إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

التوزيع الجغرافي للأنهار على مستوى القارات

تختلف الأنهار في أطول مجاريها، فيتصدرها نهر النيل في أفريقيا، إذ يبلغ طول مجراه حوالي 6650 كيلومتراً، كما يوضح الجدول الرقم (17)، يليه نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية (6437 كيلومتراً)، ويأتي بعد ذلك أنهار المسيسبي/ المسيسبي ميسوري في أمريكا الشمالية (6020 كيلومتراً)، ثم ينسي (5540 كيلومتراً)، ثم اليانجتسي (5494 كيلومتراً)، ثم أوب (5410 كيلومتر) في آسيا، وهي الأنهار الرئيسية الكبرى في العالم، حيث يتجاوز طول المجرى لكل منها خمسة آلاف كيلومتر، ولإبراز الصورة العامة للأنهار في العالم، سيتم معالجتها على مستوى القارات على النحو التالي:

1- أنهار قارة آسيا

يتضح من (جدول أطوال انهار العالم ومساحة أحواضها)، أن قارة آسيا تضم بين أراضيها سبعة أنهار من أطول أنهار العالم البالغ عددها خمسة عشر نهراً.

ومن (خريطة أنهار قارة آسيا)، يمكن تقسيم أنهار قارة آسيا إلى أربع مجموعات هي:

أ- أنهار شمال القارة

وتضم هذه المجموعة الأنهار، التي تجري في سيبريا بشمالي القارة، وأهم أنهارها أوب، وينسي، ولينا، وآمور، وكلها تتجه من الجنوب إلى الشمال، لتصب في المحيط المتجمد الشمالي، وتتسم أنهار هذه المجموعة، باستثناء نهر آمور، ببطء جريانها نظراً للانحدار البسيط لسطح الأرض صوب الشمال، وتتجمد مياه هذه الأنهار معظم شهور السنة، وتذوب الثلوج في فصل الصيف القصير، لذا يكثر وجود المستنقعات خلال هذا الفصل على جوانب هذه الأنهار.

وفيما يلي دراسة لأهم أنهار هذه المجموعة:

- نهر ينسي

يعد واحداً من أطول أربعة أنهار في العالم، حيث يبلغ طول مجراه حوالي 5540 كيلومتراً، لذا يتصدر أنهار آسيا من حيث طول المجرى، في حين يحتل المرتبة السابعة بين أنهار العالم من حيث مساحة حوضه، التي تقدر بنحو 2.5 مليون كيلومتر مربع تمثل 1.7% من إجمالي مساحة اليابس. وينبع النهر من مرتفعات منغوليا، ويصب في بحر كارا Kara بالمحيط المتجمد الشمالي.

وتفيض مياه النهر مرتين سنوياً، الأولى خلال فصل الربيع، نتيجة ذوبان الجليد بتأثير ارتفاع درجة الحرارة، والثانية خلال فصلي الصيف والخريف نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة، وتتجمد مياه النهر خلال شهور الشتاء.

- نهر آمور

يتذيل نهر آمور قائمة أطول أنهار العالم، أي أنه يأتي في الترتيب الخامس عشر بين أطول أنهار العالم، إذ يبلغ طوله نحو 2824 كيلومتراً، ويحتل الترتيب الحادي عشر من حيث مساحة حوضه، التي تصل إلى 1.86 مليون كيلومتر مربع، بما يعادل 1.3 من مساحة اليابس. وينبع النهر من مرتفعات منغوليا الداخلية، ويصب في مضيق تاتار Tatar، الذي يفصل سيبريا عن جزيرة سخالين في المحيط الهادي. ويُعرف النهر في الصين باسم Hei Lung وتعني التنين الأسود، ويُعرف في منغوليا باسم Kharamuren وتعني النهر الأسود.

وتفيض مياه النهر خلال فصل الربيع نتيجة لذوبان الجليد، وخلال فصلي الصيف والخريف، عندما تسقط الأمطار الغزيرة، الناتجة عن هبوب الرياح الموسمية الآتية من المحيط الهادي.

