إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

3. المنطقة الحارة الجديدة

وتضم إقليماً واحداً هو ما يسمى الإقليم المداري الجديد، ويمتد في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى (البرزخية)، وجنوب المكسيك، وجزر الهند الغربية وليس لهذا الإقليم اتصال بيابس إلا بالإقليم القطبي في العالم الجديد.

تتميز هذه المنطقة بوجود حيوانات كثيرة ومتنوعة ويمكن اعتبار معظمها حيوانات مهاجرة رحلت في عصور سحيقة ثم انعزلت هنا بعد انفصال القارة، وما يؤيد هذا الاعتقاد وجود بعض الأنواع الشبيهة بحيوانات هذه المنطقة، في مناطق لا ترتبط بها الآن، ارتباطاً يابساً يسمح بانتقال الحيوانات.

ويتمتع الإقليم بتنوع طبوغرافي ومناخي ونباتي انعكس على التنوع الحيواني فيه. ففي حين تغطي الغابات الدائمة حوض الأمازون المنخفض تغطي السافانا هضبتي الأمازون وجيانا وتغطي الحشائش المعتدل حوض نهر لابلاتا، وتغطي نباتات المرتفعات سفوح جبال الإنديز.

وكما حصل للجرابيات من تطور في قارة أستراليا، بمعزل عن جهات العالم، فقد حصل هنا تطور مستقبل لبعض الحيوانات الثديية مثل: الكسلان، وآكل النمل، والمدرجات، وقردة الدنيا الجديدة. ويمكن التأكد من صحة هذه الحقيقة عند البحث في الحفريات لهذه الحيوانات، وهنا يمكن بحث الحفريات في طبقات الصخور التي ترجع إلى جميع أزمنة العصر الثلاثي، ولا بد من التنوية إلى أن الحيوانات التي عاشت هنا في عصر البليوستوسين، كانت أكثر تنوعاً وأضخم حجماً من الحيوانات التي تعيش فيها في الوقت الحاضر.

وبصورة عامة يمكن القول إن ثدييات أمريكا الجنوبية أقل غرابة وشذوذاً إذا ما قورنت بتلك التي تعيش في أستراليا، فهي لا تحوي أياً من الحيوانات الثديية الدنيا وحيدة المسلك البيوض، إلا أنه يوجد بها عدد كبير من الحيوانات الكيسية أكثرها شيوعاً حيوان أبو سوم، من فصيلة الكيسيات كثيرة الأسنان الأمامية.

ويحوي الإقليم المداري الجديد 32 فصيلة من الثدييات عدا الخفافيش، منها 7 فصائل ذات توزيع متسع و16 فصيلة فريدة في نوعها، إلى جانب عدد من الحيوانات المتوطنة أكبر من كل الأقاليم الحيوانية. ويتقاسم الإقليم مع الأقاليم الفرعية القطبي القديم والقطبي الجديد الكلاب والقطط والأيل والدببة والأرانب والزبابة والسنجاب الفئران. بينما يتقاسم المدرعات والأبوسوم والشياهم والبقريات مع الإقليم القطبي الجديد. كذلك يحوي هذا الإقليم العديد من نماذج الفصائل الثديية التي توجد بشكل شائع مثل القنادس والقنافذ والخلد والضباع والأبقار الأصلية والخيل الأصلي، إلى جانب تميزه بأعداد كبيرة من الفصائل تقتصر عليه وحده.

ومن الفصائل الـ16 المتوطنة بالإقليم نجد ثلاثاً منها تشكل طرازاً من الثدييات يعرف بالدردارات عديمة الأسنان Edentata تتميز بوفرتها وتنوعها، وتقسم إلى ثلاث مجموعات، وهي آكلات النمل، والكسلان Sloths or bradypodicl، والمدرعات Dasypodid، ومنها فرع واحد يعرف بالمدرع ذو الأحزمة التسع Daypus ليعمر الإقليم القطبي الجديد. ولها رؤوس مستديرة وعيون وآذان صغيرة؛ ما يجعلها تشبه القرود إلا أنه يغلب عليها الخمول والكسل.

