إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









ج

ج. التركيب السكاني

ويعني الخصائص الكمية Quantitative للسكان، التي يمكن التعرف عليها من بيانات التعداد، وأهم هذه الخصائص: التركيب العمري والنوعي، والتركيب الاقتصادي، والديني، واللغوي، والحالة الاجتماعية.

(1) التركيب العمري والنوعي

تعد دراسة التركيب العمري والنوعي Age - Sex Composition، على قدر كبير من الأهمية في دراسة السكان، ذلك لأنها توضح الملامح الديموجرافية للمجتمع ذكوراً وإناثاً أو ما يعرف بنسبة النوع[1]، ويحدد التركيب العمري الفئة المنتجة في المجتمع، التي يقع على عاتقها عبء إعالة Dependency[2]، باقي أفراده، كذلك يعد التركيب العمري والنوعي نتاجاً للعوامل المؤثرة في النمو السكاني من مواليد، ووفيات، وهجرة التي لا يمكن اعتبار أحدها مستقلاً كلياً عن الآخر بل يؤدي أي تغير في أحد هذه العوامل إلى التأثير في العاملين الآخرين.

(2) التركيب الاقتصادي

يمكن من خلال دراسة التركيب الاقتصادي Economic Composition، تحديد ملامح النشاط الاقتصادي وأهمية عناصره وارتباطها بظروف البيئة الجغرافية، ويمكن كذلك تحديد نسبة العمالة، وحجمها، وأهميتها، وخصائصها المتعددة، ومعرفة معدلات البطالة، وتوزيعها حسب العمر، والنوع، والمهنة، كما تُسهم دراسة التركيب الاقتصادي[3] في تحديد القوى العاملة في المستقبل اعتمادا على اتجاه معدلات التغير في نمو السكان وخصائصهم الاجتماعية وإسهام الإناث في القوى العاملة.

(3) التركيب حسب الحالة المدنية (الزواجية)

تعنى الحالة المدنية (الزوجية) Marital Status، التوزيع النسبي للسكان الذين لم يسبق لهم الزواج والسكان المتزوجين والسكان المترملين والسكان المطلقين. ويؤثر التركيب العمري ونسبة النوع تأثيراً مباشراً على نسب السكان، الذين تضمهم هذه الفئات الأربع، كما تسهم الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في تحديدها واتجاهها. ولذلك فإن الحالة المدنية للسكان ليست ثابتة، بل دائمة التغير، وهي تعكس في ذلك ظروف المجتمع السائدة اقتصادياً واجتماعياً.

(4) التركيب حسب الحالة التعليمية

تشمل التعدادات السكانية توزيع السكان الذين بلغوا سن العاشرة أو الخامسة عشرة فأكثر، حسب الإلمام بالقراءة والكتابة Literacy، وغالباً ما تكون هذه البيانات موزعة حسب العمر والنوع. ولهذه البيانات أهمية خاصة في أنها تُعد مؤشراً لمستوى المعيشة، ومقياساً للحكم على التطور الثقافي والاجتماعي، كما أنها تُعد ذات أهمية خاصة في التنبؤ بالاتجاهات التعليمية المستقبلة وفقاً للخطط الموضوعة. وفي الدول، التي تتزايد فيها نسبة الأمية Illiteracy، تكون بيانات التركيب السكاني حسب الحالة التعليمية Educational Status، ذات فائدة مباشرة في التخطيط لمحو الأمية في مناطق الدولة المختلفة.

(5) التركيب اللغوي

من المعروف أن اللغة[4] أساس قيام الحضارة فهي تُعد مصدراً للشعور الوطني المشترك، والوحدة الثقافية تكون أقوى بكثير من الجنس والسلالة في المشاعر القومية، ولا شك أن وجود مجموعات تتكلم لغات مختلفة داخل البلد الواحد يُحدث كثيراً من المشكلات السياسية ويقود إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية قد تُحدث الانقسام في حياة الشعب.

ويُعد التركيب اللغوي Linguistic Composition، مهماً في الدول التي تتعدد فيها اللغات، فهناك أقطار كثيرة في العالم فيها لغات متعددة لمجموعات سكانية متفاوتة في أهميتها العددية كما هو الحال في الهند، وباكستان، وأندونيسا، ونيجيريا. ويذكر الكتاب السنوي الديموجرافي لعام 1956، ثلاثة أنماط من البيانات عن اللغات التي تشملها معظم التعددات وهي:

(أ) اللغة الأصلية Mother Language وهي اللغة التي يتحدث بها الشخص في موطنه (في طفولته المبكرة).

(ب) اللغة التي يجري الحديث بها في الوقت الراهن (أو يتحدث بها عادة في الموطن).

(ج) المعرفة بلغة أو لغات معينة

ويُستخدم النوع الأول في المقارنة بين المجموعات السكانية حسب لغاتها المختلفة. أمّا النوعان الأخيران فتكتنفهما صعاب في مثل هذه المقارنة، إلاّ أن قيمتهما تبدو في الدراسات الخاصة بتكيف المهاجرين مع المجتمعات الجديدة ذات اللغات المختلفة الأصلية.

