إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









هـ
هـ.  ثقب الأوزون     The Ozone Hole

تؤثر الملوثات الغازية والصلبة في تلوث كل من الهواء والماء والتربة، وينعكس ذلك على صحة الإنسان، كما أن بعض هذه الملوثات الجوية Air Pollutants تهدد استمرار الحياة على سطح الأرض. وينجم عن بعض هذه الملوثات تآكل طبقة الأوزون الاستراتوسفيريStratosphere Ozone  Layer وهو الدرع، الذي يحمي الكائنات الحية بما فيها الإنسان على سطح الأرض من التعرض لأخطار الأشعة فوق البنفسجية، التي تسبب إصابة الإنسان بسَفْعة الشمس Sun Burn وسرطان الجلد.

ويتمثل في طبقة الاستراتوسفير نوعان من الأشعة فوق البنفسجية تمتص نواتج التفاعلات الكيميائية، وتعمل إحداها على تعزيز وجود الأوزون وتنشيط تجمعه[1]، في حين تعمل الأخرى على تحلله وتدميره. وهناك علاقة عكسية في غاية الحساسية بين الأشعة فوق البنفسجية وطبقة غاز الأوزون. فقد تبين للعلماء أنه عند نقص تجمعات الأوزون بنحو 1% من وزنه، تزداد الأشعة فوق البنفسجية، التي تخترق الدرع الأوزوني The Ozone Shield بنسبة 2% من شدتها. ويصاحب وصول تلك الأشعة إلى سطح الأرض حدوث الغيوم والتغبر  Dustiness.

وتعد مركبات الكلوروفلوروكربون Chlorofluoro Carbon[2] من أخطر المُهَدِّدات المباشرة لتجمعات الأوزون. ويستخدم الإنسان هذه المركبات في صناعة غازات التبريد، وفي صناعة أجهزة التكييف، وفي صناعة حفظ المواد الغذائية وتعليبها. كما تستخدم هذه المركبات في صناعة الأبخرة المضغوطة، وزجاجات العطور، ورش الأيرسول Aerosol Spray، ومواد إزالة رائحة العرق Deodorants ، ورش الشعر وتثبيته Hair Spray. ومنذ سنة 1974، حذر العلماء من الأضرار الناتجة عن الإفراط في استخدام منتجات هذه الصناعات.

وقد أظهرت قراءات الأجهزة، في المحطات الميتورولوجية البريطانية سنة 1985، تدني حجم الأوزون، وتكوين ثقب هائل فوق المناطق القطبية الجنوبية The Antarctic's Ozone Hole، وقد اعتقد العلماء في البداية بأن ذلك الأمر قد يكون مرجعه أخطاء في عمليات التسجيل الميتورولوجي، غير أنه تبين لهم بعد ذلك استمرار اتساع ثقب الأوزون القطبي الجنوبي، حتى صار يحتل مساحة تناهز مساحة قارة أوروبا. كما أوضحت أجهزة الرصد أن ثقب الأوزون قد ازداد حجمه في الثمانينيات بنسبة 50% مما كان عليه في السبعينيات من هذا القرن.

وقد عنيت الدول المتقدمة بقياس حجم طبقة الأوزون والتسجيل اليومي لما يحدث فيها من تغيرات، عن طريق كل من أجهزة الرصد الأرضية والأجهزة المتيورولوجية المثبتة في الأقمار الصناعية المناخية. ونظراً لخطورة الأمر قررت بعض الدول (خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسويد والنرويج) تحديد كميات الإنتاج السنوي من مكونات الكلوروفلوروكربون. غير أن بعض الدول الصناعية الأخرى لم تلتزم بهذه السياسة[3].

 



[1] يتمثل غاز الأوزون في هيئة تجمعات غازية رقيقة الوزن جداً.

[2] بعض مكونات الكلوروفلوروكربون عبارة عن غازات خاملة Inert، وذلك عند وجودها بالقرب من سطح الأرض (القسم الأسفل من التربوسفير)، غير إن صعود هذه الغازات إلى أعلى (نظراً لخفة وزنها عند تسخينها) يؤدي إلى تجمعها في طبقة الأستراتوسفير على ارتفاع يصل إلى 25 كم فوق سطح البحر، ونتيجة لتركز نشاط الأشعة فوق البنفسجية عند هذا الارتفاع، فإنها تعمل على تكسير مركبات الكلوروفلوروكربون، فينطلق منها الكلورين Chlorine، الذي يتفاعل مباشرة مع الأوزون، ويؤدي إلى تدميره. إذ إن ذرة واحدة من الكلورين لدينها القدرة على تدمير الآلاف من جزيئات الأوزون.

[3] اجتمعت 23 دولة تحت مظلة الأمم المتحدة في مونتريال (كندا) عام 1987، وتعهدت بتخفيض إنتاج مكونات الكلوروفلوروكربون إلى ما يعادل نصف إنتاجه السنوي العالمي. وقد وافقت 53 دولة من دول العالم، المنتجة 90% من الإنتاج العالمي السنوي لهذه المكونات، على الالتزام بما قررته هذه الاتفاقية الدولية، التي عُرفت باسم بروتوكول مونتريال Montrial Protocol.