إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام / السيناريو الفني





مفهوم الشخصية
بناء وخلق الشخصية
حل العقدة




الفصل الأول

المبحث الثالث والعشرون

أشكال السيناريو التليفزيوني

(النصوص الكاملة ـ والنصوص غير الكاملة)

يعرف كتاب البرامج التليفزيونية ومعدوها، شكلين للسيناريو التليفزيوني، هما: النصوص الكاملة، والنصوص غير الكاملة.

أما النصوص الكاملة فهي التي تُستخدم في البرامج الدرامية، حيث يكون بوسع الكاتب أن يتحكم في كل عناصرها، ويحدد كافة تفاصيلها من البداية حتى النهاية. وعلى العكس من ذلك تماماً تكون النصوص غير الكاملة، التي تمثل الغالبية العظمى من برامج التليفزيون. ففي هذا النوع من البرامج لا يستطيع الكاتب أن يتحكم في كل عناصر البرنامج، ومن ثم يقتصر المطلوب منه ـ في كثير من الأحيان ـ على تحديد الخطوط الرئيسية للبرنامج فقط، والنقاط أو الجوانب، التي يلتزم بها الأشخاص المشاركون فيه. وسوف نتناول كلاً من هذين النوعين بما يحتاجه من شرح وإيضاح وتفصيل.

أولاً: النصوص غير الكاملة:

يبدأ هذا النوع من البرامج بمقدمة مناسبة، يكتبها، عادة، معد البرنامج، ويمهد بها للدخول إلى الموضوع. وعلى هذا ينبغي أن تأتي قوية وموجزة ومؤثرة، كما ينبغي أن تشير إلى الموضوع وتلفت النظـر إلى أهميته وضرورة تقديمه. وفي كل الحالات يكون من الضروري "التسلل السريع"، إلى جوهر الموضوع وتفاصيله.

إن هذا النوع من البرامج ـ وإن بدا سهلاً ـ فإنه يتطلب في حقيقة الأمر مجهوداً كبيراً من الكاتب. فعليه أن يبحث عن الأفكار ويدرسها، ويجمع المعلومات حولها، ويتصل بالمختصين وأصحاب الخبرة، ويحدد المادة المصورة، التي ينبغي عرضها، أو الأشياء التي ينبغي تصويرها.. الخ.

أما عن خطوات الإعداد، فإن هذا النوع من البرامج ـ مثل غيره من البرامج ـ يبدأ أولاً بالبحث عن الفكـرة أو الموضوع. ويوجد، بطبيعة الحال، العديد من المصادر، التي يمكن أن تمد الكاتب بعشرات الأفكار المهمة والجيدة، مثل الكتب والمجلات والنشرات، فضلاً عن المعايشة الواعية للواقع، وما يجرى فيه من أحداث، وما يفرضه على الناس من قضايا وموضوعات، تتصل بحياتهم اتصالاً مباشراً، إضافة إلى المتابعة الدءوبة للتخصص، الذي يكون الكاتب قد اختاره .. الخ .

وبعد العثور على الفكرة المناسبة، تبدأ إجراءات تحويلها إلى برنامج تليفزيوني. وتبدأ هذه الإجراءات، عادة، بدراسة إمكانيات الموضوع، الذي تدور حوله الفكرة. ويواجه الكاتب ـ عادة ـ بعدد من الأسئلة، التي لا بد أن يجد لها إجابة محددة. ولعل أول هذه الأسئلة وأهمها هو: لماذا نتعرض لهذا الموضوع في برنامج تليفزيوني؟ أو بتعبير آخر: ما الهدف من ذلك؟

فلا بد من وجود هدف، وإلاّ انتفت الحاجة إلى تقديم البرنامج أصلاً.

أما السؤال الثاني فهو: إلى من نوجه هذا الموضوع، أو البرنامج؟

وبتعبير آخر: من هو الجمهور المستهدف، الذي سنقدم له هذا البرنامج؟

فلا بُد أن نعرف سلفاً نوع وطبيعة الجمهور، الذي سيقدم له البرنامج، ولابد أن يحدد هذا الجمهور تحديداً دقيقاً.

