إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الفيلم السينمائي




أضواء المدينة
المدرعة بوتمكين
التعصب
تيتانيك
خزانة الدكتور كاليجاري
رحلة إلى القمر





المبحث الأول

أشهر عشر خدع فـي تاريخ السينما العالمية:

قبل التطور المذهل الذي حققته السينما من خلال توظيفها الحاسبات الآلية، خلال السنوات الماضية، عرفت السينما العالمية العديد من أساليب الخدع البصرية، واستخدمتها في أفلام كثيرة أبهرت الملايين من مشاهدي السينما.

وحدد النقاد أبرز هذه الأفلام في عشرة أفلام هي:

* رحلة إلى القمر، 1902.

* فاوست، 1926.

* كينج كونج، 1933.

* لص بغداد، 1940.

* متروبولس، 1926.

* 20 ألف فرسخ تحت الماء، 1954.

* رحلة السندباد السابعة، 1958.

* أوديسا الفضاء 2001، 1968.

* حرب الكواكب، 1977.

* المدمر 2، 1991.

معالم في طريق تطور السينما:

1. جورج ميلييه:

ظلت الأفلام في سنوات عمرها الأولى لا تتعدى مجرد التسجيل الإخباري للأحداث الواقعية، ولم تكن هناك استديوهات. وكانت الأفلام تلتقط في الشوارع، والحدائق، والشواطئ، والمصانع. وكان إعداد الفيلم كله متروكاً لقدرة المصوِّر الذي كان يقوم بمهام المخرج، والمصور، والمدير الفني، وخبير التحميض، والطبع. وكان المصورون السينمائيون في ذلك الوقت يعدون على أصابع اليد، ومن هؤلاء المصورين خرج الرواد العظام الذين لعبوا دوراً مهماً في تطوير فن السينما، ومنهم يبرز اسم جورج ميلييه، الذي يرجع إليه الفضل في إخراج السينما من إطار التسجيل الإخباري للأحداث الواقعية إلى إطار آخر، هو محاولة سرد قصة، مستعملاً مصادر فن آخر هو المسرح، فدفع السينما إلى طريقها المسرحي المشهدي على حد تعبيره هو شخصياً، وبذلك دخلت السينما في أول طريق الأفلام الروائية.

استطاع ميلييه أن يكشف السر العظيم الكامن في آلة التصوير السينمائي، وهو أول من قدم سينما الفرجة، وأول من أخرج، وهو مَن بنى أول استديو، وكتب أول سيناريو، ورسم أول ديكور، كما ساعدته المصادفة في أن يقدم أول الخدع السينمائية.

2. إدوين بورتر Edwin Porter:

بعد جورج ميلييه، وما حققه من إنجازات مهمة في نشأة فن السينما يأتي مصور آخر هو إدوين بورتر، الذي تناول الشعلة ليكمل المسيرة. كان بورتر يعمل مصوراً في شركة إديسون، ثم أصبح بعد ذلك من كبار المخرجين الأوائل. وفي عام 1902 أخرج فيلمه الأول "حياة رجل مطافئ أمريكي"، وبعده وفي عام 1903 يأتي فيلم بورتر التالي، الذي يعتبر بداية مرحلة جديدة على طريق تطور فن السينما، وهو فيلم سرقة القطار الكبرى The Great Train Robbery الذي أكَّد فيه بورتر خطوته الأولى نحو خلق فن سينمائي حقيقي. ففي هذا الفيلم وضع بورتر يده بحق على العناصر السينمائية التي قام المخرجون من بعده بتهذيبها وتطويرها باعتبارها عناصر خاصة بفن السينما.

3. ديفيد جريفيث David Griffith:

وفي عام 1909 أخرج جريفيث فيلم الفيلا الوحيدة، وقدم فيه لأول مرة فكرة اللقطات المتقاطعة، وهو ما يعرف الآن بالمونتاج المتوازي، وذلك لبيان الأحداث التي تقع في أكثر من مكان في نفس الوقت كالآتي: اللصوص يحاصرون امرأة وأطفالها، الزوج يحاول إنقاذهم، ويشتد التوتر في ذروة الفيلم بين مشهد الزوجة وأطفالها واللصوص، والزوج يقوم بالإنقاذ. وقد سميت هذه الحيلة باسم طريقة جريفيث للإنقاذ في آخر لحظة.

