إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / جريدة الحياة




نصار والشريان والشيباني
الأمير خالد ومطر الأحمدي
الأمير خالد والسفير الجزائري
الأمير خالد والسفير السعودي في بريطانيا
الأمير خالد وبيار شويري
الأمير خالد وجهاد الخازن
الأمير خالد وجورج سمعان
الأمير خالد وداوود الشريان
الأمير خالد وروبير جريديني
الأمير خالد وسليم نصار
الأمير خالد وشربل والجعيد والذيابي
الأمير خالد يلقي كلمته
الأمير خالد يتسلم هدية
الأمير خالد يشهد الندوة
الأمير خالد يستقبل الضيوف
الأمير خالد يُسلم هدية للعاملين
الأمير خالد في حديث مع السفير السعودي
الأمير فهد يلقي كلمته
خلال مناقشات الندوة
رئيس تحرير الشرق الأوسط





مؤتمرات الحياة

مؤتمرات الحياة

عقدت " الحياة " خمسة مؤتمرات، بحضور رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة، ورؤساء الأقسام، والصفحات، والتوزيع، والإعلانات. انعقد المؤتمر الأول في 17 سبتمبر 1994، بلندن، والمؤتمر الثاني في 15 يناير 1995، بالقاهرة والمؤتمر الثالث في الأول من مارس 1997، بالدار البيضاء، والمؤتمر الرابع في 4 نوفمبر 1998، بدبي، والمؤتمر الخامس في 29 نوفمبر 1999، ببيروت.

وفي افتتاح المؤتمر السنوي الرابع، حدّد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ثمانية محاور تتضمن الأفكار الأساسية، لميثاق العمل الصحفي في صحيفة " الحياة " و" مجلة الوسط" حتى يصبح للإعلام العربي مدرسة واضحة المبادئ والقيم. وهذه المحاور هي:

"أولاً: إن الصحافة، في عرفنا، هي فن تقديم المعلومة، على أسس علمية صحيحة، لتبليغ رسالة سامية، تحقيقاً لأهداف نبيلة، وترسيخاً لقيم عظيمة.

ثانياً: إن تشييد " دار صحفية "، يمثل، في الحقيقة، بداية عقد معنوي وأدبي بينها وبين القارئ. وصدور المطبوعة الصحفية يُعد توقيعاً للعقد من جانبها. أمّا شراؤها، فهو توقيع للعقد من جانب القارئ. لذا، فإن المطبوعة الصحفية، جريدة أو مجلة، لا بد أن تراعي شروط العقد العامة، عند التجميع والتحرير والإصدار. وهي، على سبيل المثال، وليس الحصر: أن تكون المادة الصحفية ( محل العقد ) مشروعة، غير مخالفة للنظام العام والآداب، وأن تكون خالية من عيوب الإرادة، كالإكراه أو الغش أو التدليس. شروط يجب أن يلتزم بها كل من جريدة "الحياة" ومجلة " الوسط "، وتعملا على تنفيذها على الوجه الأكمل.

ثالثاً: العلاقة بين الصحفي والقارئ، ليست عقداً أدبياً أو تجارياً فقط، بل هي حوار، له آدابه: حوار شريف مهذب، حوار يتمسك بالأسس الأخلاقية والمبادئ الإنسانية. وشتان ما بين حوار يرتكز على السباب والتجريح، واتهامات بالخيانة والعمالة، وبين حوار يرتكز على الاحترام المتبادل، في الرأي والفكر والمعتقد، مهما تباينت الآراء أو اختلفت الأفكار.

رابعاً: إن رسالتنا، في الجريدة والمجلة، رسالة أخلاقية، إنسانية، علمية، ندعو، من خلالها، إلى حفظ النفس والعرض، والمال والعقل. نهتم بتحقيق رفاهية الإنسان، وندافع عن حقوقه. ونزوده بالمعرفة، وننقل إليه الخبرات، ليحيا حياة فاضلة كريمة. فالقتل والسرقة، والاغتصاب والاعتداء، والغدر والخديعة، وشهادة الزور وخيانة الأمانة، والاستغلال والكسب الحرام، والتكبر والغطرسة، والظلم والقهر، واحتلال أراضي الغير من دون وجه حق، واستخدام القوة أو التلويح بها، بدلاً من استخدام الحوار والخضوع للعدل، كلها أعمال نرفضها، ونجاهر بمحاربتها.

خامساً: ومن جوهر رسالتنا أن غذاء الفكر بالتوعية، لا يقل أهمية عن غذاء الجسم بالطعام. لذا، فمطبوعاتنا الصحفية تُعنى بالفكر، في المقام الأول، وتُعد للقارئ مائدة، تحتوي على مختلف الفنون والمعارف، والحكايات والطرائف، والأخبار والتعليقات، والصور والتحليلات، بعيداً عن التطويل الممل، أو الإيجاز المخل.

سادساً: إن المسؤولية، الأدبية والسياسية، تقع على مالك الجريدة ورئيس تحريرها، ومديرها المسؤول. فالمقال أو الخبر أو التعليق، الذي يصدر في الجريدة المجلة، هو من مسؤولية رئيس تحريرها ومديرها اللذين يتحملان المسؤولية الكاملة متضامنين مع المحرر.

سابعاً: تُمثل الإدارة ـ بالتأكيد ـ العقل المدبر للصرح الإعلامي، وعصبه الحساس، فبقدر ما تكون الإدارة فاعلة ومنضبطة، ودقيقة ومنتظمة، يكون توازنها مرموقاً، ونجاحها مضموناً. وجنباً إلى جنب مع الإدارة، تبرز مسؤولية رئيس التحرير، فالإدارة والتحرير، مسؤوليتان متوازيتان، في بناء الجريدة أو المجلة، إذا اختل عمل أحدهما، انعكس على الآخر، مما يؤثر، في النهاية، في كفاءة العمل الصحفي.

