وثيقة

بيان وزارة الخارجية المصرية

في شأن إدانة الغزو العراقي للكويت

في 3 أغسطس 1990

      بعد أن أسفرت المساعي العربية المكثفة، التي بذلت مؤخراً، لاحتواء الخلاف بين العراق والكويت، عن موافقة قادة البلدَين الشقيقَين على الدخول في حوار ودّي، تمهيداً لتسوية الخلافات القائمة بينهما.

      وبعد أن عقدت جلسة الحوار الأولى، في جدة، وسط توقعات متزايدة وآمال، تولدت لدى الجماهير العربية، بانفراج الأزمة ـ فوجئت جمهورية مصر العربية بالغزو العراقي للكويت، وما ترتب عليه من مضاعفات مؤسفة، لا بدّ أن تكون لها انعكاساتها الخطيرة على الوضع في المنطقة، وعلى مستقبل الوضع العربي كله.

      وفضلاً عمّا يمثله هذا التطور المؤسف، من مخالفة لأحكام القانون ومبادئ الشرعية الدولية، فإنه يشكل إخلالاً واضحاً بتعهد جميع الأقطار العربية، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض؛ وهو تعهد منصوص عليه، صراحة، في ميثاق جامعة الدول العربية، وأكدته المؤتمرات العربية الأخيرة، التي اضطلع فيها العراق بدور بارز في تثبيت الالتزام بهذا المبدأ، وفي المطالبة بتعميق مفهوم التضامن العربي.

وترى مصر، في ضوء هذه الحقائق، أن الوضع يتطلب اتخاذ الخطوات التالية، فوراً، ودون إبطاء:

أولاً: انسحاب القوات العراقية من الأراضي الكويتية.

ثانياً: الكف عن محاولة تغيير نظام الحكم في الكويت بالقوة، وترْك الشؤون الداخلية للكويت للشعب الكويتي الشقيق، يقررها بإرادته الحرة وقراره المستقل.

ثالثاً: ارتباط البلدَين بأسلوب محدد لتسوية الخلافات القائمة بينهما، عن طريق المفاوضات السلمية.