إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / سير العمليات العسكرية للغزو العراقي للكويت






الغزو العراقي للكويت
أوضاع القوات العراقية
معركة منطقة الشويخ الشمالي
معركة الرقعي
معركة جال اللياح
معركة جال الأطراف
معركة طريق الجهراء
معركة شرق الجهراء
معركة قصر دسمان (مرحلة 1)
معركة قصر دسمان (مرحلة 2)
معركة قصر دسمان (مرحلة 3)
قتال قوات الإبرار البحري العراقي



أولاً: أعمال قتال القوات البرية

8. الاستيلاء على مدينة الجهراء

    تمكنت القوات العراقية من دخول مدينة الجهراء، والاستيلاء عليها، في أول ضوء يوم 2 أغسطس، على الرغم من بعض المقاومات الكويتية التي ظلت تقاوم دون جدوى حتى آخر ضوء من اليوم نفسه، في معارك، "جال اللياح، و"جال المطلاع"، و"شرق الجهراء"، و"جال الأطراف"، و"معسكرات المباركية".

    ومع أول ضوء من يوم 2 أغسطس، كذلك، بدأت القوات الجوية العراقية قصفها كلاًّ من مدينة الكويت والأحمدي والساحل الكويتي كله، والأهداف الحيوية، وقصر أمير الكويت، ومقر إقامة وليّ العهد الكويتي، والحدود الدولية الجنوبية للكويت، وحتى عمق 30 كم، انطلاقاً من القاعدتَين الجويتَين العراقيتَين، الرميلة وجليبة، وذلك لمعاونة القوات العراقية على الاستيلاء على مدينة الكويت. كما قصفت قاعدة علي السالم الجوية، ودمرت ممرّيها، الرئيسي والفرعي[3]. أمّا الطائرات الكويتية، فكانت تعبُر الحدود السعودية الشرقية، في طريقها إلى قاعدة الظهران، بعد قصف المطارات الكويتية.

9. أعمال قتال قوات الإبرار، الجوي والبحري، العراقي، للسيطرة على قصر دسمان والساحل الكويتي

أ. عمليات الإبرار الجوي

(1) في الساعة 0130، يوم 2 أغسطس، أُبرت مجموعة من الطائرات العمودية، قادمة من اتجاه طريق الساحل الشرقي لجزيرتَي وربة وبوبيان، قوة عراقية من "القوات الخاصة"، بالقرب من الساحل، داخل مدينة الكويت. وفي الساعة 0300، كانت هذه القوة قد أكملت سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى القصر، وهاجمت المنشآت الحكومية في مدينة الكويت، من الشرق[4].

(2) وفي الساعة 0600، أقلع ما يزيد على 25 طائرة عمودية عراقية، تحت ستر المظلة الجوية، لإبرار عناصر من اللواء 95 المظلي، عدا كتيبة، في مناطق متعددة من الكويت، كل منها بقوة سرية مدعمة. ففي الساعة 0630، أُبرت سرية مدعمة، في مدينة الجهراء، وأخرى في مدينة الكويت. وفي الساعة 0800، أمكن إبرار سرية مدعمة، في مدينة الأحمدي. وإزاء بعض الخسائر، التي تعرضت لها هذه الطائرات، اضطرت القيادة العراقية إلى دفع ما يزيد على 30 طائرة عمودية أخرى، في موجات متتالية، للاستيلاء على القصور الأميرية، وبعض الأهداف الحيوية الأخرى، التي لم يُستولَ عليها، حتى ذلك الوقت. ففي الساعة 1000، استطاعت إبرار سرية مدعمة، في منطقة قصر الرئاسة، في دسمان. وفي الساعة 1030، تمكنت من إبرار سرايا مدعمة أخرى، في مناطق وزارة الدفاع والمنصورية والسالمية والسرة. وقد تعرضت هذه الطائرات لخسائر، بلغت 18 طائرة، بوساطة أنظمة الدفاع الجوي الكويتية. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت قوات الإبرار من الوصول إلى أهدافها، لمعاونة أعمال قتال القوات البرية على تنفيذ مهامها، والاستيلاء على الأهداف الحيوية والإستراتيجية، والمناطق المهمة، وتقاطعات الطرق.

