Al Moqatel - الموسوعة الجغرافية المصغرة

Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة

<o:p></o:p> 3. الخريطة السياسية للعالم <o:p></o:p> تتميز الخريطة السياسية للعالم بأنها دائمة التغير، وتتضح هذه الحقيقة من مقارنة الخريطة السياسية للعالم في أوائل القرن العشرين بنظيرتها في الوقت الحاضر. ويلاحظ أن نمط الدول في القارات المختلفة ليس بسيطاً ولا سهلاً ولا منطقياً. فهي مختلفة المساحات، متباينة الأشكال. فالأقاليم السياسية قد تكون حقيقة ثابتة في فترة تاريخية معينة إلاّ أنها سرعان ما تندثر، لذا تمثل الخريطة السياسية للعالم إحدى مراحل التطور التاريخي، كما أنها تعد نتاجاً لعوامل وعمليات سياسية كانت تعمل منذ أمد طويل خاصة في العالم القديم: أوروبا وآسيا وأفريقيا. ومن هذه العمليات الرئيسية استيطان المناطق وتعميرها، والحروب، وتصفية الاستعمار.<o:p></o:p> وبلغ عدد الدول المستقلة في العالم سنة 1996 نحو 185 دولة، كلهم أعضاء في هيئة الأمم المتحدة (ولا يتضمن العدد السابق الصين الوطنية "تايوان ـ فرموزة " لأن قرار الأمم المتحدة الصادر في 25 أكتوبر 1971 اعترف بأن الصين الشعبية هي الممثل الشرعي الوحيد للصين لديها. كما أن الفاتيكان، ونوروا، وتونجا، وكيرباتى، وسويسرا ليست أعضاء في الأمم المتحدة)، ويختلف توزيعها من قارة إلى أخرى، كما يتضح من (<a href="tab157.doc_cvt.htm">جدول عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سنة 1996</a>).<o:p></o:p> تتصدرها قارة أفريقيا التي منها 53 دولة، في حين تتذيلها قارة أمريكا الشمالية، إذ تنقسم أراضيها إلى وحدتين سياسيتين هما الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وتضم آسيا عدداً قليلاً من الدول (45 دولة) بالمقارنة مع نصيبها من مساحة العالم، وفي أوروبا، أصغر قارات العالم القديم، في 43 دولة مستقلة، وهي نموذج فريد بالمقارنة مع استراليا التي تضم تسع دول فقط أما أمريكا الجنوبية فهي مثالية من ناحية عدد الدول بالنسبة لمساحتها.<o:p></o:p> ويتضح مما سبق أن هناك عدم تكافؤ في عدد الدول بكل قارة. وترجع كثرة عدد دول قارة أوروبا إلى التطور التاريخي الطويل، وظهور قوميات كثيرة هناك راغبة في الاستقلال التام. كما أن الجغرافية الطبيعية للقارة كان لها هي الأخرى دور في هذه الناحية. فعندما تكون مساحة كبيرة من القارة تشغلها الصحاري الحارة كما هو الحال في أفريقيا واستراليا، أو تغطيها الغابات الاستوائية مثل ما هو كائن في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، تقل فرصة الاستيطان البشري، والتعمير، ونشأة الدول. فالظروف الطبيعية في كثير من أجزاء أوروبا مواتية لنشأة الدول. وأدى التمزق الجذري في البحر الكاريبي دوراً في كثرة عدد دول أمريكا الوسطى.<o:p></o:p> وتمتد بعض الدول في قارتين: مثال ذلك، روسيا وتركيا في قارتي آسيا وأوروبا، علماً بأن معظم مساحة هاتين الدولتين تقع في القارة الأولى. ومصر في أفريقيا وآسيا. وهناك دول جذرية تُعَدُّ من أفريقيا مثل مالاجاشى، موريتس، وساوتومى ـ برنسب، الرأس الأخضر، سيشل وملديف. وتوجد دول جزرية تُعَدُّ آسيوية مثل اليابان، والفلبين، وأندونيسيا، وسنغافورة، وسري لانكا، والبحرين. وهناك بعض الدول الجزرية الأوروبية مثل إيسلند ومالطة وقبرص. وكذلك دول الجزر في البحر الكاريبي. ويتبع القارة المحيطية دول ساموا، وفيجى، ونيوزيلنده ونيوغينيا ـ بابوا، وجزر سولومون، وفانواتو، وبلاوا، ومارشال.