إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الثالث: الجغرافيا الإقليمية Regional Geography

4. المناخ

يعد المناخ من أكثر العوامل الطبيعية المؤثرة في حياة الإنسان وأحواله الاقتصادية والاجتماعية، ويختص بالاشتراك مع مظاهر سطح الأرض في عرض التحليل الجغرافي للبيئة الطبيعية، التي يعيش فيها الإنسان. ومن الملاحظ أنه على الرغم من التطور، الذي خطاه الإنسان، والتقدم التكنولوجي، الذي يعيشه في الوقت الحاضر، إلاّ أنه مازال أسيراً لظواهر الطقس وأحوال المناخ، ومهما حاول، فسيظل تحت سيطرة المناخ، وتحكمه في جميع مجالات حياته.

يتأثر مناخ المملكة العربية السعودية بعدة عوامل طبيعية، من أهمها الموقع الفلكي، إذ تقع المملكة بين دائرتي عرض 16 ْ شمالاً، 32 ْ شمالاً، مما جعل القسم الأكبر منها ضمن الإقليم الصحراوي المداري الجاف في غرب القارات، ومن ثم تقع في منطقة الضغط المرتفع المداري شتاءً، وضمن مجال نفوذ الضغط المنخفض الحار بجنوب آسيا، مما يجعلها في مهب الرياح التجارية الجافة شتاءً، والرياح القارية الجافة أيضاً صيفاً. لذا يتسم مناخ المملكة بالجفاف على مدار السنة، وبارتفاع درجات الحرارة، خاصة في فصل الصيف، وذلك لتعامد الشمس على مدار السرطان، الذي يمر بأراضي المملكة باتجاه شرقي غربي، ويقسمها إلى نصفين تقريباً.

ويتأثر مناخ المملكة بموقعها الجغرافي، فهي تقع وسط كتلة واسعة من اليابس، لا يتداخل فيها مسطحات مائية من بحار، أو بحيرات، أو أنهار. لكن يقع البحر الأحمر في غربها والخليج العربي في شرقها، وتأثيرهما محدود في مناخ المملكة، لضيق مسطحهما المائي، بالإضافة إلى امتداد سلاسل المرتفعات الغربية والتلال الصخرية غرب وشرق المملكة على الترتيب، مما يمنع وصول المؤثرات البحرية إلى الداخل، وبالتالي، يقتصر تأثيرهما على المنطقتين الساحليتين المجاورتين لهما.

ولتنوع مظاهر سطح المملكة أثر مهماً في مناخها، فأشكال السطح بها تتميز بالتباين، حيث تحوي أراضيها الجبال العالية، والهضاب المتسعة، والسهول الواسعة، والمنخفضات، ومن ثم، يختلف مناخ المملكة باختلاف تضاريسها، إذ يعد الارتفاع Altitude عن سطح الأرض[7] من أهم العوامل المؤثرة في تلك الاختلافات، حيث إنه يؤثر مباشرة في درجة الحرارة، ومقدار الضغط، واتجاه الرياح، وكمية الأمطار. ولإبراز هذه الاختلافات، فإننا ندرس عناصر المناخ دراسة تفصيلية فيما يلي:

أ. الحرارة

يتميز مناخ المملكة العربية السعودية بارتفاع درجات الحرارة، طوال معظم شهور السنة، وخاصة في فصل الصيف، ويمثل شهر يوليه قمة الحرارة في المملكة، إذ يعد أعلى شهور السنة في درجات الحرارة، وتنخفض درجة الحرارة في فصل الشتاء، ويعد شهر يناير أقل شهور السنة حرارة. وعليه سيمثل شهر يوليه فصل الصيف، ويمثل شهر يناير فصل الشتاء.

(1) فصل الصيف

نظراً لتعامد الشمس في هذا الفصل على مدار السرطان، فإن أشعتها تسقط عمودية على أراضي المملكة، وبالتالي تكون درجة الحرارة شديدة الارتفاع أثناء النهار، وتقل أثناء الليل، مما يؤدي إلى زيادة المدى الحراري[8].

ومن (جدول متوسط درجات الحرارة في شهر يوليه في بعض مدن المملكة 1997 (بالدرجات المئوية) (خريطة متوسط درجات الحرارة (صيفاً) تتضح الحقائق التالية:

ارتفاع درجات الحرارة بكل أنحاء المملكة، إذ لا يقل متوسط درجة الحرارة عن 28 ْ مئوية، ويشذ عن هذا المناطق المرتفعة في أبها 21.2 ْ مئوية، مما يؤكد أن عامل الارتفاع سببٌ في خفض درجة الحرارة.