والسؤال الذي يأتي بعد ذلك هو: كيف يتأتى توصيل هذا الهدف إلى الجمهور المقصود، عن طريق التليفزيون؟ وبعد تحديد الهدف والجمهور المستهدف، يصبح من الضروري تحديد شكل البرنامج، الذي سيُحقق هذا الهدف. وينبغي في هذا المقام معرفة الأشكال المختلفة لبرامج التليفزيون، ذات النصوص غير الكاملة، التي يصل عددها إلى أحد عشر شكلاً. ويطلق عليها بعض النقاد مصطلح نماذج أو إطارات أو "فورمات"[1] إشارة إلى الهيكل النمطي الذي يتخذه البرنامج، وهذه النماذج أو الأشكال أو القوالب هي:

·         قالب المقابلة.

·         قالب الحديث، أو برنامج الشخصية.

·         قالب الندوة.

·         قالب الوصف، أو الشرح.

·        قالب جمهور المشتركين.

·        قالب المسابقة، أو الألغاز.

·        قالب الفيلم والمقدم.

·        قالب المحكمة "المحاكمة

·        قالب المنوعات.

·        قالب المجلة.

 

·        قالب البرنامج التسجيلي.

وهذه القوالب هي الأشكال المعروفة للبرامج ذات النصوص غير الكاملة، ولا يخرج عنها أي من برامج التليفزيون غير الدرامية، وإن كانت هناك بعض البرامج، التي تجمع بين أكثر من شكل من هذه الأشكال. ويطلق على "السيناريو"، الذي يُعد لمثل هذه البرامج صفة "غير كامل" لأنه يكون بالفعل غير كامل، ولا يمكن أن يُعد لمثل هذه البرامج نص كامل، نظراً لاعتماد الكثير من عناصرها على الآنية أو التلقائية. ولذلك فإن النص لا يمكن أن يضم كل عناصر الصورة والصوت، لأن هذه العناصر لا تكون معروفة على وجه التحديد ساعة إعداد النص. ومن ثم، فإن كل ما يمكن أن يتضمنه النص، في هذه الحالة، هو أفكار عامة، وخط سير مقترح، يلتزم به المشتركون في البرنامج، بينما يحدد المشتركون أنفسهم ما سيقدمونه في البرنامج، ويكون مرتجلاً وتلقائياً في معظم الأحوال. وسوف نعرض لهذه البرامج بشيء من التفصيل:

1. قالب الحديث أو برنامج الشخصية:

يصلح هذا البرنامج لتقديم الأحاديث الدينية وغيرها من الأحاديث، التي تقدمها شخصية واحدة، وهو أبسط صور البرامج ولا يتطلب احتياجات كثيرة، بل يحتاج فقط إلى استديو صغير، وديكور مبسط، وقد تكفي ستارة بدلاً عن الديكور.

ويتوقف نجاح مثل هذه البرامج على شخصية المتحدث. لذا ينبغي البحث عن الشخصية المتفوقة في المجال المراد تغطيته في البرنامج، بشرط أن تكون لديه القدرة على عرض أفكاره بشكل بسيط وشيق يجذب الانتباه، لأن التفوق وحده في مجال من المجالات لا يكفي لتقديم حديث جيد، تتوفر له خصائص التشويق وجذب الانتباه.

ولمّا كان هذا النوع من البرامج يعتمد فقط على المتحدث، الذي يوجه حديثه دون أن يشاركه مذيع، فعلى الكاتب اختيار المتحدث والاتفاق معه على موضوع الحديث، والعناصر المختلفة، التي يجب أن يعرض لها في حديثه.

 2. قالب الوصف أو الشرح:

يقوم هذا النوع من البرامج على أساس عرض الموضوعات المختلفة، باستخدام وسائل الإيضاح. ويستخدم لشرح موضوع معين، كالدروس العملية أو التي تعتمد على الأشكال المجسمة أو الصور أو الرسوم أو الحركة. كما يُستخدم أيضا لشرح نظرية، أو تجربة عملية، أو طريقة عمل شيء، أو تعليم مهارة خاصة، مثل الطهي أو التفصيل أو الهوايات.