<o:p></o:p> وتعكس الدول الكثيرة الموجودة في الخريطة السياسية للعالم العوامل العديدة المختلفة التي شكلتها. ومن بين هذه العوامل ما يلي: <o:p></o:p> أ. الغـزو: كان الغزو في الماضي العامل الرئيسي في توسيع مساحة الدولة أو انكماشها، لكن لم تعد الحرب هي أسلوب تكوين الدول في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من ذلك فهناك دول كثيرة نالت استقلالها بحد السيف أقربها الجزائر. <o:p></o:p> ب. الدبلوماسية والتوسع: تكونت المملكة المتحدة بالطرق الدبلوماسية والحرب أيضا التي شنها الإنجليز ضد سكان اسكتلندا وويلز. وتوسعت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في الأرض المجاورة، وأحياناً بالحرب. <o:p></o:p> ج. الكشوف الجغرافية: نشأت بعض الدول بحق الكشف الجغرافي، وينطبق هذا على استراليا ونيوزيلندا. <o:p></o:p> د. تصفية الاستعمار: قامت دول كثيرة على أنقاض إمبراطوريات سابقة تحطمت مثل الإمبراطورية العثمانية، وإمبراطوريات فرنسا وإنجلترا، والبرتغال وغيرها في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. <o:p></o:p> هـ. التقسيم والتجزئة والانفصال: تم التقسيم بواسطة الدول العظمى كما حدث في الهند وباكستان، ودولتي كوريا الشمالية والجنوبية، أما الانفصال فتمثله دولتا بنجلاديش وإريتريا. <o:p></o:p> و. الانضمام والضم: قامت بعض الدول بانضمام الوحدات السياسية لبعضها: فتنزانيا تضم تنجانيقا وزنجبار. واختفت بعض الدول من الخريطة السياسية للعالم، نتيجة لضم بعض الدول لها بالقوة مثال ذلك ضم اتحاد السوفيت السابق لدويلات البلطيق الثلاث أستونيا، ولتوانيا، ولاتفيا، خلال الحرب العالمية الثانية. <o:p></o:p> ز. الميراث والتزاوج: قد تنشأ الدولة بالميراث والتزاوج وخير مثال على ذلك موناكو. <o:p></o:p> ح. حق تقرير المصير: يؤدي هذا المبدأ دوراً في نشأة بعض الدول، مثل: جيبوتي، ويكافح الفلسطينيون في سبيل حق تقرير المصير.<o:p></o:p> وتؤدي التغيرات، التي تطرأ على الحدود السياسية، إلى تغيرات في الخريطة السياسية للعالم. وتجدر الإشارة إلى أن أحد العوامل المهمة، التي أدت دوراً في تشكيل الخريطة السياسية، تصفية الاستعمار. فقد كانت هناك 54 دولة مستقلة سنة 1914. ازداد هذا العدد بمقدار الثلث في فترة ما بين الحربين العالميتين 1919 ـ 1939. وبدأت تصفية الاستعمار خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها. ومن ثم فقد تزايد عدد الدول المستقلة في العقود، التي تلت ذلك حتى بلغ 159 دولة سنة 1987، ثم أصبح 185 دولة في سنة 1996. وأصبح الاستعمار السياسي بصورته القديمة يوشك على الاختفاء من الوجود. فالإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس لم يبق منها سنة 1972 سوى 15 مستعمرة مساحتها 103.6 ألف كيلومتر مربع باستثناء مستعمراتها في انتاركاتيكا. وكذلك تهاوت الإمبراطوريات الاستعمارية الأخرى. وتتميز المستعمرات الباقية بأنها عبارة عن جيوب صغيرة المساحة، قليلة السكان جداً، وفقيرة الموارد الاقتصادية، وبالتالي يستحيل قيام دول فيها. وسوف يصعب على القوى الإمبريالية أن تتخلص من بعضها لهذه الاعتبارات السابقة. وهي تحتفظ بها لأهميتها التجارية والإستراتيجية مثل مكاو وجبل طارق.