إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

3. المحيطات

ظل كثير من حقيقة الامتداد الفعلي للمسطحات المائية، مجهولاً، حتى بداية الكشوف الجغرافية، في القرن الخامس عشر. فقبل هذا العهد، كان يُعتقد أن البحر الأبيض المتوسط Mediterranean، هو قلب العالم المائي. كما كان يُظن، أن الهوامش الشرقية للمحيط الأطلسي، هي البحر المحيط (أي الذي يحيط باليابس). ولكن الاكتشافات الجغرافية، وخاصة رحلات كريستوفر كولومبس إلى أمريكا الوسطى، وجزر الهند الغربية، عام 1492م؛ ورحلات بالبوا Balboa، عام 1513م؛ وماجلان Magellan، عام 1519م؛ وجيمس كوك (1769ـ1780م) ـ أظهرت عِظم اتساع المسطحات المائية، والامتداد الفعلي للمحيطَين: الهادي والأطلسي.

وتقدَّر المساحة الإجمالية لكوكب الأرض بنحو 510 ملايين كم2. يشغل اليابس منها 148.9 مليون كم2، في حين يشغل الماء 361.1 مليون كم2. بمعنى أن اليابس يشغل نحو 29.2% من إجمالي مساحة الكرة الأرضية، والماء 70.8%؛ أي الثلث لليابس، والثلثان للماء، (انظر شكل توزيع اليابس والماء).

وارتبطت نشأة الأحواض المحيطية ارتباطاً كبيراً، بنشأة القارات؛ فهما يمثلان تضاريس سطح الأرض: الأولى، هي التضاريس السالبة Negative Relief، وهي التي تنخفض تحت مستوى سطح البحر؛ والثانية، هي الموجبة Positive Relief، وهي التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بصفة عامة.

فمنذ تجمدت قشرة الأرض، منذ أكثر من 4 بلايين سنة مضت، والماء يتسلل من باطن الأرض، من خلال الفجوات والفتحات البركانية، ليتجمع في الأحواض المحيطية. وتغطي المياه المحيطية ما يقارب 71% من سطح الأرض، بمعدل عمق، يقارب 3730 متراً.

ونسبة ضئيلة فقط من ماء الأرض، تكون محمولة في الغلاف الغازي، أو تحتويها البحيرات، أو محجوزة في الثلاجات والغطاءات الثلجية. ويمكن القول، إذاً، إن معظم ماء الكرة الأرضية، يبقى في المحيطات، حيث يؤثر تأثيراً كبيراً في الحياة فوق سطح الأرض. فمعظم الناس يعيشون قرب السواحل، ويتخذونها مكاناً للاستجمام، ومصدراً للغذاء، ومكاناً للتخلص من الفضلات ونفايات المدن، وطريقاً مفتوحاً للملاحة؛ بل إن تأثير المحيطات عظيم حتى في أولئك، الذين يعيشون بعيداً، في أعماق القارات؛ فهي مصدر الماء الضروري للحياة. وهذا الغطاء المائي الكبير، يخزِّن ثم يشِّع معظم الطاقة الشمسية، التي تمد دورات الغلاف الغازي بالطاقة اللازمة، مسببة الظواهر الجوية. وبمقارنة المدى اليومي لدرجة الحرارة في الصحراء، بنظيره في المناطق الساحلية، تتضح أهمية دور المحيطات في امتصاص حدة التقلبات المناخية.

باختصار، الحياة قائمة على الماء، وبدراسة المحيطات، يمكن الوقوف على ظاهرة مؤثرة فيها. وبفهم أفضل لطبيعة الكتل المائية، قد يمكن، يوماً، التنبؤ بتغيرات الدورات المائية في المحيطات، وما يتبعها من تغيرات في المناخ. وعلى قدر مساوٍ من الأهمية كذلك، قد يمكن استخدام المحيطات، على الوجه الأكمل، في أغراض النقل، والتخلص من النفايات، من دون التدمير أو الإضرار باستخداماتها الأخرى، كمصدر للغذاء، أو مكان للاستجمام.