إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

2. المخلوقات البحرية

يصعُب تحديد، بل تقدير أعداد الأحياء، التي تعيش في البيئة البحرية؛ لاتساعها واكتظاظها بها. ويزيد ذلك صعوبة، أن بعضها، يتزايد تكاثرها في بعض فصول السنة. بيد أنه يمكن المقارنة بين الأحياء البحرية Marine، وتلك البرية Terrestrial، بالإشارة إلى عدد أنواعهما المعروفة في بيئتَيْهما.

لقد تعرّف العلماء أكثر من مليون نوع من الحيوانات، منها 16% فقط، تعيش في المحيطات! وهل يُعْقَل أن البيئة البحرية، التي يبلغ اتساعها أضعاف البيئة على اليابس، بل التي يشير بعض النظريات إلى أن الحياة على الأرض، ابتدأت منها ـ لا تحتضن سوى هذه النسبة الضئيلة من الأنواع، مقارنة باليابس؟ ويعلّل بعض الباحثين ذلك بتجانس البيئة البحرية واستقرارها.

بالنظر إلى أماكن عيش المخلوقات البحرية وكيفيته، فإنه يمكن تميزها في الأقسام الآتية (انظر جدول تمييز المخلوقات البحرية): بلانكتون Plankton، الهائمات؛ بينتوس Benthos، القاعياتP نيكتون Nekton، السابحات؛ نيوستون Neustion، الطافيات (انظر شكل أقسام المخلوقات البحرية).

ويصنف بعض الباحثين الأحياء البحرية صنفَين: أحياء ذاتية التغذية Autotrophic، وهي التي تصنع غذائها بنفسها، فتنتج مادة عضوية، باستخدام ضوء الشمس، وبعض العناصر غير العضوية في البيئة المحيطة؛ وجميع النباتات، تنضوي إلى هذه الفئة. والصنف الثاني، يشمل جميع الأحياء عضوية التغذية، أو الأحياء الرمية Heterotrophic، وهي المخلوقات، التي تعتمد في غذائها على مواد عضوية من نتاج مخلوقات أخرى.

ولكن عملية تغذية المخلوقات الحية، أكثر تعقيداً من ذلك التصنيف؛ فهناك أنواع نباتية، قد تحصل على جزء من حاجاتها الغذائية، من نتاج نباتات أخرى في الجماعة؛ لذا، يصعب تصنيفها على أنها ذاتية التغذية. كما أن بعض أنواع البكتيريا، تستخدم التفاعلات العضوية، عوضاً عن ضوء الشمس؛ لتوفير بعض الطاقة، اللازمة لإنتاج المادة العضوية؛ إذاً، لا يمكن تصنيفها، بسهولة، ضمن أيٍّ من الفئتَين السابقتَين.

إن تصنيف الأحياء البحرية على أساس البيئة، التي تعيش فيها، وطريقة تحرُّكها وانتقالها من مكان إلى آخر ـ هو التصنيف الملائم؛ لشموليته، ووضوح تقسيماته. ولذلك، سيحظى بمزيد من التفصيل والاهتمام، وخاصة النباتات البحرية.

أ. الهائمات (بلانكتون Plankton)

تشمل كلّ المخلوقات الهائمة في مياه المحيط، التي تحركها الأمواج كيفما تحركت. ولا يعني تقاذف الأمواج والتيارات بها، أنها عاجزة عن الحركة تماماً؛ فبعضها قادرة على حركة ضعيفة جداً، لا تمكِّنه من مقاومة دفع التيارات والأمواج المائية؛ وبعضها يقوى على الحركة في الاتجاه الرأسي فقط، فلا يستطيع التحكم في موقعه الأفقي في المحيط. والحقيقة، أن هذه المخلوقات، على صِغرها المتناهي، حتى إن معظَمها، لا يرى بالعين المجردة ـ تشكل معظَم المادة الحية على الأرض.

ويصنَّف البلانكتون وفقاً لعدة معايير، منها الحجم؛ فيشمل ما يطلق عليه ماكروبلانكتون Macroplankton. وتضم هذه الفئة قناديل البحر Jellyfish، وبعض الطحالب البحرية Sargassum (انظر جدول تمييز الهائمات).

