إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل العربية، تجاه الغزو العراقي، خلال الأيام الأولى للأزمة









وثيقة

وثيقة

القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين

الملك فهد بن عبدالعزيز

الذي أعلنه إلى الشعب السعودي

في يوم الخميس، 9 أغسطس 1990

بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.

أيها الإخوة المواطنون.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا شك أنكم تدركون، من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث المؤسفة، الطارئة، على صعيد منطقة الخليج العربي، خلال الأيام القلائل الماضية، مدى خطورة الموقف، الذي تواجهه الأمّة العربية، في ظل الظروف الراهنة.

    ولا شك تعلمون، أن حكومة المملكة العربية السعودية، قد بذلت كل ما تستطيعه من الجهود والمحاولات، مع كلٍّ من الحكومتَين، في الجمهورية العراقية ودولة الكويت، من أجْل تطويق الخلاف، الناشئ بين البلدَين. وقد أجريت، في هذا الاتجاه، العديد من الاتصالات الهاتفية، والمباحثات الأخوية بين الأشقاء. ونتج عن ذلك انعقاد الاجتماع الثنائي، بين وفدَي العراق والكويت، على أرض المملكة، في محاولات متواصلة لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر، والحيلولة دون تصعيد الأمور.

    وقد أسهم بعض الأشقاء، من ملوك ورؤساء الدول العربية، في هذا السبيل، بجهود كبيرة، ومشكورة، انطلاقاً من إيمان الجميع بوحدة الأمّة العربية، وتعزيز تضامنها وتعاونها على كل ما يحقق لها النجاح في خدمة قضاياها المصيرية. غير أن الأمور، قد سارت، مع شديد الأسف، عكس الاتجاه الذي كنّا نسعى إليه، بل وعكس تطلعات شعوب الأمّة الإسلامية، والأمّة العربية، وجميع دول العالم المحِبة للسلام. وجرت الأحداث الأليمة المؤسفة، منذ فجر يوم الخميس الماضي، الموافق الحادي عشر من شهر محرم لعام 1411هـ، المقابل للثاني من شهر أغسطس لعام 1990م، على نحو فاجأ العالم بأسْره، عندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت الشقيقة، في أبشع عدوان عرفته الأمّة العربية، في تاريخها الحديث. مما أدى إلى تشريد أبناء شعب الكويت الشقيق ومعاناته القاسية.

    وإن المملكة العربية السعودية، إذ تعرب عن عميق استيائها للعدوان، الذي تعرضت إليه دولة الكويت الجارَة الشقيقة، فإنها تعلن عن رفضها القاطع لكل ما أعقب هذا الاعتداء من إجراءات لوضع، رفضته جميع البيانات الصادرة من القيادات العربية، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما رفضته جميع الهيئات والمنظمات، العربية والدولية.

    وتؤكد المملكة العربية السعودية، مطالبتها بعودة الأوضاع في دولة الكويت الشقيقة، إلى ما كانت عليه قبْل الاجتياح العراقي، وعودة الأُسرة الحاكمة، بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، وحكومته، آملين أن تسفر القمة العربية الطارئة، التي دعا إليها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، الشقيقة، عن النتائج التي تحقق آمال الأمّة العربية، وتعزّز مسيرتها نحو التضامن ووحدة الكلمة.  

    لقد أعقب ذلك الحدث المؤسف، إقدام العراق على حشد قوات كبيرة، على حدود المملكة العربية السعودية. وأمام هذا الواقع المرير، وانطلاقاً من حرص المملكة على سلامة أراضيها، وحماية مقوماتها، الحيوية والاقتصادية، ورغبة منها في تعزيز قدراتها الدفاعية، ورفع مستوى التدريب لقواتها المسلحة، وانطلاقاً من حرص حكومة المملكة على الجنوح إلى السلم، وعدم اللجوء إلى القوة، في حل الخلافات.

    أعربت المملكة العربية السعودية عن رغبتها في اشتراك قوات عربية شقيقة، وأخرى صديقة، حيث بادرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، كما بادرت الحكومة البريطانية، ودول أخرى، بحكم علاقات الصداقة، التي تربط بين المملكة العربية السعودية وهذه الدول، إلى إرسال قوات، جوية وبرية، لمساندة القوات المسلحة السعودية، في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين، ضد أي اعتداء. مع التأكيد التام على أن هذا الإجراء، ليس موجهاً ضد أحد، وإنما هو لأغراض دفاعية محضة، تفرضها الظروف الراهنة، التي تواجهها المملكة العربية السعودية. وتجدر الإشارة، هنا، إلى أن القوات، التي ستشارك في التدريبات المشتركة، بينها وبين القوات المسلحة السعودية، سيكون تواجدها موقتاً، على أراضي المملكة. وستغادرها فور ما ترغب المملكة في ذلك.

    نسأل الله، أن يسدد خطانا إلى كل ما فيه خير ديننا، وسلامة أوطاننا، ويأخذ بأيدينا إلى سواء السبيل.  

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.