إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

3. غابات العروض العليا High Latitude forests

تمتد غابات العروض العليا في العروض، ما بين دائرتَي عرض 50ْ و70ْ، شمالاً، في أوراسيا؛ و45ْ و70ْ، شمالاً في أمريكا الشمالية؛ على شكل حزام عريض، ومتصل، من الغطاء الشجري دائم الخضرة Evergreen Plants، الذي يعرف، في الغالب، باسم الغابات المخروطية Coniferous Forests. وقد يُسمّى الغابات الصنوبرية Pine Forest؛ لأن معظم أشجاره من الصنوبر. ويسمى هذا النطاق، في بعض المراجع، وخاصة الأوروبية، التاييجا Taiga؛ وهي كلمة روسية، تعني الغابات الشمالية البكر. غير أن بعض الباحثين، يقصر استعمال هذه التسمية على الحافات الشمالية للغابات المخروطية؛ إذ تتباعد الأشجار، وتقلّ كثافتها، في النطاق الانتقالي، بينها وبين إقليم التندرا، إلى الشمال. ويقابل هذه التسمية، في شمالي كندا، غابات البوريال Boreal Forests، التي تطلق على غابات الأشجار المخروطية دائمة الخضرة. ولأن أوراق هذه الأشجار إبرية طويلة، فقد يطلق عليها غابات الأوراق الإبرية الباردة Cold needle leaf forests؛ لأنها تمتد في عروض شديدة البرودة.

أ.  الرقعة المكانية

يمتد نطاق هذه الغابات إلى الشمال من نطاق الغابات المختلطة، التي تفصلها عن الغابات النفضية، في نطاقَين عريضين، في النصف الشمالي للكرة الأرضية؛ وفي نطاق طولي ضيق، ومحدود، في النصف الجنوبي؛ فضلاً عن أماكن عدة، على المرتفعات العالية. فهي تغطي أجزاء من شمالي الجزر البريطانية، وأجزاء واسعة، في الشمال الأوروبي الآسيوي (أوراسيا)، في ما بين دائرتَي العرض 45ْ و70ْ، شمالاً، ممتدة من شبه الجزيرة الإسكندنافية، شرقاً، حتى سواحل المحيط الهادي؛ على شكل حزام عريض، منفصل عن الغطاء الغابي.

وفي أمريكا الشمالية، تمتد لتغطي أجزاء من ألاسكا. ويتصل امتدادها في الأراضي الكندية وشمال، الولايات المتحدة، حول البحيرات العظمى، لتصل، شرقاً، حتى سواحل المحيط الأطلسي، عند خليج سانت لورانس Stlawrence وجزيرة نيوفوندلاند Newfondland.

وتغطي هذه الغابات نطاقاً، ضيقاً في النصف الجنوبي، يمتد مع امتداد جبال الإنديز، في أقصى الجنوب، في ما بين دائرتَي العرض 35ْ و55ْ، جنوباً؛ على شكل شريط طولي ضيق، شمالي جنوبي. كما توجد منها خلايا متفرقة على قمم المرتفعات العالية، مثل تلك الموجودة في أمريكا الوسطى، في جبال المكسيك؛ وفي شمال غربي إفريقيا، في جبال أطلس؛ وفي شمالي تركيا، ووسط آسيا. وتمتد منها ألسنة، جنوباً، في وسط أوروبا، وغربي أمريكا الشمالية (انظر شكل الرقعة المكانية لغابات العروض العليا).

ب. الغطاء النباتي

يسمى الغطاء الشجري، في هذا النطاق، بالغابات المخروطية؛ وذلك لأن أشجارها تستدق إلى الأعلى، فتأخذ شكلاً مخروطياً (انظر صورة الغابات المخروطية دائمة الخضرة). وجذوعها مستقيمة. وأوراقها إبرية، سميكة دكناء، دائمة الخضرة، مغطاة بطبقة صمغية، أو شمعية، تحدّ من عملية النتح. والغابات المخروطية، هي أهم مصدر للخشب اللين في العالم، وهي أشجار سريعة النمو، ولها القدرة على العيش في بيئات متباينة. والأشجار المخروطية هي الوحيدة التي يمكن أن تنمو في عروض أعلى من 55ْ.