(أ)

 

 

تزداد درجة الحرارة في الجنوب وتقل كلما اتجهنا شمالاً، وذلك مع مراعاة أثر العوامل الأخرى، أي أن هناك علاقة عكسية بين درجات الحـرارة ودرجات دوائر العرض، فمثلاً فـي منطقة السهول الساحلية ترتفع درجة الحرارة فـي جيزان، (52 َ 16 ْ شمالاً) وتقل في الوجه (14 َ 26 ْ شمالاً).

(ب)

 

 

يقل متوسط درجة الحرارة في المدن الساحلية الغربية عن مثيلتها الشرقية، ويرجع ذلك إلى أن تأثير البحر الأحمر أشد وأعظم من تأثير الخليج العربي بسبب اختلاف مساحة المسطح المائي. وتأكيداً لهذا، نجد أن متوسط درجة الحرارة في مدينة الوجه أقل منه في الظهران، 29.4 ْ مئوية، 35.3 ْ مئوية على الترتيب، على الرغم من أنهما يقعان على دائرة العرض نفسها تقريباً، فضلاً عن أن الظهران أعلى منسوباً من الوجه بنحو 13 متراً.

(ج)

 

 

يقل متوسط درجة الحرارة في السهول الساحلية عن مثيله في المناطق الداخلية، ومرد ذلك، الأثر البحري في تلطيف حرارة المدن الساحلية، الأمر الذي لا يتوافر في المدن الداخلية. كما تتسم المدن الساحلية بصغر المدى الحراري (الوجه 7.5 ْ مئوية)، وارتفاعه في المدن الداخلية إذ يصل في القصيم إلى 19.1 ْ مئوية.

(د)

 

 

يتمثل أعلى متوسط لدرجات الحرارة في المدن الداخلية، ويبلغ أقصاه فــي المدينة المنـورة (35.3 ْ مئوية) يليها الرياض (33.8 مئوية) رغم اشتراكها في دائرة عرض واحدة تقريباً.

(هـ)

 

(2) فصل الشتاء

تنخفض درجات الحرارة بسبب تعامد الشمس على مدار الجدي (27 َ 23 ْ جنوباً)، وبالتالي تميل أشعة الشمس[9] الساقطة على المملكة، لذا تتميز درجات الحرارة في المملكة خلال هذا الفصل بانخفاضها، وبصفة خاصة في المناطق الداخلية والجبلية، وذلك على النقيض من المدن الساحلية، التي تتصف بارتفاع حرارتها نسبية.

من أرقام (جدول متوسط درجة الحرارة في شهر يناير في بعض مدن المملكة 1997 (بالدرجة المئوية) (خريطة متوسط درجات الحرارة (شتاء) يمكن ملاحظة ما يلي:

تنخفض درجات الحرارة في المملكة في فصل الشتاء إلى أدنى حد لها، وتتمثل أدنى حرارة في المنطقة الشمالية، إذ تبلغ في مدينة طريف نحو سبع درجات مئوية، وذلك بسبب موقعها المتطرف في أقصى شمال المملكة، بينما تمثل منطقة السهول الساحلية أعلاها، فتبلغ في جيزان 26 ْ مئوية وفي جدة 23 ْ مئوية، وهي درجات لا تشهدها أي منطقة من مناطق المملكة، وهي، في الوقت نفسه، تمثل أقل مناطق المملكة في المدى الحراري، مما يؤكد تأثير البحر عليها، في حين تتصف باقي نطاقات المملكة بالقارية، أي ترتفع فيها درجة الحرارة صيفاً وتنخفض شتاءً، ونفس الحال نهاراً وليلاً، وبالتالي يزيد بها المدى الحراري الفصلي واليومي.

(أ)

 

يبلغ متوسط درجة الحرارة في، الوجه 18.5 ْ مئوية، وفي الظهران 15.9 ْ مئوية، وهما على نفس دائرة العرض تقريباً، مما يؤكد أن البحر الأحمر أشد تأثيراً من الخليج العربي من جهة، ومن جهة أخرى تعرض الجهات الشمالية الشرقية للرياح الشمالية الشرقية الباردة، التي تتسبّب في درجات الحرارة، وتمثل المرتفعات الغربية عائقاً، يمنعها من الوصول إلى مدن الساحل الغربي.

