إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / سير العمليات العسكرية للغزو العراقي للكويت






الغزو العراقي للكويت
أوضاع القوات العراقية
معركة منطقة الشويخ الشمالي
معركة الرقعي
معركة جال اللياح
معركة جال الأطراف
معركة طريق الجهراء
معركة شرق الجهراء
معركة قصر دسمان (مرحلة 1)
معركة قصر دسمان (مرحلة 2)
معركة قصر دسمان (مرحلة 3)
قتال قوات الإبرار البحري العراقي



مقدمة

مقدمة

    منذ بداية شهر يوليه 1990، كانت أجهزة الاستخبارات العراقية في حالة استعداد قصوى. وقبْل عمليات الحشد العراقي، في مواجهة الكويت، كان هناك خطوات تمهيدية، استكملتها القيادة العراقية، تمثلت في إعداد مسرح العمليات، جنوبي العراق، لتنفيذ مخطط الغزو، ودفع قوات الفيلق الثامن/حرس جمهوري إلى المسرح، وتوزيع وحداته في مناطق حشدها، في  جنوب البصرة، والزبير، وصفوان، وشرق جليبة، وحتى مسافة تصل إلى 30 كم من الحدود الكويتية. ونَفّذت هذه القوات برنامجاً تدريبياً مكثفاً، على أعمال القتال الليلي، والاختراق السريع، والقتال داخل المدن.

    واستطاعت الاستخبارات العراقية، أن تحصل على المعلومات التفصيلية لكل ما يدور على أرض الكويت، إضافة إلى المعلومات الخاصة بكل المَواقع الإستراتيجية، وأماكن وجود أُسرة الصباح، وعدد من المسؤولين الكويتيين.

    وفي ليلة 1/2 أغسطس، اجتاحت القوات العراقية الحدود الدولية مع الكويت. وعلى الرغم من أن القيادة الكويتية، لم تضع قواتها في حالة التأهب القصوى، حتى لا تستفز القيادة العراقية، إلاّ أن بعض وحداتها أثبتت كفاءة، بقدر استطاعتها، في تعطيل القوات العراقية، التي كان بعض وحداتها قد أُبرت على ساحل مدينة الكويت، وبالقرب من قصر أمير الكويت، بهدف أسْرِه وأفراد أسرته، ولكنهم تمكنوا من مغادرة الكويت، وتوجهوا إلى المملكة العربية السعودية.

    ودارت عدة معارك سريعة، أثناء تقدم القوات العراقية، خاصة في منطقة الجهراء. وتضافرت الظروف، خلالها، على القوات الكويتية، نتيجة التفوق الكبير، في الأعداد والسلاح والمعدات، الذي تميزت به القوات العراقية، إضافة إلى تدريبها الجيد، فضلاً عن أن المفاجأة، جعلت المبادأة كاملة في يد قوات الغزو العراقي.

    وبعد هذه المعارك السريعة، تمكنت القوات العراقية دخول العاصمة الكويتية، بعد أقلّ من خمس ساعات على اجتياحهم الحدود الدولية، وبعد أن أصبح الطريق، من الجهراء إلى العاصمة، خالياً من أي استحكامات دفاعية، أو مقاومات عسكرية كويتية.

    واستطاعت القيادة العراقية، بهذا العمل، أن تضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع جديد. إلاّ أنها أخطأت في حساباتها، السياسية والعسكرية. فعلى الرغم من نجاح الغزو، فإنه واجه رفضاً دولياً قوياً، ثم حشوداً، حررت الكويت، وطردت القوات العراقية، ودفع العراق الثمن من دماء شبابه، وخيرة معداته، ورفاهية شعبه، نتيجة قرار خاطئ لقيادته السياسية، ونسيانها دروس التاريخ وعِبَره. وأدى ذلك إلى تغيير موازين القوى على الساحة الدولية، في تسعينيات هذا القرن.

سير العمليات العسكرية

    بنيت الفكرة الهجومية الإستراتيجية، للجبهة الجنوبية العسكرية العراقية، على أن تبادر التشكيلات العملياتية (التعبوية) فيها، بعد إعادة التجميع، وتنفيذ أعمال الخداع، واستغلال السرعة وخفة الحركة، وأعمال قتال القوات، البحرية والجوية، والإبرار، الجوي والبحري، إلى توجيه ضربة رئيسية، وأخرى ثانوية، كالآتي: (أُنظر خريطة الغزو العراقي للكويت)

1. الضربة الرئيسية: تنفذها الفرقتان، التاسعة المشاة الآلية، والثالثة والعشرون المدرعة، حتى عمق المهمة المباشرة للجبهة.  

أ. الفرقة 9 المشاة الآلية (فرقة "توكلنا على الله"): تتكون من لواءَي مشاة آليَّين ولواء مدرع. تتحرك على محور أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان ـ البحرة ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الفحيحيل ـ الزور، حتى الحدود الدولية الجنوبية.

ب. الفرقة 23 المدرعة (فرقة حمورابي)[1] : تتكون من لواءَين مدرعَين ولواء مشاة آلي. تتحرك على محور صفوان ـ العبدلي ـ مفرق الجهراء الأحمدي ـ الوفرة، حتى الحدود الدولية الجنوبية.

2. الضربة الثانوية: وهي ضربة من اتجاه الغرب، تنفذها الفرقة 21 المدرعة (فرقة المدينة المنورة)، التي تتكون من لواءَين مدرعين ولواء مشاة آلي، وتتحرك على محور خضر الماء ـ الشقايا ـ مفرق الجهراء الأحمدي ـ مدينة الأحمدي ـ حتى الحدود الدولية الجنوبية.

3. احتُفِظ بفرقة مدرعة وأخرى مشاة آلية، كاحتياطي عملياتي، في يد قائد قوات الغزو، خلال المرحلة الأولى منه.



[1] يذكر العديد من المراجع أن الفرقة 23 المدرعة هى فرقة (المدينة المنورة)، وأن الفرقة 21 المدرعة هى فرقة (حمورابي). والعكس هو الصحيح إذ ثبت من تخليل قائد اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، أن فرقة المدينة المنورة هى الفرقة 21 المدرعة, وتتكون من اللواء الثاني المدرع، إضافة إلى اللواء الخامس، وأن فرقة حمورابي هى الفرقة 23 المدرعة.