إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / الصحافة









الفصل الثاني

المملكة العربية السعودية

يتفق المؤرخون على أن عام 1300 هجرية (1882م) هو بداية عهد المملكة العربية السعودية بالطباعة، عندما وفرت الحكومة التركية مطبعة متواضعة، اسمها حجاز ولايتي مطبعة سي، في عهد الوالي التركي عثمان نوري باشا، وكانت أول مطبعة تنشأ في الحجاز وكانت يدوية، طبعت عدداً من مؤلفات علماء الحرمين الشريفين، وبلغ عدد طبعاتها، في أقل من ثلاث سنوات، من تاريخ إنشائها، خمسة وأربعين كتاباً.

لكن الحجاز لم يعرف الصحف إلاّ في عام 1326هـ (1908م)، حين صدرت "الحجاز"، لتكون بداية النشأة للصحافة السعودية؛ وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية، واشترك، في تحرير قسميها، العربي والتركي، أحمد جمال أفندي مميز، منشئ ديوان الولاة، وأحمد حفني، الكاتب في الديوان المذكور، والشيخ محمود شهلوب، وغيرهم، وهي تدخل، في عداد الجرائد الرسمية، حيث كانت تنطق بلسان ممثل الحكومة التركية، في الحجاز وقد رافق صدورها، إعلان الدستور العثماني، واستمرت الصحيفة، في الصدور، سبع سنوات، حتى توقفت عن الصدور، عام 1334هـ، عقب قيام الشريف حسين بحركته، وطرد الأتراك من مكة وعلى شاكلة الحجاز صدرت بعض الصحف القليلة الأخرى، في العهد التركي، اتخذت طابعها الرسمي نفسه، ومن لم يفعل ذلك، انتهى أمره، بعد عدد واحد، أو أعداد قليلة.

ومن الصحف التي صدرت، في تلك الفترة، جريدة "شمس الحقيقة"، عام 1327هـ، وهي جريـدة يومية سياسية علمية تجارية ثقافيـة، صدرت، في مكة المكرمة أسبوعياً، لخدمة سياسة جمعية الاتحاد والترقي، وجريدة "الإصلاح الحجازي"، التي صدرت، كأدبية سياسية تجارية أسبوعية، عام 1327هـ، وجريدة "المدينة المنورة"، التي صدر عددها الأول، عام 1328هـ، باللغتين العربية والتركية.

وفي ظل حكم الدولة الهاشمية، كان الفن الصحفي، في مراحله الأولية، وظهرت عدة صحف، مثل جريدة "القبلة"، وهي صحيفة دينية سياسية اجتماعية، صدر عددها الأول، عام 1334هـ، لخدمـة الإسلام. وكانت تصدر، يومي الاثنين والخميس، من كل أسبوع، بأجياد بمكة المكرمة ومجلة "مدرسة جرول الزراعية"، صدرت، عام 1338هـ، كمجلة شهرية فنية زراعية تجارية صناعية، يتولى تحريرها طلاب المدرسة الزراعية، وجريدة "الفلاح"، التي صدر عددها الأول، عام 1338هـ، كجريدة أسبوعية عربية جامعية، ثم جريدة "بريد الحجاز"، التي صدرت لأول مرة، عام 1343هـ، يومي الأحد والأربعاء، من كل أسبوع لصاحبها، ورئيس تحريرها، الشيخ محمد صالح نصيف.

لمَّا وحد الملك عبدالعزيز الجزيرة العربية، بأقاليمها المختلفة، تحت لوائه، وأسس الدولة السعودية عام 1924م، عنى عناية كبيرة بأمور الثقافة والتعليم والفكر. وبتأثير استقرار الحكم، وكنتيجة له، شجع الملك عبدالعزيز صدور العديد، من الجرائد والمجلات، التي اتخذت طابعاً مميزاً؛ وقد استمر هذا التشجيع، في عهد خلفاء الملك عبدالعزيز، وحتى يومنا هذا.