ويتفق هذا البرنامج مع برنامج الحديث، في أنه يعتمد على شخص واحد يوجه حديثه إلى المشاهدين، دون وجود مذيع يوجه إليه الأسئلة، ولكنه يختلف عنه في أن حديث مقدم البرنامج هنا يتضمن شرحاً تفصيلياً لشيء معين يعتمد على وسائل الإيضاح. وعلى ذلك فإن هذا النوع من البرامج، ينبغي أن يتوافر له الآتي:

أ. مقدم البرنامج، أو الشخصية التي ستتولى الشرح0 (ولا بد أن يكون متخصصا في الموضوع).

ب. وسائل الإيضاح (الإكسسوار).

ويعتمد نجاح مثل هذه البرامج، أيضاً، علي شخصية المقدم وحضوره وطريقة أدائه. وتنحصر مهمة الكاتب أو المُعد للنص، في الجوانب الآتية:

أ. اختيار الشخص الذي سيقوم بالشرح، أي بوظيفة مقدم البرنامج.

ب. تحديد نوع "الإكسسوار"، ووسائل الإيضاح المطلوبة (من أفلام ولوحات ورسوم وأجهزة.. الخ).

    ج. شرح سير البرنامج، وترتيب المادة العلمية أو المعلومات، وتوزيعها حسب الخطة المقترحة.

3. قالب المقابلة:

يعتمد هذا النوع من البرامج على الحوار، الذي يدور بين المذيع مقدم البرنامج، وضيف تجرى معه المقابلة. وعلى ذلك فإنه يختلف عن الشكلين السابقين في أنه يحتاج إلى مقدم برنامج محترف، لإجراء الحوار مع الضيف. وكذلك فإن الموضوع يقدم من خلال هذا الحوار، بين المذيع والضيف. ويتوقف نجاح هذا النوع من البرامج على الآتي:

أ. العناية باختيار الضيف المناسب، الذي يجيد في الوقت نفسه التحدث أمام الكاميرا.

    ب. تحديد الأسئلة، التي تغطى كافة جوانب الموضوع، وترتيبها على نحو جيد.

    ج. براعة مقدم البرنامج، وقدرته على حفز الضيف على التحدث، وتغطية كافة جوانب الموضوع.

د. الاهتمام بدراسة الموضوع، الذي يدور حوله الحوار، والإلمام بكافة جوانبه، وبالآراء المختلفة المتعلقة به.

4. قالب الندوة:

هناك بعض الموضوعات أو القضايا الجماهيرية، التي تختلف حولها الآراء أو تتعدد فيها وجهات النظر، ولا يمكن تغطية الآراء المختلفة، أو الجوانب المتعددة فيها، عن طريق ضيف واحد. ويقتضي الأمر في هذه الحالة، اشتراك أكثر من ضيف على شكل ندوة، يلتقي فيها شخصان أو أكثر في وقت واحد يتولون مع مقدم البرنامج بحث الموضوع، إما من وجهات نظر مختلفة، فيحاول كل طرف إقناع الأطراف الأخرى برأيه، أو أن يعرض كل مشترك في الندوة جانباً من الموضوع بالتناوب، دون أي خلاف في وجهات النظر. وفي كل الحالات يكون على مقدم البرنامج إدارة الحوار، ملتزماً الحيدة التامة.

وهذا النوع من البرامج يتطلب الآتي:

أ. مقدم برنامج يدُبر الندوة.

ب. مجموعة من الضيوف (متخصصون في الموضوع).

ويقدم البرنامج إما على شكل مائدة مستديرة، يجلس حولها الضيوف ومعهم مقدم البرنامج، أو أن يجلس الضيوف على منصة عالية ومعهم مقدم البرنامج، ويجلس قبالتهم جمهور المشاهدين. ويحدد موضوع الندوة بالمشاورة بين المنتج ومٌعد أو كاتب البرنامج، وكذلك اختيار الضيوف، ثم يكون على المُعد أو الكاتب، بعد ذلك، القيام بالآتي:

أ. جمع المعلومات المتعلقة بموضوع الندوة.

