إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه جزيرة سيناء




أثر النبي صالح
محمية سانت كاترين
نخيل شاطئ العريش
مسجد وكنيسة داخل الدير
نقوش معبد سرابيط الخادم
الشعب المرجانية
دير سانت كاترين
فندق طابا
قلعة صلاح الدين
قاع البحر


المدن في سيناء
التقسيم الإداري لسيناء
استراتيجية سيناء العسكرية
توزيع القوات المصرية
تضاريس سيناء



سادساً: أهمية سيناء الدينية ('فؤاد حسين، ``شعبنا المجهول في سيناء``، ص 15

سادساً: أهمية سيناء الدينية

          اختصت شبة جزيرة سيناء بالخلود في سجل الآثار المكتوبة، أكثر من أي مكان آخر في العالم.

كما ظفرت بالتقديس والإجلال في الكتب السماوية كلها، حيث ورد ذكرها في سفر خروج لليهود. وفي كتابات المسيحيين الأوائل. كما ورد ذكرها مرتين في القرآن الكريم في قوله تعالى: ]وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ[ (المؤمنون: 20).

وقوله تعالى: ]وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ[ (التين: 1-3).

          أما جبل الطور بسيناء، ذلك المكان المقدس الطاهر من أرض مصر، فقد ذكره المولى سبحانه وتعالى عشر مرات في كتابه الكريم، وهو ذكرٌ لم تحظ به أي بقعة على سطح الأرض، وهو تكريم وتعظيم لهذه البقعة الصغيرة في سيناء من أرض مصر، وشرف لا يدانيه شرف.

          فالطور هو الجبل الذي حدثت به معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، حين رفعه الله فوق اليهود عندما جادلوا سيدنا موسى علية السلام وعاندوه. وظل الجبل فوقهم كأنه سحابة تنتظر أوامر المولى جلت قدرته لتطبق على رؤوسهم.

          قال تعالى: ]وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ (الأعراف: 171).

          كما وقعت على أرض سيناء معجزات أخرى عظيمة، مثل:

  • كلام المولى عز وجل لسيدنا موسى.
  • الاثنتا عشرة عينا التي انفجرت عندما ضرب سيدنا موسى الحجر بعصاه.

وهناك على أرض سيناء وقع حدثان مهمان، وإن لم يستطيع أحدٌ أن يحدد مكان وقوعهما، وهما:

  • الموقع الذي دُك الله فيه الجبل وخر موسى صعقا. يقول المولى سبحانه وتعالى: ]وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ[ (الأعراف: 143).
  • المكان الذي ضرب فيه موسى علية السلام البحر فانقسم إلى قسمين، وأصبح كل قسم منهما كالجبل حيث عبر موسى علية السلام ومن معه من العبرانيين والمصريين ممن آمنوا برسالته إلي البر الشرقي حيث صحراء سيناء هربا من فرعون وجنوده الذين أغرقهم الله عندما أرادوا اللحاق بسيدنا موسى علية السلام وأتباعه ـ يقول تعالى: ]فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ[ (الشعراء: 63-68).

          والواقع أن سيناء تحمل في أسماء أماكنها كل آثار قصة سيدنا موسى علية السلام وفرعون واليهود، من البعث حتى الخروج، ابتداء من عيون موسى قرب رأس خليج السويس، إلى جبل حمام فرعون وجبل موسى على الساحل الغربي لسيناء، إلى هضبة التيه في الداخل، إلى جبل المناجاة في عمق الجنوب أي الطور، بما في ذلك ـ دون شك ـ الوادي المقدس طوى، وإن كنا لا نعرف أين هو بالتحديد.