ب. عمليات الإبرار البحري

    في الساعة 0230، يوم 2 أغسطس، أُنزلت كتيبة مشاة بحرية أخرى[5]، على ساحل مدينة الكويت، بالقرب من أبراج الكويت والمستشفى الأميري وقصر السيف العامر، "قصر الحكم"، وقصر دسمان. ودَعّمَتْ عملية الإنزال، بالمساندة النيرانية، خمس فرقاطات، وعدد من زوارق الصواريخ، وزوارق الطوربيد، التي انتشرت في مدخل خليج الكويت، وحاصرت الساحل الكويتي، إذ خُطِّطَ لها أن تتصل مع قوات المفارز المتقدمة، والموجة الأولى من قوة الإبرار الجوي، من أجل السيطرة على مدينة الكويت، وقصور الأسرة الحاكمة، والأهداف الحيوية المهمة، والمنشآت الحكومية.

10. اقتحام مدينة الكويت، ومعركة "قصر دسمان"

أ. اقتحام القوات العراقية مدينة الكويت

    قبل استيلاء القوات العراقية على مدينة الكويت، كانت تدور معركة بين قوات الإبرار، الجوي والبحري، العراقية، وقوات الحرس الأميري، منذ الساعة 0230 من يوم 2 أغسطس، إذ كانت قوات الإبرار تستعجل الوصول إلى قصر دسمان، لتتمكن من أسْر أمير الكويت وأعضاء الأُسرة الحاكمة، والاستيلاء على الأهداف الحكومية المهمة في المدينة، ولكنها فشلت في مهمتها، نتيجة مقاومة قوات الحرس الأميري.

    وحيال فشل هذه القوات في تحقيق هدفها، طلب قائد القوات العراقية، المكلفة بالاستيلاء على مدينة الكويت، إمداده بوحدات فرعية من اللواء 95 المظلي، لإبرارها داخل المدينة، قبل اقتحامها، ووعد بتوفير الحماية لها. وبالفعل، أُبرت سرية مدعمة، في منطقة قصر دسمان، في الساعة 0630، وسرية أخرى، في الساعة 1000، كما سبق شرحه.

    وفي الساعة 0600، وبعد أن أصبح الطريق، من الجهراء إلى مدينة الكويت، مفتوحاً أمام القوات العراقية، وخالياً من أي استحكامات دفاعية، أو مقاومة عسكرية كويتية، تقدمت هذه القوات في اتجاه مدينة الكويت، وتمكنت من دخولها، بعدما التفت حولها، وحاصرتها من الطريق الدائري الرابع، للقضاء على أي مقاومة كويتية متبقية في داخلها، ولمعاونة أعمال قتال الموجة الثانية من قوات الإبرار الجوي، وقوات الإبرار البحري، اللتَين أُبِرّتَا على مدينة الكويت. وتقدمت هذه القوات على المحاور الرئيسية التالية:

(1) محور الجهراء ـ الصليبخات ـ دوار العظام. ومنه إلى المحاور الفرعية:

·    محور دوار العظام ـ الطريق الدائري الرابع.

·    محور دوار العظام ـ باقي طريق الجهراء ـ الطريق الدائري الثالث.

(2) محور الجهراء ـ طريق الصليبخات الساحلي ـ طريق جمال عبدالناصر ـ دوار الشيراتون ـ شارع فهد السالم ـ الطريق الساحلية.

(3) محور الجهراء ـ الطريق الدائري السادس ـ جسر المسيلة.

        وفي هذه الأثناء، نفّذت القوات الجوية الكويتية بعض الطلعات الجوية، ضد القوات العراقية. ولكنها لم تكن قادرة على تنفيذ عمليات مؤثرة، وإنما هاجمت فقط قوات عراقية مبعثرة. كما لم تتمكن من تأمين مطاراتها وقواعدها الجوية.

ب. معركة "قصر دسمان" (معارك قوات الحرس الأميري)

    بعد اجتياز القوات العراقية الحدود الكويتية، وانتشار نبأ وصولها إلى مشارف مدينة الكويت، صدرت الأوامر إلى قوات من الحرس الأميري بالتوجه لمعاونة قوات حماية قصر دسمان، التي كانت مشتبكة بقوة عراقية من القوات الخاصة، أُبرَّت في الساعة 0130 من يوم 2 أغسطس. وفي تمام الساعة 0300، كان الإبرار العراقي قد فشل في تحقيق هدفه، وتمكنت قوات الحرس الأميري من السيطرة على جميع الطرق، المؤدية إلى القصر. وكان القصر، آنئذٍ، خالياً من أمير الكويت، والأُسرة الحاكمة، إذ كانوا قد غادروه في حوالي الساعة 0230، حينما علموا بأن القوات العراقية اقتحمت الحدود، وأن صدام حسين يهدف إلى أسْرهم والقضاء عليهم. وقد دارت معركة قصر دسمان من خلال ثلاث مراحل:

(1) المرحلة الأولى. (أُنظر خريطة معركة قصر دسمان (مرحلة 1))

(أ) القوات العراقية

    قوات مشاة بحرية، وقوات خاصة مبرة جواً، تقدر بقوة لواء.

