إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردود فعل القوى، الإقليمية والدولية ، ومواقفها تجاه الغزو العراقي، خلال الأيام الأولى للأزمة









وثيقة

وثيقة

مقتطفات من اجتماع الرئيس الأمريكي جورج بوش

مع مجلس الأمن القومي الأمريكي

في كامب ديفيد

صباح 4 أغسطس 1990

الحاضرون:

    ريتشارد تشيني، وزير الدفاع ـ جيمس بيكر، وزير الخارجية، بعد أن قطع رحلته للخارج ـ كولين باول، رئيس الأركان ـ وليم وبستر، مدير الاستخبارات المركزية ـ برينت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي ـ الجنرال نورمان شوارتزكوف، قائد القيادة المركزية ـ جون سنونو، رئيس هيئة مستشاري البيت الأبيض ـ مارلين فيتزووتر Marlin Fitzwater، المتحدث الرسمي باسم الرئيس ـ ريتشارد هاس  Richard Haass، مسؤول الشرق الأوسط، في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

    في بداية الاجتماع، شرح الرئيس بوش تطور الأزمة. ثم خلص إلى أن "العمل الأمريكي"، يجب أن يتحرك بأسرع ما يمكن، لأنه بدأ يخشى من تردد وقلق المملكة العربية السعودية؛ فالملك فهد، كان متخوفاً من الأساس، والملك حسين، يقوم بتحركات سريعة، تبدو غير مفهومة، وأنه أي (بوش) مشغول بثلاثة عناصر، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل:

العنصر الأول:

    يخشى أن يؤثر الملك حسين على الملك فهد، ويجعله يقبَل حلولاً وسطاً.

العنصر الثاني

    يثق أنه حتى إذا انسحب العراقيون من الكويت، فإنهم سوف يتركونها بلداً تابعاً، وسوف تنتقل عدوى التبعية منها إلى بقية دول الخليج.

العنصر الثالث:

    ليس هناك ضمان بألاّ يعود العراقيون إلى تكرار ما فعلوه، في فرصة آخرى. وفي كل الأحوال، فإن شبح التدخل، سوف يظل قائماً، في المستقبل. ومعنى ذلك، أن ظِل العراق سوف يبقى، باستمرار، مخيماً على منطقة الخليج.

    وعرض وليم وبستر، بعض التقارير، التي وصلته من المملكة العربية السعودية، شرح فيها:

·    إن أحد التقارير، تؤكد أن الملك فهد، لمّ يتخذ قراراً، بعد، في شأن طلب المساعدة الأمريكية.

·    وإن تقريراً آخر، أكد فيه وجود 100 ألف جندي عراقي في الكويت، يمكن أن يزحفوا إلى آبار النفط السعودية، وأن حجم القوات العراقية: 63 فِرقة، منها 8 فِرق حرس جمهوري، 5747 دبابة، 10 آلاف عربة مدرعة، 3500 قطعة مدفعية.

    وخلال الاجتماع، تم مناقشة إمكانية أن يتم تنفيذ المهمة بقوات مصرية، منفردة. ولكنهم سرعان ما قرروا أن صداماً، لن يحفل بذلك، وأنهم يجب أن يتحركوا، لأن وجود القوات الأمريكية، هو الشيء الوحيد، الذي سيردع صدام حسين.

    وخلال الاجتماع، أيضاً، اتصل الرئيس مبارك بالرئيس بوش. وأوضح له أن هناك احتمالاً، أن الملك فهد، له بعض التحفظات على وجود القوات الأمريكية على أرض المملكة.

    ومن الفور، غادر الرئيس بوش، غرفة الاجتماعات، ليوجّه حديث، هاتفياً، إلى الملك فهد، أبلغه فيه: إنه مقتنع تماماً، أن العراق سيقوم بغزو المملكة العربية السعودية. وأنه لا يقبَل وجوداً مستديماً للقوات العسكرية الأمريكية. وأنه سيسحب القوات الأمريكية، في الوقت الذي يراه الملك مناسباً لذلك. كما اقترح أن يقوم وزير الدفاع الأمريكي، ريتشارد تشيني، بزيارة المملكة العربية السعودية، لشرح تفاصيل الموقف، على أن يرى الملك بنفسه تفاصيل ما احتوته الصور الجوية. وكان من رأي الملك، أن إرسال طاقم أقلّ مستوى، من ناحية التحليل، قد يكون مناسباً، إذا لم تسر الأمور على ما يرام.