والحجم الأصغر، يطلق عليه ميكروبلانكتون Microplankton، وهي مخلوقات صغيرة، يمكن اصطيادها بشباك رقيقة جداً، تسمى شباك البلانكتون Plankton Net. ويليه في الحجم، ما يطلق عليه نانوبلانكتون Nanoplankton، الذي لا يمكن اصطياده بالشباك مهْما كانت فتحاتها ضيقة؛ لصِغره، بل يستخلص من الماء بطرائق أخرى. وأصغر أنواع البلانكتون، يسمى ألترابلانكتون Ultraplankton، الذي لا يتجاوز طوله 5 ميكرومترات، أو خمسة في الألف من المليمتر؛ ولذلك، يصعب استخلاصه.

ويصنف بعض الباحثين البلانكتون وفقاً للمدة، التي تقضيها المخلوقات من دورة حياتها، ضمن مجتمع البلانكتون. ويجب التفريق بين نوعَين، على الأقل، من المخلوقات: النوع الأول، يضم المخلوقات، التي تقضي دورة حياتها كلّها هائمة في البحر، ضمن المجتمع البلانكتوني؛ ويطلق عليها هولوبلانكتون Holoplankters، أو دائمة الهيمان. والنوع الثاني، يشمل المخلوقات، التي تقضي جزءاً من دورة حياتها هائمة في مياه البحر، ضمن المجتمع البلانكتوني؛ ويطلق عليها بلانكتونات، أو هائمات وقتية Meroplankters. والواقع، أن كثيراً من السابحات Nekton، كالأسماك، ومعظم الأحياء القاعية Benthos، تقضي الطور اليرقي من دورة حياتها، ضمن مجتمع البلانكتون. وكثير منها، قد تلتهمه الأحياء الأكبر، خلال هذه المرحلة من حياته.

ويطلق على النباتات البلانكتونية، الهائمة في مياه البحار والمحيطات، فيتولانكتون Phytoplankton أو بلانكتون نباتي. كما يطلق على الحيوانات البلانكتونية، الهائمة في مياه البحار والمحيطات، زوبلانكتون Zooplankton، أو بلانكتون حيواني. وإذ الاهتمام منصب على النباتات، فسيقتصر الشرح على البلانكتون النباتي فقط؛ ومن أراد شرحاً عن البلانكتون الحيواني، فليرجع إلى الفصل الخاص بالمملكة الحيوانية، في هذه الموسوعة.

(1) البلانكتون النباتي Phytoplankton

نباتات مائية مجهرية، مكونة من خلية واحدة. تنتج المادة العضوية الأساسية، التي تمد باقي الأحياء البحرية في السلسلة الغذائية المحيطية، بالطاقة اللازمة للنمو، والحركة، والتكاثر. لذلك، فهي تشكل أكبر كتلة حيوية في المحيط.

ينقسم البلانكتون النباتي قسمَين، هما: الدياتومات، والطحالب السوطية.

(أ) الدياتومات Bacillariophyceae Diatoms

تنتمي الدياتومات إلى صنف العصويات Bacillariophy censes. وهي الأكثر وفرة في مياه المحيط، كتلةً وعدداً؛ على الرغم من اقتصار حياتها على الطبقة السطحية، التي يتخللها ضوء الشمس.

الدياتومات مخلوقات نباتية، مائية، دقيقة، تأخذ أشكالاً عدة. وتتكون من خلية واحدة، محاطة بغلاف واقٍ، من السليكا، على شكل صدفة مجهرية Frustule، مكونة من السليكا المتلألئة Opaline Silica (SiO2. N H2O). ولهذه السليكا أهمية جيولوجية؛ إذ تتراكم الأصداف في قاع المحيط، مكونة رواسب سليكية، يطلق عليها دياتومايت Diatomite. بعض هذه الرواسب، التي ظهرت على السطح، تستخدم في صناعة الفلاتر. ويراوح طول الدياتومات بين 20 و80 ميكروناً[3]، أي بين 20 و80 في الألف من المليمتر.