ب- أنهار شرق القارة

وتجري أنهار هذه المجموعة فوق أراضي الصين، وهي من الشمال إلى الجنوب:

- نهر الهوانجهو

ويعني النهر الأصفر، وينبع من السفوح الشمالية لمرتفعات بايانكارا  Bayan Kara بمقاطعة تشنغهاي الصينية، ويقطع مسافة تصل إلى نحو 4845 كيلومتراً، قبل أن يصب في خليج شيهلي في المحيط الهادي. وتبلغ مساحة حوضه حوالي 745 ألف كيلومتر مربع.

ويعد هذا الحوض مهد الحضارة الصينية القديمة، وفي الوقت نفسه، كان يمثل الكثير من الكوارث، التي عانى منها شمال الصين، حتى نجح الصينيون في ترويضه وإخضاعه لسيطرتهم، مما أسهم في تزايد أهميته الملاحية.

- نهر اليانجتسي

ويعني نهر ابن المحيط، ويحتل الترتيب الخامس بين أنهار العالم، والترتيب الثاني بين أنهار قارة آسيا، من حيث طول المجرى، الذي يبلغ نحو 5494 كيلومتراً، هي طول المسافة بين منبعه من مرتفعات كوكو شيلي غرب مقاطعة تشنغهاي، ومصبه في بحر شرق الصين في المحيط الهندي، بالقرب من مدينة شنغهاي. ويمثل حوض هذا النهر أعظم أنهار الصين، وأكبرها مساحة، حيث تبلغ مساحة حوضه حوالي 196.0 مليون كيلومتر مربع.

- نهر سيكيانج

ويعني نهر اللؤلؤ، وينبع من مرتفعات وومنج، شرق مقاطعة يونان، ويتجه صوب الشرق لمسافة 1957 كيلومتراً، ليصب في بحر جنوب الصين في المحيط الهادي، وهو يتألف من ثلاثة أنهار هي شيجيانج، وبايجيانج، ودونججيانج، التي تلتقي قرب خط الساحل في دلتا نهر السيكيانج، ويعني ذلك، أنه على الرغم من قصر مجرى النهر إلاّ أن امتداد روافده في مساحة واسعة، أسهمت في اتساع حوضه، الذي يبلغ نحو 420 ألف كيلومترٍ مربعٍ، مما زاد من أهمية النهر وجعله طريقاً رئيسيّاً للتجارة.

ج- أنهار جنوب القارة

تشمل هذه المجموعة أنهار شبه جزيرتي الهند الصينية والهند، وتضم أنهار ميكونج (4000 كيلومترٍ)، وسالوين (2800 كيلومترٍ)، وإيراوادي (2090 كيلومتر) في الهند الصينية، والسند (3168 كيلومتر)، والبراهمابوترا (2880 كيلومتر)، والجانج (2506 كيلومتر) في شبه القارة الهندية.

- نهر ميكونج

يُعد أطول أنهار هذه المجموعة، وسادس أنهار آسيا، حيث يبلغ طول مجراه حوالي أربعة آلاف كيلومتر، يقطعها من منابعه في مقاطعة تسنجهاي الصينية إلى مصبه في بحر جنوب الصين، من جنوب من مدينة هوشي منه، وتبلغ مساحة حوضه حوالي 795 ألف كيلومتر مربع، يقع ما يقرب من ربع هذه المساحة داخل أراضي الصين، وتتوزع النسبة الباقية على أراضي لاوس، وتايلاند، وكمبوديا، وفيتنام. ويتصف ما يقرب من نصف طول المجرى (46%)، وخاصة الأعلى منه، القريب من المنابع، بالضيق وسرعة جريان المياه، بسبب اختراقه نطاقات جبلية وهضبية وعرة، في حين يتسم النصف الأدنى باعتدال التيار وغزارة المياه.