البحرين

شهد عام 1939 الميلاد الحقيقي للصحافة في دولة البحرين حيث صدرت جريدة "البحرين"، لصاحبها، ومؤسسها عبدالله الزايد، والذي جلب لها مطبعة من الهند كانت أول مطبعة في تاريخ البلاد، لطبع الجريدة، وللأغراض التجارية الأخرى. وكانت جريدة البحرين أسبوعية، حتى عام 1944، حين احتجبت عن الصدور. وكانت أول صحيفة تقوم بالتغطية الصحفية للأحداث، في الخليج؛ وفي أوائل عام 1950، صدرت مجلة "صوت البحرين" الشهرية. وقد توقفت عن الصدور في سنتها الخامسة. وإلى جانبها كانت هناك جريدة "الخميلة" الأسبوعية، كجريدة أدبية، ولكنها لم تعمر طويلاً، ثم صدرت "القافلة"، عام 1954، للسيد علي سيادة، ثم غُير اسمها إلى "الوطن"، مع انتهاج الخط نفسه، وأصدر عبدالله الوزان جريدة "الميدان"، التي استمرت عدة أشهر.

وفي الخمسينيات، صدرت نشرة عن إذاعة البحرين أصبحت مجلة شهرية، فيما بعد، باسم "هنا البحرين"، وعام 1965، أصدر محمود المردي جريدة "الأضواء"، ثم أصدر جريدة، شبه يومية، هي "أضواء الخليج"، عام 1969، ثم أصدر جريدة يومية، لأول مرة، في البحرين باسم "أخبار الخليج"، مازالت تصدر حتى اليوم.

موريتانيا

كانت صحيفة "موريتانيا الحديثة" التي صدرت في 28 نوفمبر 1960، هي أول صحيفة تصدر في موريتانيا وكانت شهرية، أول الأمر، تطبع بالعربية والفرنسية، وتوقفت عام 1964، وحلت محلها صحيفة "الشعب" بالعربية، وصحيفة "لا بيويل" بالفرنسة، وكانا يصدران بصورة غير منتظمة حتى عام 1972، حين أصدرت الحكومة صحيفة يومية عربية فرنسية، باسم "الشعب"، ثم غيرت اسمها إلى "أخبار نواكشوط" بالعربية، و"نواكشوط انفور ماسيون" بالفرنسية وكانت تطبع، بشكل بدائي، على آلة الرونيو.

ثم صدرت "الشعب"، مرة أخرى، في هيئة صحيفتين، بالعربية والفرنسية، عام 1975، تعبران عن رأي حزب الشعب الموريتاني، وهناك مجلات أسبوعية، ونصف شهرية، وشهرية، ومجلة نسائية، تصدر كل شهرين. ومؤخراً، بدأت تظهر صحف خاصة، مثل "موريتانيا غداً".

قطـر

بدأت الصحافة، في قطر عام 1960، بصدور مجلة مدرسية، بعنوان "قطر النموذجيـة". أمَّا الصحافة الرسمية، فقد ظهرت، في عام 1961، حين أصدرت الحكومة القطرية جريدتها الرسمية، لنشر القوانين، والمراسم الأميرية، في 2 يناير 1961، ثم تلتها مجلة "المشعل" البترولية، في العام نفسه، ثم ظهرت مجلة "الدوحة" عام 1968م، ومجلة" التربية" الفصلية عام 1970، ومجلة "ديارنا والعالم" عن وزارة المالية والبترول. كما صدرت مجلة "الخليج الجديد"، و"مجلة الصقر" عام 1976. أما أهم الدوريات الأهلية، أو الخاصة فهي الصحف اليومية، كجريدة "العرب"، التي ظهرت، عام 1972، بشكل أسبوعي، ثم أصبحت تصدر يومياً، ثم "الراية القطرية اليوميـة"، التي ظهرت عام 1979، ومازالا يصدران، حتى الآن.

الكويـت

يبدأ تاريخ الصحافة الكويتية، بظهور "مجلة الكويت"، التي أصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد، عام 1928. وكانت تطبع، في مطبعة الشورى، في مصر وبلغ عدد صفحاتها 80 صفحة، يغلب عليها طابع ديني وأدبي. واستمرت في الصدور عامين، ثم توقفت، وتوقفت معها الصحافة الكويتية، حتى عام 1946 حين صدرت مجلة "البعثة"، عام 1946، في مصر كذلك، ومجلة "كاظمة"، أول مجلة، تُطبع في الكويت في يوليه عام 1948، وكانت مجلة شهرية ثقافيـة اجتماعية، تصدر في 32 صفحة.