وتتكاثر الدياتومات بالانشطار الخلوي، الذي يبدأ بانقسام النواة، داخل الخلية، التي لا تلبث أن تنفصل. يلي ذلك تضخُّم الصدفة وانقسامها نصفَين، تنزلق داخل كلٍّ منهما خلية دياتومية. وتتكون الصدفة، المحيطة بكلِّ دياتوم، من مصراعَين، يطلق على كلٍّ Valve: أحدهما خارجي Epitbeca، والآخر داخلي Hypotheca (انظر شكل تكاثر الدياتومات)، ينكبسان منغلقَين على بعضهما. وبعد انقسام الخلية، في الداخل، قسمَين، يبدأ كلٌّ منهما يبتعد عن الآخر. ويصبح كلٌّ من الجزءَيْن، هو النصف الخارجي Epitheca للخلية الجديدة؛ ويبدأ بإنتاج الجزء الداخلي Hypotheca لكلٍّ من الخليتَين؛ ليكتمل تكوُّن دياتومَين. ولكن، بتأمل سلسلة الانشطارات المتتالية، لتكاثر الدياتومات، في الشكل أعلاه، يلحظ أن خلايا كلِّ جيل، ستكون محصورة في صدفة أصغر من صدفة الجيل الذي قبْلها. وتستمر الأصداف السليكية تصغر، مع كلِّ انشطار خلوي، حتى تضيق عليها الخلية، فتتحول إلى أبواغ Auxo spore؛ متيحة المجال لنمو خلية كبيرة. وتستطيع الدياتومات إنتاج أبواغ ساكنة، يمكن أن تبقى فترة طويلة من دون أن تنمو. وتتحول إلى دياتومات، حينما تتأتّى لها الظروف الملائمة.

صنف آخر، ينتمي إلى هذه الفئة، هو ما يسمى حاملات الأحجار. تمتاز بهيكلها الصدفي، المكوَّن من صفيحة كلسية رقيقة؛ وأنها تتكاثر في المياه الدافئة. فهي، إذاً، تخالف الدياتومات، السليكية الأصداف، والتي تتكاثر في المياه: المعتدلة والباردة.

ولم يتفق العلماء على القسم، الذي تنضوي إليه الدياتومات وحاملات الأحجار؛ على الرغم من أنهما تحتلان المركز الأول في الأهمية الإنتاجية بين النباتات البحرية. وقد أُلحقتا، هنا، بشعبة كرايسوفيتا، أو الطحالب الذهبية Golden algae؛ لأن معظَم الباحثين يعيدونهما إليها.

(ب) الطحالب السوطية (Pyrrophyta) Dino flagellate Algae

وهي كائنات نباتية، أحادية الخلية، يتدلى منها واحدة أو أكثر من الزوائد السوطية، التي تساعدها على الانتقال إلى مناطق أكثر ملاءمة للإنتاج النباتي في البحر. تأتي هذه المخلوقات في المرتبة الثانية، من حيث الأهمية الإنتاجية، بعد الدياتومات. وليس لها أهمية جيولوجية؛ لأن معظَمها غير محاط بغشاء واقٍ، من أي نوع؛ بل إن الغلاف، الذي يقي بعضها، مكوَّن من السيليلوز Cellulose، الذي يتحلل بسرعة، بواسطة البكتيريا، بعد موت النبات. يبلغ عدد الأنواع المعروفة من الطحالب السوطية 1100 نوع. ومعظمها يتأقلم مع الظروف البيئية. وكثير منها مضيء Luminoscent. وتكثر الطحالب السوطية في المياه الدافئة، خلافاً للدياتومات، التي تتكاثر في المياه: الباردة والمعتدلة.

وكلٌّ من الدياتومات والطحالب السوطية تعود إلى مملكة الأوليات، التي يطلق عليها بروتيستا Protista.

(2) القاعيات (بنثوس)

وهي مخلوقات بحرية، تعيش في قاع البحر؛ إمّا بين رواسبه أو تحتها Infauna؛ وإمّا قريباً من مياه القعر Epifauna.

فبعض المخلوقات القاعية، تدفن نفسها في رواسب القاع، وبعضها تلتصق بتلك الرواسب، وبعضها تزحف على القعر، أو تسبح قريباً منه. ولكن، في الأحواض البحرية، التي تكاد تنعزل تقريباً، كما في البحر الأسود، مثلاً، تكون دورة المياه ضعيفة، وتستنفد الأحياء كمية الأكسجين الذائب في الماء، كما يرتفع تركُّز كبريتيد الهيدروجين؛ فلا تستطيع الأحياء القاعية العيش. والمخلوقات القاعية الوحيدة، التي يمكن أن تتحمل مثل هذه الظروف، هي البكتيريا وما شابهها.

وتنقسم القاعيات قسمَين (انظر جدول تمييز المخلوقات القاعية):

(أ) قاعيات نباتية Phytobenthos.

(ب) قاعيات حيوانية Zoobenthos.

ولأن هذا الباب خاص بالنبات، فسيقتصر الحديث على القاعيات النباتية. وتكفي الإشارة إلى أن جميع الأشكال الرئيسية للحياة الحيوانية البحرية، تكاد تكون ممثلة في الغطاء القاعي، بدءاً بالبكتيريا، والديدان القاعية، إلى الأسماك النجمية.