(ب)

 

أدفأ جهات المملكة في هذا الفصل هي الجهات الساحلية، يليها منطقة المرتفعات الغربية، ثم منطقة الهضاب، ثم الجهات الشمالية.

تعتدل الحرارة في فصلي الربيع والخريف، فهما يمثلان حالة وسط بين الصيف والشتاء، فدرجة الحرارة ليست مرتفعة مثل حرارة الصيف ولا منخفضة كحرارة الشتاء، وسبب ذلك تعامد الشمس في الاعتدالين على خط الاستواء، وبالتالي تكون أشعة الشمس أقل في ميلها من فصل الشتاء، وليست عمودية كما في فصل الصيف.

(ج)

 

ب. الضغط الجوي والرياح

هناك علاقة عكسية بين درجة الحرارة والضغط الجوي، فإذا ارتفعت الحرارة، انخفض الضغط، والعكس صحيح. وتمثل مناطق الضغط المرتفع مناطق تصدير رياح، تستقبلها مناطق الضغط المنخفض. ويمكن توضيح حالة الضغط واتجاه الرياح على النحو التالي:

في فصل الصيف

نظراً لارتفاع درجة الحرارة في معظم أجزاء المملكة، وفي كل المناطق، التي تشترك معها في دوائر عرضها، نفسها مثل شمال غرب الهند، وباكستان، وجنوب إيران، والصحراء الكبرى في أفريقيا، فإنه يتشكّل نطاق ممتد ومتصل من الضغط المنخفض على هذه المناطق، كما يتكون على البحر المتوسط، في الوقت نفسه، ضغط مرتفع، إضافة إلى الضغط المرتفع الآزوري[10] شمال غرب أفريقيا.

ونتيجة لارتفاع درجة الحرارة في أجزاء المملكة الشرقية عنها في الأجزاء الشمالية، والغربية، والمرتفعات، يزداد الضغط انخفاضاً في الأجزاء الشرقية، بينما يقل انخفاضه، ويزداد ارتفاعه بالاتجاه صوب الغرب والشمال.

وعلى هذا التوزيع لمناطق الضغط، تتخذ الرياح، التي تهب على المملكة الاتجاهات التالية:

رياح شمالية شرقية، قادمة من المنخفض الآسيوي، عبر جبال زاجروس والخليج العربي، بعضها يتشبع ببخار الماء من الخليج، لكنها لا تسقط أمطاراً، نظراً لعدم تكاثف بخار الماء، لأنها تهب على مناطق أعلى حرارة. ومن ثم فهي تعمل على تلطيف درجة الحرارة.

(1)

رياح جنوبية غربية، يجذبها الضغط المنخفض على هضبة الحبشة وشبه الجزيرة العربية، فتعبر البحر الأحمر، وتتشبع منه ببخار الماء، وتسقط أمطارها حين تصطدم بالمرتفعات الجنوبية الغربية، إقليم عسير، ومرتفعات اليمن.

(2)

في فصل الشتاء

تتزحزح المناطق الحارة، التي يتكون بها ضغط منخفض ناحية الجنوب، متتبعة حركة الشمس، بحيث تصبح المناطق، التي كانت تتسم بارتفاع الحرارة، وذات ضغط منخفض في فصل الصيف، ذات حرارة منخفضة وضغط مرتفع في فصل الشتاء، ويتكون، في الوقت نفسه، على البحر المتوسط، ضغط منخفض. لذا يمتد الضغط المرتفع، ليشمل كل أواسط آسيا، وسيبيريا، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والصحراء الكبرى.

مما سبق، يمكن استنتاج اتجاهات الرياح، التي تهّب على المملكة شتاءً وهي:

الرياح التجارية الشمالية، والشمالية الشرقية، ويُحمّل بعضها ببخار الماء من الخليج العربي، وتسقط أمطارها على المنطقة الشرقية.

(1)

 

الرياح الغربية العكسية، والشمالية الغربية، وتسببها أعاصير البحر المتوسط، وتسقط أمطارها على شمال المملكة.

