إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الكويت منذ النشأة حتى الاتفاق البريطاني ـ العثماني، عام 1913





أمراء أسرة الصباح
نسب آل رشيد
حكام الكويت من أسرة الصباح
حكام بني خالد

منطقة "كاظمة" القرين
آسيا التركية
الخليج العربي عام 1774
الكويت تحت اسم الكويت والقرين
الكويت عام 1863
الكويت في 29 يوليه 1913
الكويت في 29 يوليه 1913(إنجليزية)
الكويت في أواخر القرن التاسع عشر
توزيع القبائل العربية في الخليج
خريطة هولندية



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

بدأت علاقات الدولة العثمانية بالخليج العربي وسواحل شرقي شبه الجزيرة العربية، منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي. وكان ذلك على إثر نجاح العثمانيين في فتح بغداد، عام 1534، والسيطرة على البصرة، عام 1546، واتخاذهم إياها قاعدة برية، إلى جانب قاعدة السويس، لمواجهة النفوذ البرتغالي، المتمركز في قواعده الرئيسية، في مسقط، وهرمز، والبحرين، وذلك منذ السنوات الأولى من ذلك القرن.

ومما لا شك فيه، أن العثمانيين وجدوا تجاوباً كبيراً من عرب الخليج، للاحتماء بزعامتهم الإسلامية، ضد البرتغاليين. وعلى الرغم من الصراع العنيف، بين العثمانيين والبرتغاليين، فقد عجز العثمانيون عن الاستمرار في المواجَهة، إذ لم تكن لهم الكفاءة البحرية نفسها، التي كانت للبرتغاليين، فضلاً عن أن الدولة العثمانية، لم تلبث أن انشغلت في صراعاتها ضد الدولة الصفوية.

وعلى الرغم من انهيار نفوذ البرتغاليين في الخليج، بعد سقوط قلاعهم الحصينة، في هرمز، على يد الفرس والإنجليز، عام 1622، وفي مسقط على يَدِ اليعاربة[1] عام 1650، ثم شرع يتتبع البرتغاليين، في الهند وفي شرقي أفريقيا ، عام 1650، فإن الدولة العثمانية، لم يراودها، في ذلك الحين، فكرة تدعيم سيطرتها. ومن ثَم، أصبح المجال مفتوحاً أمام القوى العربية، لكي ترث ما كان للبرتغاليين من نفوذ. ويبدو أن الدولة العثمانية، قد اعترفت بخروج مناطق الخليج وشرقي شبه الجزيرة العربية من سيطرتها الفعلية. ويؤكد ذلك، أن الوثائق العثمانية، كانت تطلق على تلك المناطق "أرض القبائل. وفضلاً عن ذلك، فقد أكد تلك الحقيقة كثير من الخرائط الأوروبية، التي ترجع إلى القرنين، السابع عشر والثامن عشر، إذ أشارت إلى خروج تلك الأراضي، ومن بينها الأراضي التي تقوم عليها إمارة الكويت، عن حدود العراق العثماني. ولم يتعدَّ نفوذ العثمانيين، في جنوبي العراق، أسوار مدينة البصرة.

وفي تلك الظروف المواتية، التي تميزت بالانهيار الواضح في النفوذ العثماني، تمكنت أسرة بَني خالد[2] (أُنظر خريطة توزيع القبائل العربية وشكل حكام بني خالد) من إطاحة ما تبقّى للعثمانيين من نفوذ، في الأحساء والقطيف. وساعدها على ذلك عجز الدولة العثمانية عن مساندة ولاتها، في الأحساء، أو إمدادهم بحاميات عسكرية كافية. ومن ثَم، فقد أُتيحت الفرصة لأحد شيوخ بَني خالد، وهو براك بن عريعر آل حميد، فطرد الباشا العثماني، وأعلن نفسه حاكماً على الأحساء، والقطيف، عام 1670. ولم يلبث أن امتد نفوذ بَني خالد من قطَر، جنوباً، إلى مشارف البصرة، شمالاً.



[1] أُسرة اليعاربة، في مسقط، تدين بالمذهب الإباضي. وقد كتبت تلك الأُسرة، التي اختير منها الأئمة، صفحة ناصعة في تاريخ العرب الحديث. وفي عهدها تحولت عُمان إلى أكبر قوة بحرية وطنية، لا في الخليج العربي فحسب، بل في منطقة المحيط الهندي بأسْرها. واستطاع اليعاربة أن يستغلوا العامل الديني، لتحقيق الوحدة، والنضال من أجْل تحرير عُمان من الحاميات البرتغالية، المنتشرة على ساحلها، من صور في الجنوب، حتى جلفار، المقابلة لرأس الخيمة، على الساحل المهادن (ساحل الخليج العربي). وارتبطت أُسرة اليعاربة بإحياء نظام الإمامة. كما نسبت إلى ناصر بني مرشد، مؤسِّس الدولة الجديدة، أمور خارقة، كانت تحفز الناس إلى الالتفاف حوله. واستطاع سلطان بني سيف، بعد تولّي منصب الإمامة، أن يفتتح حكمه بنصر حاسم على البرتغال، إذ استولى على حصن مسقط

[2] بنو خالد: قبيلة عربية معروفة. ينسبها بعض المؤرخين إلى بني عقيل بن عامر بن ربيعة من عبدالقيس من عدنان. ومنهم يرى أنها تجمع لبطون من قبائل مختلفة. وأفخاذ بني خالد: العماير، الصبيح، بنو فهد، المقدام، المهاشير، الجبور، والحُميد، ومنهم آل عريعر. والرئاسة في آل عريعر. وقد تحضرت هذه القبيلة، وسكنت مدن الأحساء وقراها. ومنازلها، بصفة عامة، على ساحل الخليج العربي، ما بين وادي المقطع، في الشمال، ومقاطعة البياض، في الجنوب، وتتوغل حتى الصمان في نجد غربا.