<o:p></o:p> وتبلورت الاتجاهات العالمية لتصفية الاستعمار في سياسات وقرارات الانتداب التي وضعتها عصبة الأمم. وصنفت المستعمرات المنتدب عليها إلى ثلاث درجات. أما هيئة الأمم المتحدة فقد قررت تصفية جميع أشكال الاستعمار. وحان الوقت المناسب لتصفية الاستعمار بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية. وتمت تصفية أغلب الاستعمار بسلام أكثر مما كان متوقعاً، على الرغم من أن بعض المستعمرات سفكت فيها الدماء لتحصل على استقلالها مثل الهند الصينية والجزائر وزائير.<o:p></o:p> وعجزت الدول الاستعمارية عن الدفاع عن مستعمراتها، خاصة في آسيا خلال الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي شجع المستعمرات على الكفاح للتحرر والاستقلال. وساعد على ذلك تغير النظرة إلى الاستعمار في الدول الاستعمارية ذاتها، إذ أصبحت المستعمرات غرماً كما هي غنماً، فهي سوق للسلع المصنوعة، ومجال لاستثمار رؤوس الأموال، ومصدر للخدمات والمواد الغذائية، لكنها تحتاج إلى تنمية اقتصادية ضخمة لرفع مستوى معيشة شعوبها، والمستعمر لا يرتضي ذلك. كما أن القوتين العظيمتين، الولايات المتحدة واتحاد السوفيت (السابق) شجعتا، لأسباب مختلفة، على التحرر من الاستعمار. وبما أن الولايات المتحدة نفسها كانت مُسْتَعْمَرةً، وحصلت على استقلالها بالثورة ضد المستعمر، فقد ارتكزت سياستها الخارجية في هذا الصدد على تحطيم الإمبراطورية القديمة، لأنها وجدت على أساس خاطئ، ولم تعد تناسب روح العصر، وتمثل عقبة في سبيل التنافس الحر بين دول العالم. كما أنها كانت تود للمستعمرات أن تتخلص من أسيادها القدامى وتسمح للنفوذ الأمريكي بالتغلغل فيها. أما سياسة اتحاد السوفيت السابق فكانت ترتكز على الماركسية المناهضة للرأسمالية. وكان يؤمن بأن الإمبراطوريات الاستعمارية حرمت الجماهير الكادحة من رفاهيتها المشروعة في الحياة، وعلى أمل أن الدول المستقلة ستكون مجالاً لنفوذه السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والتجاري.<o:p></o:p> زد على ذلك أن الشعور القومي نما في المستعمرات بدرجات متفاوتة. وكان هذا عاملاً حاسماً وأساسياً في تحطيم الإمبراطوريات القديمة، وحصول المستعمرات على استقلالها وتحررها. وواجهت المستعمرات بعد تحررها مشكلات سياسية، واقتصادية، واجتماعية خطيرة. ويوجد في العالم ما يقرب من 15 مستعمرة منها مكاو، وجبل طارق. وتعمل حركات التحرير ونمو الشعور القومي على تناقص عدد المستعمرات في العالم باطراد.<o:p></o:p> وكان العالم الثالث أكبر الخاسرين الخارجيين بسقوط الاتحاد السوفيتي، لأن الكتلة الغربية، بزعامة الولايات المتحدة، انفردت بقمة العالم لأنها أصبحت القوة العظمى الوحيدة. وتحاول من جانبها السيطرة على الأحداث العالمية، وتوجهها تنفيذاً لصالحها. كما تحاول السيطرة على الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لتلبس محاولات هيمنتها لباس الشرعية الدولية.