(ب) القوات الكويتية

    سرية مشاة، وفصيل مدرع (صلاح الدين).

(ج) سير أعمال القتال في المعركة

    بدأت هذه المرحلة، في الساعة 0500، من اليوم نفسه، حينما وصلت طلائع القوات العراقية، المقدَّرة بلواء مشاة، مدعم بعناصر من قوات الإبرار البحري، مسلحة بأسلحة خفيفة ومدافع هاون، وأسلحة مضادّة للدبابات، إلى مشارف منطقة دسمان، حيث اشتبكت بها قوات الحرس الأميري المتقدمة، نحو قصر دسمان، لمعاونة قوات حماية القصر، والتي تقدر قوتها بسرية مشاة، وفصيل مدرع (صلاح الدين)، ومنعتها من الوصول إلى حدود القصر، ولكن أفراداً قلائل من قوات الإبرار الجوي العراقي (قوة العمليات الخاصة)، تمكنوا من التسلل، بين المنازل، وعبْر الشوارع الفرعية، في جميع المباني المسيطرة على القصر واحتلالها، إضافة إلى إطلاق بعض القناصة العراقيين نيران أسلحتهم على حراس القصر، بغرض السيطرة عليه، وتسهيل عملية احتلاله.

(2) المرحلة الثانية. (أُنظر خريطة معركة قصر دسمان (مرحلة 2))

(أ) القوات العراقية

    قوات المرحلة الأولى، إضافة إلى قوات مشاة آلية، مدعمة بالدبابات، تقدَّر بلواءَين.

(ب) القوات الكويتية

    قوات المرحلة الأولى، إضافة إلى سرية مشاة آلية، وسرية مدرعة (صلاح الدين).

(ج) سير أعمال القتال في المعركة

    بدأت هذه المرحلة، بتقدم قوة عراقية، مدعمة بالدبابات، لتعزيز القوات العراقية، التي تهاجم القصر. وواصلت قوات الحرس الأميري المتقدمة، قتالها بعض هذه القوات، في معركة غير متكافئة، حتى نفدت ذخائرها، فلجأت إلى داخل القصر.

    وبعد قتال، استمر نحو ساعتين، تمكنت القوات العراقية من احتلال الباب الرئيسي لقصر دسمان، والسيطرة على جميع مداخله ومخارجه، وأسْر بعض الضباط والأفراد. وفي هذه الأثناء، وصلت تعزيزات من معسكر لواء الحرس الأميري، تقدر قوّتها بسرية مدرعة (صلاح الدين)، وأمكنها فك حصار القصر، وإطلاق سراح الأسرى الكويتيين، وإحداث بعض الخسائر في القوات العراقية. وخلال عملية المطاردة بين الجانبَين، حول القصر، كانت سرية مشاة كويتية أخرى، تتقدم من مقر معسكر اللواء، لتعزيز قوة القصر، فاشتبكت بقوة عراقية، قوامها سريَّتا مشاة، بالقرب من قصر بيان، فقتلت منها عدداً كبيراً، وأسرت حوالي 170 عراقياً، وساقتهم، بحراسة فصيل، إلى معسكر الحرس الأميري. وواصلت تقدمها إلى قصر دسمان، حيث شاركت في قتال القوات العراقية، التي طردت من القصر، والمناطق المحيطة به، حتى ما وراء منطقة المستشفى الأميري، شمالاً، والسفارة الأمريكية، جنوباً، ومبنى أمن الدولة، غرباً. بينما سيطرت قوات الحرس الأميري على القصر، ومنطقته.