(2)

 

ج. الكتل الهوائية

هي حجم كبير من الهواء، تتميز بتجانسها في درجة الحرارة والرطوبة بين جزئيات الهواء المكونة منه، وتتكون فوق مناطق واسعة المساحة، قليلة التضاريس، خفيفة الرياح، وتعرف حينئذ بالكتل القارية Continental، أما الكتل البحرية Maritime، فهي التي تتكون فوق المسطحات البحرية.

ويتأثر مناخ المملكة العربية السعودية بأربعة كتل هوائية مختلفة هي:

الكتلة الهوائية المدارية القارية، وتتكون على القارة الأفريقية (الصحراء الكبرى)، والآسيوية (جنوب شبه الجزيرة العربية).

(1)

 

الكتلة الهوائية المدارية البحرية، وتتكون فوق المحيطات المدارية، الأطلسي والهادي.

(2)

 

الكتلة الهوائية القطبية القارية، وتتكون فوق سهول سيبيريا وشمال أوروبا.

(3)

 

الكتلة الهوائية القطبية البحرية، وتتكون شمال المحيط الأطلنطي.
وتؤثر هذه الكتل الهوائية في مناخ المملكة كما يلي:

(4)

 

 

في فصل الصيف

يتأثر مناخ المملكة بالكتلة الهوائية المدارية القارية، وهي كتل جافة، ومن ثم تكون السماء صافية، والجو صحواً شديد الحرارة. أما بالنسبة للكتلة الهوائية المدارية البحرية، التي تصل المملكة، وهي مشبعة بالرطوبة، فتسقط أمطارها على مرتفعات عسير جنوب غرب المملكة.

في فصل الشتاء

تتعرض المملكة لمرور الكتلة الهوائية القطبية القارية، التي تسبب انخفاضاً في درجة الحرارة، في حين تسبب الكتلة الهوائية القطبية البحرية، سقوط الأمطار على معظم مناطق المملكة.

د.  الرطوبة[11]

ويقصد بها مقدار بخار الماء الموجود في الهواء، وتعد المسطحات المائية، بحاراً ومحيطات، المصدر الرئيسي والأساسي للرطوبة. ويمثل كل من، البحر الأحمر والخليج العربي، المصدر الأساسي للرطوبة في المملكة.

وترتبط الرطوبة مع درجة الحرارة بعلاقة عكسية، أي أنه كلما زادت درجة الحرارة كلما انخفضت الرطوبة النسبية، وذلك لأن الهواء في هذه الحالة يكون قادر على أن يتحمل قدر أكبر من بخار الماء يصل إلى درجة التشبع.

ومن (جدول الرطوبة النسبية في بعض مدن المملكة 1997)، (خريطة المتوسط السنوي للرطوبة النسبة)، يتضح تفاوت الرطوبة النسبية في المملكة من منطقة إلى منطقة أخرى، ومنهما يلاحظ:

أن منطقة السهول الساحلية أعلى مناطق المملكة في الرطوبة النسبية، إذ تراوح بين 52 % ـ  66 % في الظهران (شرقاً) وجيزان (غرباً) على الترتيب، ومرد ذلك إلى صغر مساحة الخليج العربي، مقارنة بمساحة البحر الأحمر، إضافة إلى ذلك، امتداد سلاسل المرتفعات الغربية، غربي المملكة وشرق السهول الساحلية للبحر الأحمر ، وامتداد الحواف الصخرية، شرقي المملكة، وغربي السهول الساحلية للخليج العربي، مما كثف الرطوبة في المناطق الساحلية، وقلّلها في المناطق الداخلية (منطقة الهضاب).

(1)

 

تنخفض الرطوبة النسبية في فصل الصيف، نظراً لارتفاع درجة الحرارة، إذ يصل أقصاها في منطقة السهول الساحلية إلى 68 %، في الوجه يليها منطقة المرتفعات الغربية، حيث يصل أدناها في المناطق الداخلية في القصيم 12% .

(2)

 

ترتفع الرطوبة في فصل الشتاء بسبب انخفاض درجة الحرارة في كل أنحاء المملكة بشكل عام، ويظل للمناطق الساحلية التفوق في رطوبتها النسبية عن باقي جهات المملكة، تتصدرها جيزان 70% ، يليها الظهران 65 %، وتأتي منطقة المرتفعات الغربية في المرتبة الثانية، ويقع في آخر القائمة المنطقة الشمالية، يليها منطقة الهضاب الداخلية، حيث لا تزيد عن 52% كما في حائل.