<o:p></o:p> وانتعشت الفكرة القومية في بعض الدول، التي كانت خاضعة للنظم الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وشرق أوروبا، فنشأت دول جديدة بناءً على هذا المبدأ. وانتعش، كذلك، فكرة الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان. المبدآن اللذان تجدهما الولايات المتحدة الأمريكية مبرراً كافياً للتدخل في شؤون الدول الأخرى. <o:p></o:p> وتوضح الدراسة التالية الخريطة السياسية لكل قارة من قارات العالم <o:p></o:p> أ. الخريطة السياسية لقارة أفريقيا <o:p></o:p> تعد قارة أفريقيا من القارات، التي شهدت تغيرات سياسية ضخمة بعد الحرب العالمية الثانية، وتشهد حالياً تحولاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، وهي في ذلك تختلف عن قارات أخرى مثل أوروبا، التي مرت بثورة صناعية، ثم أعقبتها ثورات اجتماعية واقتصادية على مدى قرنين من الزمان، بينما دخلت أفريقيا كل تلك الثورات مجتمعة، حيث تمر الآن بثورات صناعية، وزراعية، واجتماعية، وسياسية. كل ذلك في وقت واحد.<o:p></o:p> وحتى نهاية الستينيات من القرن العشرين كان من الصعب التنبؤ بالدور، الذي يمكن أن تلعبه أفريقيا في الشؤون العالمية، وذلك لأنها قد شهدت في ذلك الوقت أفول الاستعمار الأوروبي، ممثلاً في انحساره عن كثير من دولها، التي حصلت على الاستقلال، وخاصة تلك التي كانت خاضعة للنفوذ البريطاني، أو الفرنسي، أو البرتغالي.<o:p></o:p> وعلى الرغم من أن مساحة أفريقيا تزيد قليلاً عن خُمس مساحة يابس الأرض، إلاّ أنها تشتمل على ما يقرب من ثلث أقطار العالم المستقلة، حيث يبلغ عدد الدول بها ثلاثاً وخمسين دولة، وفي ذلك أهمية كبرى في تمثيلها في المنظمات الدولية وخاصة في هيئة الأمم المتحدة.<o:p></o:p> مشاكل الحدود<o:p></o:p> تمثل معظم الوحدات السياسية في أفريقيا المحصلة النهائية للصدف التاريخية، ومدى التوغل العسكري، أو الصراعات، والمساومات السياسية، والمقايضات الإقليمية بين الدول الأوروبية. فلم تنشأ معظم هذه الوحدات لنمو الدولة من نواة نووية صوب أطرافها خلال مراحل تاريخية مختلفة. ولكنها كانت نتيجة لتوسع قوى دخيلة في فراغات سياسية. فالدول الحالية لم تحدد بالنمو من الداخل، بل بالتجزئة من الخارج، ولذلك فهي لا تمثل أوطاناً وأمماً حقيقية بل مجرد رقع وسكان.<o:p></o:p> فمن الصراعات السياسية بين الألمان في توجو شرقاً، والفرنسيين في ساحل العاج (كوت دي فوار) غرباً، والإنجليز في الوسط في ساحل الذهب، تحددت الرقعة التي ورثتها غانا حالياً. ونشأت غينيا الفرنسية، لتحول دون اتصال النفوذ البريطاني في غمبيا وسيراليون.<o:p></o:p> ولا تتفق الحدود السياسية للدول الأفريقية مع الظروف الطبيعية، أو البشرية، أو الاقتصادية. وعلى سبيل المثال تجزأ شعب ووطن الصومال بين أربع وحدات سياسية هي: جمهورية الصومال التي نشأت من اتحاد الصومال البريطاني والإيطالي، ولا تضم هذه الوحدة سوى ثلثي شعب ووطن الصومال. أما الباقي فهو موجود داخل الحبشة، وكينيا، والصومال الفرنسي الذي استقل مؤخراً تحت اسم جيبوتي، وتضم الحبشة مساحة 35000 ميل مربع من أرض الصومال تنازلت عنها إنجلترا لها. ويمتد الصومال الحبشي من نطاق الحوض في الشمال بطول الصومال البريطاني وأوجادن، التي تمثل الأحباس العليا من أنهار وابي ـ شبلي وجوبا. ويدخل هذه المنطقة في الفصل المطير نحو 300.000 من الرعاة من الصومال.