يحيط نطاق الغابات المخروطية، في نصف الكرة الأرضية الشمالي، بالقطب الشمالي؛ إذ يمتد، على شكل حلقة عريضة من الغطاء الشجري المتصل، في مساحات كبيرة من اليابس، حول القطب الشمالي، في سيبيريا وكندا. وهذا الغطاء النباتي، وإن كان يمتاز بالاستمرارية والتوافق، إلا أنه فقير التنوع. كما أن تربة الغابات المخروطية، تفتقر إلى الحشائش، والنباتات والشجيرات القصيرة؛ ويعزى ذلك إلى الحمضية العالية لأوراق أشجارها الإبرية، وكثافة تطلُّل أرضها.

تتفاوت الغابات المخروطية، في شمالي أوروبا، وسيبيريا، وأمريكا الشمالية، تفاوتاً واضحاً، وخاصة في تنوعها الشجري. فالأشجار التي تسود الإقليم، هي من المخروطيات؛ ولكن التقلبات المناخية: القديمة والحالية، أثرت، ولا تزال تؤثر تأثيراً واضحاً في توزُّع الأصناف، فيما بين العالم القديم والعالم الجديد.

واللافت أن أنواع الأشجار، في الغابات المخروطية، محدودة، في شمالي أوروبا، حيث يزداد التساقط، وتقلّ قساوة البرد، في فصل الشتاء. فلا ينمو، في المساحات الممتدة من غرب النرويج حتى سلسلة جبال الأورال، التي تفصل أوروبا عن آسيا، سوى نوعَين من الأشجار المخروطية، هما: الصنوبر السلفسكي Pine Silvisica، والإيبيسيا Epiceas، المعروف بشربين إكسلسا Picea Exelsa. ويظهر نوع ثالث، في الشرق، قرب سلسلة الجبال الآنفة، هو التنوب السيبيري Abies Siberica.

ويتزايد التنوُّع، بتجاوز جبال الأورال نحو الشرق. ففي سيبيريا، حيث تشتد قساوة الشتاء، وقد تصل الحرارة إلى -70ْم تحت الصفر ـ تظهر أنواع من المخروطيات ذات الأوراق النفضية، مثل: الشربين السيبيري Larix daburica (انظر صورة الغابات المخروطية السيبيرية)، والتنوب السيبيري (Siberian Spruce) Picea Sibirica. وكلّما ازداد الاتجاه شرقاً، ازدادت أنواع النباتات؛ فتظهر أشجار: البتولا، والرجراج، والحور. وينتشر اللاركس ساقط الأوراق، في جنوب شرقي سيبيريا، وفي منشوريا، وشمالي اليابان. ويسود أحد أنواعه، المسمى لاركس داهوركيا، بين نهر آمور وبحر أخوتسك، شرقاً.

تحافظ الغابات المخروطية، في الشمال الأمريكي، على غناها بالأنواع الممتدة امتداداً متصلاً، فيما بين سواحل المحيط الأطلسي، شرقاً، وحتى سواحل المحيط الهادي، غرباً. وتمتاز عن غابات أوراسيا بكثافتها الشديدة. في الأجزاء الشرقية، تسود أشجار الشربين الأبيض White Spruce، والتنوب البلسمي Abies balsamea؛ ويخالطها، بالاتجاه غرباً، الشربين الأسود black spruce وأشجار اللاركس؛ ثم يظهر الشربين تحت الآلبي Subalbine fir (انظر صورة الغابات المخروطية الغنية).

ويمتد نطاق هذه الغابات، جنوباً، على جبال الروكي؛ وتكثر فيها الأشجار التالية: اللاركس، وبالبتولا Betula، وشربين دوغلاس Douglas fir، وصنوبر بندروزا Pinus ponderosa،. وتغْنى على سفوح الجبال المواجهة للمحيط الهادي، على الساحل الغربي للقارة بالصنوبر الأحمر Redwood or Red spruce (انظر صورة غابات الصنوبر الأحمر)، وصنوبر سيتكا الضخم Sitka spruce؛ وكلاهما ينتمي إلى عائلة السيكويا Sequia. وهذه الأنواع هي أطول أشجار العالم. وتعود ضخامة هذه الأشجار إلى الدفء النسبي لهذا الإقليم، وزيادة كمية المطر، وطول فصل النمو، الذي يصل إلى 300 يوم.