أما أول جريدة رسمية، تنطق بلسان الحكومة الكويتية، فهي جريدة "الكويت اليوم"، والتي صدر عددها الأول، في ديسمبر 1954، وكانت تصدر، كل يوم سبت. ويعد ظهور جريدة الرأي العام، في 26 أبريل 1961، البداية الحقيقية للصحافة العصرية، في الكويت وكانت أسبوعية، ثم أصبحت يومية، واستمرت الصحف والمجلات المتنوعة في الكويت حتى بلغ عددها، في أوائل الثمانينيات، حوالي ثمانين جريدة ومجلة.

الإمارات العربية المتحدة

يذكر البعض أن أول من مارس مهنة الصحافة غير الرسمية، في دولة الإمارات العربية المتحدة شخص اسمه علي مصبح، في عام 1959، في مدينة العين، ومن الطريف، أنه كان يكتب، على أكياس الورق، الأخبار التي يسمعها من الراديو، ويعلقها على باب حانوته، ليطلع عليها من يستطيع القراءة.

وتعد جريدة "الاتحاد" البداية الحقيقية للصحافة، في دولة الإمارات، وقد صدر عددها الأول، في 31 أكتوبر 1969، كانت تصدر أسبوعياً، وتطبع في بيروت وتوزع بالمجان، وعدد صفحاتها 12 صفحة، وفي عام 1971، بدأ طباعتها في أبو ظبي، ومن 1972، أصبحت تصدر يومياً.

وقد بدأت "الاتحاد" صحيفة رسمية، ثم تحولت إلى مؤسسة شبه رسمية، أشبه بالقطاع العام، يشرف عليها مجلس إدارة، يرأسه وزير الإعلام والثقافة، وأصبحت لها ميزانية مستقلة، رصدتها لها الدولة، كما أصبح لها مطابعها الخاصة، منذ عام 1978، بعد أن كانت تطبع في مطابع تجارية، كما توفر لها منذ البداية، مجموعة من الصحفيين المهنيين، وارتفع توزيعها، من ثلاثة آلاف نسخة، وقت الصدور، إلى 40 ألف نسخة، عام 1981.

وقد بدأت جريدة الاتحاد، كواجهة للأخبار الرسمية، والتحقيقات الصحفية المحلية العامـة، ثم أخذت، في التطور، في إطار قومي عام، كما وسعت، من اهتمامها، بالقضايا العربية، في إطار السياسة العامة وكذلك بالنسبة للقضايا الخليجية، ولكن اهتماماتها، ظلت مركزة، بشكل رئيسي، في إطار القارئ المحلي.

ظهرت جريدة "الخليج"، عام 1970، وبدأت تُطبع في الكويت لمدة شهور، ثم عاودت الصدور، بإمكانات جديدة، كمؤسسة صحفية، لها طابع خاص، تصدر يومية في الشارقة. ثم صحيفتا "الوحدة" و"الفجر" عام 1974، وظهرت معهما صحيفتا "الوثبة" و"صوت الأمة" اللتان توقفتا عام 1977.

صدرت "الخليج"، للمرة الثانية، في أبريل 1980، كمنافسة للاتحاد، ومكملة لها، ثم ظهرت "البيان"، في 1980 كذلك، وصدرت، ثلاث صحف بالإنجليزية هي: "أخبار الإمارات"، "أخبار الخليج"، و"الخليج تايمز". وإضافة لذلك، ظهرت مجلات أسبوعية، مثل مجلة "الأزمنة الحديثة"، في الشارقة، عام 1979، و"ماجد"، كمجلة أطفال، عن مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر، عام 1979، و"زهرة الخليج"، كمجلة نسائية أسبوعية، للخليج والوطن العربي 1979، و"هي" عام 1978. وقد سبق لها الصدور، باسم "سمراء"، عام 1975، ومجلة "الظفرة" عام 1974.

عَمّان

تعود البدايات الأولى للصحافة العمانية إلى أول أبريل، عام 1929، حين أصدر المواطن العماني، محمد بن ناصر اللعكي، صحيفة "الفلق" الأسبوعية باللغة العربية، وكان يطبعها وينشرها، في زنجبار، التي كانت ضمن الممتلكات العمانية، طوال ما يقرب من ثلاثـة قرون، كما صدرت صحيفتا: "الإصلاح" و"النهضة"، في زنجبار كذلك. ومن المعروف أن المطبعة السلطانية تأسست في زنجبار، في عهد السلطان برغش بن سعيد، الذي حكم فيما بين 1870 ـ 1888.