ومن آكلات النمل توجد ثلاثة أنواع متميزة تتدرج من الحيوان الذي يعيش في الأرض ذو الذيل الكبير الكثيف إلى آكل النمل ذو الذيل المعد للإمساك بأشجار الغابات. إلى جانب الحيوانات النشطة التي تعيش في جحور تحت الأرض والحيوانات الراكضة. ومن الفصائل المتوطنة الباقية في الإقليم الجرابيات وفصيلتين من القرود و11 فصيلة من القوارض مجوفة الشكل Caviomorph rodents وخمس فصائل من الخفافيش.

أما الجرابيات فهناك فصيلتان في الإقليم تعرف إحداها بالجرابيات الشبيهة بالفئران Mouse-like Coenelestidae تقتصر على الإقليم، أما الحيوانات ثنائية الرحم Didelphidae أو الأبوسوم فتوجد أيضاً في الإقليم القطبي الجديد.

أما القرود فمتنوعة وعديدة في أمريكا الجنوبية، منها: السعدان العنكبوتي Spider Monkeys، نحيل الجسم طويل القوائم والذيل، وقرد الكبوش Capuchins أو القرد المقلنس، والقرود الزبابية Squirrel monkeys، والعواء Howlers، وكلها من الفصيلة المعروفة باسم Cebid، كذلك قرد الطمارين Tamarin طويل الذيل، والقشة Marmosets، التي تنتمي إلى الفصيلة المعروفة باسم Callithricid. وتتميز الفصيلتان بالأنف الأفطس المفلطح الذي يميزهما عن قرد العالم القديم ذو الأنف المتجه إلى أسفل، كما تختلف الفصائل عن بعضها بدرجة كبيرة، فهناك قرود القشة الصغيرة كثيفة الذيل، وقرود الطمارين التي تتميز أصابع أيديها وأقدامها بمخالب قوية بينما تتكون فصيلة Cebids من القرود النمطية ذات الأظافر المسطحة والذيول المعدة للإمساك بشيء.

أما القوارض فيحوي الإقليم إحدى عشرة فصيلة متخصصة تجعله بمثابة موطن قبيلة القوارض ذات الشكل المجوف، وإن كانت معظم القوارض هنا تعود إلى ثلاث فصائل هي: الكابياء، والشنشلا، والآقوتي. وأعظم أشكال القوارض هنا خنزير الماء Capybara، وهو حيوان مائي يعد من أعظم القوارض الحية ويتميز بأرجل طويلة أربعة، ثم خنزير جيانا من الفصيلة الأولى، والبقريات المنقطة، والباكة، والأغوطي Agoutis من الفصيلة الثالثة، والشنشلا وقرود الكيب Nutrias، والحيوانات التي تعيش في جحور في الأرض، وفأر شنشلا، والفئران الشوكية Spiny rats من الفصيلة الثانية.

أما الخفافيش، فهناك خمس فصائل قطرية أصيلة في الأقاليم أشهرها الخفاش مصاص الدمام Wampire، إلى جانب فطر خطير يصيب قطعان الماشية ويحمل الأمراض ويعتقد أنه سبب انقراض الخيول الأصيلة من أمريكا.

أما آكلات اللحوم Cornivores فيوجد منها أنواع من الفصيلة الكلبية والقطبية والدببة ونوع خاص بهذا الإقليم يسمى راكون الجنوب، ويمتاز بفرائه وذيله الطويل. ومن مفردات الحافر حيوان التايبر وهو الوحيد من هذه الفئة في هذا الإقليم. أما زوجيات الحافر فيمثلها اللاما، والجمل. وقد وجد حفريات في الإقليم لأنواع من كليسيات بائدة تشبه تلك الموجود في أستراليا اليوم.