بعد ذلك قدم جريفيث تحفته الكبرى "مولد أمة" The Birth of a Nation عام 1915، عن الحرب الأهلية الأمريكية، وقام خلال هذا الفيلم بتطوير استخدام العديد من الأساليب الفنية التي نأخذها الآن كأمور مسلم بها، فجاء مولد أمة يضم 1375 لقطة بين لقطات كبيرة جداً، ومثل عين تنظر من خلال ثقب باب، أو زهرة، أو مسدس، أو سنبلة قمح، ولقطات بعيدة صوَّرت لمساحات شاسعة من الريف والمناطق المهجورة. كما استخدم الكاميرا المتحركة، واستخدم أيضاً وببراعة أكبر طريقته في القطع المتداخل، أو المتوازي بين المطارد، والطريد لخلق الإثارة المتصاعدة.

وفي عام 1916 قدم جريفيث رائعته الثانية في شكل فيلم ملحمي يضم أربعة موضوعات مختلفة وهي، فيلم "التعصب" Intolerance، (اُنظر صورة من فيلم التعصب)، الذي قدم فيه جريفيث بشكل متواز أربعة أمثلة للتعصب، تجمعها وحدة الموضوع، وهى التعصب في بابل القديمة، وآلام السيد المسيح، ومذابح البروتستانت في القرن السادس عشر في فرنسا، والتعصب في أمريكا.

4. شارلي شابلن:

إذا كانت الفترة ما بين 1920 -1940 قد شهدت أوج النضوج للفيلم الصامت، فقد شهدت الفترة السابقة لها، والتي تحكمت فيها سنوات الحرب بدء أعمال بعض المخرجين من أمثال توماس إنس Thomas Ince، وماك سينيت Mack Sennett، وأبل جانس Abel Gance، الذين وسعوا من أفق السينما، كما شهدت عمل رجل من عباقرة السينما هو شارلي شابلن.

فبينما بدأ جريفيث يوسع لغة التعبير السينمائي كان شارلي شابلن يستقصي إمكانات السينما من أجل الكوميديا، ويخرج فيلماً كل بضعة أيام، وكانت إيحاءاته وحركاته تُعبر بأكثر مما تنطق به كلمات الممثلين اليوم، وكانت شخصية شارلو التي ابتكرها، هي التي قادته إلى الصفوف الأولى في تاريخ السينما، فلم تلبث هذه الشخصية الأسطورية أن تبلورت واشتهرت في كل أنحاء العالم.

بلغت عبقرية شارلي شابلن القمة فيما بين 1920 - 1930. ونمت مواهبه الطبيعية كمقلّد ومهرّج في الساحات الموسيقية، ومن ثم تعلم كيف يستغل فطرته الفريدة للهزليات في الفيلم الصامت، تلك الهزليات التي وضع أساسها ماك سينيت، الذي كان يوظف المونتاج لإحداث الأثر الهزلي.

نضجت شخصية شارلي شابلن الحقة بعد ذلك، وابتعد عن الضحك الرخيص، وتطور منه إلى مزج رائع من الضحك والعواطف الإنسانية، وظهرت مواهبه الدرامية الخالصة في فيلمه ذي الطابع الجدي "امرأة من باريس" Woman Of Paris 1923. ذلك الفيلم الذي كتبه وأخرجه بنفسه، وكان له الأثر البعيد في أفلامه الهزلية التي توالت بعد ذلك، حيث ظهرت له روائع سينمائية مثل "البحث عن الذهب" The Gold Rush 1925، و"السيرك" The Circus 1928، و"أضواء المدينة" City Lights 1931، (انظر صورة من فيلم أضواء المدينة). وانتقل شارلي شابلن بعد ذلك إلى معالجة القضايا الاجتماعية في أفلامه، وجعل من البؤس لوحة مؤثرة تفيض بالحب العميق للإنسانية كلها، ثم اتخذ موقفا اجتماعياً أكثر وضوحاً وصراحة في فيلم "الأزمنة الحديثة" Modern Times 1936، و"ملك في نيويورك" A King In New York 1957.