ب. وضع الخطوط الرئيسية، التي يسير عليها البرنامج.

ج. وضع تصور لترتيب كلام المشتركين في الندوة.

هـ. تحديد المدة، التي يستغرقها البرنامج في التقديم وعرض القضية في بداية البرنامج، مع إعداد مشروع المقدمة، أو كتابتها كاملة.

و. إعداد مشروع الأسئلة التي ستوجه في الندوة.

ويحظى هذا النوع من البرامج ـ عادة ـ باهتمام الجمهور، نظراً لأنها تتناول دائماً القضايا المهمة، التي ترتبط بحياة الناس. ومع ذلك فإن نجاح أي ندوة يتوقف دائماً على حيوية ما فيها من خلاف، وتصارع في الآراء .

5. قالب المسابقة:

ويطلق هذا الاسم على برامج الألغاز ـ وشتى البرامج التي تهدف إلى اختبار معلومات المشاهدين، أو اختبار قدراتهم المختلفة، في أداء أعمال معينة. وتجرى عن طريق الاشتراك الفعلي للجمهور، ووجوده في الاستديو على شكل فريقين متسابقين، جماعات أو أفراد.

وهذا النوع من البرامج يحظى باهتمام الناس وارتباطهم به، لأنه يستثير حب الاستطلاع والبحث عن إجابات الأسئلة، فضلاً عن الرغبة في كسب الجوائز.

أما متطلبات هذا النوع من البرامج فهي:

أ. مقدم للبرنامج .

 ب. محكم أو لجنة للحكم (وقد يُكتفى بمقدم البرنامج، أو يشارك الجمهور في الحكم).

 ج. متسابقون (أفراد أو جماعة).

        ومن أنواع المسابقات التي قد تصلح لمثل هذا النوع من البرامج:

أ. أسئلة اختبار المعلومات العامة.

 ب. اختبار القدرات الحركية.

 ج. اختبار القدرات الصوتية.

 د. اختبار القدرات الفنية.

 هـ. اختبار التمثيل الصامت.

وتكون مهمة المعد أو الكاتب لهذا النوع من البرامج، تحديد خط سير البرنامج، وتحديد أنواع المسابقات التي تُقدم، مع محاولة ابتكار الجديد في كل حلقة.

6. قالب جمهور المشاهدين:

هناك نوعان من العلاقة، تربط بين المشاهدين وبرامج التليفزيون:

النوع الأول: يكون دور المشاهد فيه متلقياً، حيث يكتفي بالجلوس أمام جهاز الاستقبال، ومشاهدة البرامج، سواء في المنازل أو في مكان يوجد فيه جهاز الاستقبال.

أما النوع الثاني: من العلاقة فتتعدى مشاهدة البرنامج من جهاز التليفزيون، إلى المشاركة الفعلية داخل الأستديو أثناء التنفيذ. ويتم ذلك في بعض البرامج، التي يُعد الجمهور عنصراً أساسياً من عناصر تكوينها. فيشترك الجمهور في البرنامج بالظهور فيه، والاشتراك الفعلي في مادته، وهو يختلف عن برامج الندوات، في أن الجمهور الذي يحضر الندوة لا يكون مشاركاً في الحديث، بل قد لا يكون هناك جمهور على الإطلاق. أما هذا النوع البرامج، فيعتمد على مشاركة الجمهور أولاً وأخيراً، وهو نوع يقبل عليه الجمهور، ويحبذ كثير من الناس الاشتراك فيه بالفعل.

        وأما متطلبات هذا البرنامج فهي:

أ. مقدم برنامج .

ب. يتولى ضيف عادة تصحيح إجابات المشاهدين المشاركين (ويمكن الاستعانة بمجموعة أشخاص).

ج. مجموعة من المشاهدين مختارين على أسس معروفة، أو متطوعين، أو مختارين بالقرعة.

