إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الثالث: الجغرافيا الإقليمية Regional Geography
أولاً: الحدود والشكل

تعد الحدود فكرة حديثة النشأة. لم تعرفها الدول القديمة، حيث كانت تحصن نفسها بأسوار قوية، مثل سور الصين العظيم، وأسوار الدولة الرومانية، وكما هو الحال، أيضاً، في جميع مدن وقرى شبه الجزيرة العربية، فقد كانت محوطة بأسوار عالية، لحمايتها من الغارات المفاجئة. ولكن مع سيادة الأمن والأمان في العصر الحديث، تلاشت هذه الظاهرة، وحلت محلها خطوط حدودية، تمثل الإطار العام، الذي تمارس الدولة من داخله سيادتها الفعلية، أي أن الحدود تمثل نقطة التقاء دولة بدولة أخرى مجاورة، لا تستطيع أيهما التوسع بعدها.

ويتضح من (خريطة موقع المملكة) أن حدود المملكة العربية السعودية تمتد على شكل خطوط مستقيمة في أغلب الأحوال، وتكاد تتفق مع خطوط الطول ودوائر العرض، ومنه يتضح، أيضاً، أن المملكة تتمتع بحدود طويلة مقارنة بالدول المجاورة، إذ يقدر إجمالي أطوال حدودها بنحو 6750 كيلومتراً، منها 2320 كيلومتراً حدوداً بحرية، أي ما يزيد قليلاً عن ثلث (34%) أطوال حدود المملكة، أمّا الحدود البرية، فتستأثر بما يقرب من ثلثي (66%) حدود المملكة، إذ يبلغ طولها نحو 4430 كيلومتراً[1]وتنقسم حدود المملكة العربية إلى قسمين، هما:

1. حدود، تم الاتفاق عليها، بموجب اتفاقيات، ومعاهدات دولية، ومرسومة على خرائط

وتشمل حدود المملكة مع كل من الأردن، والعراق، والكويت، وقطر، والبحرين. ويمكن تقسيمها إلى الأنواع التالية:

أ. الحدود الشمالية

يرجع الفضل في تحديد تخوم المملكة العربية السعودية إلى جهود الملك عبدالعزيز آل سعود مع السير بيرسي كوكس، ممثل بريطانيا في منطقة الخليج العربي. وقد تم رسم الحدود المشتركة بين المملكة من جهة، وكل من الكويت، والعراق، والأردن، من جهة أخرى، بعدة اتفاقيات ومعاهدات، يوضحها العرض التالي:

1- الحدود السعودية ـ الكويتية

تم تحديد الحدود الفاصلة بين المملكة العربية والكويت، وفقاً لاتفاقية المحمّرة[2]، في مايو سنة 1922 (1340هـ)، واكتملت بميناء العقير، جنوب مدينة الخبر، في ديسمبر من السنة نفسها (1341هـ)، وبموجبها تم تعيين الحدود، كما يتضح من (خريطة السعودية ـ الكويت).

وقد نتج من هذه المعاهدة وجود منطقة محايدة[3]تمتد من شمال الحدود السعودية إلى جنوب الحدود الكويتية، وتبلغ مساحتها حوالي 5770 كيلومتراً مربعاً. وقد اتفق الطرفان السعودي والكويتي، سنة 1969 (1389هـ)، على تقسيم هذه المنطقة بالتساوي، (عُرفت باتفاقية التقسيم). وبالتالي، يكون الإشراف الإداري والعائد الاقتصادي قسمة بينهما.

2- الحدود السعودية ـ العراقية

وُقِّعت الحدود السعودية العراقية طبقاً لمعاهدة المحمرة وبروتوكولات العقير، سنة 1922، ـ كما سبق الذكر ـ ونتيجة لعدم استتباب الأمن على الحدود بين البلدين، ولحل قضايا الغزو، وتجوال العشائر البدوية، تأكدت المعاهدتين السابقتان باتفاقيات بحره[4]، (جنوب جدة)، سنة 1925 (1344هـ)، واتفاقية مكة سنة 1931، واتفاقية الحلف العراقي السعودي، سنة 1936.

ونتج من هذه الاتفاقيات والمعاهدات وجود منطقة محايدة سعودية عراقية، تتخذ شكل المعين كما يتضح من (خريطة السعودية ـ العراق)، وتبلغ مساحتها حوالي سبعة آلاف كيلومتر مربع، ويحد أركانه الأربعة كل من جبل الأمغر في الشمال، والرقعي في الشرق، والوقبي في الجنوب، وبئر الأنصاب في الغرب، ثمّ تبدأ بعد ذلك الحدود السعودية العراقية من بئر الأنصاب إلى جبل عنارة، الذي يمثل التقاء الحدود السعودية الأردنية. وقد أُلغيت تلك المنطقة بناء على اتفاقية ثنائية بين البلدين سنة 1975.

