إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

ب. التغير في الأحواض المحيطية

مع أن المحيطات من الظواهر القديمة على سطح الأرض، إلا أن خطوط الساحل، أي الحدود بين اليابس والماء، في تغير مستمر، وإن بطيئاً جداً. ويمكن أن يتغير موقع خطوط الساحل، في إحدى حالتَين: الأولى، كلما ارتفعت أو انخفضت كتل القارات؛ والثانية، كلما ارتفع أو انخفض مستوى سطح الماء في البحر، بالنسبة إلى قارة ثابتة. وقد حدثت حركات بطيئة للقارات، مرات متكررة، في تاريخ الأرض؛ وما زالت تحدث إلى اليوم. تشهد بذلك الشواطئ القديمة المرتفعة، على طول ساحل كاليفورنيا، والقلاع الإغريقية والرومانية المغمورة، حول البحر الأبيض المتوسط. وتعطي هذه الشواهد صورة لتأثير هذه التغيرات في خطوط الساحل.

ويتغير مستوى سطح البحر، إذا حدثت تغيرات في كمية المياه في المحيطات. فتواكب، مثلاً، التغيرات الكبيرة، والمفاجئة نسبياً، في مستوى سطح البحر، نمو أو اختفاء الغطاءات الثلجية الكبيرة على سطح الأرض، والمسماة بالثلاجات؛ إذ يأتي الماء المخزن في هذه الثلاجات، المقدَّرة بحجم القارات، من المحيطات. ونتيجة لذلك، فإن مستوى سطح البحر، ينخفض عند تكوُّن الثلاجات، ويرتفع عندما تذوب.

خلال الثلاثة ملايين سنة الماضية، مرت على الأرض عدة عصور جليدية. قبل نحو 20 ألف سنة، غطت الثلوج مناطق واسعة من العروض، الوسطى والعليا[1]. في ذلك الوقت، كان سطح البحر دون مستواه الحالي بنحو 130 متراً (انظر شكل التغير في مستوى سطح البحر). ومعظم أطراف القارات، المغمورة بمياه ضحلة، كانت أرضاً يابسة في ذلك الوقت. فكان هناك، مثلاً، اتصال يابس بين آسيا وأمريكا الشمالية. وتلك المنطقة، يغمرها، الآن، بحر ضحل. ويرجح أن الإنسان، هاجر عبر تلك المنطقة، ليقطن في الأمريكتَين، الشمالية والجنوبية. وتوجد آثار حيوانات ثديية منقرضة، تشبه الفيلة، رعت في المناطق الهامشية المغمورة، في أمريكا الشمالية، على المحيط الأطلسي. كما توجد آثار مجارٍ لأودية كبيرة، تغمرها المياه، الآن، في تلك المناطق.

وقد أدى ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة لذوبان الغطاءات الثلجية على القارات، غمر الماء لأودية الأنهار. وتشكلت على السواحل الجبلية، التي تعرضت لنحت الثلاجات، ظاهرة تستحق التصوير، وهي تلك الخلجان شديدة انحدار الجوانب، التي تسمى الفيوردات.

لو أن كل الماء المحجوز في الغطاءات الثلجية، على القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند، عاد إلى المحيطات، لارتفع مستوى سطح البحر قرابة 50 متراً (160 قدماً). وذلك سيؤدي، بالطبع، فيضان مياه البحر على أجزاء كبيرة من المناطق الساحلية المنخفضة، وعدد كبير من المدن الساحلية؛ لتصل المياه، مثلاً، إلى الدور العشرين في مباني وسط مدينة نيويورك.

وتحدث تغيرات بطيئة في خطوط الساحل، كذلك، مع الحركة البطيئة لكتل القارات والأحواض المحيطية، التي تدفعها قوى باطنية؛ وتلك العملية، تدعى تكتونية الصفائح الطافية[2].

 



([1])   العروض الوسطى والعليا: قسم العلماء سطح الأرض، لتسهيل الإشارة إلى المواقع المختلفة ولمعرفة فوارق التوقيت، بواسطة خطوط الطول ودوائر العرض. ودوائر العرض، وأكبرها دائرة خط الاستواء، صفر، دوائر وهمية توقع على الخرائط ويتناقص قطرها بالاتجاه شمالاً وجنوباً من خط الاستواء. وتزداد الأرقام من خط الاستواء شمالاً وجنوباً حتى القطبين عند درجة 90 ولتسهيل الإشارة إلى الأماكن والظروف المناخية السائدة قسمت دوائر العرض إلى عدة نطاقات هي:

ـ النطاق الاستوائي Equatorial ما بين دائرة عرض 10ْ شمالاً، ودائرة عرض 10ْ جنوباً.

ـ النطاقين المداريين Tropical ما بين دوائر العرض 10ْـ25ْ شمال وجنوب خط الاستواء.

ـ النطاقين تحت المداريين Subtropical ما بين دوائر العرض 25ْـ35ْ شمال وجنوب خط الاستواء.

ـ نطاقي العروض الوسطى Midlatitude ما بين دوائر العرض 35ْـ55ْ شمال وجنوب خط الاستواء.

ـ النطاقين دون المتجمدين Subarctic & Subantarctic ما بين دوائر العرض 55ْـ60ْ شمال وجنوب خط الاستواء.

ـ النطاقين المتجمدين Arctic & antarctic الشمالي والجنوبي ما بين دوائر العرض 60ْـ70ْ شمال وجنوب خط الاستواء.

ـ النطاقين القطبيين Polar الشمالي والجنوبي ما بين دائرتي العرض 75ْ شمالاً وجنوباً والقطبين الشمالي والجنوبي.

([2])   يقسم العلماء سطح الأرض (اليابس والماء) إلى عدد من الصفائح، منها الصفيحة الأفريقية، والصفيحة الأوراسية. تتحرك هذه الصفائح نسبة إلى بعضها، وينتج عن حركتها الظاهرات الكبرى لسطح الأرض، من توزيع اليابس والماء، والسلاسل الجبلية الضخمة على اليابس، والأخاديد والحروف الضخمة في قيعان المحيطات. ويستعان بحركة الصفائح في معرفة توزيع الظاهرات الحركية لسطح الأرض من براكين وزلازل، إذ تنشط على طول خطوط التقاء الصفائح.