ويسود وسط ألاسكا الشربين الألبي، وصنوبر لودج بول Ladgpole Pine.

وتكثر، في الجزء الجنوبي من أمريكا الشمالية، الأشجار المخروطية التالية: صنوبر الأوراق الطويلة Long leaf pine، والصنوبر الراتنجي Pitch pine، وصنوبر لابلاي Lablolly pine،  وصنوبر الأوراق القصيرة Short leaf pine.

ويمكن القول، إن اختلاف أنواع الأشجار المخروطية، في حاجتها إلى الحرارة والضوء والرطوبة ونوع التربة ـ قلّل من تعايش أكثر من نوعَين في بيئة واحدة، من دون أن يتنافسا في الموارد. فيسود صنوبر سيلفستريس الأراضي الرملية، شمالي أوروبا، ويطغى الشربين على الأراضي: الطينية والغرينية؛ وينتشر صنوبر لاركس في سيبيريا؛ في حين يسود الشربين والتنوب أمريكا الشمالية. وأكثر أجناس الصنوبر شيوعاً، في هذه الغابات، هي التنوب Abies، والشربين PiceaK، واللاركس Larix، والبينوس Pinus.

ج. التربة

يسود نطاق الغابات المخروطية تربة، تسمى سبودوسولز Spodosols. وهي تربة أمورفية، عضوية، تنتشر في المناطق الباردة الرطبة، حيث يتوافر مصدر للمادة العضوية.

د. الحياة الحيوانية

أغلب الحيوانات، في الغابات المخروطية، تهجرها، جنوباً، في فصل الشتاء الشديد البرودة. ويلجأ بعض اللافقريات، وعدد كبير من الفقاريات، إلى البيات الشتوي؛ لتجنّب شدة البرد، وقلة الغذاء، خلال موسم الشتاء الطويل. وتودع تلك الغابات حيواناتها، لتستقبل أخرى آتية إليها من التندرا، شمالاً، وخاصة الطيور.

ومن حيواناتها العاشبة: الغزال الأحمر، في أمريكا الشمالية، وسيبيريا؛ والأيل، وخاصة النوع الكبير منه، المعروف باسم إلك Elk؛ والرنّة Renne. ومن ذوات الفراء: المنك Mink، المشهور بفرائه الذي يتغير لونه، شتاءً، ليلائم لون الثلج. فضلاً عن الدببة، وبعض أنواع الطيور، التي تتغذى بالحبوب والفواكه والحشرات؛ وأهمها القيق Jays، والقرقف الأمريكي Chikadees، وكاسر الجوزة Nut heatches، والغواف Corvus. زد على ذلك بعض أنواع القوارض، من الأرانب والسناجيب. ويهاجر إلى الغابات المخروطية، في فصل الشتاء، الكاريبو Caribo، والأرنب القطبي Arctic hare. ومن آكلات اللحوم: الوشق Lynx، والدنق Martes، والثعلب الأحمر Redfox، وابن عرس Weasel، والذئب Wols، والكوكر Caugar.

وتظهر، في فصل الصيف القصير، بعض الحشرات، التي لا تلبث أن تختفي، مع بداية انخفاض درجات الحرارة.




[1] درجة حرارة صفر النمو: هي درجة الحرارة التي تتوقف عندها أو تحتها النباتات وبذورها عن النمو. ودرجة حرارة صفر النمو للنباتات البالغة هي 42ْ فهرنهايتية، أو 5.6ْ مئوية.

[2] الفيكوسي Ficus: أشجار متطفلة خانقة، تخنق بعروقها الهوائية القوية والكثيفة الأشجار التي تعولها.

[3] الرياح التجارية Trade-Wind: هي رياح سطحية تهب في العروض الدنيا، ضمن الشرقيات المدارية وتهب تجاه خط الاستواء من النطاقين تحت المداريين (30ْ) شمال وجنوب خط الاستواء، عروض الخيل، منحرفة نحو الغرب.

[4] التربة الوردية Terra Rossa: هي ترب بين نطاقية Intrazonal غنية بالكالسيوم Calcimorphic مشتقة من صخور جيرية في الغالب تعرضت للإذابة في الفترات الرطبة، وتراكمت بها أكاسيد الحديد التي تكسبها لوناً أحمر.