أما الطيور فوفيرة ومتنوعة، ويتكون بعضها من فصائل قاصرة على الإقليم، وبخاصة الرية Rheas الشبيه بالنعامة الإفريقية وإن كان أصغر حجماً، والتنام Tinamus. والرية طائر لا يستطيع التحليق في الجو، وهناك ثلاثة أنواع منه تتدرج من شمال شرق البرازيل إلى بتاجونيا حيث يعيش على أراضي الحشائش. ومن الفصائل القاصرة على الإقليم الطوقان Toucans ضخم المنقار، والمبوق Trumpeters طويل العنق والرجلين، والهوتزن Hoatzins والكرازيد Cracids والكوتنجيد Cotingids. وهنا نجد المقو Macaws وهو ببغاء أمريكي ضخم طويل الذيل ذو الريش كثير التلون يعيش في سلفا الأمازون. بينما توجد طيور الطنان أو الزبابية Humming birds اللامعة اللون على الضفاف الغابية للأنديز. وللعديد من الطيور هنا أصوات خشنة مزعجة غير مقبولة إلى جانب ندرة الطيور المغردة.

أما الأفاعي والثعابين والسحالي والتماسيح والسلاحف فعديدة ومتنوعة في الإقليم. وتشمل الأفاعي نوع الأناكندة Anaconda المشهورة جداً، وحية البواء العاصرة Boa-constrictor التي تتصف بقدرتها على الالتفاف حول ضحيتها وعصرها حتى تموت. أما السحالي العاشبة الضخمة Lguanid lizards فعديدة ومتنوعة وأكثر أشكالها شيوعاً السحلية العاشبة الدرنية Tuberculated iguana lizard المعروفة باسم Iguana tuberculata والتي يبلغ طولها خمسة أقدام (1.5 متر) مع ذيل طويل وظهر مسنن ورأس ذو حراشف ولغد كبير، ومعظم السحالي العاشبة من الأنواع ساكنة الأشجار ولونها السائد هو الأخصر. أما القاطور Alligators والكيمن Caimans فأعضاء في فصيلة التمساح تسود الأنهار، وينحصر الكيمن في أمريكا الجنوبية. وهنا تعيش السلاحف ذات العنق الجانبية وتشترك فصيلة واحدة مع إفريقيا تعرف بالسلاحف الطينية Mud turtles بينما تشترك فصيلة أخرى مع أستراليا تعرف بالسلاحف عارية العنق Chelyidae أو Snake-neck.

أما البرمائيات فتضم الضفادع وضفادع الطين إلى جانب ضفادع الشجر Hylid tree frogs والضفادع السلمية الهادية التي توجد في الإقليم الأثيوبي أيضاً.

4. الإقليم الإثيوبي

ويضم هذا الإقليم الجزء الأكبر من إفريقيا إذ يشمل إفريقيا جنوب الصحراء، ويشمل الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، كما يشمل جزيرة مدغشقر، التي ينظر إليها أحياناً كإقليم فرعي من هذا الإقليم (انظر شكل الرقعة المكانية للاقاليم الحيوانية). ولعل وجود البحر المتوسط والصحاراء الكبرى كان عازلاً طبيعياً بينها وبين كل من أوروبا وآسيا، ما قلل من درجة التقارب في أنواع الحيوانات بين هذا الإقليم وإقليمي المنطقة القطبية الشمالية في العالم القديم، في أوروبا شمال ووسط آسيا، وإقليم المنطقة الشرقية في الجنوب الآسيوي. وقد حالت هذه الفواصل في رأي العلماء دون وصول بعض الأشكال الحيوانية الخاصة مثل الباندا والنمر والأغنام. وعلى الرغم من ذلك، فلهذا الإقليم أوجه شبه طبيعية كثيرة مع إقليم المنطقة الحارة الجديدة، وذلك من حيث طبيعة اتصاله بالأقاليم المجاورة، وإحاطة البحار به من جانبيه الشرقي والغربي، إذ يحده المحيط الهندي من ناحية الشرق، ويفصل المحيط الأطلسي من ناحية الغرب بينه وبين إقليم المنطقة الحارة الجديدة. كما تتشابه ظروفه الداخلية أيضاً مع إقليم المنطقة الحارة الجديدة من حيث وجود غطاء الغابات الاستوائية المطيرة، وأحواض الأنهار، وغطاءات حشائش السافانا. إلا أنه لا يوجد في الإقليم سلاسل جبلية ضخمة وعالية مثل جبال الإنديز.

