إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / إدارة الأزمات





تصنيف الأزمات
أسباب نشوء الأزمات
مراحل تكوين الأزمات، وتفاعلاتها الداخلية
المبادئ الأساسية لمواجهة الأزمات
المتطلبات الإدارية، اللازمة للتعامل مع الأزمة
تفويض السلطة، في إدارة الأزمات
أساليب التعامل مع الأزمات
الأسلوب العلمي، والمنهج المتكامل لمواجهة الأزمات
إستراتيجيات مواجهة الأزمات وتكتيكاتها
تنظيم مركز إدارة الأزمات
مراحل إدارة الأزمات
القواعد الأساسية لإعداد سيناريو التعامل مع الأزمة
مصفوفة الأزمة
الإجراءات الوقائية من الأزمات




إدارة الأزمات

الفصل الرابع

تطبيقات إدارة الأزمات

    ثمة قواعد ومبادئ عدة، تراعى في إدارة الأزمات؛ تطَّور بعضها، تدريجاً، بعد أن أكسبته التجارب العملية مصداقيته. ومن ثَم تكتسب القراءة المتأنية للتاريخ أهميتها، إذ تصقل الخبرات، وتبلور معياراً رشيداً، يمكن الرجوع إليه، في مواجهة أزمات الحاضر والمستقبل. والتجارب التاريخية، هي، إذاً، مادة إدارة الأزمات؛ غير أن الاستفادة منها، يخضع لمفهوم القياس، وليس لمفهوم التكرار، مادام مستحيلاً، أن يكرر التاريخ أحداثه تكراراً متطابقاً تماماً. وفي هذا الإطار، لا يكون القياس التاريخي تجربة جاهزة، تصلح لعلاج كلِّ الحالات؛ بل إن للحسّ التاريخي الحادّ دوره، في تقرير القابلة منها للقياس، وتلك التي تشذ عنه؛ وذلك رهْن القدرة على تمييز المتغيرات المؤثرة في جوهر الحقيقة التاريخية، من تلك التي لم تحقق التأثير المطلوب.

    وفي إطار مواجهة الأزمات وإدارتها، لا سبيل، هو أفضل من منهج القياس التاريخي، الذي يتخذ التجربة التاريخية مصدراً رئيسياً لدراستها الأزمات وتحليلها. إلاّ أنه لا بدّ من تجنّب اللبس، بين القياس التاريخي الصحيح، الذي يأخذ في حسبانه المتغيرات الراهنة، وذاك الخاطئ، الذي يتجاهلها. ومن ثَم، ليس للتاريخ قواعد ثابتة، تصلح للحالات كافة؛ وإنما قياس جائز على حالات مشابهة، تتيح توقّع بعض النتائج المحتملة، لتصرفات معينة، في مواقف مماثلة، وقابلة للمقارنة. فالتاريخ، إذاً، زاخر بالحكمة، فيه كلَُ الخبرات اللازمة لحل المشاكل المعاصرة، شريطة معرفة الملائم منها. وإدارة الأزمات، في الممارسات بين البشر والمجتمعات،قديمة قِدمهما؛ حيث كانت من مظاهر التعامل الإنساني مع المواقف الطارئة، أو الحرجة، سواء كانت بفعل الطبيعة أو البشر. وكانت هذه الممارسة، هي الاختبار الحقيقي لقدرة الإنسان على مواجهة الأزمات، والتعامل مع المواقف الحرجة؛ بما تفجره من طاقات إبداعية وتحثه على الابتكار.

    وإدارة الأزمات، لا تقتصر على التعامل مع الأزمة، لحظة حدوثها؛ ولكنها نشاط مستمر، يسبقها، تمهيداً لمواجهتها؛ ويليها، استخلاصاً لدروسها.