إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

5- النبات

يصعب تمييز تأثير النبات في التربة؛ لأن كلاًّ منهما يتأثر كثيراً بالمناخ؛ إذ قد يكون التغير في خواص التربة، المعزي إلى التغير في الغطاء النباتي، راجعاً، في الحقيقة، إلى التغير في المناخ، العام أو المحلي. إلا أن هناك مثالاً لتأثير الغطاء النباتي في التربة، من أواسط القارة الأمريكية، دائماً يرد كمثال نموذجي، في العديد من الكتب المهتمة بعوامل تكوّن التربة. فعند مقارنة خواص التربة، في مناطق الغابات، ومناطق الحشائش، عند المنطقة الانتقالية من الغابات إلى الحشائش، في أواسط القارة الأمريكية، يتبين أن رتبة ترب الغابات المشبعة بالقواعد Alfisols، هي السائدة في الغابات النفضية deciduous forests، التي تسقط أوراقها موسمياً؛ ويكون تتابع آفاق التربة فيها C/B/E/A. أما الترب في منطقة الحشائش، فتكون من رتبة ترب حشائش السهول والبراري Mollisols؛ ويكون تتابع آفاق التربة فيها C/B/A. أما الترب في المنطقة الانتقالية، بين مناطق الغابات والحشائش، فتكون خصائصها متوسطة بين خصائص ترب الرتبتَين السابقتَين.

وأهم خصائص التربة، المرتبطة بنوع الغطاء النباتي، هو التوزيع الرأسي للمادة العضوية في قطاع التربة. فعلى الرغم من أن الترب، في منطقة الغابات ومنطقة الحشائش، تحتوي على مادة عضوية كبيرة على السطح، إلا أن توزع هذه المادة، مع العمق، يختلف باختلاف الغطاء النباتي (انظر شكل نوع الغطاء النباتي ونسبة النيتروجين). ففي ترب الغابات، يكون الأفق A رقيقاً، ويتناقص محتواه من المادة العضوية بسرعة، مع العمق. أما ترب منطقة الحشائش، فيكون الأفق A سميكاً، ويبقى محتواه من المادة العضوية كبيراً، مع العمق. وترجع هذه الاختلافات، جزئياً، إلى الطريقة التي تضاف بها المادة العضوية إلى التربة. فيكون تساقط الأوراق، هو الطريقة الرئيسية لإضافة المادة العضوية إلى التربة، في مناطق الغابات. بينما تكون إضافتها إليها في مناطق الحشائش، من خلال تساقط الأوراق، وتحلل الجذور على عمق من سطح التربة.

وتميل نسبة التشبع بالقواعد لأن تكون أعلى، في ترب مناطق الحشائش، منها في ترب مناطق الغابات النفضية (انظر شكل نوع الغطاء النباتي ونسبة التشبع بالقواعد). وقد يكون هذا الاختلاف ناتجاً من زيادة الغسل في المناطق الأخيرة، وكثرة إضافة المادة العضوية، وتدوير الأيونات، في ترب المناطق الأولى. وترجع زيادة الغسل في منطقة الغابات، مقارنة بمنطقة الحشائش، إلى انخفاض معدلات التبخر والنتح، وارتفاع حموضة محلول التربة، تحت مظلة الغابات.

كما أن نسبة أكاسيد الحديد الحرة Fe2O3، في الأفق A، إلى تلك التي في الأفق B، تكون أقلّ في ترب الغابات النفضية، منها في ترب منطقة الحشائش. ويرجع هذا التفاوت إلى الاختلاف في القدرة الكلابية Chelation للمركبات العضوية، التي تكونت خلال التحلل، في هاتَين البيئتَين. أما الخاصية المورفولوجية الأخرى، التي يتجلى فيها تأثير نوع الغطاء النباتي، فهي التوزع الرأسي للطين، في قطاع التربة. إذ أن الآفاق السطحية لترب مناطق الحشائش، يكون محتواها من الطين أعلى منه في الآفاق المماثلة، في مناطق الغابات النفضية (انظر شكل نوع الغطاء النباتي ونسبة الطين)؛ ما يدل على أن ظروف نقل الطين إلى أسفل القطاع، هي أكثر توافداً في ترب الغابات النفضية، منها في ترب الحشائش.