(3) المرحلة الثالثة. (أُنظر خريطة معركة قصر دسمان (مرحلة 3))

(أ) القوات العراقية

    قوات المرحلتَين، الأولى والثانية، إضافة إلى لواء مدرع، ولواء مشاة آلي، وسرية إبرار جوي مدعمة، وقد بلغ حجم هذه القوات فرقة مشاة آلية (الفرقة التاسعة، "فرقة توكلنا على الله").

(ب) القوات الكويتية

    قوات المرحلتَين، الأولى والثانية، إضافة إلى سرية مشاة حرس وطني، ومفارز من قوات الشرطة والحرس الوطني (بلغ حجم قوات لواء الحرس الأميري، كتيبة مشاة آلية، زائد سرية).

(ج) سير أعمال القتال في المعركة

    في الساعة 0730، دُعمت قوات الحرس الأميري، بسرية حرس وطني، وبعض من قوات وزارة الداخلية، للدفاع عن قصر دسمان، وتعاملت مع القوة العراقية حتى الساعة 1100. وفي هذه الأثناء، عُزِّزت القوات العراقية بقوات أخرى، تقدر بلواء مدرع، ولواء مشاة آلي، من شارع الخليج العربي، شمالاً وجنوباً، ومن شارع أحمد الجابر، والشارع الهلالي، غرباً، إضافة إلى سرية مدعمة من قوات الإبرار الجوي، من اللواء 95 المظلي، التي كانت قد أُبِرت حول منطقة القصر، في الساعة 1000، بعد عدة محاولات فاشلة، أُسقط، خلالها 14 طائرة عمودية محملة بالجنود.

    وفي الساعة 1200، أحكم العراقيون حصار القصر، بالقوات المدرعة، والمشاة الآلية، وقوات الإبرار، الجوي والبحري، التي بلغ حجمها فرقة مشاة مدعمة، في مواجَهة قوات الحرس الأميري، وقوات الحرس الوطني، اللتَين فاقت قوّتهما قوة كتيبة آلية. وقد أُسرت قوات الحرس الأميري، والقوات المساندة لها، في داخل القصر.

11. معركة "جزيرة فيلكا"

    في تمام الساعة 0500، من صباح 2 أغسطس، بدأ الهجوم العراقي على جزيرة فيلكا، في محاولة إبرار جوي، بعدد 45 طائرة عمودية، محملة بجنود القوات الخاصة، بما يعادل كتيبة مشاة، لعمل رأس جسر لبقية اللواء، لتأمين مناطق الإنزال، الجوي والبحري، تحت ستر الطائرات العراقية المقاتلة. وتصدت لها صواريخ الدفاع الجوي، وأسقطت منها أول طائرة محملة بالجنود، قرب موقع الخضر. فتراجع، إثر ذلك، سائر الطائرات صوب الأراضي العراقية. وفي هذه الأثناء، تمكنت عبّارتان كويتيتان، تقّلان 30 عسكرياً من مختلف الرتب، من قوة جزيرة فيلكا، من الوصول إلى ميناء "رأس الأرض".

    وفي الساعة 0600، عاودت قوة الإبرار الجوي محاولتها بحجم القوة السابقة نفسه.  فتصدت لها، كذلك، وحدات الدفاع الجوي، وأجبرتها على الانسحاب، ثانية. وفي هذه الأثناء، لاحظت أبراج المراقبة على شاطئ الجزيرة، تقدم أكثر من مائة زورق صغير نحو شمال الجزيرة، في محاولة الإنزال البحري. ولدى اقترابها من المرمى المؤثر للأسلحة الكويتية، الخفيفة والمتوسطة، فتحت النيران على هذه الزوارق، فتراجعت، واتجه أغلبها إلى مدينة الكويت.

    وفي الساعة 0700، لاحظت أبراج المراقبة اقتراب فرقاطتَين عراقيتَين، على بُعد خمسة كيلومترات، تقريباً، من شمال الجزيرة. وفي الساعة 1000، بدأتا تقصفانها، خاصة منطقة المشروعات السياحية، اعتقاداً منهما بأنها قيادة القوة، لوجود هوائي الإذاعة فيها. واستمر قصف الجزيرة حتى الساعة 1300. وفي هذا الوقت، بدأت نيران مدفعية البحرية العراقية قصفها مَواقع القوة الكويتية، المدافعة عن الجزيرة مباشرة. وظل قصف هذه المواقع كثيفاً، حتى الساعة 1600، انقطعت، خلاله، جميع الاتصالات بين هذه القوة والقيادات الرئيسية في الكويت. وإزاء ذلك، تراجعت القوة الكويتية إلى داخل الجزيرة، واتخذت مواقع دفاعية، حول المنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية. ولكنها اضطرت إلى الانسحاب، في الساعة 1800 من اليوم نفسه، بعد أن اقتحمت الجزيرة قوات الإبرار البحري العراقية، بقوة تقدر بلواء، من القوات الخاصة، ومشاة البحرية، في مواجَهة قوة، قوامها سرية مشاة، وسرية حرس حدود، وسرية دفاع جوي. وتمكن العراقيون من أسْر باقي الكويتيين، الذين لم يتمكنوا من الانسحاب.

