إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

ب. الصفات التشخيصية، في نظام تصنيف الترب الأمريكي

يعتمد التصنيف الأمريكي للترب، أساساً، على نظامَيها: الرطوبي والحراري. كلاهما متعدد الأنواع (انظر جدول الصفات التشخيصية، في نظام تصنيف الترب الأمريكي).

(1) نظام التربة الرطوبي Soil Moisture Regime

يُعرف نظام التربة الرطوبي وفقاً لمستوى الماء الجوفي، والماء الشعري الممسوك في مسامّها، عند ضغط هو أعلى من –15 باراً. وتتحكم في رطوبتها عوامل عدة، أهمها: المناخ، ونوع التربة وموقعها الطبوغرافي؛ فبعض الترب الصحراوية، تتشبع بالماء، إنْ وُجدت طبقات صماء، تمنع تسرُّبه في الأسفل، في منطقة منخفضة طبوغرافياً، حيث يتجمع الجريان السطحي من المناطق المحيطة، أو من الينابيع والآبار. وعلى النقيض من ذلك، تكون الترب ذات القوام الخشن الحصوي، قليلة الاحتفاظ بالرطوبة، حتى في المناخات الرطبة. ويدل النظام الرطوبي للتربة على مدى توافر الماء لعمليات الري والتجوية والغسل؛ وعلى حالة التهوية، في منطقة جذور النبات. ويضم ذلك النظام خمسة أقسام تغطي مساحات مختلفة من اليابسة (انظر شكل التوزيع الجغرافي لنظم رطوبة التربة)، هي:

(أ) نظام الرطوبة المائي Aquic Moisture Regime

تكون التربة، في هذا النظام، مشبعة بالماء، سواء كان ماء جوفياً (حراً) أو ماء شعرياً؛ ويشترط أن تكون البيئة اختزالية، بسبب انخفاض نسبة الأكسجين الذائب في الماء. أما إذا كانت التربة مشبعة بالماء، ونسبة الأكسجين الذائب مرتفعة، بسبب تحرك الماء أو قِلة النشاط الحيوي، فإنه لا يُعَدّ نظاماً مائياً. ولا يَعُد النظام الرطوبي للتصنيف على مستوى الرتب، نظام رطوبة التربة مائياً Aquic، إلاّ إذا كان كلّ القطاع مشبعاً بالماء. ولكنه لا يشترط، على مستوى المجموعات العظمى، تشبّعه كلّه، وإنما يكتفي بتشبُّع الآفاق تحت السطحية بالماء؛ لكي يكون نظام التربة الرطوبي مائياً. وتكون التربة مشبعة بالماء:

ـ بلغ الماء الشعري سطحها، إلاّ إذا كان هناك طبقة غير مسامية على السطح، تحول دون ذلك.

ـ احتُفرت وظلّ الماء الحر راكداً في الحفرة.

وعلى الرغم من أن المدة، التي يجب أن تظل التربة أثناءها مشبعة بالماء، غير محددة، إلاّ أنه يُشْتَرَط ألاّ تقل عن عدة أيام. ونظراً لأن بيئة التربة، تحت النظام الرطوبي المائي، يشترط أن تكون بيئة اختزال؛ ونظراً لأن استهلاك الأكسجين الذائب في الماء، يتطلب تنفس الأحياء الدقيقة وجذور النبات؛ فإن درجة حرارة التربة، أثناء فترة تشبُّعها بالماء، لا بدّ أن تعلو على الصفر البيولوجي، أو ما يعادل خمس درجات مئوية.

ويتقلب مستوى الماء الجوفي في الترب ذات النظام الرطوبي المائي، فيكون مرتفعاً، خلال الموسم المطير؛ ومنخفضاً، خلال الموسم الجاف. أمّا في المناطق المنخفضة، طبوغرافياً، فيبلغ سطحها أو يقاربه طوال العام.

(ب) النظام الرطوبي الرطب Udic Moisture Regime

يكون النظام الرطوبي للتربة نظاماً رطباً، إذا لم تزدد فترة جفافها على تسعين يوماً، متقطعة أو متعاقبة. أمّا إذا كان المتوسط السنوي لدرجة حرارة التربة، أقلّ من 22 درجة مئوية؛ والفرق بين متوسط درجة الحرارة في فصلَي الشتاء والصيف، 5 درجات مئوية أو أكثر، فإنه يشترط ألاّ تتعرض التربة للجفاف 45 يوماً، متقطعة، خلال الأربعة أشهر التالية لفصل الصيف، مدة ست سنوات، على الأقل، من عشرة أعوام متتالية. كما أنه يشترط للنظام الرطوبي الرطب، أن تكون التربة ثلاثية الأطوار، أي مكونة من الطور الصلب، والطور السائل، والطور الغازي، على الأقل في جزء منها؛ وذلك حينما تفوق درجة حرارتها خمس درجات مئوية.

