(1) علاقة النظام الأيكولوجي بعلم الأيكولوجيا

إن الأحياء، كلها متفاعلة سواء كانت من المملكة النباتية، أو من المملكة الحيوانية، أو الإنسان. ودراسة تفاعلاتها، سواء تبادل المادة، أو الطاقة، أو محفزات التفاعل بين الأحياء وبيئاتها ـ هي ما يعني به علم الأيكولوجيا. والتجميع الكلي، للعناصر الداخلة في تفاعل مجموعة من الأحياء، هو ما يعرف بالنظام الأيكولوجي؛ على أساس أن المخلوقات عائلة، تعيش معاً في هذا الكيان، وتتفاعل في استخدام مكوناته.

تبدو الأرض، من الفضاء الخارجي، كرة زرقاء، في معظمها؛ مع بقع خضراء، وحمراء، وبيضاء غير منتظمة التوزيع على سطحها؛ هي صحارَى قاحلة، وغابات، وأعشاب، وجبال، وبحار، وبحيرات، ومحيطات، وأراضٍ زراعية، ومدن. كل قطاع من هذه القطاعات، يختلف عن الآخر بخصائصه، وبمجموعة الكائنات الحية الموجودة فيه، وظروفه المناخية؛ وعلى الرغم من هذه الاختلافات فإن هذه القطاعات مترابطة. وتتكون المخلوقات الحية، الموجودة فيها، مكونة من خلايا مكوَّنة من جزيئات، والجزيئات مكوَّنة من ذرات، وهذه، بدورها، مكوَّنة من أجزاء أصغر منها. الخلاصة، أن المادة، في هذا الكون، منظمة بتتابع، يمكن ملاحظته؛ وهو يختلف في تعقيده، من جزيئات مركبة من الذرات، إلى المجموعات الشمسية والمجرات (انظر شكل تصنيف المادة وترتيبها). وفكرة أن المادة، يمكن أن تصنف إلى مستويات مختلفة من النظُم، فكرة مهمة، ومفيدة، لمعرفة عناصر الغلاف الحيوي ومكوناته المختلفة وفهْمها.

إن دارس الغلاف الحيوي، يقتصر اهتمامه على خمسة مستويات من الأنظمة (انظر شكل تصنيف المادة وترتيبها)، وهي:

أ- الكائن الحي، كفرد Organism.

ب- الجماعة التي ينتمي إليها هذا الكائن Population.

ج- المجموعات Community.

د- النظام الأيكولوجي[1].

هـ- الغلاف الحيوي[2] Biosphere.

والمقصود بالجماعة، هو عدد من الكائنات الحية، من نوع واحد (أشجار، أغنام، ...). وقد تشغل جماعات مختلفة لنوع منطقة واحدة؛ فتتفاعل فيها، مثلاً، جماعة من الأشجار وأخرى من الحيوانات؛ ويطلق على ذلك المجموعة. ولكلِّ كائن حي، جماعة أو مجموعة، بيئة يعيش فيها، تتكون من قطاعَين:

أ- قطاع غير حي، ويشمل الطاقة الشمسية، والهواء، والماء، والتربة، والحرارة، والرياح، والمواد الكيماوية.

ب- قطاع حي، ويشمل النبات، والحيوان، والإنسان.

وهذان القطاعان، مجتمعَين، يكوِّنان النظام الأيكولوجي.