- نهر الجانج

يبلغ طول مجراه حوالي 2506 كيلومتر، وهو طول المسافة من منابعه في السفوح الجنوبية لمرتفعات الهيملايا إلى مصبه في خليج البنغال. ويخترق النهر في نطاقه الأوسط سهل جانجتيك Gangetic الخصب، الكثيف السكان، ذو الأهمية التاريخية، حيث كان مهداً للعديد من الحضارات القديمة، مثل مملكة أسوكا Asoka، التي تأسست خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وإمبراطورية المغول، التي شيدت في القرن السادس عشر الميلادي، فضلاً عن أن أهمية النهر الدينية عند الهندوس، الذين يشكلون أكبر طائفة دينية في الهند، لذا يتخذ النهر وضعاً مميزاً على مستوى الهند وعلى مستوى القارة الآسيوية.

ويضم النهر عدة روافد رئيسية، أهمها بهاجيراتي Bhagirathi، والاكناندا Alaknanda، ومانداكيني Mandakini، ودهولي جانجا Dhauli Ganga، وبيندار Pindar، وكلها تنبع من جبال الهيملايا، ويعد بهاجيراتي والاكناندا أهم روافد نهر الجانج، حيث يكوِّنان عند التقائهما المجرى الرئيسي لنهر الجانج.

ويتوقف منسوب المياه في مجرى نهر الجانج على مياه الأمطار، التي تجلبها الرياح الموسمية صيفاً، وعلى الثلوج الذائبة على السفوح الجنوبية لمرتفعات الهيملايا في فصل الربيع.

د- أنهار غرب القارة

أهمها نهرا دجلة والفرات:

- نهر دجله

ينبع نهر دجلة والفرات من ذوبان الثلوج بمرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول في تركيا، ويعبران أراضي سورية والعراق، ليصبا في الخليج العربي، بعد أن يلتقيا في نهر واحد هو شط العرب قبل المصب، لذا فهما من الأنهار الدولية لمرورها بأكثر من دولة، ويدخل نهر دجلة الأراضي العراقية عند بلدة فيشخابور، ويصب في الخليج العربي بعد أن يكون قد قطع مسافة، تبلغ نحو 1718 كيلومتراً، ويتميز نهر دجلة بسرعته، لذا فهو يصرف مياهاً أكثر من نظيره الفرات، الذي يتسم باتساعه وضحولته. ويلتقي بدجلة مجموعة كبيرة من الروافد المنتشرة في أراضي تركيا، وإيران، والعراق، من أهمها: أنهار الخابور، والزاب الكبير، والزاب الصغير، والعظيم، وديالي.

- نهر الفرات

ينبع نهر الفرات من هضاب جنوب شرق تركيا، ويمر بثلاث دول هي: تركيا، وسورية، والعراق، ويبلغ طوله من منبعه إلى مصبه أكثر من 2330 كيلومتراً، منها 442 كيلومتراً في تركيا، و675 كيلومتراً في سورية، 1213 كيلومتراً في العراق. وتبلغ مساحة حوض تصريفه حوالي 444 ألف كيلومتر مربع.

ويصل تصريفه في المتوسط إلى 31.5 مليار متر مكعب سنوياً. ويفيض نهر الفرات في الربيع، وقت ذوبان الثلوج عند مجاريه العليا، فضلاً عن سقوط بعض الأمطار على منابعه، ويبلغ معدل تصريفه 840 متراً مكعباً/ ثانية، إلاّ أن هذا المعدل يتفاوت من موسم لآخر. ففي الربيع، وقت ذوبان الثلوج، يراوح تصريفه ما بين 4000 ـ 6000 متر مكعب/ ثانية. أما في الصيف وأول الخريف فينخفض تصريفه إلى 180 متر مكعب/ثانية.

الفرات في تركيا

لنهر الفرات مصدران في مرتفعات أرمينيا هما: قرة ـ صو، (ويُعرف بالفرات الغربي)، ومراد ـ صو. وينحدر الأخير من أقصى الشمال من جبال طورس، متجهاً غرباً ثم جنوباً بشرق حتى يتصل بمجرى مراد ـ صو، على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة كيبان، بعد أن يكون قد قطع حوالي 435 كيلومتراً. ويكون هذان الرافدان نهر الفرات، الذي يرسم قوساً صوب الغرب، ويجتاز بعدها جبال طورس في المنطقة التالية، عند أقدام هذه الجبال، ليدخل سورية عند بلدة جرابلس. ويُعد مراد ـ صو أكبر الروافد الشرقية لنهر الفرات، وهو المجرى الرئيسي لنهر الفرات لكبر حجمه، وهو ينبع من السفوح الجنوبية لجبال الأتاح، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 2700 متر فوق مستوى سطح البحر. ويغيّر النهر اتجاهه باستمرار، لكنه يتجه بصفة عامة صوب الجنوب الغربي، ويتسم مجراه بشدة التعرج حيث يسير في منطقة جبلية وعرة، ويلتقي به عدة روافد، (انظر شكل حوض نهر الفرات ـ دجلة).