وينتشر النظام الرطوبي الرطب في ترب المناخ الرطب، حيث يكون توزُّع الأمطار منتظماً، أو تكون كمية المطر، في خلال فصل الصيف، كافية؛ فتعادل هي والرطوبة المخزونة في التربة، إبّان الربيع، أو تفوق كمية البخْر والنتْح الإمكانية، في خلال فصل الصيف.

(ج) النظام الرطوبي شبه الجاف Ustic Moisture Regime

تحتوي التربة، تحت هذا النظام، على كمية محدودة من الماء؛ لكنها تكون كافية، في خلال فترة نموّ النبات. ولكي يسمَّى هذا النظام شبه جاف، لا بدّ من استيفائه أحد الشرطَين التاليَين:

*  إذا كان المتوسط السنوي لدرجة حرارة التربة 22 درجة مئوية أو أكثر، أو إذا كان الفرق بين متوسط درجتّي حرارتها، في خلال فصلَي الشتاء والصيف، على الأقل، خمس درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً؛ فإنه يشترط أن تكون التربة، في أغلب السنين، جافة، جزئياً أو كلياً، مدة لا تقلّ، سنوياً، عن 90 يوماً متقطعة؛ ورطبة، مدة لا تقلّ عن 180 يوماً متقطعة، أو 90 يوماً متتالية.

* إذا كان المتوسط السنوي لدرجة حرارة التربة، أقل من 22 درجة مئوية؛ وكان الوقت نفسه، الفرق بين متوسط درجتَي حرارتها، في خلال فصلَي الشتاء والصيف، لا يقلّ عن 5 درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً؛ فإنه يشترط أن تكون التربة، في أغلب السنين، جافة، كلياً أو جزئياً، مدة لا تقلّ، سنوياً، عن 90 يوماً متقطعة؛ وألاّ تكون جافة لأكثر من نصف الوقت، الذي تكون فيه درجة حرارتها أعلى من خمس درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح. كما يشترط أن لا تكون التربة جافة، مدة 45 يوماً متتالية، على الأقل، في خلال الأربعة أشهر التالية لفصل الصيف، طيلة ست سنوات من عشرة أعوام متتالية؛ إذا كانت رطبة، مدة لا تقلّ عن 45 يوماً متتالية، في خلال الأربعة أشهر اللاحقة لفصل الشتاء، في ست سنوات، على الأقل، من عشرة أعوام متتالية.

(د) النظام الرطوبي الجاف Torric Moisture Regime

يكون نظام التربة الرطوبي نظاماً جافاً، إذا تأتّى له أحد الشرطَين التاليَين:

ـ إذا زاد جفاف التربة المتقطع على نصف السنة كمجموع تراكمي، ودرجة حرارتها على خمس درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح.

ـ إذا كانت التربة، لا تبتَل، مدة لا تقلّ عن 90 يوماً متتالية، حينما تكون درجة حرارتها أعلى من ثماني درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح.

ويتهيأ هذان الشرطان في المناطق الصحراوية المدارية؛ وأحياناً، في المناطق شبه الصحراوية، حيث الخواصّ الطبيعية للتربة، لا تساعد على الاحتفاظ بالرطوبة؛ فقد تغطى سطحها قشرة، تمنع تسرب الماء فيها؛ وقد يكون قوامها خشناً، يضعف فيها الخاصية الشعرية. وتحت النظام الرطوبي الجاف للتربة، يكون معدل الغسل محدوداً؛ ما يسمح بتراكم الأملاح في قطاعها، مثل: كربونات الكالسيوم (معدن الكالسايت)، وكبريتات الكالسيوم المائية (معدن الجبس)، وكلوريد الصوديوم (ملح الطعام).