3- الحدود السعودية ـ الأردنية

تم الاتفاق على تعيين الحدود السعودية الأردنية، حسب اتفاقية حدا[5] (قرية تقع بالقرب من جدة)، وتنص على أن تبدأ الحدود من جبل عنازة، وتتجه صوب الجنوب الغربي إلى نقطة تقاطع خط الطول 39 ْ شرقاً مع دائرة العرض 32 ْ شمالاً، ثمّ تتجه ناحية الجنوب الغربي إلى تقاطع خط الطول 37 ْ شرقاً مع دائرة العرض 30 َ 31 ْ شمالاً. ومن نقطة التقاطع الأخيرة تبدأ الحدود في التعرج حتى تمر ببئر النعام، ثم شمال منطقة الطبيعة، وبذلك يكون الجزء الأكبر من وادي سرحان ضمن الأراضي السعودية، كما يتضح من (خريطة السعودية ـ الأردن)، ولم تشر الاتفاقية إلى الحدود السعودية مع الأردن شمال إقليم الحجاز، ومن ثم أصبحت الحدود في هذه المنطقة متعارفاً عليها، حتى أكدتها اتفاقية عمان سنة 1965 (1385هـ)، وتمتد على شكل خط مستقيم بين ثنية طبيق وقلعة المدورة، ومنها يتجه الحد ناحية الشمال الغربي إلى جنوب ميناء العقبة.

ب. الحدود الشرقية

تشترك المملكة في قسمها الشرقي بحدود برية، تم تعيينها وتثبيتها باتفاقيات ومعاهدات مع دولتي البحرين وقطر.

1- الحدود السعودية ـ البحرينية

بما أن المياه الإقليمية، بين كل من المملكة العربية السعودية والبحرين، تتلاقى في بعض المناطق، التي تطل عليها سواحل الدولتين المتقابلة، تم الاتفاق بينهما سنة 1949 على  تنظيم استثمار قاع الخليج في المساحة الفاصلة بين الدولتين، وفي سنة 1958وقع البلدان اتفاقية، تم بموجبها تعيين الحدود[6] بينهما، كما توضح (خريطة الحدود السعودية ـ البحرانية).

2- الحدود السعودية ـ القطرية

تم تحديد التخوم الفاصلة بين البلدين، وفقاً لاتفاقية شعبان 1385 ( ديسمبر1985)، والتي نصت على تقسيم دوحة سلوى مناصفة بين البلدين، وبعدها تبدأ الحدود البرية، كما يتضح من (خريطة السعودية ـ قطر)، على شكل خط مستقيم، يمر بكل من قرن أبووائل، وجوب سلامة، وسبخة سوداء نثيل، وينتهي عند ساحل خور عديد.

2. حدود لم تحدد باتفاقيات

ويمثلها حدود المملكة العربية مع كل من الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، واليمن، وهي حدود واقعية تفرضها مواقع سلاح الحدود، لكنها غير محددة بشكل معلن.

أ. الحدود السعودية ـ الإماراتية

تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1971، وبعد اعتراف المملكة بهذا الاتحاد، وتحسن العلاقات بين البلدين، اتفقتا في سنة 1974، على إنهاء المشاكل الحدودية بينهما، وبموجب هذا الاتفاق، الذي لم ينشر رسمياً، تنازلت المملكة عن مطلبها بواحة البريمي، مقابل أن تحصل المملكة على ممر، يصل إلى ساحل الخليج العربي عند خور العديد، وبالتالي، تمتد الحدود، كما توضحها (خريطة السعودية ـ الإمارات ـ عُمان)، من جنوب دوحة دويهن، ومنها يمتد الخط الحدودي نحو الجنوب فالجنوب الشرقي حتى يصل إلى أم الزمول وإحداثياتها الفلكية 11 َ 55 ْ شرقاً، 42 َ 22 ْ شمالاً.

ب. الحدود السعودية ـ العُمانية

لا تزال الحدود بين الدولتين غير محددة، ومرد ذلك إلى أن الحدود المشتركة بينهما تقع ضمن أراضي الربع الخالي، التي تمثل واحدة من أكبر المساحات الصحراوية في العالم، ومن ثم فتعيين مواقع الحدود في مثل هذه المناطق أمر ليس بالسهل.