ولكن تاريخ الصحافة الحديثة، في عَمّان تاريخ قصير المدى، فلم يُعرف أي نشاط صحفي، قبل تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم، في عام 1970، حيث لم يكن يصدر في عَمّان إلاّ نشرة شركة تنمية نفط عَمّان تحت عنوان "أخبار شركتنا"، عام 1967، وكانت جيدة المستوى تحريراً وإخراجاً. وفي 25 يوليه 1970، وبعد يومين فقط، من تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم، صدرت أول نشرة عربية باسم "أخبار عمان" صادرة عن مجلس الوزراء العماني، باللغتين العربية والإنجليزية، وتضمنت أخبار السلطنة، إضافة إلى المراسيم السلطانية والقرارات الحكومية.

ثم صدرت صحيفة "الوطن"، عام 1971، عن المؤسسة العمانية للصحافة والطباعة والنشر، وكان صاحب الامتياز، ورئيس تحريرها، هو محمد بن سليم الطائر. وطبعت أولاً في بيروت وانتقلت طباعتها، عند بداية الحرب الأهلية اللبنانية، إلى القاهرة ومنها إلى الكويت عام 1974، ثم انتقلت عام 1976 إلى داخل البلاد، عندما بدأ إنشاء المطابع بالسلطنة، حيث طبعت بالمطابع العالمية، إلى أن أسست "الوطن" مطابعها الخاصة بها، عام 1988، وانتقلت إلى مبناها الخاص، وصدر عددها اليومي الأول عام 1984.

كما صدرت جريدة "عَمّان " عام 1972، كأول صحيفة حكومية، تصدر في السلطنة، وقد بدأت أسبوعية، ثم نصف أسبوعية، حتى عام 1975، ثم يومية من عام 1980. صدرت "جريدتا تايمز اوف عمان" عام 1975، و"عَمّان أوبزرفر" عام 1981، باللغة الإنجليزية ولا يزالان يصدران يومياً، إلى الآن، كما صدرت جريدة "الشبيبة"، كجريدة يومية، تهتم بالشباب والرياضة عام 1993.

ليبيـا

في 31 يوليه عام 1827 أصدر روسو، القنصل الفرنسي في ليبيا صحيفة مخطوطة باليد، هي صحيفة "المنقب الأفريقي"، بمعاونة بعض أصدقائه، من القناصل الإفرنج. وتحت إشراف صديقه الصحفي، جرايبرج دي همسوه، قنصل الدنمارك، كصحيفة شهرية سياسية أدبية، باللغة الفرنسية، في نسخ قلائل، حتى يمكن توزيعها على قناصل الدول الأجنبية في طرابلس. ويؤكد المؤرخون أن صحيفة المنقب الأفريقي، هي أول صحيفة، عرفتها بلدان شمال أفريقيا، وظلت تصدر، فترة وجيزة، انقشعت على أثرها سحابة الصحافة، من سماء طرابلس، لتعود إليها، أكثر كثافة عام 1866، حين صدرت أول مطبوعة رسمية بها، وهي "طرابلس الغرب".

وبعد صحيفة المنقب الأفريقي، صدرت، بطرابلس، وبأمر من السلطان عبدالعزيز، أول صحيفة رسمية، تحمل اسم "الأيالـة"؛ فكانت خامس صحيفة رسمية، ناطقة باسم الدولة، في الوطن العربي كلـه. ثم توالى صدور الصحف، بعد ذلك، في ليبيا.

ويقسم عبدالعزيز سعيد الصويعي بدايات الصحافة الليبية، إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى من عام 1866 إلى عام 1908

هي مرحلة الإنشاء والتكوين: فمنذ دخول أول مطبعة إلى البلاد، صدرت الصحيفة الرسمية الأولى، "طرابلس الغرب" عام 1866، تلاها عدد قليل جداً، من الصحف والمجلات، كانت كلها إما ناطقة، باسم الدولة، أو بتشجيع وتمويل منها. ففي مدة تربو على أربعين سنة، لم تصدر في البلاد سوى أربع صحف فقط هي: الأسبوعية الرسمية "طرابلس الغرب"، والسنوية الرسمية "سالنامة"، التي صدرت عام1869، والأسبوعية "الترقي"، التي أصدرها "البوصيري"، بدعم من الولاية، عام 1897، ومجلة "الفنون"، التي أصدرها العالم الليبي، محمد داوود، عام 1898.