7. قالب المحكمة:

يهدف هذا الشكل، عادة، إلى معالجة الموضوعات أو القضايا، التي لم تُحسم بعد، ولم يتفق عليها الرأي العام. فتهتم كل حلقة من البرنامج بأحد هذه الموضوعات أو القضايا، وتجرى مناقشتها وعرض مختلف وجهات النظر حولها عن طريق محاكمة، في شكل يمثل قاعة المحكمة. وقد تنتهي المحاكمة في حلقة واحدة، أو في عدة حلقات، يصدر في نهايتها الحكم، لتبدأ بعد ذلك مناقشة قضية جديدة.

ويلزم لهذا النوع من البرامج الآتي:

أ. قاض أو مجموعة من القضاة، على غرار تشكيل المحاكم.

ب. متهم، يكون شخصاً بعينة يمثل كياناً اعتبارياً كالمجتمع مثلاً.

ج. ممثل الاتهام.

د. ممثل الدفاع.

هـ. شهود إثبات.

و. شهود نفي.

ويشترط في كاتب نص هذا النوع من البرامج، أن يكون ملماً كل الإلمام بالقواعد والنظم المعمول بها في المحاكم، وعليه أن يعرض القضية، وأن يحدد أدلة الاتهام، وأسانيد الدفاع، والنقاط التي سترد على ألسنة كل من شهود الإثبات وشهود النفي، وأن يحدد خط سير المحاكمة، والفترة الزمنية المخصصة لكل طرف منها.

8. قالب الفيلم ومقدم البرنامج:

هذا الشكل من البرامج يصلح أساساً للأطفال، وأهم أمثلته برامج سينما الأطفال، التي تناسب الكبار أيضاً. ويحتاج هذا النوع من البرامج إلى:

أ.  مجموعة أفلام الرسوم المتحركة، وأفلام الرحلات، والأفلام الفكاهية القصيرة، وذلك عادة للأطفال. أما للكبار فتُعرض الأفلام التعليمية، وأفلام العلوم، والأفلام التسجيلية المختلفة، وأفلام المعرفة .. الخ.

ب. مقدم برنامج تتحدد وظيفته في شرح الأفلام وتقريبها لجمهور البرنامج، ويكون ذلك ضرورياً في حالات كثيرة، منها:

(1)  صعوبة فهم الجمهور للفيلم دون شرح وتبسيط.

(2)  عدم معرفة الجمهور للغة التي ينطق بها الفيلم، كما هو الحال في البرامج التي تعتمد على عرض أفلام تسجيلية أجنبية.

(3)  أن يكون الفيلم من غير تعليق صوتي أصلاً.

ونظراً لأن بعض الأفلام، التي تُستخدم في هذه البرامج تعالج موضوعات متخصصة، مثل أفلام العلوم وبعض الأفلام التسجيلية، وأفلام المعرفة، فمن الأفضل أن يكون مقدم البرنامج، من المتخصصين في الموضوع. أما مُعد البرنامج فتكون مهمته هي اختيار الأفلام، ووضع الخطوط الرئيسية للتعليق عليها، وتحديد خط سير البرنامج، وترتيب إذاعة الأفلام، وكتابة حوار الربط بينها.

9. قالب المجلة:

هو برنامج يجمع بين مختلف أشكال البرامج السابق ذكرها. فيتضمن الأحاديث والمقابلات والأفلام، وفقرات وصفية وأغانٍ، وقد يضم مسابقات أيضاً. لذلك يأخذ شكل المجلة. وهذا النوع من البرامج يحظى، عادة، باهتمام المشاهدين، لأنه يجمع بين أكثر من شكل.

ولمّا كان البرنامج يتكون من مجموعة من الفقرات، ذات الأشكال المختلفة، فإن مهمة كاتبه تختلف من فقرة إلى أخرى. فقد يضطر في إحداها إلى الاقتراب من شكل النص الكامل، بينما قد لا يحتاج في بعضها سوى بعض المعلومات، أو رسم خط السير فقط، ومنها ما يحتاج فيه إلى كتابة تعليق، كما هو الحال في الفقرات التي تعتمد على عرض الأفلام.