وعموماً تبدأ الحدود بين البلدين، كما يتضح من (خريطة السعودية ـ الإمارات ـ عُمان)، من نقطة تقاطع خط الطول 11 َ 55 ْ شرقاً مع دائرة العرض 42 َ 22 ْ شمالاً، ثم يتجه ناحية الجنوب حتى يتقاطع مع دائرة العرض 22 ْ شمالاً، ومنها يتجه صوب الجنوب الغربي إلى أن يتلاقى خط الطول 55 ْ شرقاً مع دائرة العرض 20 شمالاً، وأخيراً يتجه خط الحدود بزاوية شبه قائمة نحو الجنوب الغربي فالجنوب.

ج. الحدود السعودية ـ اليمنية

تبدأ الحدود بين البلدين، وفقاً لمعاهدة الطائف، بالقرب من قرية دويما بين الموسم السعودية وميدي اليمنية، على ساحل البحر الأحمر وتتجه شرقاً، فالشمال الشرقي بالقرب من مدينة حرض، ثم تتعرج الحدود بين الجبال، متتبعة الأودية حتى تصل إلى مشارف المناطق الرملية المتصلة بالربع الخالي، بحيث يكون ما يقع غربها وشمالها تابعاً للمملكة العربية السعودية، وما يقع جنوبها وشرقها يتبع اليمن، كما توضح (خريطة السعودية ـ اليمن).

أما من حيث شكل المملكة العربية السعودية، فمن المعروف اختلاف الدول في أشكالها، ولكل شكل إيجابياته وسلبياته، ويعد الشكلان: الدائري والمربع أفضل الأشكال. وتتميز المملكة بشكلها المربع المندمج. إذ لا توجد مناطق بحرية تفصل بين أجزائها، كما أنها لا تعاني من وجود مناطق بأراضيها تابعة لدولة أخرى، ولا يوجد لها أجزاء ضمن أراضي دولة أخرى، فضلاً عن أن حدودها ليست بالطويلة إذ ما قورنت بمساحتها.

وقد ساعدت هذه العوامل، مجتمعة، المملكة إلى حد كبير في الدفاع عن أراضيها، والحفاظ على وحدتها واستقلالها. بالإضافة إلى أن شكل المملكة المربع، الذي تتسم به ساعدها كثيراً من مد طرق النقل، مما أدى إلى سهولة الوصول والاتصال في أقل مسافة زمنية بين مناطقها، كما جنّبها عيوب الأشكال الأخرى، كالشكل الشريطي، الذي تمثله دولة تشيلي.

3. المناطق الإدارية في المملكة العربية السعودية

تأكيداً لأخذ المملكة العربية السعودية بسياسة التخطيط وسيلة علمية فعالة، لاستثمار الموارد الطبيعية والبشرية، المتاحة في أقاليمها المختلفة، فقد صدر المرسوم الملكي في 21/5/1383هـ، بتقسيم المملكة إلى عددٍ من المناطق الإدارية، طبقاً للعوامل الجغرافية، والسكانية، وظروف البيئة، على أن يرأس المنطقة حاكم يمثل الحكومة، ويتولى وزير الداخلية ترشيحه، بينما يتم تعيينه بأمر ملكي بناء على اقتراح من مجلس الوزراء. ومن خلال هذا المرسوم، تم تقسيم المملكة إلى أربع عشرة منطقة إدارية، وهي، كما يتضح من (خريطة التقسيم الإداري (1383هـ))، الرياض، مكة المكرمة، المنطقة الشرقية، عسير، المدينة المنورة، جيزان، القصيم، حائل، تبوك، الباحة، نجران، الحدود الشمالية، الجوف، القريات.

وفي 28 / 8 / 1412هـ، قُسمت البلاد إلى ثلاث عشرة منطقة، بعد دمج منطقة القريات مع كل من منطقتي تبوك والجوف، كما يتضح من (خريطة التقسيم الإداري (1412هـ))، تشمل المملكة 101 محافظة تتبع مناطقها الثلاث عشرة، وتختلف تلك المناطق في عدد المحافظات التابعة[7] لها، تتصدرها منطقة الرياض، التي تضم 19 محافظة، وتنتهي بكل من منطقتي الحدود الشمالية والجوف، ولكل منها محافظتان فقط، ويرتبط ذلك بمساحة المنطقة الإدارية وأعداد سكانها.

ويطبق هذا النظام (التقسيم الإداري) في أغلب دول العالم، لما يتميز به من مرونة في توزيع السلطة الممنوحة للحكومة من جهة، وسهولة الحركة في مواجهة المشكلات من جهة أخرى. كما يمثل هذا التقسيم، وما تبعه من خطوات تنفيذية، تعديل جذري في كل من إطار التخطيط والهيكل الاقتصادي في البلاد، ويقصد به وضع ظروف مناطق الدولة ومواردها في الاعتبار، عند تصميم خطط التنمية من واقع الإمكانات المتاحة في كل منطقة.