ثامناً: إن مقومات الصحافي الناجح، من وجهة نظري، هي: ثقافة واسعة، ومتابعة واعية. قلم رشيق، وظل خفيف. خلقه قويم، ولسانه عفيف. يترفع عمّا يشوب ذمته المالية، ويتحمل أمانة المهنة الصحفية. مقومات أساسية، هي أقوم قيلا، لا أقبل ولا تقبلون منها بديلاً".

وفي مؤتمر الحياة الخامس، المنعقد في 29 نوفمبر 1999، ببيروت أعلن صاحب السّمو الملكي، الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز" ميثاق شرف العمل الصحفي" ، وقد اشتمل الميثاق على مقدمة، ومبادئ وسياسات، وخصال الصحافي وواجباته وحقوقه، ثم خاتمة.

ومن القضايا الأساسية، التي تحدث عنها سموه في خطابه، الذي ألقاه في المؤتمر الخامس، ما يلي:

أولاً: الاحتفالات بالألفية الثالثة، فقال:

" إنني لا أعارض الاحتفال بليلة الألفية الثالثة، فلن يتوقف التاريخ بين عشية وضحاها، بل سيستمر بحلوه ومرّه. ولكن أليس من الأجدر أن نسأل:  تُرى هل حقق العرب، في قرن مضى، ما كانوا يصبون إليه؟ أين نحن على خريطة العالم؟ وما قيمتنا الحقيقية؟ نسأل محاولين أن نكون محايدين، بعيدين عن العاطفة والانفعال، والتمسك بأمجاد مضت وولت، وأمست في ذمة التاريخ. وبعد أن نهتدي إلى الإجابة، نبادر إلى السؤال: وماذا أعددنا للحاق بقطار العصر، الذي يندفع، بلا هوادة، ولا مكان فيه للمتخلفين، علماً وثقافة وقوة؟ فالعالم، كقطار، هو قاطرٌ ومقطور. فهل سنظل ضمن المقطورات، أو سننضم، بعزم وجهد وإصرار، إلى القاطرة؟ هل سنظل نستخدم اختراعات الآخرين وتقدمهم العلمي، أو سيجيء اليوم الذي ننعم فيه باختراعاتنا وتقدمنا وتفوقنا؟ "

ثانياً: عصر العولمة، وما يعنيه هذا المصطلح، فقال سموه في ذلك:

"ويواكب ما نقرأه ونسمعه عن الألفية الثالثة، ترديد مصطلح العولمة، الذي أصبح كلٌّ يستخدمه بالمعنى الذي يستهويه؛ فضاعت المعاني، وتاهت الأهداف. ومن وجهة نظري، فإن هذا المصطلح يقصد به، أننا نعيش في زمن، أصبح العالم فيه قرية صغيرة؛ فالحدث في الشرق، يؤثر في الغرب. وما يحدث في الشمال، يتأثر به الجنوب. عالم لا مكان فيه للفردية، والانعزال، ولا مكان فيه للتوقف والخذلان، فكلٌّ في حركة دائبة، وسعي حثيث إلى التكامل والابتكار، والإبداع والإنجاز، تحقيقاً للمصالح المتبادلة. فالعالم يتحول إلى كيانات قوية كبيرة، ليأتي اليوم، الذي يصبح فيه كياناً واحداً ".

ثالثاً: دور مسؤولي الإعلام في الدول العربية في عصر العولمة، وماذا أعدوا لمواكبة هذا العصر، فقال:

" وفي هذا الصدد، نقول كان الله في عون مسؤولي الإعلام في الدول العربية، في عصر العولمة، وفي ظل الموجات اللانهائية السابحة في الفضاء، تدعو من يرغب إلى التقاطها. أفكار وثقافات من جميع الاتجاهات، الراقية منها والهابطة، الناجحة والفاشلة، النافعة والضارة، الهادية إلى الفضيلة والمفضية إلى الرذيلة. ماذا سيفعلون؟ كانت قوانين الحظر تساعدهم، وإجراءات الرقابة تساندهم، وسلطة المنع والمنح، والحجب والتصريح تشد من أزرهم. حقاً أمست مهمتهم ثقيلة، والتحدي أمامهم يستدعي حكمة بالغة، وتفكيراً عميقاً، والبحث عن جذور المشكلة، بدلاً من الانكفاء على معالجة أعراضها ".

رابعاً: نادى سموه بالاهتمام باللغة العربية، عماد الحضارة العربية الإسلامية، فدعا إلى " تخصيص ركن لائق في الجريدة والمجلة، للارتقاء بأساليب استخدام اللغة العربية، عماد هويتنا، ووعاء حضارتنا. فقد تدهور المستوى، خاصة في السنوات الأخيرة، واستحدثت كلمات، ليس بسبب التطوير، وإنما بسبب الضعف اللغوي لمبتدع المصطلح. فليكن من أهدافنا الرقي بالأسلوب، وترغيب القارئ في استخدام لغتنا العربية العريقة، في سلاسة ويسر، من دون إشعاره بضعفه، ولا تعالٍ عليه. وهنا يكمن الابتكار والإبداع ".

خامساً: وفي نهاية كلمته، أوضح سموه مفاتيح الألفية الثالثة، إذ قال: " أتمنى أن نحقق ما عاهدنا أنفسنا عليه، وأن يكون التفاؤل بغد أفضل، وجيل أوعى، وتقدم أكبر، ومكانٍ أرحب. أتمنى أن تتبوأ أمتنا المنزلة السامية، بالجهد والعرق، بالعزيمة والكفاح، بالعلم والإيمان، فتلكم هي مفاتيح الألفية الثالثة، وكل ألفية ".