ويندر أن تتمشى الحدود السياسية تماماً مع الحد اللغوي للدولة، لكنها ساعدت على وجود تجانس لغوي في معظم الأحوال وأصبحت لغات الدول العظمى، التي أثرت في خريطة العالم السياسية لغات عالمية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والأسبانية.

(6) التركيب الديني

تتباين أقاليم العالم في توزيع الأديان بها، ولكن هناك أربعة أديان كبرى تدين بها الغالبية العظمى من سكان العالم، وهي الإسلام، والمسيحية، والهندوكية، والبوذية. وهي تنتشر في مساحات كبيرة من اليابس، ومع ذلك فهي لا تكون تجمعات بشرية متجانسة، ولا تخلو من وجود شقاق بينها.

وينعكس تباين التركيب الديني Religious Composition، على بعض المشكلات في العالم، فقد أدى ذلك التباين إلى تقسيم شبه القارة الهندية، وإلى خلق مشكلات أخرى، مثل مشكلة إيرلندا، وقبرص، والقليل من دول العالم تتميز  بالتجانس الديني الكامل مثل المملكة العربية السعودية والدول الاسكندينافية، التي تعد من أكثر الدول البروتستانية تجانساً، ودول أمريكا الجنوبية التي تعد أكثر الدول الكاثوليكية تجانساً.

وعلى الرغم من أن السكان يختلفون حسب عقائدهم الدينية، فإن التركيب الديني قد لا تشمله بعض التعدادات السكانية، لصعوبة الحصول على بياناته بدقة إذا قورنت بالخصائص السكانية الأخرى. كما أنه من الصعب جداً قياس المعتقدات الدينية والسلوك قياساً إحصائياً عن طريق جمع بيانات عنها، لذا فإن هناك دولاً كثيرة لا يتضمن تعدادها مثل هذه البيانات كما هو الحال في بريطانيا.

 



[1] نسبة النوع Sex Ratio، وتعرف بنسبة الذكورة. وهي عدد الذكور لكل مائة من الإناث، وتراوح نسبة النوع عند المواليد بين 104 إلى 106، أي أن عدد المواليد من الذكور يزيد على مثلهم من الإناث، وتُعد زيادة أعداد المواليد الذكور على المواليد الإناث ظاهرة طبيعية في معظم الثدييات والإنسان من بينها. ومن المؤكد أن معدلات وفيات الُرضع والمواليد موتى من الذكور تفوق مثيلتها من الإناث.

[2] تمثل الفئة العمرية (15 ـ 64) قوة العمل Labour Force، وهي تعول الفئة، التي تصغرها والفئة، التي تكبرها، وتُعرف بنسبة الإعالة الكلية Total Dependency Ratio.

[3] حددت الأمم المتحدة (مكتب العمل الدولي International Labour Office I.L.O) أنواع النشاط الاقتصادي في تصنيف خاص. يسمى التصنيف الدولي الموحد للنشاط الاقتصادي: وينقسم إلى ثلاث مجموعات: ـ. محموعة الأنشطة الأولية: Primary Group (وتشمل قطاع الزراعة، والرعي، والغابات، وصيد البر والبحر). ب. مجموعة الأنشطة الثانوية: Secondary Group (وتضم قطاع المناجم، والمحاجر، والصناعات التحويلية، والبناء، والتشييد). ج. مجموعة الأنشطة الثالثة: Tertiary Group (وتشمل الكهرباء، والغاز، والمياه، والتجارة، والنقل، والمواصلات، والخدمات).

[4] يختلف سكان العالم اختلافاً كبيراً من حيث اللغات التي تكلمون بها والتي يربو عددها على 2800 لغة، ينتمي الكثير منها إلى أصل سامي واحد، وهو توزيع المستشرق الروسي دياكونوف Diakonoff . 1. سامية النجوم الشمالية، وتشمل الأكادية، والبابلية، والآشورية. 2. السامية الشمالية الوسطى، وهي على حِقَبْ زمنية ثلاث: أ. الحقبة القديمة، وتشمل الكنعانية، والأوغاريتية، والعمّورية في فلسطين، وسورية، وأراضي الجزيرة بالعراق. ب. الحقبة الوسطى، وتشمل الفينيقية، والعبرية، والمؤابية، والآرامية القديمة. ج. الحقبة الحديثة، وتشمل الآررامية الغربية الجديدة أو "معلولة" في سورية، والآشورية الحديثة في العراق، وتركيا، وإيران، والاتحاد السوفيتي. 3. السامية الجنوبية الوسطى، وتشمل: العربية الفصحى. د. سامية النجوم الجنوبية وتشمل: أ. الحقبة القديمة الأخيرة ويمثلها المسهرية، والشحري، والحرسوس، والبطحري على الشطآن العربية للمحيط الهندي، والسوقطرية في جزيرة سوقطرة.