(أ) القاعيات النباتية Phytobenthos

القاعيات أوسع انتشاراً وتكاثراً في المياه الضاحلة، منها في مياه قعر المحيط؛ إذ قد تصل كثافة المادة الحية إلى كيلوجرام (ألف جرام)، في كلّ متر مربع من الأولى؛ بينما ينخفض هذا المعدل إلى جرام واحد، أو أقلّ، في المتر المربع.

ينتمي معظَم النباتات البحرية إلى مملكة الثالوسيات الثانوية Thallophyta، ذات النباتات الأكثر بدائية، وأهم أشكال القاعيات النباتية الحشائش البحرية Seagrass، والطحالب Algae. وتسمى النباتات البحرية طحالب، بدلاً من ثالوسيات .وأكثرها قاعي، ملتصق بقعر البحر، ولاسيما في المناطق الساحلية Niritic Zone؛ وقلَّما توجد في المناطق الأعمق من مائة متر. والقسم الآخر هائم، تتقاذفه الأمواج والتيارات البحرية. ويفّضل النوع القاعي الالتصاق بقيعان السواحل الصخرية؛ إذ لا يمكنه النمو في الشواطئ الرملية، حيث تنشط عمليات تجدُّد الرواسب وتحرُّكها المستمر، بواسطة الأمواج وتيارات المد.

والطحالب، هي أهم المُنْتِجات، في البيئة البحرية؛ ولكن القاعيات منها أقلّ إنتاجية، مقارنة بالدياتومات والهائمات الأخرى. ويمكن تمييز خمس شُعَب من النباتات البحرية القاعية، هي:

ـ الطحالب الزرقاء ـ الخضراء.

ـ الطحالب البنّية.

ـ الطحالب الخضراء.

ـ الطحالب الحمراء.

ـ النباتات حاملة البذور.

ـ شعبة الطحالب الزرقاء ـ الخضراء Phylum Cyanophyta) Blue-green  algae: الطحالب الزرقاء ـ الخضراء، أو كما تسمى، أحياناً، سيانوفيتا، هي من النباتات التابعة لمملكة البدائيات Monera. وهي مخلوقات بسيطة التركيب، حتى إن خليتها الوحيدة، ليس لها نواة، بل تتفرق مادتها النووية في الخلية كلّها.

وعلى الرغم من أن وظيفة هذه المخلوقات في المياه البحرية، ليست معروفة معرفة جيدة؛ إلا أن المعروف أنها قادرة على العيش في ظروف متباينة. فتنتشر نباتات الطحالب الزرقاء ـ الخضراء في المياه العذبة، وحيثما تلتقي هذه نظيرتها المالحة، عند مصاب الأنهار؛ وتظهر، عادة، على السطح، على شكل بساط أخضر مزبد، يميل إلى الزرقة. إلى جانب انتشارها الواسع في مياه البحار والمحيطات، وخاصة في المناطق الحارة. وعلى الرغم من أن هذه النباتات معروفة باسم الطحالب الزرقاء ـ الخضراء؛ إلا أن منها نوعاً ذا صِبَغ حمراء، تجعل لونه أحمر؛ وهو واسع الانتشار في مياه البحر الأحمر، ويعزى إليه لون مياهه، وبسببه سمي البحر الأحمر بهذا الاسم.

ـ الطحالب البنّية (Phylum Phaeophyta) Brown algae:

تشمل شعبة الطحالب البنّية، أو كما تسمى، أحياناً فيوفيتا، أكبر عدد من النباتات البحرية الملتصقة بالقاع، حيثما تتوافر الظروف الملائمة في البيئة الشاطئية، والبيئة تحت الشاطئية. وهي أكثر الطحالب البحرية تقدماً.

إن الصبغة الشائعة في الطحالب البنّية، هي صبغة فيوكوزانتن Fucoxanthin، التي تتدرج من البني الخفيف إلى الأسود. وتنتشر هذه الطحالب في القيعان الصخرية، لاسيما في المياه: المعتدلة والباردة. وتراوح في الحجم من الأغشية الصغيرة، سوداء اللون، التي قد توجد في نطاق المد، الأعلى والأوسط، والتي قد تجف وتنكسر تحت أشعة الشمس، من دون أن تموت، إلى أعشاب الكلب الكبيرة Bull kelp، التي يطلق عليها Pelagophycus، والتي قد تنمو في مياه، يزيد عمقها على ثلاثين متراً، وقد يصل إلى ثمانين متراً. ويُجْمَع هذا النوع من العشب البحري، لأغراض الحصول على أملاح اليود، والبوتاسيوم؛ كما يستعمل غذاءً حيوانياً، وسماداً. وترتفع أوراقه إلى السطح بواسطة فقاعات مملوءة بالغاز، تُداخِلها، وتدفعها إليه. وتتصل الأوراق بالقاع بساق أنبوبية طويلة Stipe، تتصل بالنباتات القاعية.