وكل فقرة في مجلة التليفزيون، تمثل صفحة أو باباً في المجلة أو الجريدة المطبوعة. ولهذا تحتاج كل فقرة، عادة، إلى عنوان، قد يكون ثابتاً أو متغيراً. ويفترض أن هذه المجلة، مثل كل مجلة أخرى، لها أبوابها الثابتة والمتغيرة. ومن ثم فإن تحديد عناوين هذه الأبواب، سواء الثابت منها أو المتغير، يدخل ضمن مسؤوليات الكاتب، الذي ضمن مسؤولياته أيضا كتابة حوار الربط، الذي ينتقل به مقدم البرنامج من فقرة إلى أخرى.

10. قالب المنوعات:

وهو برنامج يجمع كل ما يمكن تقديمه، لتسلية الجمهور وإمتاعه. ويعتمد نجاح مثل هذه البرامج على درجة الإثارة، التي تحدثها لدى المشاهد، ومدى ما تحققه من تسلية وترويح .وهي في هذا تعتمد على عدد من الوسائل، من بينها المواقف التمثيلية القصيرة، التي تعتمد على عدد من اللقطات السريعة المسلية، بعضها فكاهي، وبعضها غنائي، وبعضها موسيقي، على اختلاف أشكال هذه الألوان الثلاثة.

وتُقدم هذه الفقرات إما داخل إطار، في موضوع يجمعها كلها معاً، أو دون أي ارتباط بينهما. فتعتمد في الربط بين الفقرات، على شخصية مقدم البرنامج، الذي قد يكون أحد نجوم الفكاهة أو التمثيل أو الغناء، ويشترط في هذا المقدم أن يكون خفيف الظل، له حضور مقبول لدى جمهور المشاهدين

وإذا كان هدف برامج المنوعات ـ عادة ـ هو التسلية والإمتاع، فإن بعضاً منها قد يعمل على إعطاء بعض المعلومات أو الأفكار، ولكن ذلك ليس هو الهدف الأساسي منها. وعلى كلٍ فينبغي أن يُراعي هذا النوع من البرامج، النشاط الترويحي والتسلية والترفيه، وبشرط ألاّ تهبط هذه البرامج إلى التهريج والتسلية الرخيصة، أو الإسفاف.

11. قالب البرنامج التسجيلي:

وهو شكل يتيح عرض موضوع خاص، باستخدام أفضل الأساليب الفنية المناسبة، التي تسمح بتحليل الموضوع، وعرض جميع عناصره، ووجهات النظر المختلفة التي تدور حوله. ويراعي في ذلك الصورة المناسبة، التي تجتذب المشاهدين، وتثير خيالاتهم.

ويعتمد الشكل التسجيلي على الصورة والتعليق والمقابلات، سواء في المواقع المختلفة أو في الأستوديو. كما يعتمد على الشرح مع وسائل إيضاح، أو الشرح على الطبيعة مباشرة. فليس هناك شكل واحد يمكن اتباعه لهذا النوع من البرامج، وإن كانت هناك صفات عامة ينبغي توافرها، أهمها:

أ.  الواقعية:

فكل ما في البرنامج التسجيلي ينبغي أن يكون واقعياً، مأخوذاً من الطبيعة ذاتها، وليس تأليفاً أو محاكاة. وكذلك الحال لأشخاصه ومناظره، حيث ينبغي اختيارهما من الواقع الحي. فلا يعتمد على ممثلين محترفين، ولا على مناظر مصنوعة مفتعلة، داخل الأستوديو.

ب. التحليل والتفسير:

فليس البرنامج تسجيلاً للواقع بشكل جامد، أو تقريراً، يهدف إلى الأعلام فقط، ولكنه برنامج تحليلي يسعى إلى عرض الموضوعات بجميع عناصرها، ومختلف وجهات النظر حولها.