    وعندما عاد الرئيس بوش إلى غرفة الاجتماع، مرة ثانية، كان محور التساؤل يدور حول هل يتم الدفاع عن السعودية، أم يتم التحرك لإخراج صدام من الكويت؟ وفي الوقت نفسه، كان الرئيس بوش يريد أن يتجنب الدخول في صراع جديد، كالذي حدث في فيتنام.

    وتساءل أحد الحاضرين (يعتقد أنه جيمس بيكر)، عمّا إذا كانت الضربات، الجوية والصاروخية، المركزة، الموجهة من الحاملات، في البحر الأحمر والخليج، تستطيع أداء المهمة، وتدمير أهداف العراق الحيوية، وإرغامه، بالتالي، على الانسحاب من الكويت؟

    وأجاب الجنرال كولين باول، على هذا التساؤل، بقوله: " إن هذا الاقتراح، بُحث، من قبْل، بحثاً مستفيضاً. وتم استبعاده، لأن الطيران، وحده، لا يستطيع أن يحقق الهزيمة الكاملة للعدو. وإنه يجب على الولايات المتحدة، أن ترسل الحجم الكافي من القوات، من أجْل تنفيذ المهمة بسرعة[1].

    وأضاف الجنرال شوارتزكوف، إن القوة الجوية، تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في الحرب مع العراق. ولكنها لا تكفي، وحدها، لكسب الحرب. بطبيعة الحال، هناك مزايا عديدة لعمل القوات الجوية في معركة مع العراق، ومنها، على سبيل المثال:

·    إن الأجواء صالحة للطيران في المنطقة، والرؤية يمكن أن تكون بعيدة.

·    إن العراق ليس لديه خبرة بالحرب الجوية، بما في ذلك الدفاع الجوي، لأن حربه ضده إيران، كانت، بالدرجة الأولى، حرباً برية، ولم يكن للطيران فيها دور يذكر.

·    إن الولايات المتحدة، تملك ذخائر متطورة، تعطي للحرب الجوية فرصة، لم تسنح من قبْل.

·    إن الحرب الجوية، لها ميزة كبرى في التأثير النفسي على الحياة الداخلية.

    وبدأ شوارتزكوف يشرح الخطة الدفاعية (1002 ـ 90)، وأسلوب تنفيذها، التي تهدف إلى الدفاع عن المملكة العربية السعودية، تحت شعار، " كن قادرا ً". ثم تطوير الخطة، للتحرك، شمالاً، إلى الكويت وهي"خطة هجومية"، تحت شعار، "كن قادراً على دفع الثمن"[2].

    وذكر، شوارتزكوف، إنه يحتاج إلى 17 أسبوعاً، كي يحقق المطلوب " للردع "؛ إذ يتطلب ذلك نقْل نحو 200 ألف جندي، من الجيش والبحرية والطيران والمارينز، وسوف يستغرق ذلك حتى شهر ديسمبر1990. وأضاف شوارتزكوف قائلا: "إن 60% من جيشنا، من الاحتياطي. ومن ثَم، فمن المتوقع، أن تصل خسائرنا إلى حدٍّ حرِج. ولكننا متفوقون في الجو. وهذا ما سيجعلنا نرى الأهداف بوضوح، وما سيجعلنا نفرض على العراقيين حالة من الفوضى في القتال ".

    وأبدى الرئيس بوش، استغرابه من أن الملك فهد، لم يردّ بالموافقة، بعد.

    وأجابه ريتشارد تشيني، إنه يعول كثيراً على جهود الأمير بندر مع الملك فهد.

    وأعرب الرئيس بوش عن دهشته من أن يكون الملك فهد، حتى هذه اللحظة، محتاجاً لمن يقنعه، وقال: "إننا سوف نوفر لهم أقوى غطاء يمكن تصوره. ومع ذلك يترددون".

