ملحق

هجرة الحيوانات

Animal migration

ويقصد بالهجرة الحيوانية، هي ترك أنوع معينة على شكل جماعات من مكان إلى آخر. هذا الانتقال قد يكون ذو نمط موسمي سنوي. وفي الغالب تكون الهجرة على شكل انتقال موسمي مؤقت لجماعات من الحيوانات نحو منطقة معينة في فصل من السنة ثم العودة مرة أخرى. وتكون هذه الرحلة في غالب الأحوال استجابة للتقلبات المناخية الموسمية وتوفر درجات الحرارة المناسبة، أو لتوفر الغذاء. وذلك كما في الهجرات الربيعية والخريفية للحيوانات كالطيور مثلاً. ولكن هناك خاصة تستغرق هذه الهجرة مدة حياة الحيوان كلها، كما في حالة أسماك السالمون Salmon fish، في المحيط الهادي، فأسماك السلمون تنشأ في المياه النهرية العذبة، ثم تهاجر نحو المحيط، لكي تعود في آخر حياتها لوضع بيوضها في المياه النهرية قبل أن تموت، كما سيأتي تفصيله.

لا تقتصر الهجرة الحيوانية على الحيوانات الكبيرة فقط، كالطيور Birds، والثدييات Mammals، التي تهاجر بشكل مستمر جيئة وذهاباً، على طول مسارات معروفة بين بيئات محددة، وبشكل موسمي؛ بل تحدث الهجرات في المخلوقات الدقيقة Microorganisms في مياه البحيرات العذبة، مثلاً؛ إذ تتحرك هذه المخلوقات من المياه العميقة نحو السطح استجابة للتغيرات في درجة حرارة المياه. وعلى المقياس الكبير تهاجر الحيتان Whales بشكل موسمي دوري، إذ تنتقل في الخريف من المناطق تحت القطبية الباردة Subpotar إلى المناطق تحت المدارية Subtropical في المحيطات تجنباً لدرجات الحرارة المنخفضة على صغارها، وتعود إلى المياه تحت القطبية الغنية بالغذاء في أواخر الربيع.

وقد تكون هجرة الحيوانات على شكل أفراد يتجمعون في منطقة معينة للتزاوج ثم ينتشرون بعدها في مناطق واسعة، بحثاً عن الغذاء كما تفعل كثير من حيوانات القمة Seals.

ومن أنواع الهجرات الحيوانية الهجرات غير المنتظمة Noncadic migration أو Irregular migration، وتكون بنمط عشوائي استجابة للظروف المحلية وليس لها خط سير واضح. ومن أمثلتها هجرات أسراب الجراد Locusts في قارتي آسيا وإفريقيا. وهذه الأسراب معروفة بتحركها بأعداد هائلة تحجب أفق السماء. وهذه الأسراب تتحرك عندما تتكاثر في منطقة معينة لدرجة تجعل المصادر الغذائية المتاحة لها غير كافيةما يجبرها على الهجرة. ومن أمثلة هذا النوع من الهجرات غير المنتظمة، أو غير النمطية، حيوانات الرعي Grazing animals في شرق إفريقيا استجابة للتغيرات المناخية والمكانية. وفي هذا النوع من الهجرات لا تعود الحيوانات إلى المكان الذي تحركت منه.

ومن أنواع الهجرات الحيوانية ما تسمى الهجرات الانفجارية Irruption migration وأفضل أمثلتها المشهورة ما يحدث للقوارض، أو الفئران القطبية المسماة لمنقز Lemmings التي تتكاثر في إقليم التندرا. تتحرك هذه الحيوانات كل ثلاث أو أربع سنوات، بعد أن يبلغ تعدادها مداه، في مجموعات كبيرة. ولكن الكثير ينفق أثناء هذه الهجرة الجماعية، ويعيد العدد القليل الذي يبقى منها كرة الهجرة مرة أخرى، ويكمل الدورة التي تحدث بشكل مستمر كل ثلاث سنوات تقريباً.

أنواع الهجرة الحيوانية Types of animal migration

من ذلك من الممكن التفريق بين عدد من الأنواع من الهجرات الحيوانية من أهمها:

1. الهجرة الموسمية المنتظمة جيئة وذهاباً

وهذا النوع من الهجرات يحدث في أنواع كثيرة من الحشرات Insects والطيور، والثدييات البحرية Marine Mammals، والثدييات النباتية أو العاشبة الضخمة Herbivores mamals. وتقوم بها هذه المخلوقات لانتقال إلى مناطق أكثر ملائمة من حيث درجات الحرارة، وتوفر الماء، وتوفر الغذاء. فهجرات الكثير من الطيور من المناطق المعتدلة في فصل الشتاء نحو مناطق أكثر دفئاً عند المدارين أو قرب خط الاستواء، وعودتها مرة أخرى تدخل من ضمن هذا الصنف.

وتهاجر العاشبات الضخمة من الأقاليم الباردة مثل حيوانات الإلك Elk، والكاريبو Caribou، نحو أقاليم أدفأ في الشتاء لكي تعود في الصيف. كما تهاجر العاشبات الضخمة في الأقاليم الدفيئة موسمياً تجنباً للجفاف، مثل هجرة الضباء الإفريقية African antelpes. هذه الهجرات الموسمية قد تقطع دوائر العرض جيئة وذهاباً، وقد تكون من مناطق منخفضة في أحواض الأودية إلى الأعلى على سفوح الجبال.

إن الهجرة الموسمية للحيوانات تهدف في الكثير من الحالات إلى الوصول إلى مكان أكثر ملائمة للتكاثر. فنمط الهجرة الموسمية في كثير من الحالات ليس هو الأنسب من حيث الغذاء والنشاط اليومي لكبار الحيوانات ولكنه بلا شك هو الأنسب للتزاوج والتكاثر وتنشئة الصغار. فالكثير من الطيور البحرية Sea Birds تهاجر نحو الشاطئ لتتكاثر، ومثلها السلاحف البحرية Sea Turtles، وتتجمع الكثير من البرمائيات حول المياه للتزاوج.