ويمتاز الإقليم من الناحية الحيوانية بتنوع كبير في الثدييات بدرجة أكبر من أي إقليم آخر. والكثير من الحيوانات من هذا الصنف من الحيوانات الضخمة، وقد لا يوجد لها مثيل في المناطق الأخرى، ويأتي هذا الإقليم في المرتبة الثانية بعد إقليم المنطقة الاستوائية من حيث الأنواع الفريدة. وفي هذا الإقليم عموماً 38 فصيلة حيوانية عدا الخفافيش. ولا توجد في هذا الإقليم حيوانات من الجرابيات، ولا من الثدييات البيوض (وحيدة المسلك) ويفتقر الإقليم إلى الدببة والأيل والأغنام. ولكنه يمتاز بحيوانات خاصة به لا توجد في سواه من الأقاليم مثل أفعى الذباب من آكلات الحشرات.

ومن الثدييات التي توجد في هذا الإقليم دون سواه الزرافة، وقرود السعدان والبابون والقرد الحبشي. ويختلف الفيل الإفريقي عن نظيره الهندي. ومن ثدييات هذا الإقليم الحيوان المعروف بخنزير الأرض Aarvark الذي يحفر له جحوراً في الأرض ويعيش أساساً على صيد النمل وهو يشبه آكل النمل.

ومن آكلات الحشرات الخلد الذهبي Golden noles وأفعى الذباب Potamogalid وذبابة الفيل Elephant shrews. وفيه من القوارض الأرانب النطاط، وخلد الرمل Sand moles، وكثير من أنواع الفئران والأرانب البرية.

وقد ساعد وجود أعظم مساحة من حشائش السافانا في العالم على ازدهار أنواع من حيوانات الرعي من ذوات الأظلاف تتحرك على شكل قطعان كبيرة في المنطقة من أبرزها الحمر الوحشية Zebra، وهي مفردة الحافر، والعديد من الأبقار الوحشية Bovid مثل أبقار أنيتلوب Antelopes الوحشية، والتيتل الإفريقي معقوف القرنين Gnus. ما ترعى في إقليم السافانا قطعان الزرافات Jeraff، وقطعان الفيلة Elephants، ووحيدات القرن Rhinoceroses، وفر النهر البرمائي Amphibious hippopotami. ويوجد أيضاً الخنزير الوحشي الإفريقي Worthog برأسه الكبير وأنيابه.

ومن آكلات اللحوم التي تتغذى على العاشبات الموجود في الإقليم، كلب السمع، والضبع المخطط، وبنات آوى من ذوات العرف Maned jackal الذي حفر له جحوراً في الأرض، وقط الرباد، والنمس، والفهد Cheetah.

ويعيش في الغابات المدارية حيوان الآكاب Okapi وهو من فصيلة الزرافة ولكن ليس له عنق طويل، وفرس النهر القزمي Pygmy hippopotami وأنواع من القرود مثل الشمبانزي والغوريللا Gorella.

ولأن مدغشقر جزيرة مستقلة يفصلها حاجز مائي عن الإقليم، فقد اختلفت حيواناتها قليلاً عن الإقليم ولكن لصغر مساحتها فمن الصعب النظر إليها كإقليم حيواني مستقل. ويفتقر المجتمع الحيواني في هذه الجزيرة إلى التعدد الكبير في الثدييات الذي لوحظ في الأراضي الإفريقية. وتكثر بها الزواحف بشكل خاص. ومن الزواحف توجد بعض السحالي وأنواع من الأفاعي والثعابين والحرباوات Chameleon. ولكن الإقليم غني جداً بالطيور ومن أبرزها النعام Ostrich.