12. باقي أعمال قتال اليوم الأول (2 أغسطس 1990)

    ي الساعة 1600، يوم 2 أغسطس، كانت القوات العراقية قد أكملت سيطرتها على مدينة الكويت، بعد مقاومة كويتية، استمرت إلى ما بعد الساعة 1500. واستولت على مطار الكويت الدولي، واحتلت الأهداف، الحيوية والإستراتيجية، داخلها، التي كانت مرصودة، من قبْل، بدقة تامة. وبدأت تعزز أوضاعها وتؤمِّنها، ضد أي مقاومة، قد يلجأ إليها الكويتيون.

    منذ الساعة 1600، يوم 2 أغسطس 1990، كانت القوات العراقية قد استولت على القواعد البحرية الكويتية، في القليعة، والشويخ، والعضمي، وفرضت سيطرتها الكاملة على الساحل الشمالي الكويتي، والجُزر المواجهة له كلها، وأمنتها. كما استولت على جميع القطع البحرية الكويتية، في هذه القواعد، سليمة، من دون أي خسائر.

    في آخر ضوء، كانت القوات العراقية قد أحكمت سيطرتها على مدينة الكويت، وقصر دسمان، وقصر بيان، ومقر الحكومة الكويتية، ووزارة الدفاع، والمصارف، والمصالح الحكومية، وكافة المواقع المهمة، فضلاً عن محاصرة السفارات الأجنبية. بينما تمكن أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح، وأفراد أُسرته، وأعضاء الأُسرة الحاكمة، من التوجه إلى المملكة العربية السعودية، حيث ألفّ حكومة كويتية في المنفى[6]. ومنذ ذلك الوقت، توقف كل أنواع المقاومة الكويتية، في شوارع الكويت.

    وفي مساء 2 أغسطس، أصدرت القيادة العامة للقوات العراقية أمراً باستدعاء القوات الاحتياطية. ثم توالت الأوامر، في الأيام التالية باستدعاء الجنود الاحتياطيين، الذين سبق لهم الاشتراك في الحرب ضد إيران، وحتى سن 45 سنة. وأُعلن في بغداد تعبئة 14 فرقة مشاة وثلاث فرق مدرعة، وتشكيل 11 فرقة جديدة.

أعمال قتال اليوم الثاني (3 أغسطس 1990) (أُنظر خريطة الغزو العراقي للكويت)

1. تطوير الهجوم من اتجاه الضربة الرئيسية

    على أثر نجاح قوات الفيلق الثامن في السيطرة على مدينة الكويت، والاستيلاء على كافة الأهداف الإستراتيجية المحددة فيها، دفعت قيادة الجبهة الجنوبية، في فجر اليوم التالي للغزو، 3 أغسطس، فرقة مشاة آلية، وأخرى مدرعة، إلى محاور الهجوم الرئيسية نفسها، خلف الفرقة 9 المشاة الآلية، والفرقة 23 المدرعة، لتعزيز الأوضاع الدفاعية، داخل الكويت، ولقيام الفيلق الثامن بتطوير الهجوم في العمق، وصولاً إلى الحدودية الجنوبية الكويتية مع المملكة العربية السعودية. على أن يعاد توزيع القوات، داخل الكويت، وتشكيل احتياطيات قوية، وتأمين مدينة الكويت والدفاع عنها، بما لا يقلّ عن فرقة مشاة.

2. تطوير الهجوم من اتجاه الضربة الثانوية (أعمال قتال الفرقة 21 المدرعة)

    وفي منتصف ليلة 2/3 أغسطس، واصلت الفرقة 21 المدرعة تطوير هجومها، من مدينة الجهراء. فدفعت اللواء 14 المشاة الآلي، واللواء 10 المدرع، في اتجاه ميناء الأحمدي، بينما وصل اللواء 2 المدرع إلى المناقيش والسالمي، على الحدود الجنوبية الغربية للكويت مع المملكة العربية السعودية.

