إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / ردود فعل القوى، الإقليمية والدولية ، ومواقفها تجاه الغزو العراقي، خلال الأيام الأولى للأزمة









أولاً: موقف الدولتَين العظميَين، وردودّ أفعالهما تجاه الغزو

أولاً: موقف الدولتَين العظميَين، وردودّ أفعالهما تجاه الغزو

1. موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وردّ فعلها

مساء الأول من أغسطس 1990، وفور إعلان نبأ الغزو العراقي للكويت، أرسل الأدميرال "بيل أوينز Bill Owenz"، قائد الأسطول السادس الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط، إشارة إلى وزير الدفاع الأمريكي، "ريتشارد تشيني Richard Chiny"، ومفادها: "العراقيون اخترقوا"[1].

وفور وصول الإشارة، دعا الجنرال "كولين باول Collin Poweil"، رئيس هيئة الأركان المشتركة، كلاًّ من نائبه، الجنرال "ديفيد جيرميا David Jeremiah"، ومساعده، الجنرال "توم كيلي Tom Kelly"، إلى الاجتمـاع معه، لتقديـر الموقف. وفـي الوقت عينـه، أبلـغ "بـرينت سكوكروفت Brent Scowcroft"، مستشار الأمن القومي، ليبلغ، بدروه، الرئيس جورج بوش نبأ الغزو العراقي للكويت.

وفي الساعة التاسعة، مساء الأول من أغسطس 1990، (توقيت واشنطن، أي الساعة 0400، يوم 2 أغسطس، توقيت المملكة)، عقد الرئيس جورج بوش، اجتماعاً عاجلاً، في البيت الأبيض، مع عدد من المستشارين، ضمّ كلاًّ من برينت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي، و"جون سنونو John Sununu"، رئيس هيئة مستشاري البيت الأبيض، وريتشارد تشيني، وزير الدفاع، والجنرال كولين باول، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال ديفيد جيرميا، نائب رئيس هيئة الأركان، و"بول ولفوفيتز Paul Wolfowitz"، نائب وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الدولية، و "روبرت كيميت Robert Kimmitt"، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، لوجود "جيمس بيكر James Baker"، وزير الخارجية في الاتحاد السوفيتي، و"وليم وبستر William Webster"، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ومساعده للعمليات، "ريتشارد كير Richard Kerr"، والمستشار القانوني للبيت الأبيض، "بويدن جراي  Boyden Gray".

وفي الساعة الحادية عشرة وعشرون دقيقة، مساء الأول من أغسطس 1990 (توقيت واشنطن، أي الساعة 0620، يوم 2 أغسطس، توقيت المملكة)، صدر عن مكتب الرئيس جورج بوش، مجموعة من القرارات. أبرزها:

أ. بيـان يدين الغزو العراقي، ويطالب بسرعة الانسحاب، بلا قيد أو شرط، ولا يقبل بديلاً من ذلك (أُنظر وثيقة البيان الأمريكي الصادر عن البيت الأبيض، في الساعة 2300، يوم 1 أغسطس 1990 (بتوقيت واشنطن)، في شأن إدانة الغزو العراقي للكويت).

ب. إرسال قوة من الطيران إلى المملكة العربية السعودية، من الفور (24 طائرة مقاتلة قاذفة من نوع F-15).

ج. تجميد كل الأموال والودائع، الكويتية والعراقية، في كافة المصارف والمؤسسات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية (اُنظر وثيقة الأمر التنفيذي الرقم 12722 الصادر من الرئيس الأمريكي، في 2 أغسطس 1990، في شأن تجميد ممتلكات الحكومة العراقية، وحظر المعاملات التجارية معها).

د. تشكيل لجنة طوارئ دائمة، لمتابعة الأزمة، تعمل تحت رئاسة مستشار الأمن القومي، برينت سكوكروفت، تضم كلاًّ من روبرت كيميت، وديفيد جيرميا، وولفوفيتز، وريتشارد كير.

في نهاية الاجتماع، طلب الرئيس بوش من المجتمعين، الحضور، صباح اليوم التالي، لدراسة الخيارات المستقبلية المتاحة، وأن ينضم إليهم الجنرال "نورمان شوارتزكوف Norman Schwarzkphe"، ومعه وثائق خطة العملية (1002 ـ 90).

أ. اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي (2 أغسطس 1990)

في الساعة الثامنة، من صباح 2 أغسطس 1990، اجتمع الرئيس بوش مع مجلس الأمن القومي الأمريكي، في غرفة الاجتماعات الرسمية، في البيت الأبيض. وحضر الاجتماع "ريتشارد تشيني"، وزير الدفاع، و"جيمس واتكنز James Watkins"، وزير الطاقة[2]، و"روبرت كيميت"، مساعد وزير الخارجية، والجنرال "كولين باول"، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال "نورمان شوارتزكوف"، قائد القوات المركزية، و"نيكولاس برادي Nicholas Brady"، وزير الخزانة، و"وليم وبستر"، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، و"ريتشارد دارمان Richard Darman"، مدير الميزانية.