المرحلة الثانية من عام 1908 إلى عام 1911

هي مرحلة ازدهار الصحافة: وعلى الرغم من قصر مدتها، إلاّ أنها شهدت العديد من الصحف، متعددة اللغات، متنوعة الأساليب، ففي عام 1908 قامت الثورة، في تركيا وسقط السلطان عبدالحميد، وانهالت الطلبات، من المثقفين الليبيين، على مقر الولاية، فهذا يريد إصدار جريدة، وذاك ينوي فتح مطبعة، وأولئك يعزمون على إنشاء شركة إعلامية.

وقد استغل هذا الانفراج عدد من الإيطاليين، وطالبوا بإنشاء المطابع، وإصدار الصحف، وكذلك فعل اليهود. وعلى الرغم من أن هذه المرحلة لم تتعد الأربع سنوات، إلاّ أنها شهدت إنشاء خمس مطابع، إلى جانب مطبعة الولاية، وإصدار ثلاثة عشر صحيفة، إلى جانب الرسمية، بما في ذلك، الصحف الإيطالية، واليهودية، وسرعان ما أوقفت كل الصحف، وأُقفلت كل المطابع، مع دخول الغزاة الإيطاليين إلى البلاد، فاستبدلت جريدة "طرابلس الغرب"، بجريدة "إيطاليا الجديدة". وسميت مطبعة الترقي، بمطبعة "5 أكتوبر". وبيعت مطبعة الفنون والصنائع إلى الإيطالي "ماجي"؛ فأُسدل ستار أسود على مسيرة ثلاث سنوات من النور والعلم.

المرحلة الثالثة من عام 1911 إلى عام 1922

هي مرحلة النضال ضد الغزو الإيطالي. ألقى المثقفون أقلامهم، وامتشقوا السلاح، ووقف الليبيون في مواجهة أساطيل الحملة الصليبية المفروضة على سواحلهم، إلى أن تخلت عنهم تركيا بعد معاهدة "أوشي"، وبقوا وحدهم في الميدان، إلى أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وبدأت الحركات الوطنية تتشكل، حتى تكونت الجمهورية الطرابلسية، عام 1918، ووقع، على أثرها، صلح "بنيادم" عام 1919، وانعقد مؤتمر غريان عام 1920. وقد صدرت عدة صحف، تولى مصدروها، الدفاع عن قضيتهم الوطنية، وسافر من اضطهد منهم إلى أقطار عربية أخرى، وأسهم العديد منهم، في نشر المقالات الرامية إلى فضح إيطاليا وتأليب الرأي العام العالمي ضدها.

ومن تلك الصحف، صحيفة "اللواء الطرابلسي"، عام 1919، التي تعد أول صحيفة وطنية رسمية صدرت في ليبيا و"سيف الحق" و"أفريقيا"، في مدينة مصراتة، في العام نفسه، وفي عام 1920 صدرت صحيفة "الوطن"، في بنغازي، كأول صحيفة شعبية، وصحيفتا "العدل" و"الوقت"، في طرابلس، وفي عام 1921، صدرت جريدة "البلاغ" في مسلاته، و"الذكرى" في طرابلس، ثم صدرت مجلة الإصلاح، كأول مجلة سياسية في ليبيا و"الرقيب"، وهي الصحيفة الوحيدة، التي أُعيد نشرها، من صحف المرحلة الثانية، بطرابلس.

اليمن

عرفت اليمن الصحافة عام 1877، في عهد الاحتلال العثماني للمنطقة، وأُنشئت أول مطبعة، في صنعاء العاصمة، في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وكانت تطبع جريدة (صنعاء) الأسبوعية الرسمية، لسان حال الحكومة التركية، باللغتين العربية والتركية.

بعد أن نالت اليمن استقلالها، استخدمت هذه المطبعة، في عام 1926، لإصدار صحيفة شهرية، باسم "الإيمان"، صدر منها 374 عدداً، وآخر عدد منها صدر، عام 1958، كما توقفت، خلال الحرب العالمية الثانية، زهاء خمس سنوات، وعادت إلى الصدور، عام 1947، وكانت أغلب المعلومات والأخبار، التي كانت تنشرها، مستقاة من الصحف المصرية، وبخاصة خلال حقبة الثلاثينيات.