<o:p></o:p> وتنازلت بريطانيا لكينيا عن الصومال الكيني. وهو يمثل شريطاً مساحته 33000 ميل مربع إلى الغرب من نهر جوبا، ويقع في شمال شرق كينيا. وبلغ عدد سكانه سنة 1962 نحو 388 ألف نسمة منهم حوالي ربع مليون نسمة، أي ما يُعادل نحو 87% من سكان الإقليم، صوماليون.<o:p></o:p> دول حبيسة وشبه حبيسة<o:p></o:p> في قارة أفريقيا وحدها أكثر من ثلث الدول الحبيسة (الدول التي ليس لها جبهة بحرية) في العالم. إذ يوجد بها 14 دولة حبيسة محرومة من الوجهات البحرية، وتعتمد هذه الدول الحبيسة في اتصالها بالعالم الخارجي على جيرانها الذين يتمتعون بوجهات بحرية. ومن ثم عليها أن تحتفظ دائماً بعلاقات طيبة معهم وإلاّ انقطع اتصالها بالعالم الخارجي.<o:p></o:p> كما توجد بعض الوحدات السياسية شبه الحبيسة في القارة. ومثال ذلك زائير/الكنغو الديموقراطية، التي تبلغ مساحتها 900 ألف ميل مربع. وعلى الرغم من ذلك لا تطل على المحيط إلاّ بواجهة بحرية ضيقة طولها 25 ميلاً فقط، تقع كلها إلى الشمال من مصب نهر الكونغو. ومن ثم فقد حدث تبادل أراضي بين البرتغال وبلجيكا، حيث تنازلت الثانية للأولى عن 35 ألف كيلومتر مربع على الحدود بين الكونغو وأنجولا سنة 1927 في مقابل تنازل البرتغال لبلجيكا عن مساحة صغيرة تبلغ ثلاثة كيلومترات مربعة على مصب الكونغو قرب متادي لتوسيع الواجهة البحرية لميناء متادي الزائيري.<o:p></o:p> <p class=MsoNormal dir=RTL style='margin-top:12.0pt;margin-right:14.2pt; margin-bottom:0in;margin-left:0in;margin-bottom:.0001pt;text-align:justify; text-kashida:0%;text-indent:14.2pt;page-break-after:avoid'>دول مصطنعة<o:p></o:p> تكثر ظاهرة الدول المصطنعة في أفريقيا خاصة في غربها المداري، فأي من هذه الوحدات الاصطناعية لا تمثل وحدات طبيعية، أو اقتصادية، أو بشرية، يمكن أن تنتظم على أنها دولة مستقلة، ومثال ذلك بوركينا فاسو التي تمثل منطقة عجز مزمن. ويدل على ذلك التغيرات الجذرية في حدودها حين كانت وحدة في أفريقيا الفرنسية الغربية. وبالمثل توجو التي تشكل وحدة اصطناعية بحتة. وكذلك رواندي ـ بورندي اللتان لا يمكن أن يكون لهما ـ أو لأيهما ـ وحدة قائمة بذاتها.<o:p></o:p> الجيوب والمكتنفات والاسافين<o:p></o:p> تكثر الأسافين في قلب الدول الأفريقية، مثال ذلك سيدي افني على الساحل الغربي للمغرب، وهي مستعمرة أسبانية تدعيها أسبانيا لنفسها. وبالمثل سبتة ومليلة اللتان تدعيهما أسبانيا على الساحل الشمالي للمغرب.<o:p></o:p> وتعتبر جامبيا من أغرب دول الجيوب، فهي تمتد في صورة شريط ضيق على طول النهر لمسافة 300 ميل وبعرض ستة أميال، مما أدى إلى شطر السنغال إلى شطرين. وترتب على ذلك تأخر تنمية جنوب شرق السنغال، لابتعاده عن العاصمة والميناء دكار، ولضرورة دوران المواصلات إليه حول جامبيا. وجامبيا نفسها مشلولة اقتصادياً لحرمانها من أي ظهير طبيعي معقول في الوقت، الذي يعد نهرها أحسن أنهار غرب أفريقيا ملاحيا. وتحكم الجغرافيا على جيب أو أسفين جامبيا بأنه جزء لا يتجزأ من السنغال جغرافياً وجنسياً فهو بنهره الممتاز المخرج الطبيعي لظهير واسع هو السنغال. وقام اتحاد بين جامبيا والسنغال هو سنجامبيا.