وثمة نوع مهم آخر في هذه الشعبة، هو عشب السرجاسيوم Sargassum، الذي قد يكون ملتصقاً بالقاع، في المناطق الشاطئية، في العروض تحت المدارية، أو طافياً، بحرِّية، فوق سطح الماء، مع الهائمات البحرية؛ إذ تدفع أوراقه إلى السطح فقاقيع عنقودية، تشبه عناقيد العنب؛ في حين يبقى هو ملتصقاً بالقاع؛ ولذلك، سمي سرجاسيوم وهو اسم مشتق من التسمية البرتغالية للعنب. والنوع الهائم منه في البحر، إنما قطعته الأمواج، وفصلته عن أصله الملتصق بالقاع؛ فيظل طافياً ما دامت الفقاعات العنقودية موجودة فيه. وفي النصف الشمالي من المحيط الأطلسي، تدفع الأمواج، والتيارات البحرية، الكثير من طحالب السرجاسيوم الطافية، لتتجمع في منطقة إلى الجنوب الشرقي من برمودا؛ أطلق عليها بحر سرجاسو Sargasso Sea (انظر شكل موقع بحر سرجاسو).

ـ الطحالب الخضراء (Phylum chlorophyta) Green algae:

قلّما توجد الطحالب الخضراء في المحيطات؛ وإنما تتوافر في نطاق المد، في بيئات المياه العذبة الضاحلة، على شكل نباتات مورقة، صغيرة الحجم، ملتصقة بالقاع؛ وقد تكسو أجزاء من القوارب القديمة، أو دعائم الموانئ. وأكثر أصنافها شيوعاً، هو ما يعرف بالخس البحري Sea Lettuce؛ لمشابهة أوراقه أوراق الخس؛ وهي أوراق رفيعة، متشعبة، وتنتشر بكثرة في المياه الباردة.

وهذه الطحالب متوسطة الحجم، قلّما يتعدى أطول أبعادها ثلاثين سنتيمتراً. إلا أن الجنس المسمى منه كوديوم Codium، أو الأعشاب الإسفنجية Sponge Weed، التي تنمو في المياه الدفيئة، قد يتجاوز طولها ستة أمتار. ونتيجة للصبغة الكلوروفيلية، فإن لون الطحالب الخضراء، يراوح بين الأخضر المائل إلى الصفرة، والأخضر الغامق؛ ومعظمها يكون لونه عشبي.

ـ الطحالب الحمراء (Phylum Rhodophyta) Red algae:

إن الطحالب الحمراء، هي أوسع أنواع الطحالب البحرية الكبيرة Marine macroscopic algae انتشاراً. عُرف منها أكثر من أربعة آلاف نوع، معظمها من القاعيات، وتنتشر ما بين أعلى نطاق للمدّ والحد الخارجي للنطاق تحت الشاطئ، في أعماق، تزيد على مائة متر، وقد تصل إلى 180متراً، حيث تنقرض  الطحالب البنّية. وتراوح الطحالب الحمراء، في حجمها، بين صغيرة، ترى بالعين المجردة، وطويلة، قد تصل إلى ثلاثة أمتار.

ويقلّ وجودها في المياه العذبة؛ ولكنها تنتشر في المياه البحرية: الباردة والدفيئة على حدّ سواء؛ وإن كان تنوعها في المياه الدفيئة أقلّ. ويعتمد لونها على العمق، الذي توجد فيه. ففي المياه السطحية، التي يشع فيها ضوء الشمس، تعكس تلك الطحالب الألوان: الخضراء والسوداء، أو البنفسجية. وينقلب لونها إلى البني، أو الأحمر الزُّهري، في المياه الأعمق، حيث يقل الضوء. ويصبح قانياً، في المياه الأكثر عمقاً.

يُجْمَع بعض هذه الطحالب، للحصول على الأسمدة، والمعادن. وتستخلص من أحد أنواعها مادة، تُستخدم في زيادة كثافة بعض المواد المستعمَلة في صناعة الأيسكريم، ومركبات التجميل والأصباغ.