ثم صدرت، عن هذه المطبعة، مجلة "الحكمة"، عام 1938، بمساعدة وزارة المعارف اليمنيـة، وهي مجلة علمية جامعة، لم يصدر منها سوى 28 عدداً، وفي أكتوبر 1946، صدر العدد الأول من أول صحيفة حزبية يمنية، هي "صوت اليمن"، لسان حال الجمعية اليمنية الكبرى، وتوقفت عام 1948، فقد كانت تعارض نظام الإمام يحيى حميد الدين، الذي اغتيل عام 1948، وتهاجمه؛ ولكن فشلت الثورة، بعد أن تمكن الإمام أحمد من السيطرة على الموقف، عام 1948، وفر زعماء الحركة إلى عدن، ليصدروا صحفاً، يهاجمون، على صفحاتها، أسرة حميد الدين. واستولى الإمام الجديد على مطبعة الثوار، التي كان يصدر عنها، صحيفة "صوت اليمن"، وأطلق عليها "مطبعة النهضة"، ونقلها إلى تعز، وأصدر عنها صحيفتي "النصر" و"سبـأ".

العراق

تعد صحيفة "الزوراء" الرسمية، التي أصدرها، في 15 يونيه 1869، الوالي التركي، مدحت باشا، الملقب "بأبي الأحرار" أول صحيفة عربية في العراق؛ صدرت في ثمان صفحات، من الحجم المتوسط؛ وجاء في صدر عددها الأول أن هذه الـ"الغازتة" تطبع، في الأسبوع مرة، يوم الثلاثاء، تتضمن الأخبار والحوادث الداخلية والخارجية. واستورد مدحت باشا مطبعة خاصة لها، من باريس، وأطلق عليها "مطبعة الولاية"، وقد استمرت في الصدور من بغداد حتى عام 1917، عند الاحتلال الإنجليزي.

وصدرت صحيفة "الموصل" الرسمية، عام 1885، ثم صحيفة "البصرة"، عام 1895، لتنطق بلسان الحاكم العثماني. وشهدت الفترة، التي تلت إعلان الدستور العثماني، حتى عام 1917، فترة انتعاش للصحافة العراقية، حيث بلغ عدد الصحف والمجلات، التي صدرت، في عام واحد، خمسين جريدة و11 مجلة في بغداد و16 جريدة في البصرة و6 جرائد في الموصل، ومجلة واحدة في كركوك. ومن أبرز الصحف، في تلك الفترة، جريدة الرقيب، وجريدة الروضة عام 1906، والمصباح عام 1911، والمصباح الأغر، وصوت بابل عام 1909، والرياض عام 1909، والنهضة عام 1913، ولغة العرب 1919.

تونس

تعود بداية الصحافة، في تونس إلى عام 1838، حين أصدر عدد، من أفراد الجالية الإيطالية، في ظل الاحتلال العثماني لتونس صحيفة "جيورنالي دي تونيزي إي دي كارتاجينى" أي "جريدة تونس وقرطاجة" باللغة الإيطالية. وفي عام 1858، صدرت صحيفة إيطالية أخرى، هي "ايل كوريره دي تونيزي"، أي "بريد تونس"، وظلت تصدر حتى عام 1881.

وفي عام صدور "ايل كوريره دي تونيزي"، سُمح لأحد التجار الإنجليز، بإنشاء مطبعة في مدينة تونس وإصدار صحيفته بالعربية والإيطالية، عام 1859. ولكن تلك الصحيفة أثارت غضب بعض القناصل الأجانب واحتجاجاتهم، فاضطرت الحكومة إلى إبدالها بصحيفة تونسية حكومية، هي"الرائد التونسي"، أول يوليه 1860، لتكون أول صحيفة رسمية تصدر، في ولاية عثمانية، بعد صدور الوقائع المصرية، في مصر عام 1828.

وبعد محاولات للإيطاليين، والفرنسيين، المقيمين في تونس لإصدار صحف تعبر عنهم، من 1880 إلى 1887، رأى المقيم الفرنسي أن يصدر صحفاً عربية تكون حال الحكم الفرنسي الجديد، فأنشأ عام 1887 صحيفة أسبوعية، اسمها "نتائج الأخبار" ظلت تصدر عامين متتاليين، ثم استعان، بعد ذلك بصحفيين لبنانيين لإنشاء صحيفة "البصيرة"، عام 1892، التي توقفت عام 1897.