الفرات في سورية

يدخل نهر الفرات سورية عند مدينة جرابلس، الواقعة على ارتفاع، يصل إلى 325 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتقع مدينة جرابلس على بُعد 30 كيلومتراً جنوب مدينة بيرجك التركية. ويتجه الفرات في سورية بصفة عامة من الشمال الغربي صوب الجنوب الشرقي، ويدخلها عند بلدة بوكمال، بعد أن يكون قد قطع مسافة، تبلغ نحو 554 كيلومتراً داخل الأراضي التركية على منسوب 165 متراً فوق مستوى البحر. ويتجه من نقطة دخوله سورية بصفة عامة من الشمال إلى الجنوب، ماراً ببعض الممرات الضيقة عند قلعة نجم، ويوسف باشا إلى مسكنه، ومنها يتجه شرقاً عموماً إلى قبيل موقع مضيق حلبية ـ زلبيه، ومن هذا الموقع إلى خروجه من سورية، يكون اتجاهه من الشمال الغربي صوب الجنوب الشرقي. وبالتالي، يمكن القول بأن لنهر الفرات ثلاثة محاور رئيسية في سورية هي: المحور الشمالي ـ الجنوبي، ثم المحور الشرقي ـ الغربي، ثم المحور الشمالي الغربي ـ الجنوبي الشرقي. ويلتقي بنهر الفرات في سورية ثلاثة روافد، هي الساجور من على يمينه، والبليخ، والخابور على يساره، والبليج هو أهمها، وينبع من عين العروس جنوب حران في تركيا، ويدخل سورية عند تل أبيض، ويصب في نهر الفرات جنوب بلدة الرقة. ويبلغ طوله 105 كيلومترات. أما الرافد السوري الثاني المهم، الذي يلتقي بنهر الفرات، فهو نهر الخابور، الذي ينبع من مجموعة ينابيع رأس العين، وله رافد مهم يُقال له جنجع، ويصب عند بلدة البصيرة، وطوله 460 كيلومتراً. وقد أقامت الحكومة السورية سد الفرات على النهر، وهو يوفر مياه الري اللازمة لأكثر من نصف مليون هكتار من الأراضي الزراعية الجيدة.

الفرات في العراق

يدخل نهر الفرات الأراضي العراقية عند قرية الحصبية، التابعة لقضاء القائم في محافظة الأنهار، ثم يصل إلى بلدة عانة على الضفة اليمنى له، وهي تبعد حوالي مائة كيلومتر عن الحدود السورية ـ العراقية. ومنها يتجه إلى جزيرة "حديثة" فمدينة هيت. ويجري نهر الفرات في المنطقة بأرض سهلية مكشوفة، وتتدفق مياه السيول، التي تصبها إليه. ولا يتصل بنهر الفرات في قطاعه بالعراق أي روافد، سوى مجموعة من الوديان الجافة التي تجري فيها مياه السيول وقت سقوطها إليه. ويتقوس نهر الفرات شرقاً في مواجهة بغداد ليقترب من نهر دجله وتصبح المسافة بينهما 40 كيلومتراً. ويتفرع الفرات بعد قنطرة الهندية إلى فرعين هما: الفرع الشرقي ويسمى شط الحلة، الذي ينحدر جنوباً حتى يتفرع منه شط الديوانية، ويتلاشى عند الرميثة. أما الثاني فهو الفرع الغربي، ويسمى شط الهندية، الذي يتجه جنوباً، ويمر ببلدة طويريج، التي تقع في الجهة اليمنى، ومدينة الكفل على اليسار. ثم يتحد الفرعان من عند الثنافية. وعند سوق الشيوخ يتفرع نهر الفرات إلى فرعين، ثم يتجمع الفرعان ويصبان في هور (مستنقع) الحمار. ولنهر الفرات داخل هور الحمار مجريان: شمالي وجنوبي، ويلتقي المجرى الشمالي بنهر دجلة عند مدينة القرنة. أما المجرى الجنوبي فيلتقي بنهر دجلة في كرمة علي، التي تقع شمال البصرة بحوالي 10 كيلومترات، ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات، ثم يصب في الخليج العربي، قرب بلدة الفاو. ويبلغ طول شط العرب 110 كيلومترات.

