب السابقة. والنجاح في مواجهة الأزمات والتعامل معها، يبدأ بمحو المشكلات السابقة، والاستعداد للتعامل مع المشكلات المحتملة المستقبلية. وتمثل فداحة الخسائر اختباراً قاسياً للقائد، وتحفز، في معظم الحالات، إلى استنفار مهارات وقدرات قيادية، لا تظهر في الأوقات العادية. ولذلك، لابدّ للقائد، عند مواجهته للأزمة، من استخدام ما يتأتّى له من مهارات الابتكار والمرونة، والاستفادة من المشاركة بالرأي والمشورة. 

وعملية مواجهة الأزمات، لا يمكن تنفيذها تنفيذاً راتباً، بصفتها وظيفة تقليدية، من دون استيعاب للقوى المختلفة المحيطة بالأزمة، والتي تتمثل في الأنظمة والمؤسسات والسياسات والإستراتيجيات؛ وكذلك القوى، الاجتماعية والاقتصادية. فتكوين فريق لإدارة الأزمة، هو، إذاً، مهمة صعبة، تتطلب الاختيار الدقيق، والتدريب السليم، وإعداد أعضاء الفريق والإشراف عليهم وتوجيههم.