(3)

 

هـ. الأمطار

تسقط الأمطار على المملكة في فصل الشتاء باستثناء إقليم عسير (جنوب غرب المملكة)، الذي تسقط أمطاره في فصل الصيف. وتتصف الأمطار الساقطة بعدم انتظام سقوطها، فقد تسقط في عدة أيام قليلة، ثم تتوقف لفترة ثم تعاود السقوط فُيسقط منها في يوم أو يومين أكثر من نصف كمية الأمطار السنوية. وتسقط الأمطار إما في شكل زخات بسيطة أو منهمرة غزيرة، مكونة سيولاً جارفة، تعجز المجاري والأودية على استيعابها، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات، قد تكون مدمرة، مثلما حدث في عقبة الضلع بين أبها وجيزان.

تتفاوت مناطق المملكة في كمية الأمطار الساقطة، وفصلية سقوطها، وعدد أيام السقوط، كما يوضح (جدول متوسط الأمطار الساقطة وعدد الأيام الممطرة في بعض مدن المملكة 1997) ومنه نستنتج ما يلي:

يتباين متوسط المطر السنوي، من منطقة إلى أخرى، تتقدمها منطقة المرتفعات الغربية، فيصل المتوسط في أبها إلى 410 مم، وتنتهي بمنطقة السهول الساحلية، إذ لا يزيد المتوسط عن 105 مم، كما هو الحال في الظهران.

(1)

 

تتفاوت عدد الأيام الممطرة في السنة من نطاق إلى آخر، وتأتي مدينة أبها في مقدمة مدن المملكة في عدد الأيام الممطرة، إذ تصل إلى 36 يوماً، يليها الطائف 31 يوماً، وتصل إلى أدناها في ميناء الوجه، إذ لا يزيد عدد الأيام الممطرة عن أربعة أيام.

(2)

 

تندر الأمطار في فصل الصيف، وتنعدم في معظم مدن المملكة، باستثناء أبها، وجيزان، والطائف، والرياض، والمدينة، تتصدرها مدينة أبها (83.9 مم)، وتتذيلها المدينة المنورة، إذ لا تستقبل سوى نصف ملليمتر من مياه الأمطار.

(3)

 

و. الأقاليم المناخية

من الدراسة السابقة لعناصر المناخ، وتوضيح توزيعها، وخصائصها، والعوامل المؤثرة فيها، ومن (خريطة الأقاليم المناخية في المملكة) يمكن تقسيم المملكة إلى الأقاليم المناخية التالية:

(1) إقليم السهول الساحلية

ويضم الأراضي المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي، ويتسم هذا الإقليم بارتفاع درجة الحرارة صيفاً، وبالدفء شتاءً، لتأثره بالمسطحات البحرية، وبالتالي، يقل به المدى الحراري اليومي والفصلي، كما يتسم بارتفاع نسبة الرطوبة، ويظهر هذا بوضوح في الساحل الغربي (البحر الأحمر) عنه في الساحل الشرقي (الخليج العربي)، أي تزيد صفة القارية في الساحل الشرقي، وتقل في الساحل الغربي.

(2) إقليم المرتفعات الجنوبية الغربية

وتمثله مرتفعات عسير، وفيه تتفاوت درجات الحرارة حسب الارتفاع عن سطح البحر فالمناطق المرتفعة تتميز باعتدال حرارتها في فصل الصيف، وانخفاضها في فصل الشتاء، أمّا المناطق المنخفضة المنسوب، فتتميز باعتدال حرارتها صيفاً، وبالدفء في فصل الشتاء، لذا، يُعدّ هذا الإقليم من أهم مناطق الاصطياف في المملكة.

(3) إقليم المرتفعات الشمالية الغربية

ويضم مرتفعات الحجاز والهضاب الغربية المجاورة، وهو يشبه الإقليم السابق من حيث التباين في درجات الحرارة، حسب الارتفاع عن سطح البحر، وإن كانت درجات الحرارة تزيد فيه بالمقارنة بالإقليم السابق، وذلك لانخفاض منسوبه. وأمطاره قليلة جداً، إذ تقل عن 10 سم، وتسقط بدون نظام في فصل الشتاء.