(هـ) النظام الرطوبي المراوح بين الجفاف والرطوبة Xeric Moisture Regime

ينتشر هذا النوع من النظام الرطوبي للتربة، في مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث فصل الشتاء مائل إلى البرودة، وفصل الصيف دافئ، جاف. ولأن الموسم المطير، في هذا النوع من المناخ، يكون في خلال فصل الشتاء، حينما تكون معدلات التبخر والنتح منخفضة؛ فإن فاعلية عمليات الغسل للتربة، تفوق فاعلية الكمية نفسها من الأمطار، في مناخات أخرى.

وفي النظام الرطوبي المراوح بين الجفاف والرطوبة، تكون التربة رطبة، مدة لا تقلّ عن 45 يوماً متتالية، في خلال الأربعة أشهر التالية لفصل الشتاء، على الأقل، في ست سنوات من عشرة أعوام متتالية. كما تكون درجة حرارتها، في بعض أجزائها، أعلى من 5 درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح، مدة تزيد على ستة أشهر متقطعة في العام الواحد؛ أو تكون التربة رطبة جزئياً، مدة لا تقلّ عن 90 يوماً متتالية، في ست سنوات، على الأقل، من عشرة أعوام متتالية؛ وذلك إذا كانت درجة حرارتها، على عمق 50 سنتيمتراً، أكثر من ثماني درجات مئوية، في خلال هذه الفترة. كما أن المتوسط السنوي لدرجة حرارة التربة، في النظام الرطوبي المراوح بين الجفاف والرطوبة، يجب أن يكون أقلّ من 22 درجة مئوية؛ الفارق بين متوسط درجتَيها، في فصلَي الصيف والشتاء، لا يقلّ عن خمس درجات مئوية، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح، أو عند الطبقة الصماء، التي يقلّ عمقها عن ذلك.

(2) نظام التربة الحراري Soil Temperature Regime

الحرارة هي أهم الخواصّ الفيزيائية للتربة؛ لأنها تتحكم في كثير من عمليات تكوُّنها، بطرق مباشرة أو غير مباشرة. فهي تتحكم في ذائبية الغازات، مثل الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، في محلول التربة. وللغاز الأخير الذائب في المحلول المائي، دور كبير في حمضيته وقلويته، من خلال التحكم في تركّز كتاين الهيدروجين H+؛ كما في المعادلات التالية:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ولتركُّز كتاين الهيدروجين في المحلول المائي، دور أساسي في تجوية المعادن في التربة؛ كما هو واضح من المعادلة الكيماوية التالية، التي توضح تحلُّل معدن الألبايت في الماء، نتيجة لغزو كتاين الهيدروجين لبنائه البلوري، ليتكون معدن الكالينايت في التربة:

 

 

 

 

 

 


وكلما ازدادت درجة حرارة التربة، قلّت ذائبية غاز ثاني أكسيد الكربون في المحلول المائي. وهي تتحكم في نشاط التربة البيولوجي، وسرعة تفاعلاتها الكيماوية؛ فتحت نقطة التجمد (الصفر المئوي)، لا نشاط حيوياً؛ كما تتعذر عملية الإنبات، وتكوين الجذور في معظم النباتات، تحت الصفر الحيوي (خمس درجات مئوية فوق الصفر). إلاّ أن هناك بعض النباتات الميكروسكوبية، التي تنمو في درجات حرارة، تقلّ عن 7 درجات مئوية، في المناطق القطبية.

وتختلف درجة حرارة التربة، في القطاع الواحد، من أفق إلى آخر، ومن وقت إلى آخر. وعملياً، يستخدم متوسطها، السنوي والفصلي، في منطقة نمو الجذور (5 سنتيمترات ـ100 سنتيمتر) عند متوسط عمق، يبلغ 50 سنتيمتراً من سطح التربة.

وتتأثر درجة حرارة التربة بعواملها المناخية، وخصائصها الفيزيائية، مثل: المحتوى الرطوبي، والحرارة النوعية، والتوصيل الحراري. فالمحتوى الرطوبي، يُفقد التربة طاقتها الحرارية الكامنة، أثناء عملية التبخر؛ كما يؤثر كثيراً في حرارتها النوعية؛ لأن الحرارة النوعية للماء، تبلغ خمسة أمثال نظيرتها في المادة المعدنية في التربة؛ وتُقدَّر بنحو ضعف الحرارة النوعية للمادة العضوية. ويعتمد كلٌّ من التوصيل الحراري للتربة، وسعتها الحرارية، على مساميتها ومحتواها الرطوبي، وعلى أنواع معادنها، ومحتوى التربة من المادة العضوية (انظر جدول السعة الحرارية، والتوصيل الحراري، لمكونات التربة).