ـ النباتات حاملة البذور (Spermatophyta) Seed-Beuring Plants:

تسمى النباتات حاملة البذور، أحياناً، نباتات مزهرة. وهي، قسمان: عارية الأزهار Gymmospermae، وبذورها غير مغلفة في مبيض، مثل الصنوبريات؛ وكاسيات البذور Angiospermae، وهي نباتات، بذورها مغلفة. وهذه النباتات أكثر تقدماً وتعقيداً، في تركيبها الخلوي، من الطحالب المذكورة في الشعب السابقة؛ فهي متعددة الخلايا.

تشمل مملكة النباتات متعددة الخلايا Metaphyta نباتات خضراء ذات أوراق وسيقان وجذور، شائعة على اليابس.

وتعود الأصناف متعددة الخلايا، التي رصدت في البيئة البحرية، إلى أعلى مجموعة نباتية وأكثرها تقدماً وتعقيداً، وهي مجموعة النباتات حاملة البذور. وقد يطلق عليها مملكة النباتات البذرية الثانوية Subkingdom Spermatophyta. وجد في البيئة البحرية نباتَين من حاملات البذور، هما:

* عشب الثعبان Eelgrass

أو حشيشة الأفليس، ويطلق عليه، أحياناً، زوستيرا Zostera. وهي نبات شبيه بالأعشاب، له جذور حقيقية، وأوراق طويلة، قليلة العرض ورفيعة؛ ما يجعلها مرنة؛ ولكنها مقاومة للأمواج. ويوجد هذا النبات، غالباً، في المياه البحرية الهادئة، في الخلجان، وقرب مصابّ الأنهار، في نطاق، يمتد من منطقة المد المنخفض إلى عمق ستة أمتار. ويتكاثر إما بإنتاج البذور، أو بتمديد جذوره، أفقياً، على القاع؛ مكوناً أغصاناً ورقية، ومجموعات جذرية، على طول امتدادها. ويوفر هذا النوع من الأعشاب حماية لبعض أنواع المخلوقات البحرية، التي تخفى على مفترساتها، خلف بساطه السميك.

* عشب نطاق تكسر الأمواج (Phyllospadix) Surf grass

خلافاً للنوع السابق، تفضل هذه النباتات مناطق الطاقة العالية، التي تتحرك فيها الأمواج بقوة، وخاصة على السواحل الصخرية المكشوفة، حيث تنتشر من نطاق المد حتى عمق خمسة عشر متراً، داخل البحر.

كِلا النباتَين المذكورَين يُعد أعلاه مصدراً غذائياً مهماً للأحياء، التي تستوطن مناطق انتشاره. وتنمو أنواعهما في سواحل: أوروبا، وأمريكا الشمالية، وآسيا الصغرى، وآسيا الشرقية. وهناك نوع من الأعشاب، يعود إلى جنس سبارتينا Spartina، ينمو في المستنقعات الملحية.

وتنتمي نباتات المنجروف، التي تنتشر في سواحل المناطق: الاستوائية والحارة، إلى هذه المملكة الثانوية. ومنها جنسان، هما: ريزوفورا Rhizophora، وأفيسنيا Avicennia. ولنباتات المنجروف القدرة على التحرك ببطء، والانتقال على امتداد قاع المحيط، بامتداد الجذور القديمة في جانب، ونمو أخرى جديدة في جانب آخر.




[1] بيتا Peta: أحد مقاييس نظام وحدات القياس الدولي International system of Units. وتساوي ×1510

[2] المغذيات النباتية المذابة في ماء البحر Nutrient: تحتاج النباتات البحرية إلى جانب الضوء، إلى العديد من العناصر المذابة في المياه. منها ما يوجد بوفرة مثل ثاني أكسيد الكربون CO2، والكالسيوم Ca++، والصوديوم Na+، والبوتاسيوم K++، والماغنسيوم Mg++، والسلفات SO4--، ولكن هناك عناصر أخرى يطلق عليها المغذيات قليلة في مياه البحر وهي بالتحديد مركبات النيتروجين Nitrogen compounds، والفوسفور Phosphoresces، والسليكا Silica. تستهلك المغذيات في الطبقة السطحية من المياه بواسطة النباتات لتوفر ضوء الشمس. وتحد قلة المغذيات في هذه الطبقة من تكاثر البلاتكون النباتي رغم توفر ضوء الشمس.

[3] ميكرون، ميكرومتر ويساوي جزء من مليون جزء من المتر (0.000001)