المشكلة

معظم مساحة تركيا جبلية وعرة، وتنحصر بين جبال بنطس في الشمال، وجبال طورس في الجنوب، وهضبة الأناضول الوعرة في الداخل، وتقع أهم الأراضي السهلية في جنوبها الشرقي المحاذي للحدود السورية، وهي منطقة كبيرة تصل مساحتها إلى 76.5 ألف كيلومتر مربع، تتسم بخصوبة تربتها، ويتركز فيها الأكراد الذين يسعون للانفصال عن تركيا. وهي منطقة متخلفة، قياساً بغرب تركيا، وتعمل على تنميتها اقتصادياً وسياسياً لتحقيق توازن اقتصادي بين غرب الدولة وشرقها، على أمل أن يحول ذلك دون انفصال الأكراد. ووضعت الدولة لتنميتها مشروع جنوب شرق الأناضول المائي، المعروف باسم جاب GAP على نهري الفرات ودجلة، وذلك بإقامة سلسلة من السدود لحجز كميات من المياه للري والزراعة، ولتوليد الطاقة الكهرومائية بتمويل أوروبي ـ أمريكي.

وتتضمن الخطة إقامة 13 مشروعاً للري وتوليد الكهرباء، وذلك بإنشاء 17 سداً على نهر الفرات، وأربعة سدود على نهر دجلة، و17 محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية على النهرين وروافدهما، على أن ينتهي المشروع بالكامل سنة 2001 وذلك لري 1.8 مليون هكتار، وتوفير المياه لزراعة هذه المساحة، يضاعف زراعتها في السنة بدلاً من زراعتها مرة واحدة في الوقت الحاضر، وإنتاج 27 مليار كيلوات/ ساعة. وزيادة الإنتاج السمكي من بحيرات المشروع إلى نحو 1.5 مليون طن/ سنة.

وأنشئ سد كيبان سنة 1974، وسد قارة قرة سنة 1987، واكتمل سد أتاتورك سنة 1992 على نهر الفرات، لري 700 ألف هكتار في سهول ماردين، منها 175 ألف هكتار بموازاة الحدود التركية ـ السورية، وسوف يحجز هذا السد نحو 48.6 مليار متر مكعب من المياه وتشير الدراسات إلى أن ملء خزان سد أتاتورك سيستغرق ما يزيد على 5 سنوات، هذا مع عدم احتساب كمية البخر من سطح البحيرة. وتبلغ السعة التخزينية للسدود التركية المنفذة أو التي ستنفذها الدولة على مجرى نهر الفرات حوالي 89.5 مليار متر مكعب، ويعادل هذا ثلاثة أمثال مجموع الوارد المائي لنهر الفرات. ويفوق هذا حصة تركيا من مياه نهر الفرات، ويعادل ثلاثة أمثال مجموع حجم تخزين مياه السدود في سورية والعراق، التي تبلغ نحو 28 مليار متر مكعب.