ويمكن البيانات المناخية، أن تساعد على تحديد درجة حرارة التربة، بدقة كافية، لحصر الترب وتصنيفها؛ فيحدّد متوسطها السنوي، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح، بإضافة درجة مئوية واحدة إلى المتوسط السنوي لدرجة حرارة الجو. أمّا معدلها في فصل الصيف، فيحدَّد بطرح 0.6 درجة مئوية من متوسط درجة حرارة الجو في ذلك الفصل.

وتتدرج حرارة التربة في ستة أنظمة حرارية تغطي مساحات مختلفة من اليابسة (انظر شكل التوزيع الجغرافي لنظم حرارة التربة)، هي:

(أ) المتجمد Pergelic

يسود هذا النظام إقليم التندرا؛ حيث درجة حرارة التربة تحت الصفر المئوي، طيلة العام.

(ب) شديد البرودة Cryic

يكون المتوسط السنوي لدرجة حرارة التربة، هو في هذا النظام، أعلى من الصفر المئوي، وأقلّ من ثماني درجات مئوية. وعندما تكون التربة معدنية، وغير مشبعة بالماء، في خلال جزء من الصيف، فإنه يشترط أن يكون متوسط درجة حرارتها، في أشهر: يونيه ويوليه وأغسطس، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح، هو أقلّ من 15 درجة مئوية، في حالة عدم وجود أفق عضوي على السطح، أو أقلّ من ثماني درجات مئوية، في حالة وجوده.

أمّا إذا كانت التربة مشبعة بالماء، في خلال جزء من فصل الصيف، فإنه يشترط لهذا النظام الحراري، أن تكون درجة حرارتها، في أشهر: يونيه ويوليه وأغسطس، على عمق 50 سنتيمتراً من السطح، هي أقلّ من 13 درجة مئوية، في حالة عدم وجود أفق عضوي على السطح، أو ست درجات مئوية، في حالة وجوده.

وإذا كانت التربة عضوية، فإنه يُشترَط، ليكون نظامها الحراري نظاماً شديد البرودة:

ـ جمود بعض آفاق التربة، في أغلب الأعوام، مدة شهرَين، بعد بداية فصل الصيف.

ـ عدم جمود التربة، في معظم الأعوام تحت عمق 5 سنتيمترات من السطح، في المناطق الساحلية؛ على الرغم من انخفاض درجة حرارتها إلى الصفر المئوي.

(ج) البارد Frigid

الترب، في هذا النظام، تتميز بصيف أدفأ منه ترب النظام الحراري شديد البرودة،؛ إلاّ أن المتوسط السنوي لدرجة حرارتها، يبقى أقلّ من ثماني درجات مئوية. ويتجاوز الفارق في متوسط درجة حرارة التربة، في فصلَي الصيف والشتاء، خمس درجات مئوية، عند عمق 50 سنتيمتراً، أو عند طبقة صخرية؛ بحسب أقربهما للسطح.

(د) المعتدل Mesic

يكون متوسط درجة حرارة التربة، في هذا النظام، ثماني درجات مئوية أو أعلىP لكنه لا يصل إلى 15 درجة مئوية. ويتجاوز الفارق في متوسطها، في فصلَي الصيف والشتاء، خمس درجات مئوية، عند عمق 50 سنتيمتراً، أو عند طبقة صخرية؛ بحسب أقربهما للسطح.

(هـ) الحار Thermic

يكون المتوسط السنوي لدرجة  حرارة التربة، في هذا النظام، 15 درجة مئوية، أو أعلى؛ لكنه لا يصل إلى 22 درجة مئوية. ويفوق الفارق بين متوسطها، في فصلَي الصيف والشتاء، خمس درجات مئوية، عند عمق 50 سنتيمتراً، أو عند طبقة صخرية؛ بحسب أقربهما لسطح التربة.

(و) شديد الحرارة Hyperthermic

تتميز التربة، في هذا النظام، المتوسط السنوي لحرارتها على 22 درجة مئوية؛ وتجاوز الفارق بين متوسطها، في فصلَي الصيف والشتاء، خمس درجات مئوية، عند عمق 50 سنتيمتراً، أو عند طبقة صخرية؛ بحسب أقربهما لسطح التربة.