(4) إقليم الهضاب الداخلية

ويشتمل على هضبة نجد والهضاب الشرقية. وهو شديد الحرارة صيفاً، وشديد البرودة شتاءً، ومن ثم يتصف بارتفاع المدى الحراري الفصلي، وأمطاره قليلة، إذ تراوح بين 11 ـ 16 سم، ورطوبته النسبية منخفضة جداً إذ تراوح بين 26 % في القصيم، و35% في حائل.

(5) الإقليم الشمالي

ويضم الهضاب الشمالية، وفيه تعتدل درجة الحرارة صيفاً، فلا تزيد عن 31 ْ مئوية، كما هو الحال في سكاكا، وتنخفض في فصل الشتاء، فلا تزيد عن عشر درجات مئوية. كما يتصف بانخفاض الرطوبة النسبية وقلة الأمطار.

(6) الإقليم الصحراوي

وتشمله صحراء النفود، والدهناء، والربع الخالي، وفيه تكون درجات الحرارة شديدة الارتفاع صيفاً وشديدة الانخفاض شتاءً، والمدى الحراري الفصلي والسنوي كبير، والأمطار نادرة وغير منتظمة السقوط.




[1] الزمن موحد في المملكة حسب توقيت الرياض العاصمة، واالتي يمر بها خط زوال 18َ 47ه شرقاً.

[2] الدروع هي مناطق صلبة ذات مقاومة شديدة للحركات الباطنية لذا لم تخضع أو تتأثر بحركات الالتواءات والانكسارات، وهي تُعد من أقدم مناطق العالم من حيث النشأة.

[3]يطلق عليها جبال السراة أي الأرض المرتفعة، ويطلق عليها أيضاً جبال الحجاز لأنها تحجز بين نجد وتهامة.

[4]  يطلق هذا التعبير على الأراضي المتسعة، التي أثرت فيها عواملالتعرية، وخاصة التعرية المائية، التي عملت على نحت واستواء سطحه.

[5] وهي من الشمال إلى الجنوب: حرة الحرة (أقصى شمال المملكة)، وحرة الرحا (جنوب مدينة تبوك)، وحرة العويرض (جنوب حرة الرحا)، وحرة اثنين (جنوب عرب مدينة حائل)، وحرة خيبر (شمال المدينة المنورة)، وحرة لنير (غرب حرة خيبر)، وحرة كرمة (جنوب حرة خيبر)، وحرة رهط (بين المدينة والطائف)، وحرة قشب (جنوب حرة اثنين وشرق حرة رهط)، وحرة حضن (جنوب حرة قشب وعرب سهل ركبة)، وحرة نواصف، وحرة البقوم، بين الخرما شمالاً وزهران جنوباً، ومدينة تربة غرباً ووادي بيشة شرقاً، وحرة البرك (على ساحل البحر الأحمر جنوب القنفذة).

[6] أحد طرق الحج القديمة لحجيج شمال شبة الجزيرة العربية إلى مكة المكرمة.

[7]  يستمد الهواء حرارته من الإشعاع الأرضي، الناتج بعد انعكاس الإشعاع الشمسي على سطح الأرض. ويكتسب الهواء حرارته بواسطة الغبار، والمواد العالقة فيه، والغازات الثقيلة، مثل ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وتعمل هذه جميعاً على امتصاص الحرارة، وبالتالي رفع درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض. أما إذا انخفضت نسبة وجود هذه المواد في المناطق الجبلية العالية، والتي لا يتمثل عندها سوى الغازات الخفيفة، التي لا تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، فإن درجة الحرارة تقل درجة واحدة لكل 150 متر ارتفاع.

[8] المدى الحراري = درجة الحرارة العظمى – درجة الحرارة الصغرى.

[9] الأشعة المائلة أقل حرارة من الأشعة العمودية.

[10] سمي بالمرتفع الآزوري نسبة إلى جزر آزور في المحيط الأطلسي.

[11] الرطوبة نوعان هما: 1. الرطوبة المطلقة أو الكلية Absolute Humidity، وتقدر بوزن بخار الماء، والموجود بكل وحدة معنية من الهواء (أي جرام لكل لتر مكعب مثلاً). 2. الرطوبة النسبة Relative Humidity، وهي عبارة عن النسبة المئوية، بين كمية بخار الماء في وحدة معنية من الهواء، وبين كمية بخار الماء اللازم لتشبع هذا الحجم من الهواء، عند درجة الحرارة نفسها، وعند مقدار الضغط نفسه.