اتسمت أفلام شابلن على الدوام بطابع البساطة الفنية، فالديكورات اللازمة لأفلامه متواضعة، واستخدامه للكاميرا ليس بذي مهارة محسوسة، كما أن المناظر الخلفية تحوي الضروري فقط. فعبقريته التصويرية التي كان هو مبدعها الوحيد تكمن في حركته هو بالذات، وفي فكرته التنفيذية بالنسبة لكل فيلم رئيسي، فمنظر شارلي كما نعرفه الذي تحول فيما بعد وصار هتلر Hitler، ثم تغير بأكمله وأصبح فيردو وكالفيرو، لهو المنظر الذي يتركز عليه كل اهتمامنا في النهاية. ولما كان شارلي يصوّر الكثير مما في نفوسنا حينما يتجاوب مع عوامل السرور التي تكنها قلوبنا، والأفراح التي نتمناها، فإن العالم كله تقبَّله بصورة لم تتيسر لأية شخصية أخرى خلقت في عالم السينما. واستطاع عن طريق التوزيع العالمي للأفلام السينمائية دون غيرها، أن يكون معروفاً في كل مكان بأسماء مشتركة الأصل، منبثقة عن إعزاز عالمي لصاحب الاسم. فهو معروف بأسماء تشارلوت Charlot، وكارلينو Carlino، وكارلوسCarlos ، وكارليتوس Carlitos.

5. روبرت فلاهرتي Robert Flaherty:

في الوقت الذي كان فيه شارلي شابلن يثرى السينما بأفلامه الكوميدية ذات الأبعاد الإنسانية، ظهر شخص مهم آخر في عالم السينما الأمريكية، هو روبرت فلاهرتي، الجوالة الملهم الذي كان يحمل كاميراته لتصوير حياة الناس اليومية في الأصقاع النائية، ففي فيلم "نانوك ابن الشمال" Nanook of The North 1922، درس حياة الإسكيمو، وفي فيلمه "موانا" درس حياة السكان في البحار الجنوبية. وقد حققت أفلامه نجاحاً كبيراً في أمريكا وأوروبا، ورحّب بها نقاد السينما، وكتبوا عنها الكثير.

كان فيلم نانوك ابن الشمال بداية مرحلة جديدة بالنسبة للفيلم التسجيلي الذي كان إنتاجه متعثراً، نظراً لاتجاه رأس المال إلى الفيلم الروائي طمعاً في الربح السريع. فعلى أثر النجاح الذي حققه الفيلم، ظهرت حركة نشطة للفيلم التسجيلي في أمريكا وأوروبا، كان من أهم أقطابها جون جريرسون John Grierson في إنجلترا، وهو من أبرز رواد الفيلم التسجيلي وواضع قواعده ونظرياته.

واتسعت حركة السينما التسجيلية بعد ذلك، وامتد أثرها إلى المدارس، والمعاهد، والجامعات، والكنائس كما بدأت تتسع مجالات تأثيرها من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي.

6. سيرجى ايزنتشتاين Sergey Eisenstien:

وفي الاتحاد السوفيتي ـ السابق ـ راح ايزنتشتاين يطبق نظرياته السينمائية في مشهد مذبحة مدرجات أوديسا، في فيلمه "المدرعة بوتمكين" The Battleship Potemkin، (انظر صورة من فيلم المدرعة بوتمكين ) وهو أسلوب في المونتاج لا يزال مدهشاً حتى اليوم بقدر ما كان مدهشاً يوم عرضه لأول مرة عام 1925.

وراح ايزنتشتاين يطور تجاربه في أفلامه الأخرى مثل "أكتوبر" October، المدرعة بوتمكين، بينما انصرف معاصروه من المخرجين الروس إلى تقصي مسالك أخرى غزيرة النتائج في مونتاج الفيلم وبنائه الفني مثل المخرج فيسفولود بودفكين Vsevolod Pudofkin، في أفلام "الأم" Mother ، و"نهاية سان بطرسبرج" The End of St. Petersburg . والمخرج ألكسندر دوفجنكو Aleksandr Dovzhenko  مخرج فيلم "الأرض" Earth الذي وجدت فيه السينما أول شعرائها الحقيقيين.