<o:p></o:p> ومن أبرز دول الجيوب والمكتنفات ليسوتو، وبتسوانالاند، وسوازيلاند، في قلب جمهورية جنوب أفريقيا. وقد استقلت سنة 1966 وأصبحت أعضاء في الكومنولث الأولى باسم مملكة ليسوتو، والثانية باسم بتسوانا، والثالثة مملكة سوازيلاند. وتؤدى هذه الاسافين إلى توتر علاقات الدول الأفريقية ببعضها، لأن كلا من هذه الدول المجاورة لها تدعيها لنفسها.<o:p></o:p> وقد وضعت إريتريا تحت إشراف الحبشة. وفي سنة 1962 فقدت إريتريا استقلالها الذاتي وضمتها الحبشة إليها، من دون استفتاء حر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن النصف الغربي الهضبي من إريتريا مسيحي عامة ولا يمانع في الانضمام. ولكن النصف الشرقي السهلي وبالذات الساحلي أي المخرج مسلم لا يريد الانضمام. وقامت في إريتريا حركة مسلحة استقلت بدولة إريتريا عن أثيوبيا.<o:p></o:p> وتعانى معظم الدول الإفريقية من التنافر العنصري، واللغوي، والديني، والحضاري. وهذه كلها عقبات في سبيل تماسك شعوب الدول الإفريقية ومن ثم تظهر النزعات الانفصالية بينها. وينطبق هذا على مشكلة بيافرا، وكاتنجا، وجنوب السودان.<o:p></o:p> المستعمرات الأفريقية<o:p></o:p> مازالت البرتغال تحتفظ بمستعمراتها في كابندا علاوة على ماديرا وأزو. أما أسبانيا فلها سيدي افني وريوموني فضلاً عن جزر فرناندبو، وكناريا، وسبتة، ومليلة. أما فرنسا فلها ريفيون. وتحتل إنجلترا مجموعة من الجزر الأفريقية الواقعة حول القارة في المحيطين الأطلسي والهندي، نظراً لموقعها الإستراتيجي مثل سانت هيلانه وأسنسيون.<o:p></o:p> ومن الأفضل أن تطرأ تغيرات كثيرة في المستقبل على الخريطة السياسية لقارة أفريقيا، تلافياً لبعض مظاهر الشذوذ التي سبقت الإشارة إليها. فمثلاً يمكن قيام اتحادات إقليمية تجمع بين الدول المتجاورة، على غرار اتحاد تنجانيقا وزنزبار تحت اسم تنزانيا. وبالفعل هناك فكرة لعمل اتحاد لدول شرق أفريقيا، واتحاد لدول غرب أفريقيا، واتحاد لدول وسط أفريقيا، واتحاد يضم الدول العربية في شمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا.<o:p></o:p> السمات الجغرافية لخريطة أفريقيا السياسية<o:p></o:p> تتميز الخريطة السياسية لأفريقيا، كما يتضح من (<a href="map029.jpg_cvt.htm">خريطة قارة أفريقيا السياسية</a>) و(<a href="mol013.doc_cvt.htm">ملحق دول العالم المستقلة الأعضاء في الأمم المتحدة والحجم المساحي والسكاني1994</a>) ببعض السمات من أهمها: <o:p></o:p> (1) عـدد الوحـدات السياسية بالقـارة وتباينها من حيث الحجـم، والشكل، والسكـان، وتعد السودان (2.5 مليون كيلومتر مربع) والجزائر (2.38 مليون كيلومتر مربع) وزائير (2.3 مليون كيلومتر مربع) أكبر دول القارة مساحة، وتُقدر مساحة كل منها قدر مساحة مورشيوس ألف مرة مثلاً (2040 كيلومتر مربع فقط)، كذلك الحال في السكان حيث تعد نيجيريا أكبر دول أفريقيا سكاناً (95.6 مليون نسمة) قدر حجم سكان جيبوتي مثلاً بنحو مائتي مرة. وتعاني دول