    وفي الساعة 0130،  كان اللواء 14 المشاة الآلي، واللواء 10 المدرع، من الفرقة 21 المدرعة، قد وصلا إلى ميناء الأحمدي، وشرعا يطوقانه.

    وفي الساعة 0300، كانت قوات الفرقة 21 المدرعة، قد أحكمت حصار مدينة الأحمدي وميناءها، ومنطقة الحدود الجنوبية الغربية للكويت، في المناقيش والسالمي وأم قدير.

    وفي صباح 3 أغسطس، هاجمت قوة برية عراقية القواعد الجوية الكويتية، التي لا تزال النيران مشتعلة فيها، من جراء القصف الجوي، واقتحمتها، واستولت على قاعدة علي السالم الجوية، في سعت 1000، يوم 3 أغسطس، وأسرت جميع من فيها. كما سقطت قاعدة أحمد الجابر الجوية، ظهر اليوم نفسه، وأسر من فيها، كذلك.

    وفي تمام الساعة 1600، يوم 3 أغسطس، بعد أن أحكمت الفرقة 21 المدرعة، عدا لواء، سيطرتها على مدينة الأحمدي ومينائها، بدأت تنظم دفاعاتها في هذه المنطقة، بمعاونة الكتيبة الاحتياطية من اللواء 95 المظلي، التي أبرت جواً، بالطائرات العمودية، على مدينة الأحمدي ومينائها، بعد أن تصدت لها وسائل الدفاع الجوي الكويتية، وأسقطت منها أربع طائرات عمودية، فوق الميناء. وشرعت مع أول ضوء من يوم 4 أغسطس، تعد قواتها لتنفيذ مهمتها التالية، في اتجاه الوفرة، والحدود الجنوبية للكويت.

أ. أعمال قتال اليوم الثالث (4 أغسطس 1990) (أُنظر خريطة الغزو العراقي للكويت)

    مع أول ضوء من يوم 4 أغسطس، تقدمت باقي الفرقة 21 المدرعة (اللواء 14، واللواء 10)، ومعها الفرقة 9 المشاة الآلية، في اتجاه المنطقة الجنوبية، المقتسمة بين الكويت والمملكة العربية السعودية، حيث توقفت القوات العراقية، على بعد كيلومتر واحد من الحدود الكويتية ـ السعودية. وبذلك، تكون قوات الفيلق الثامن، قد نجحت في تحقيق مهمتها التالية، بوصولها إلى الحدود الدولية الجنوبية لدولة الكويت، وبتأمينها، تكون قد حققت المهمة المباشرة لقيادة الجبهة العسكرية الجنوبية العراقية.

    وبنجاح الغزو، بدأت قيادة المنطقة الجنوبية، تعزز المناطق المستولى عليها. فدفعت بباقي قواتها إلى الكويت. مع الاستعداد للتقدم، جنوباً، في اتجاه حقول نفط المملكة العربية السعودية، تبعاً لما يسفر عنه الموقف، الدولي والعربي.

    وبمضي الوقت، وتصاعد رد الفعل، الدولي والعربي، لمواجهة العدوان العراقي، بالقوة العسكرية، دفعت القيادة العراقية قوات أخرى جديدة، تشمل قوات الفيلق الثالث، ووحدات من الفيالق، السابع والسادس والثاني، بقيادة الفريق صالح عبود صالح، قائد الفيلق الثالث، تعزيزاً لقواتها داخل مسرح عمليات الكويت، مع سحب الفيلق الثامن، من الحرس الجمهوري، الأكثر تدريباً وتسليحاً، من داخل الكويت، وتوزيعه شمالي الكويت وغربيها.

ب. أوضاع القوات البرية العراقية، داخل مسرح العمليات، في نهاية يوم 4 أغسطس حتى 7 أغسطس. (أُنظر خريطة أوضاع القوات العراقية)

    بنهاية الغزو العراقي لدولة الكويت، أصبحت أوضاع القوات البرية العراقية، داخل مسرح عمليات الكويت، بدءاً من 4 أغسطس حتى 7 أغسطس، كالآتي:

(1) منطقة الساحل

·  فِرقتا مشاة، ولواء قوات خاصة.

