إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الشعر









4

4. الزَّجَل

      قيل إن أول من اخترعه رجل اسمه راشد، وقيل ابن قزمان. ومن مشاهير الزجالين الأندلسيين ابن قزمان، ومدغليس، وابن جحدر الأشبيلي، وأبو زياد الحداد البكازور، وأبو عبد الله محمد بن حسون الحلا غير أن آثار هؤلاء الزجالين قد ضاعت ولم يصل إلينا إلا القليل، باستثناء ديوان ابن قزمان أشهر زجالي الأندلس.

      ومن مشهور الزجل قول أبي عمر بن زاهر الإشبيلي:

ترى إيش كان دعاه يشقى ويتعذب

نشب والهوى من لج فيه ينشب

وخلق كثير من ذا اللعب ماتوا

على العشق قام في ما لو يلعب

      وقيل إن الزَّجَل خمسة أضرب، لكن نظم الناس منه على أوزان كثيرة، وسمي الزَّجَل ؛ لأنه تفهم مقاطيع أوزانه حين يغنى به مأخوذ من الزجل بمعنى الصوت، ثم استمدت أهل الأمصار بالغرب فناً آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة نظموا فيه بلغتهم الحضرية، وسموه "عروض البلد"، وكان أول من استحدثه رجل من أهل الأندلس يعرف بابن عمير، فنظم على طريق الموشح وفي أولها يقول:

أبكاني بشاطئ القهر نوح الحمام

على الغصن في البستان قريب الصباح

وكف السحر يمحو مداد الظلام

وماء الندى يجري بثغر الأقاح

باكرت الرياض والطلل فيه افتراق

سر الجواهر في نحور الجوار

ودمع النواعر ينهرق انهراق

يحاكي تعابين حلقت بالثمار

لووا بالغصون خلخال على كل ساق

ودار الجميع بالروض دور السوار

وأيدي الندى تخرق جيوب الكمام

ويحمل نسيم المسك عنها رياح

وعاج الصبا يطلي بمسك النعام

وجر النسيم ذيلو عليها وفاح

      ثم نوعوا ذلك إلى أصناف كالمزدوج[1]. والكاري والغزل، ومن فنونه "الدوبيت" وهو فارسي الأصل، وهو ثلاثة أقسام، إذ يكون بأربع قواف كالمواليا، وأعرج بثلاث قواف ومردوفاً بأربع أيضاً، وكله على وزن واحد، ووزنه فعلن متفاعلن فعولن فعلن.

      ومثاله

والصارمُ مِنْ لحِاظِه قطّعَنا

يا من بسنانِ رُمْحِه قد طَعَنا

في حبّكَ لا يُصِيْبَه قطُّ عَنَا

ارحم دنفاً في سنّه قد طَعَنا

      وفي ديوان ابن الفارض كثير من ذلك.



[1]    المزدوج قصيدة عربية، لكل بيت فيها قافية خاصة، مع اتحاد القافية في شطري كل بيت. وبحر هذا النوع الرجز عادة، وفى مقدمة العباسيين الذين نظموا على هذا الوزن بشار بن برد وأبو العتاهية. مثال ذلك قول أبي العتاهية: حسبك مما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت الفقر فيما جاوز الكفاف من اتقى الله رجا وخاف.