ج. الإنسانية:

ينبغي إعطاء اهتمام زائد للنواحي الإنسانية، في الموضوعات التي تعالجها البرامج التسجيلية. ذلك أن عرض الحقائق بحالتها "الجامدة"، مهما كانت تهم الناس، لا يكفي وحده لشد انتباه المشاهد. لذا يجب استغلال العناصر الإنسانية المثيرة للاهتمام. فإذا قُدم برنامج تسجيلي عن اختراع آلة مثلاً، فلا بد من توضيح فائدتها للناس، ومدى تأثيرها عليهم. وبمعنى آخر، يجب تقديم الموضوعات بعد إعطائها الملامح الإنسانية، المتصلة بها.

 ثانيا: السيناريو الكامل (الفورمات الكاملة):

هي النصوص التي تكتب للتمثيليات التليفزيونية، أي للبرامج الدرامية. ويعني ذلك أن البرنامج يعتمد على رواية، أو قصة كاملة، لها بداية ووسط ونهاية، وكل العناصر فيها معروفة لكاتب النص التليفزيوني، ويمكنه أن يضمّنها النص بكل التفاصيل، فيكون النص التليفزيوني هنا، بمثابة إعادة صياغة للقصة في القالب التليفزيوني، أي ترجمتها وسردها على المشاهدين، بواسطة الصور والأصوات.

ويُعد السيناريو من أهم مراحل إعداد التمثيلية التليفزيونية، فاختيار القصة وإعدادها للتليفزيون، في سهرة أو في حلقات مسلسلة، أي تحويلها إلى سيناريو كامل، أو إلى عدة سيناريوهات كاملة، هو العمود الفقري الذي تقوم عليه التمثيلية أو الحلقات التليفزيونية. ويعتمد نجاحها على نجاح كاتب السيناريو، في إرضاء الجمهور.

والحقيقة أن إرضاء الجمهور كله يعد معضلة كبيرة. فالجمهور خليط من ذوى العادات والثقافات والمعتقدات والأعمار المختلفة، ومقاييس الأشياء لديه تختلف وتتعدد، وما تفضله فئة قد تنفر منه أخرى. وعلى هذا فإن مهمة كاتب السيناريو، تُعد من المهام الصعبة والشاقة. ولذلك فإن دراسة نفسية الجمهور وميوله، هما من أهم الوسائل التي على كاتب السيناريو مراعاتها، وإعطائها الكثير من اهتمامه.

ومن الضروري أن تكون الفكرة، التي يعتمد عليها السيناريو جيدة. بمعنى أن تكون القصة جيدة، وتثير إعجاب المشاهدين. ومع ذلك فإن القصة الجيدة لا تُعطي، بالضرورة، سيناريو جيداً، لأن السيناريو قصة ومعالجة، والقصة الجيدة يلزمها معالجة جيدة، حتى يكون السيناريو جيداً.

ومن الخطأ أن يُعد السيناريو قصة أدبية، تعتمد على الألفاظ والتعبيرات في شرح الحوادث، لأن هذا يُعد تجاهلاً تاماً لإمكانات التليفزيون الآلية والفنية.

إن كتابة السيناريو تعتمد، أولاً، على معالجة الحوادث في القصة، معالجة مرئية.وهذا يقتضي أن يُترجم كاتب السيناريو أحداث القصة، إلى صور متتابعة، تعبر عن كل عناصر الدراما في القصة، ويمكن تنفيذها بواسطة كاميرا التليفزيون أو السينما. وهذا يقتضي من كاتب السيناريو أن يكون ملماً بأصـول الدراما وقواعدها، وكذلك ملماً بجميع المراحل الفنية للعمل التليفزيوني. كما ينبغي له أيضاً أن يلم بالأسباب والوسائل، التي تسهل للمخرج أداء عمله في حدود الإمكانات المتاحة، حتى يستطيع المخرج أن يؤدي واجبه على أحسن صورة ممكنة. فالسيناريو الجيد يسهل للمخرج عمله، ويتيح له فرصة الإجادة، مع الاقتصاد في المال والجهد والوقت.



[1]  إطارات أو "فورمات" Format اصطلاح مستخدم في الطباعة لوصف مقاس الصفحة .. وتعني هنا الشكل الذي ينتمي إليه البرنامج، فنقول نموذج الحوار أو نموذج الندوة أو نموذج المسابقة … الخ .