(2) داخل وخارج مدينة الكويت

·  فرقة مشاة.

(3) على الحدود الكويتية ـ السعودية

·  فرقة مشاة آلية، وفرقة مشاة (في المنطقة المقتسمة بين الكويت والمملكة العربية السعودية).

·  فرقة مشاة (في منطقة السالمي).

(4) احتياطي تعبوي

·  فرقة مدرعة (شمال غرب مدينة الكويت).

(5) احتياطي إستراتيجي

·  فرقة مدرعة (جنوب مدينة البصرة، داخل الحدود الكويتية).

بإجمالي 8 فِرق (فرقتان مدرعتان وست فرق مشاة ومشاة آلية، إضافة إلى لواء قوات خاصة).




[1] يذكر العديد من المصادر أن الغزو العراقي للكويت بدأ في الساعة 0200 قبل فجر الخميس 2 أغسطس. وأكد بعضها أنه بدأ في الساعة 2400 من منتصف ليلة 1/2 أغسطس. والرأي الأخير هو الأرجح، إذ إن المسافة بين الحدود الكويتية ومدينة الكويت، تبلغ 64 كم، وإن سرعة الدبابات المهاجِمة ليلاً، لا تتجاوز 10 ـ 12 كم، في الساعة، أي أنها تقطع المسافة في مدة تراوح بين 4 و5 ساعات، (أي أنها تصل ما بين الساعة الرابعة والخامسة من صباح 2 أغسطس)؛ وهو التوقيت الذي بدأت فيه القوات العراقية الدخول إلى مدينة الكويت، بالفعل

[2] غير اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، اتجاه تقدمه المقرر ـ كان متجهاً إلى مدينة الأحمدي، طبقاً للخطة الموضوعة له، وأثناء متابعة تقدمه، تعرض لنيران من بعض عناصر اللواء 35 المدرع الكويتي، في الساعة 1410، فاشتبك بها اللواء 14 المشاة

[3] كانت القوات الجوية العراقية، في الساعة 0330 قد قصفت قاعدة أحمد الجابر الجوية، ودمرت الممر الرئيسي والممرات الفرعية، وأشعلت النيران في مرافق القاعدة

[4] عند وصول هذه القوة إلى القصر، كان أمير الكويت، وأفراد الأسرة الحاكمة، قد غادروه، إذ أُتيح للأُسرة المالكة الكويتية 45 دقيقة إنذار، أن القوات العراقية عبَرت الحدود قبل الوصول الفعلي للكوماندوز إلى القصر

[5] أُنزلت كتيبة مشاة بحرية عراقية، في الوقت نفسه، على جنوب جزيرة بوبيان

[6] عن مغادرة أمير الكويت بلاده، يقول الشيخ سعد العبدالله الصباح:`في تمام الساعة الواحدة والنصف، فجر يوم الخميس، أيقظني الأخ وزير الدفاع، وقال: يؤسفني ويؤلمني أن أقول لك إن القوات العراقية، زحفت، الآن، واحتلت المراكز الكويتية. ومن الفور، طلبت حضور جميع الوزراء إلى غرفة العمليات، وبدأ تتابع زحف القوات العراقية داخل الحدود. وتمكنا، بسرعة، وفي وقت قصير، أن ننشر القوات العسكرية الكويتية. وأخذنا نتابع المعركة. وطلبت الانتقال إلى مكان آخر، لنكمل عملياتنا. وفي الطريق إلى المكان المتفق عليه، لا أدري ماذا حصل. لكنني أحسست أن هناك نية مبيتة لإلقاء القبض على الأمير وتصفية السلطة. وعند ذلك لن يكون هنالك شرعية، وهذا ما يريده صدام، وقد ألهمني ربي، في الطريق، فاتصلت بسمو الأمير، وقلت له إن العملية ليست احتلال بعض الأراضي، بل أكبر من ذلك بكثير. فغيرت محرك السيارة باتجاه قصر دسمان لاصطحاب، صاحب السمو، لم أعرف أي طريق أسلك!! وقلت للسائق اتجه إلى مخفر النويصيب، قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية. وهكذا، انتقلنا إلى المخفر، وكنت دائم الاتصال بوزير الدفاع، الذي ظل في مركزه حتى الساعة السادسة من مساء يوم الخميس، وبعد تركه بـ5 دقائق جاءت القوات العراقية واحتلت المبنى