وقد شجع، فشل هاتين الصحيفتين، بعض الشبان التونسيين على إنشاء صحيفة، عام 1888، هي صحيفة "الحاضرة" الأسبوعية، وتُعد أول محاولة للصحافة العربية التونسية الخاصة، ظلت تصدر حتى عام 1910، وكان لها أثرها الظاهر على التونسيين، في تلك الحقبة، من تاريخهم.

وبعد ذلك تأتي "الزهرة"، كأول صحيفة يومية تونسية خاصة، بدأ صدورها عام 1890، نصف أسبوعية، ثم توقفت عام 1897، لتعود إلى الصدور عام 1905، وكان هدفها رفع مستوى التونسيين، عن طريق التربية. وقد أسهم في تحريرها عدد من الكتاب العرب، وتعد صحيفة "الزهرة" مدرسة، تخرج فيها، صحفيو جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى.

الجزائـر

عرفت الجزائر المطبعة في 27 يونيه 1830 مع إنزال مطبعة الجيش، التي حملتها الحملة الفرنسية إلى الجزائر وقد أُطلق عليها مطبعة المرابط، وتم تشغيلها، في اليوم التالي لنزولها، البر الجزائري. وكان أول مطبوع خرج منها عبارة عن منشور، يتضمن عرضاً كاملاً لعبور الحملة البحر، ونزولها على الساحل الجزائري. وطبعت منشورات أخرى تحوي الأوامر، والتعليمات، الموجهة إلى الجنود الفرنسيين، ووقائع العمليات الحربية.

وأصدرت الحملة صحيفة "ليستافيت دالجيري"، ومعناها "الساعي الجزائري"، في أول يوليه 1830، لتكون أول صحيفة تعرفها الجزائر وصدر منها عددان فقط، لتقرأها القوات الفرنسية المحتلة، كما استخدمت هذه المطبعة، بعد عامين، في طبع صحيفة "لومنيتور الجيريان"، أو"الرائد الجزائري"، التي ظهر عددها الأول، في 27 يناير 1832، وكانت صحيفة رسمية تنشر قرارات الجيش المحتل، وأوامره، وتصدر أسبوعية، في أربع صفحات، بالفرنسية، وبعربية ركيكة، أحياناً.

وفي عام 1839، سُمح بإصدار صحيفة أسبوعية، باللغة الفرنسية، اتخذت بعد ذلك اسماً عربياً، هو "الأخبار". وكانت، في البداية عبارة عن صحيفة إعلانات موجهة للمستوطنين الفرنسيين الجدد، غير أنها هدفت كذلك إلى جذب اهتمام الجزائريين، الذين يقرؤون الفرنسية، وقد حظرت السلطات الفرنسية، في تلك الفترة، الكلام عن الحرب، أو عن السياسة، أو عن الإدارة الحكومية.

وقد ظهر، عام 1844، ثلاث أو أربع صحف تعتمد على الإعلانات والاشتراكات. وعلى الرغم من إلغاء الرقابة، على الصحف، في فرنسا منذ عام 1830 فإن الرقابة فرضت في الجزائر عام 1846.

وبعد أن استتب الأمر للفرنسيين، أرادت حكومة الاحتلال أن تؤثر، في الشعب الجزائري؛ فقررت عام 1847، أن تصدر صحيفة شبه رسمية، بلغتين، وتشمل طبعة مختصرة باللغة العربية، وسميت هذه الصحيفة "المبشر" بالعربية، و"لوميركور" بالفرنسيـة، وتعد الصحيفة الثانية، في العالم العربي بعد "الوقائع مصرية"، والأولى، في شمال أفريقيا. وظلت "المبشر" الصحيفة العربية، شبه الوحيدة، في الجزائر حتى نهاية القرن التاسع عشر.

أصدر إدوارد جسلين الفرنسي المستعرب، صحيفة "الفصيح"، عام 1899، ولم تستمر طويلاً. كما أصدر فرنسي مستعرب آخر، هو فكتور باروكان صحيفة "الأخبار" عام 1902، ولم تستمر طويلاً. وأصدر بطرس فونطانا، عام 1903، صحيفة "المغرب" الأسبوعية، التي استمرت في الصدور، عشر سنوات. وأصدر الجزائري، محمود كحول، عام 1907، صحيفة "كوكب أفريقيا"، التي تعد أول صحيفة، يصدرها مواطن عربي، في الجزائر بعد أن ظل إصدار الصحف وقفاً على نفر من الفرنسيين، نصف المستشرقين، وأصدر عمر راسم، صحيفة "الجزائر"، عام 1908، التي تعد أول صحيفة جزائرية لا تخضع للسلطات الفرنسية.

