إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

(2) أثر التغير في درجة الحرارة والتساقط، في النظُم الأيكولوجية

إن قدرة الأحياء على التأقلم مع التغيرات في العناصر المناخية، وخاصة درجات الحرارة، وكميات التساقط ـ تختلف من نوع إلى آخر، بل بين أفراد النوع الواحد. ولكن غموضاً، ما زال يحيط بطبيعة التغيرات المناخية المتوقعة، أهي ذبذبات صغيرة عارضة؛ أم تحولات دائمة؟

في الحالة الأولى، سيكون للتغذية السلبية الراجعة فاعلية كبيرة في التقليل من آثارها السلبية، وفي المحافظة على استقرار النظُم الأيكولوجية. أما في الحالة الثانية، فإن الآثار السلبية، ستكون أشد وضوحاً، في خدمات تلك النظُم بخاصة؛ ويقصد بها قدرتها على تنقية الهواء، والماء، والمحافظة على التربة من التعرية، وتخزين الكربون. وهذه الخدمات، قد تضمحل؛ نتيجة الضغط الطويل الأمد، على النبات، مثلاً، والناتج من نقص رطوبة التربة؛ ما سيجعل الأشجار أكثر عرضة وتأثراً بهجوم الحشرات عليها؛ سوف يميتها. فضلاً عن أن نقص رطوبة التربة، يجعل الغطاء النباتي أكثر تعرضاً للحرائق، حيث يشكل تراكم الأجزاء الميتة من النباتات، في النظام الأيكولوجي، وقوداً، يرفع احتمالية اشتعال النيران، وانتشارها. والنتيجة النهائية، ستكون اضمحلال الغطاء النباتي وتدهوره، أو انخفاض مستواه.

إن عاملَي الحرارة وكميات التساقط، من العوامل المحددة للتجمعات النباتية Plant Communities. ومع التغيرات المناخية، فإن الغطاءات النباتية، قد تتغير أنماط توزّعها المكاني، وتتزحزح نطاقاتها من أماكن انتشارها الحالية؛ ما يستتبع انتقال الحيوانات، التي تعيش فيها. ولكن انتقال هذه المجتمعات النباتية والحيوانية، إلى بيئة جديدة، قد يساعد على ظهور تجمعات جديدة، مغايرة للتجمعات السابقة؛ إذ إن أحياء كلِّ جماعة، تختلف في قدرتها على التزحزح والانتقال. وستكون الهجرة بمعدلات مختلفة. كما أن قدرة الكائنات على تكوين نفسها في البيئة الجديدة، ومدى نجاحها في ذلك، سيكونان مختلفَين.

إن مناخ الأرض، تتحكم فيه تفاعلات معقدة، بين الشمس، والمحيطات، والغلاف الغازي، واليابس، والأحياء (انظر شكل التغير في درجات الحرارة). ولئن كانت التغيرات المناخية، المرتبطة بالتغير في الشمس، كمصدر رئيسي للطاقة، أو في المحيطات، طويلة الأمد وبطيئة؛ فإن التغير في عناصر الغلاف الغازي، أسرع، وخاصة ذاك الناتج من الأنشطة البشرية. ولا شك أن الغلاف الغازي، يتحكم في نوع الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الأرض وكميته، وكمية الأشعة الحرارية الأرضية، الخارجة إلى الفضاء (انظر شكل الموجات الإشعاعية). وتركيب الغلاف الغازي مهم جداً، في هذه الناحية؛ لأن لبعض الغازات (بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، والهالوكربونات، والأوزون، وأكاسيد النتروجين) قدرة على امتصاص الأشعة الحرارية، المنبعثة من سطح الأرض (انظر شكل امتصاصية الغلاف الغازي). وذلك يؤدي تسخين الغلاف الغازي، عودة جزء من الحرارة إلى سطح الأرض، مرة أخرى. ولكن التعقيد الشديد للعلاقات، بين المتغيرات المؤثرة في المناخ، وعدم وضوح علاقة بعض هذه المتغيرات بالدورات الأيكولوجية الحيوية (أثر التغير في تركّز ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الغازي، في دورة الكربون، والدورة الهيدرولوجية) ـ يلقي بغموض شديد على توقع مستقبل النظم الأيكولوجية.