 



[1]  وهي موزعة كالآتي: حدود شمالية: يبلغ طولها نحو 1850 كم. (740 كم مع الأردن، 700 كم مع العراق، و200 كم مع المنطقة المحايدة السعودية ـ العراقية، و210 كم مع الكويت). حدود شرقية: ويبلغ طولها حوالي 1640 كم (560 كم مع الإمارات العربية المتحدة، و80 كم مع قطر). الحدود الجنوبية الشرقية: ويصل طولها إلى 700 كم مع سلطنة عُمان. الحدود الجنوبية: وتقدر بنحو 1240 كم كلها مع اليمن.

[2]  المحمّرة من مدن شواطئ الخليج العربي، ويطلق الإيرانيون عليها الآن خرمشاه.

[3]  تمتد المنطقة المحايدة من الخليج العربي شرقاً (من جنوب رأس القليمة إلى رأس مشعاب جنوباً) إلى وادي الشق غرباً (خط طول 48 شرقاً)، ويحدها من الشمال دائرة العرض 29ه شمالاً، ومن الجنوب رأس مشعاب على الخليج العربي، لمسافة 70 كم غرباً إلى خط الطول 48ه شرقاً.

[4]  وقعت هذه الاتفاقية في مخيم بحره (جنوب جدة)، في الرابع عشر من شهر ربيع الثاني عام 1344 هـ الموافق الأول من ديسمبر 1925، بين كل من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود، والسير جلبرت فلكنجهام كلايتون، المندوب المفوض من قبل الحكومة البريطانية، والمخّول بالإنابة عن الحكومة العراقية.

[5]  وُقعت هذه الاتفاقية في الخامس من شهر ربيع الثاني 1344هـ الموافق 2 نوفمبر عام 1925، بين كل من الملك عبدالعزيز والسير جلبرت فلكنجهام كلايتون، مندوباً عن الحكومة البريطانية.

[6]  طبقاً لهذه الاتفاقية، تم تعيين 14 نقطة تمر بها الحدود الفاصلة بين البلدين، وحُددت بخطوط الطول ودوائر العرض، منها على سبيل المثال: النقطة الأولى: منتصف المسافة بين رأس البر جنوب البحرين، ورأس محارة على الساحل الشرقي للمملكة. النقطة الثانية: منتصف المسافة بين رأس البر جنوب البحرين، وشمال جزيرة الزخنوية. النقطة الثالثة: منصف المسافة بين رأس البر جنوب البحرين، ورأس صباح.

[7]  المحافظات التابعة لكل منطقة إدارية هي، كما حددتها وزارة الداخلية عام 1415 هـ: 1. منطقة الرياض: الدرعية، والخرج، والدوادمي، والمجمعة، والقويعية، ووادي الدواسر، والأفلاج، والزلفي، وشقراء، وحوطة بني تميم، وعفيف، السليل، وضرما، والمزاحمية، ورماح، ونادق، وحريملاء، والحريق، والغاط. 2. منطقة مكة المكرمة: جدة، والطائف، والقنفذة، والليث، ورابغ والجموم، وخليص، والكامل، والخرمة، ورنية، وتربة. 3. المنطقة الشرقية: الإحساء، وحفر الباطن، والجبُيل، والقطيف، والخبر، ورأس تنورة، وابقيق، والنعيرية، وقرية العليا. 4. عسير: خميس مشيط، وبيشة، والنماص، ومحايل، وسراة عبيدة تثليت، ورجال المع، وأحد رفيدة، وظهران الجنوب، وبلقرن، والمجاردة. 5. المدينة المنورة: ينبع، والعلا، والمهد، وبدر، وخيبر، والحناكية. 6. جيزان: صبيا، وأبوعريش، وصامطة، والحرث، وضمد، والريثن، وبيش، وفرسان الدائرة، وأحد المسارحة، والعيدابي، والعارضة، والقياس. 7. القصيم: عنيزة، والرس، والبكيرية، والبدايع، والاسياح، والنبهانية، وعيون الجوا، ورياض الخبرا، والشماسية. 8. حائل: بقعاء، والغزالة، والشنان. 9. تبوك: الوجه، وضبا، وتيماء، وأملج، وحقل. 10. الباحة: بلجرشي، والمندق، المخواة، والعقيق، وقلوة، والقري. 11. نجران: شرورة، وحبونة، وبدر الجنوب، ويدمة، وثار. 12. الحدود الشمالية: رفحاء، وطريف. 13. الجوف، القريات، ودومة الجندل. وزارة الداخلية، شؤون البلديات، الإدارة العامة لتخطيط المدن والمناطق، تقارير عن مدن المملكة (تقارير غير منشورة).