5. المنطقة الشرقية

وتشمل آسيا جنوب سلسلة جبال الهملايان بما في ذلك شبه القارة الهندية والصين الجنوبية، وسيلان، والملايو، وجزر جاوه وسومطرة، وبورنيو وسليبنز، وغيرها من جزر الهند الشرقية. ويحد هذا الإقليم من الغرب مرتفعات الهضبة الإيرانية، والمحيط الهادي من الشرق، والمحيط الهندي من الجنوب والجنوب الغربي، وجبال الهملايا من الشمال، وحدوده مع إقليم المنطقة الأسترالية ليس محل خلاف كبيرة بين المختصين.

وتغطي الغابات أجزاء من هذا الإقليم كما تغطي السافانا بعض أجزائه وتغطي الصحاري القليل منها.

تشبه الحيوانات في هذا الإقليم بشكل كبير حيوانات الإقليم الأثيوبي وربما يكون ذلك راجع لتشابه الظروف الطبيعية والمناخية، فكلاهما إقليم مداري في العالم القديم. وتكثر أوجه الشهب بين حيواناتهما في صنفي الثدييات والطيور. بل إن بعض الحيوانات، خاصة البرمائية، في مدغشقر أقرب إلى حيوانات هذا الإقليم منها إلى حيوانات الإقليم الأثيوبي.

وهذا الإقليم أقل الأقاليم انفراداً بأنواع خاصة به من الحيوانات ويوجد به إلى جانب قرود العالم القديم، زبابة الشجر[1] Tree Shrew. ويعيش فيه الفيل الهندي Indian Elephant، وتكثر القرود باستثناء قرود البايون، وأشهر أنواعها الجيبون Gibbon ويتركز في جزيةتي يورنيو وسومطرة. ومن الزواحف توجد الكثير من الأفاعي السامة والسحالي والسلاحف.

ومن البرمائيات توجد الضفادع وضفادع الطين. كما توجد من المفترسات الدببة والذئاب والثعالب والنمور والفهود والضباع.

ويوجد من الحيوانات الكبيرة أيضاً جاموس الماء Water-buffalo ومن فرديات الحافر توجد الأيائل، وأنواع من الخنازير البرية. ويوجد الظبي الأزرق والوعل، وبعض الثيران الوحشية، وجاموس آنوا. ويعيش في المناطق الجبلية الخراف، والتاكين Budoreas taxicolor وخروف التاهز كما توجد النمور ووحيدات القرن.

ويوجد عدد كبير من أنواع الطيور، مثل الحمام، وبعض الببغاوات، والطاووس Peacocks وأنواع من الدجاج والديوك Jungle fowl، والعصفور الأزرق Blue Bird لا يوجد إلا في هذا الإقليم.

6. المنطقة الأسترالية

وتضم قارة أستراليا وجزر نيوزيلاندا وتسمانيا، وغينيا الجديدة، وشرق الأرخبيل الأندونيسي (انظر شكل الرقعة المكانية للاقاليم الحيوانية). ويُعد كثير من العلماء خط والاس الذي يمتد بين بورينو وسيليبيز ولوميون هو الحد الفاصل بين المنطقة الأسترالية والمنطقة الشرقية. وموضوع الحد الفاصل بين الإقليمين موضوع خلاف كبيرة بين العلماء المختصين.

خلافاً للأقاليم الحيوانية الأخرى كلها، التي تسودها الثدييات المشيمية وهي التي تتكاثر بالتوالد وترضع صغارها، توجد في هذا الإقليم ثدييات أميمية وحيدة المسلك Monotreamata. وهي حيوانات ثديية تبيض وترضع صغارها، مثل حيوان بلاتيبوس Platypus، وهي تسمية تعني عرض القدم، وحيوان قنفذ النمل الشعري أيتشدنا Echidna، من آكلات النمل. وهي حيوانات يقتصر وجودها على هذه المنطقة فقط. وليس للصغار عندما يخرجون من البيض أفواه مكتملة النمو يمكنهم من الرضاعة كما أنه ليس للأم ضرع واضح يمص الصغير، لذا، تلحس الصغار حليب الأم الذي يسيل على شعر بطنها.