عديدة في القارة من قلة الاندماج في الشكل مثل توجو، وداهومي، والصومال، وملاوي. <o:p></o:p> (2) تتميز معظم عواصم القارة بهامشية موقعها بالنسبة لدولها، وفي كثير من الدول تتركز الوظائف الاقتصادية والإدارية في العاصمة فقط، والتي يكون عدد السكان بها أضعاف عدد السكان في المدن الكبرى التالية لها في الأهمية، حيث تجذب العاصمة كثيراً من السكان الذين يعملون على سرعة نموها. <o:p></o:p> (3) تعد الدول الأفريقية المستقلة حديثاً أسيرة الحدود السياسية التي رُسمت لها في فترة التنافس الأوروبي للسيطرة على القارة، وبذلت بعض الدول مثل غانا، وغينيا، ومالي، محاولات للتخلص من الحدود القديمة، ونجح الصومال البريطاني والإيطالي في الاتحاد، وكذلك الكاميرون بشقيه، وتنجانيقا وزنجبار اتحدا في دولة واحدة هي تنزانيا، حدثت هذه الاتحادات دون النظر إلى حدود التقسيمات الاستعمارية السابقة. <o:p></o:p> (4) كان للتغلغل من الساحل نحو الداخل أثره في شكل الوحدات السياسية في غرب القارة التي تأخذ شكلاً طويلاً من الشمال إلى الجنوب، دون أن تمشي مع الظاهرات البشرية أو الطبيعية والتي تتجه من الشرق إلى الغرب. وقد ارتبطت الحدود في وسط وجنوب القارة ببعض الأهداف الاقتصادية كما في تنجانيقا لغناها بالثروة المعدنية. <o:p></o:p> (5) تمثل بعض الحدود السياسية في أفريقيا عائقاً في سبيل التقدم السياسي والاقتصادي، ولعل في جامبيا التي تتغلغل في السنغال دليلاً على ذلك، فهي ذات شكل طولي داخل السنغال بطول يبلغ 480 كيلومتراً، وعرضه في بعض الأماكن 20 كيلومتر فقط، وتقع على جانبي الجزء الصالح للملاحة من نهر جامبيا، وبهذا تعد جامبيا منفذا مهماً لتجارة كل من السنغال ومالي. <o:p></o:p> <table dir=rtl align=left><tr><td><a href=sec257.doc_cvt.htm><img src=/images/wlFirst.gif border=0> </a></td><td><a href=javascript:history.back()><img src=/images/wLprev.gif border=0></td><td><a href=sec2573.htm><img src=/images/wlNext.gif border=0></a></td><td><a href=sec2573.htm><img src=/images/wlLast.gif border=0></a></td></tr></table><o:p></o:p> </div> <div style='mso-element:footnote-list'><![if !supportFootnotes]> <hr align=right size=1 width="33%"> <![endif]> <div style='mso-element:footnote' id=ftn1> <a style='mso-footnote-id:ftn1' href="#_ftnref1" name="_ftn1" title=""><![if !supportFootnotes]>[1]<![endif]></a> فرموزة كلمة برتغالية معناها الجميلة أقبلت.<o:p></o:p> </div> <div style='mso-element:footnote' id=ftn2> <a style='mso-footnote-id:ftn2' href="#_ftnref2" name="_ftn2" title=""><![if !supportFootnotes]>[2]<![endif]></a> خروج شرق أوروبا من قبضة روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.<o:p></o:p> </div> </div> </body> </html> <!EndDoc 19639601> </td> </tr> </table> <map name="Map"> <area shape="rect" coords="0,0,73,18" href="/openshare/mokatel-b.htm" target="_self" > <area shape="rect" coords="73,0,147,18" href="/openshare/intro.html" target="_self" > </map> </body> </html>