وسيؤدي تنفيذ المشروع التركي إلى وقوع الضرر على كل من سورية والعراق، إذ سينخفض نصيب سورية والعراق من مياه الفرات إلى 11 مليار متر مكعب، بدلاً من 15.8 مليار متر مكعب، حسب اتفاق سنة 1987. وبالتالي سيؤثر سلبياً على الأراضي الزراعية السورية المروية بمياه الفرات. كما سيؤدي إلى استبعاد 40% من أراضي حوض الفرات في العراق من الاستغلال الزراعي. ويصعب على العراق تعويض هذا النقص في مياه نهر الفرات اعتماداً على مخزون بجيرة الثرثار، ونهر دجلة لارتفاع نسبة ملوحة مياهه. وقد وقع هذا بالفعل أثناء ملء خزان سد أتاتورك في 13 يناير 1990، ونتج عنه انخفاض تصريف نهر الفرات عند الحدود السورية ـ التركية من 500 متر مكعب/ ثانية، إلى 120 متر مكعب/ ثانية. ولحقت خسائر فادحة بالمحاصيل الشتوية السورية. كما توقف توليد الكهرباء من سبع وحدات بمحطة كهرباء سد الطبقة من أصل ثماني وحدات، وإزاء انخفاض تصريف نهر الفرات بهذه الصورة الحادة فرضت السلطات العراقية قيوداً شديدة على استخدام المياه في حوض الفرات. وستتأثر نوعية مياه الفرات المتدفقة إلى سورية والعراق لارتفاع نسبة الأملاح فيها لحجز كميات كبيرة منها في تركيا.

وفي سنة 1987، اتفقت سورية وتركيا على أن يكون تصريف نهر الفرات عند الحدود السورية التركية 500 متر مكعب/ ثانية، بمتوسط 15.8 مليار متر مكعب/ سنة، على أن يكون لسورية 42% وللعراق 58%منها، بما يُعادل نصف تصريف نهر الفرات، الذي يبلغ نحو 31.8 مليار متر مكعب، وبحيث يصل التصريف إلى 700 متر مكعب/ ثانية في الصيف، و300 متر مكعب/ ثانية في الشتاء.

وتطالب سورية والعراق بزيادة تصريف نهر الفرات عند الحدود التركية ـ السورية إلى 700 متر مكعب/ ثانية، على أساس أن الكمية الأولى غير كافية لهما، وترفض تركيا ذلك. وتدور المفاوضات بين سورية، والعراق، وتركيا، في حلقة مفرغة منذ سنة 1987 إلى الوقت الحاضر، دون الوصول إلى نتائج إيجابية. وقد حدد القانون الدولي منذ سنة 1966 العوامل، التي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند اقتسام مياه الأنهار بين الدول الأعضاء وهي:

* يحق لكل دولة تشترك في حوض نهري مائي دولي، الحصول على حصة عادلة معقولة من تصريف النهر.

* يتم تحديد حصة كل دولة من مياه النهر، وفقاً لضوابط معينة منها:

o       الظروف المناخية، خاصة كمية الأمطار الساقطة في الدول المشتركة في حوض النهر.

o       مساحة حوض النهر، وطول مجراه في كل دولة من دول الحوض، ونسبة التغذية من كل دولة.

o       الاستخدام السابق للمياه في حوض النهر.

o       الحاجات الاقتصادية للمياه لكل دولة في الحوض النهري.

o       عدد السكان، الذين يعتمدون على مياه النهر، ونسبتهم في كل دولة.

o       إمكانية وجود موارد مائية بديلة في كل دولة من دول الحوض.

o       الهدر الذي ليس له مبرر للمياه العذبة في دول الحوض النهري.

o       تأمين حاجات دول الحوض النهري دون المساس بحقوق الدول الأخرى.

والمشكلة أن كلاً من سورية والعراق تواجه تركيا منفردة في هذا المجال، والأفضل أن تتفاوض سورية والعراق مع تركيا حول تقسيم مياه نهر الفرات كتلة واحدة. مع ملاحظة أن مشكلة الأكراد في تركيا، ومحاولة انفصالهم تلقي بظل على موقف تركيا في هذا الموضوع، لأنها تتهم سورية بإيواء الأكراد الانفصاليين وتحريضهم.




[1] تجدر الإشارة إلى أنه بعد إنشاء السد العالي وامتلاء بحيرة ناصر بالمياه، لم يعد للوادي الضيق وجود في هذا الجزء من مجرى النهر.

[2]  يُرجح أن الإغريق هم أول من أطلق على النهر هذا الاسم، وتعني كلمة جوليبا بلغة الماندينجو "النهر العظيم".