7. روبرت واين Robert Wiene:

لم يكن المخرجون الروس هم وحدهم المجددين في ذلك الوقت، فقد نشأ تيار جديد في السينما الألمانية كذلك في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين، واستمر وازدهر طوال العقد الثالث منه، وهو تيار السينما التعبيرية الذي بدأ بفيلم "خزانة الدكتور كاليجاري" Das Kabinett des Dr. Caligari، (انظر صورة من فيلم خزانة الدكتور كاليجاري)، 1919 للمخرج الألماني روبرت واين.

8. فرانسيسكو دي روبرتس:

ظهرت اتجاهات جديدة في فن السينما تحاول التأقلم مع الظروف الاقتصادية، فاتجه السينمائيون الشباب في بعض الدول الأوروبية إلى البساطة في الإنتاج كطريق جديد وقوى، وكان على رأس هذه الدول إيطاليا التي ابتكر مخرجوها مدرسة الواقعية الجديدة التي تعتمد على التصوير في الشوارع دون استخدام نجوم. كانت إرهاصات هذه المدرسة قد ظهرت قبل الحرب، ثم وجدت بعد الحرب الظروف المواتية لأن تسود، ففي عام 1933 نشر الكاتب الإيطالي لوبولد نجانتس مقالا جاء فيه: "يجب علينا أن نخرج أفلاماً بسيطة، ومن الواقع المباشر على قدر الإمكان. يجب أن ننطلق إلى الشوارع، والحواري، والبيوت، والمحطات نحمل كاميراتنا لتسجل الحقيقة، ونقف في أي مكان نلاحظ ما يدور بعيون يقظة لكي نخرج فيلماً إيطالياً حقيقياً".

كان السيناريست الإيطالي فرانسيسكو دي روبرتس، أول من ترجم في الأفلام هذه الأفكار التي بشّرت بالواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، كما عرفها العالم في الأربعينيات بعد الحرب العالمية الثانية، ويصف بعض النقاد دي روبرتس بأنه هو الذي أوقد شعلة الواقعية الجديدة، وأضاء الطريق لرائدها الأول المخرج روبرتو روسيلليني Roberto Rossellini، ليقدم أول أفلامها "روما مدينة مفتوحة" Roma, Citta Aperta عام 1945، ثم قدم في عام 1952 فيلم أوروبا آه.

9. فيتوريو دى سيكا Vittorio De Sica:

يدخل إلى الميدان المخرج فيتوريو دى سيكا، فيخرج فيلم "سارقي الدراجة" Ladri di Biciclette عام 1948، ويقدم لوكينو فيسكونتي Luchino Visconti فيلمي "الأرض ترتعد" عام 1948، و"الليالى البيضاء" Le Notti Bianche عام 1957، وفيدريكو فيلليني Federico Fellini، فيلمي "الطريق" La Strada عام 1954، و"لذة الحياة" La Dolce Vita عام 1960.

لم تكن حركة الواقعية الجديدة التي أنجزت في إيطاليا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتظهر إلا بفضل الشباب السينمائيين من خريجي المعهد العالي للسينما في روما- شيت شيتا، الذين ظلت مشاعرهم مكبوتة، وكانوا ملمين بكل قواعد العمل السينمائي، ولم تتح لهم فرصة استغلال معارفهم ومواهبهم.

ظهر في أفلام تلك المرحلة رجل الشارع الإيطالي بصورة فيها درجة من الحيوية والإنسانية لم يسبق لها مثيل في أفلام أية دولة أخرى، وكان غريباً أن جماهير السينما الإيطاليين لم يتقبلوا هذه الأفلام استقبالاً طيباً في بادئ الأمر، فقد كان تأثير الأفلام الأمريكية مسيطراً عليهم بما فيه من بريق، ولمعان، وخيال، وإبهار، ولكن عندما لقيت الأفلام الأولى لروسيلليني ودى سيكا اهتماماً كبيراً من النقاد في الصحف الإيطالية الكبرى بدأ الإيطاليون ينتبهون إلى قيمة هذه الأفلام، وإلى قيمة ما أصبحت تقدمه لهم السينما الوطنية، وبدءوا يقبلون على الأفلام التي أخذت تحقق نجاحاً كبيراً في إيطاليا كما حققت نجاحاً كبيراً في أنحاء العالم حتى في أمريكا نفسها.