    ورد جون سنونو[3]، قائلاً: "سيادة الرئيس، ألا يمكن أن يكون الملك فهد في حاجة إلى غطاء آخر، يؤمن ظهْره؟ ". كان سنونو يظن أن جلالة الملك فهد، في حاجة إلى غطاء، عربي أو إسلامي، أو الاثنين معاً. واستطرد سنونو قائلاً: " إن الملك فهد، قد يحس بالحرج الشديد، إذا طلب قوات أمريكية مسيحية، لتحمي بلده العربي الإسلامي. وأما إذا ذهبت القوات الأمريكية، في إطار أوسع، يشارك فيه عرب مسلمون، فإن المسألة، في هذه الحالة، يمكن أن تكون ممكنة " Palatable ".

    وأكد الرئيس بوش، موجها حديثه لـ تشيني: "سوف أعمل على توفير الغطاء، العربي والإسلامي. إنني أرى أن تذهب أنت، إلى السعودية، ومعك نورمان[4]، لتكون بنفسك هناك، عندما يتم توفير الغطاء الملائم للملك فهد، وحتى تقوم بدفعة أخيرة، تحسم تردده"[5].

    وحدد الرئيس بوش المهمة لـ (تشيني)، في النقاط التالية[6]:

·    اِجعل الملك فهد يوافق على القوات الأمريكية.

·    اِحصل على هذه الدعوة، وشجِّعه عليها.

·    أكد له أننا سنلتزم تماماً بالدفاع عنه، ولن نخذله.

·    قلْ له، بأن بوش سوف يرسل هذه القوات، بأعداد كبيرة، وستبقى حسب مقتضيات الضرورة. ولكن ليس أطول من المدة التي يحددها السعوديون.

    ويبدو، بنهاية الاجتماع، (كما علق على ذلك الجنرال كولين باول)، أن الرئيس الأمريكي، حدد لنفسه هدفَين:

الأول: إنه ذاهب بالقوات إلى المملكة العربية السعودية.

الثاني: إن هدف القوات، ليس منع هجوم من العراق، ولكن للقيام بالهجوم على العراق.



[1] قال `كولين باول` لتأكيد حديثه: إننا حينما أرسلنا الحجم الملائم من القوات إلى بنما، استطاعت أن تنفذ مهمتها، بأقل الخسائر.

[2] الثمن الذي كان يقصده هو الخسائر في الأرواح. وتعني أن الخطة، ستنتقل من الدفاع إلى الهجوم، من الردع إلى القتال، وهو ما لا يحبذه، حتى لا يموت رجاله، ويضيع مستقبله، السياسي والعسكري، خاصة أنه يعترف بأن ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية، هو المملكة العربية السعودية، بالدرجة الأولى.

[3] من أصل لبناني، ويحمل مواريث عربية.

[4] هناك بعض المراجع، تشير إلى أن تشيني، تلقى مهمة تعيينه لرئاسة الوفد، الذي سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية، أثناء وجوده في منزله، مساء 4 أغسطس. ولكن الأرجح، أنه تلقى المهمة في نهاية هذا الاجتماع، الذي تم في كامب ديفيد، صباح 4 أغسطس 1990.

[5] اتصل تشيني بالأمير بندر، في جدة، وأبلغه أن الرئيس الأمريكي، قرر أن أحضر بنفسي إلى المملكة العربية السعودية، لمقابلة جلالة الملك فهد، ومعي أفكار طيبة، قد يجدها مفيدة. وسيكون معي الجنرال شواتزكوف. وفي اليوم التالي، أبلغ سكوكروفت الوزير تشيني، أن الأمير بندر، أبلغه `أن جلالة الملك فهد مستعد لاستقباله، الآن، فدعه يأتي، من الفور.

[6] ذكر بوب وُودوُرد، في كتابه، `القادة`، ترجمة محمد مستجير، ص 320، أن الرئيس بوش، قبْل أن يقرر إيفاد تشيني في المهمة إلى المملكة العربية السعودية، اتصل بجلالة الملك فهد، هاتفياً، وقال له: إن صدام حسين، يحشد قواته بالقرب من حدود المملكة، ويجب أن تتحركوا. وردّ عليه الملك فهد، أن المملكة لا تريد قوات برية للدفاع عنها. وكل ما تطلبه هو المساعدة الجوية فقط، وربما بعض العتاد الإضافي