المغـرب

كان الأسبان هم أول من أصدر صحيفة في المغرب؛ ففي أول مايو 1820، صدرت صحيفة "آل ليبرال افريكانو"، أي "الأفريقي الحر"، باللغة الأسبانية، وكانت لسان حال اللاجئين السياسيين الأسبان، في المغرب. صدر، بعدها، صحف إسبانية، وصحيفة بالإنجليزية، وأخرى بالفرنسية، وكان أغلب، هذه الصحف، يصدر في طنجة، عاصمة المغرب السياسية، في ذلك الوقت، وقد عكست هذه الصحف المنافسة المحتدمة، بين الأسبان، والإنجليز، والفرنسيين، والألمان، على المغرب.

وكانت المفوضية الفرنسية تبعث، إلى بعض المغاربة، أعداداً، من جريدة "الأهرام" المصرية، ومن صحيفة "المبشر" الجزائرية، كما كان أهل المغرب يقرأون صحف تونس العربية، والصحف الصادرة، في المشرق العربي، والتي تصل البلاد، بطريقة غير منتظمة، نتيجة لعدم انتظام البريد، وبطئـه.

صدرت أول صحيفة عربية، في المغرب العربي، عام 1899 على يد الصحفيين اللبنانيين، عيسى فرح وسليم كسباني، وهي صحيفة "المغرب"، إلاّ أنها لم تدم طويلاً.

ومع بداية القرن التاسع عشر، شجعت سياسة الغرب الجديدة، التي عرفت باسم التغلغل السلمي، مختلف الصحف الأوروبية على تخصيص صفحة، باللغة العربية، للقراء المغاربة. وبدأت، بعد ذلك، صحف مكتوبة كلها باللغة العربية ترى النور؛ فقد أصدر الفرنسيون صحيفة "السعادة"، عام 1905، كما ظهرت صحيفة "الحق"، عام 1911، لتهاجم الفرنسيين. وكان يحررها صحفيان مصريان، لحساب الأسبان، وتحولت، بعد ذلك، لتصبح لسان حال الألمان، الداعية للجامعة الإسلامية العثمانية. أمَّا صحيفة "الترقي"؛ فقد كانت تدافع عن السياسة الأسبانية، في المغرب. غير أن أهل المغرب، اليوم، لا يعترفون إلاّ "بلسان المغرب"، كأول صحيفة مغربية وطنية. وقد أسس هذه الصحيفة، عام 1907، صحفيان لبنانيان شقيقان، كانا قد أصدرا صحيفة "البصيرة" في تونس؛ صدر منها 84 عدداً توقفت، بعدها، عن الصدور، وكانت تتصل بجمعية الاتحاد والترقي، في الأستانة، كما كانت على صلة بالحكومة الشرعية، وبالطبقة البورجوازية المغربية المثقفـة، وقد طالبت "لسان المغرب" بالتعليم الإجباري، وبإصلاح الجهاز الحكومي، وبدستور، وبمجلس للنواب، شبيهين بالدستور والمجلس النيابي التركي، مما أدى إلى توتر العلاقات مع السلطان، فاضطرت إلى التوقف.

ظلت الحكومة الشرعية، لفترة طويلة، ترفض الاستعانة بالصحافة، ولكن السلطان العثماني عهد إلى أحد اللبنانيين، عام 1908بمهمة إصدار صحيفة شبه رسمية، في المغرب. وهكذا ظهرت صحيفة "الفجر"، في طنجة، أولاً، ثم في مدينة فاس البعيدة عن أي حركات تعكر صفو الأمن. وفي مدينة فاس كذلك، ظهرت، في عام 1908، صحيفة "الطاعون"، التي تعد أول صحيفة يديرها مواطن مغربي شهير، هو الشريف الإدريسي محمد العطاني، وكانت متواضعة الإمكانيات، تنشر بخط اليد، يقتصر توزيعها على عدد قليل، يتلاءم والنسخ الموجودة، ولجأ صاحبها، نتيجة لذلك، إلى جمع عدد من علماء مدينة فاس يساوي عدد النسخ، التي يود توزيعها على الناس، فيوزع عليهم القراطيس ويستكتبهم المقالات؛ وفي العام نفسه 1908، ظهرت مجلة "الصباح"، التي تعد أول مجلة مغربية، أسسها وديع كرم.