10. جان لوك جودار Jean-Luc Godard :

إذا كانت الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية قد قامت على أكتاف السينمائيين الشباب من خريجي المعهد العالي بمدينة روما، فقد قامت في فرنسا كذلك حركة سينمائية أخرى سميت بالموجة الجديدة، صنعها شباب النقاد السينمائيين الذين جمعتهم نوادي السينما، ومجلة آر الأسبوعية، ومجلة كراسات سينمائية الشهرية. وقد ذهبت هذه الموجة إلى هدم القيم المتوازنة في السرد الروائي والعمل على تقديم تصور جديد للعلاقة بين الشكل والمضمون، وذلك بخلق جو درامي خاص لا يعتمد على السرد التقليدي عن طريق تتابع الأحداث في خط أفقي تتتابع فيه الأسباب والمسببات، وإنما يعتمد على إيقاع تتابع الصور الفيلمية وما تؤدي إليه من تداعيات أكثر من الاعتماد على الحوار والحبكة.

وكان الرائد الأول لهذه الموجة هو المخرج الفرنسي جان لوك جودار الذي قدم لجماهير السينما في فرنسا، وفي العالم مجموعة من الأفلام التي لاقت إعجاباً شديداً من النقاد ومن الجمهور، ومنها أفلام "حتى آخر نفس"A Bout de Souffle عام 1960، و"المرأة هي المرأة" Une Femme est une Femme عام 1961، و"امرأة متزوجة" Une Femme Mariee عام 1964.

11. الآن رينيه Alain Resnais:

من المخرجين الذين برزت أعمالهم في إطار حركة الموجة الجديدة أيضاً الآن رينيه، الذي يذكره النقاد والجمهور في فيلمه الشهير "هيروشيما حبيبتي" Hiroshima mon Amour، الذي تعرض فيه لواحدة من أكثر المشاكل اضطراباً في وقت إنتاج الفيلم، وهي قنبلة هيروشيما الذرية، وقد قدم بعد ذلك فيلم "العام الماضي في مارينباد" L’Annee Derniere a Marienbad عام 1961، و"ميريل، أو زمن العودة" Muriel, ou le Temps d’un Retour عام 1963. وظهر كذلك المخرج ألكسندر استروك "الشتاء القرمزي" عام 1953، و"لقاءات سيئة" عام 1955. كما ظهر المخرج فرانسوا تريفو Francois Truffaut بأفلام "400 ضربة" Les Quatre Cents Coups عام 1959، و"جول وجيم" Jules et Jim عام 1962، و"الجلد الناعم" La Peau Douce عام 1964، و"451 فهرنهايت" Fahrenheit 451 عام 1966.

12. كيروساوا أكيرا Kurosawa Akira:

في هذه الفترة أيضاً فوجئ العالم باكتشاف الفيلم الياباني، ودهش الجميع بالبراعة الفنية والعناصر الإبداعية المتميزة في أعمال مخرجين لم يسبق أن سمع عنهم أحد مثل ميزوجوتشي كينجي Mizoguchi Kenji ، وكيروساوا أكيرا.

وقد كان كيروساوا أول من قدَّم إنتاج بلاده إلى أوروبا وأمريكا من خلال المهرجانات السينمائية، وذلك بفيلمه "راشومون" Rashomon عام 1950، وفيلم "إيكيرو" Ikiru عام 1963، أي العيش، وفي هذا الفيلم قدم كيروساوا قصة موظف متقدم في السن مصاب بمرض السرطان اللعين الذي يقضي عليه رويداً رويداً، وإذا بهذا العجوز يضع لنفسه هدفا في الأشهر الأخيرة من عمره. وقد علَّق بعض النقاد على هذا الفيلم بقولهم: "إن الكثير من أفلام الغرب تبدو تافهة سطحية إذا ما قورنت بهذا الفيلم".

13. ساتياجيت راي Satyajit Ray:

جاءت من الهند أفلام ساتياجيت راي، لتلفت أنظار الغرب إلى السينما الهندية الناهضة من خلال ثلاثيته العظيمة "آبو" The Apu Trilogy، التي تصور نمو الإنسان، وبلوغه، ونضجه، وقد شبهها النقاد بثلاثية مكسيم جوركي التي أخرجها المخرج الشاعر الروسي ألكسندر دوفنجكو.