لعل أبرز ما يميز هذه المنطقة عن غيرها سيادة الجرابيات Marsupial وتمتاز الأنثى من هذا الصنف بأن لها جراباً أو كيساً أسفل بطن الأم من الخارج يكمل فيه الصغار حديثي الولادة نموهم. لذلك تسمى الجرابيات أو الكيسيات. ومن أشهر الجرابيات الكنغر Kangaroo، وحيوان الكوالا Koala اللطيف الشكل، وحيوان الومبت Wombat، الشبيه بالدب. وكذلك منها حيوان الولب Wallaby، والخلد Mole، والجرذان القافزة Jumping mouse، وغيرها.

ومنها أيضاً الذئب الكيسي Thylacinus، والفأر الكيسي Didelphy وهذين الأخيرين يوجد منهما أعداد قليلة في أمريكا. وتعيش هذه الكيسيات قليلة الأسنان ومنها الكيسيات المتسلقة آكلة الشعب Phalangeridde ومنها الدب الكيسي Sarcophilas من آكلات اللحوم في تسمانيا.

والملفت للنظر في هذه المنطقة قلة الحيوانات الفقارية. فلا يوجد من الثدييات المشيمية سوى القوارض والخفافيش. وتنحصر الثدييات هنا في تسع فصائل، ثمان منها من الأنواع التي تنفرد بها هذه المنطقة، أهمها الجرابيات بفصائلها الست. وتمتاز الجرابيات بتنوعها الكبير ومشابهتها الواضحة في التركيب الخارجي للحيوانات الثديية المشيمية المناظرة لها في الأقاليم الأخرى. فالذئب التسماني يشبه الضباع، والفلنجر الطائر Flying Phalanger يشبه السنجاب الطائر، ولكن الكنغر الولب ليس لهما شبيه في الأقاليم الأخرى.

والقوارض في هذه المنطقة غريبة الشكل ولا شبيه لها في المناطق الحيوانية الأخرى ومعظمها من فصيلة الفئران السريعة التكاثر.

وتقل أنواع الزواحف في هذه المنطقة بشكل ملحوظ ومثلها البرمائيات وأسماك المياه العذبة. فيوجد حوالي 250 نوع من السحالي في الصحاري الأسترالية الحارة، منه التين الشوكي Thorny dragon ويوجد عدد محدود من التماسيح، وتقل الضفادع هنا عنها في المناطق الأخرى.

وتختلف جزيرة نيوزيلندا، وجزر بولينيزيا وهاواي فتقل فيها الأنواع الحيوانية بشكل ملحوظ بسبب صغر مساحة اليابس وعزلتها.

ولقد أدخل الإنسان بعض الحيوانات إلى هذه المنطقة منها الكلب الأسترالي المسمى دنقو Dingo وخنزير غينيا الجديدة والكثير من الفئران والجرذان والماشية والخيل والأغنام.

وفي هذا الإقليم عشر فصائل من الطيور ومن أكبرها طائر الشبنهم Cassowaries الذي لا يطير ويعد ثاني أكبر الطيور في العالم بعد النعامة. وهو من طيور الجري السريعة، وله في الغالب عرف فوق رأسه وطوق أحمر في رقبته، ولكنه اقصر من النعامة قليلاً ويكسوه ريش أسود. وطائر الإيمو Emus الأصغر منه قليلاً وهو يشبه النعامة أيضاً (انظر صورة طائرة الإيمو).

إن الكثير من الجوانب المتعلقة بتصنيف الحيوانات والصعوبات التي تواجه العلماء في هذا الجانب مقارنة بالنبات مرتبطة بالخصائص المميزة للحيوانات،والفروق بينها وبين النبات والتي تتلخص في مجموعة من النقاط يتميز بها الحيوانات عن النباتات. وبعض تلك الخصائص مشتركة بين جميع الحيوانات وبعضها قد تنفرد نوع معين أو عدد من الأنواع عن غيرها، وأهم الفروق بين النباتات والحيوانات هي كالتالي:




[1] الزبابة Shrew حيوان من آكلات الحشرات يشبه الفأر.