    وحدد الرئيس جورج بوش موقفه بثلاث نقاط:

(1) عدم قبول ما حدث. ولا مجال للتفاوض أو قبول حلول وسط.

(2) وجوب تعبئة الرأي العام، الأمريكي والدولي، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

(3) مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن "العمل" والتحرك لمواجهة العدوان.

ثم طلب من الحاضرين اقتراح خطط عمل.

 وأكد المجتمعون النقاط التالية:

(1) إن احتلال الكويت سيسبب فوضى في أسواق النفط (أسعاراً وإمداداً وتوزيعاً).

(2) لن تسمح واشنطن للعراق بالاستيلاء على ثلثَي إنتاج النفط في الشرق الأوسط، و20% من احتياطي النفط في العالم، يمكن أن تزيد إلى نسبة 40 %، لدى استيلائه على نفط المملكة العربية السعودية.

(3) ضرورة فرض حصار اقتصادي شامل، ضد العراق.

    وعرض الجنرال شوارتزكوف، أثناء الاجتماع، خيارَيْن اثنين، هما:

الأول: تنفيذ ضربة جوية قوية. إلاّ أنها، في تقديره، مهْما بلغت من القوة، لن تكون مؤثرة.

الثاني: التدخل العسكري الشامل، على أوسع نطاق، طبقاً لخطة القيادة المركزية الأمريكية الرقم (1002 ـ 90). وهو الخيار الحقيقي المؤثر، شريطة أن يتهيأ له قاعدة لحشد القوات، لا يمكن أن تكون إلاّ في المملكة العربية السعودية.

    وكان من الواضح، أن الرئيس الأمريكي، قد آثر الاحتمال الثاني.

    وبانتهاء الاجتماع، توصل المجتمعون إلى ثلاث نقاط محددة، هي:

(1) الاتصال بالملك فهد، للحصول على موافقته على إنشاء القاعدة الوحيدة الممكنة، وانتشار القوات الأمريكية، لتنفيذ الخطة.

(2) المسارعة، من الفور، إلى إغلاق خطوط أنابيب النفط العراقية، عبْر تركيا، وعبْر المملكة العربية السعودية.

(3) اتخاذ الإجراءات الخاصة، بتحمل العرب المنتجون للنفط، بمقتضاها، نفقات الخطة العسكرية؛ إذ إن ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية، لا تحتمل عجزاً فوق ما تعانيه من عجز، فضلاً عن أن المستفيد من أي عمل، عليه أن يتحمل نفقاته.

ومن الفور، وتنفيذاً للنقطة الأولى، عمد الرئيس جورج بوش إلى الاتصال بالملك فهد، للحصول على موافقته على نزول القوات الأمريكية في المملكة العربية السعودية. وإثر الاتصال، لخص الرئيس بوش ما سمعه من الملك، فقال للمجتمعين:

(1) الملك فهد غاضب إلى أقصى درجة، من الغزو العراقي للكويت.

(2) وهو يطالب بضرورة إجبار صدام حسين، على الخروج من الكويت.

(3) عدم موافقة المملكة على السماح للقوات الأمريكية بالنزول في أراضيها.

وبذلك، أصبحت كل المسائل معلقة على موافقة جلالة الملك فهد.

ب. الرئيس بوش يتصل بالملك حسين، في الإسكندرية (2 أغسطس 1990)

أثناء اجتماع الزعيمَين العربيَّين، الرئيس حسني مبارك، والملك حسين، في قصر رأس التين، في الإسكندرية، جاءت مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي، جورج بوش، من طائرته الخاصة، وهو متجه إلى مدينة آسبن، في ولاية كولورادو. وطلب أن يتحدث إلى الملك حسين.

 وأكد الرئيس بوش، خلال الاتصال الهاتفي مع الملك حسين، ما يلي:

(1)    إن غزو العراق الكويت، يُعَدّ عملاً من أعمال العدوان. ولا يمكن الولايات المتحدة الأمريكية أن تقبله.

(2)    إن الرئيس صدام حسين، بغزوه للكويت واحتلالها، يتحدى واشنطن.

(3)    إن الغزو العراقي، يُعَدّ تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها. والكونجرس والرأي العام الأمريكي، يطالبان بعمل عسكري يحمي الأمن الوطني الأمريكي.

(4)    إن موقف العالم العربي يدعو إلى الدهشة؛ إذ لم يسمع، حتى الآن، إدانات صريحة للعدوان.

(5)    إن الولايات المتحدة الأمريكية، ستتصرف، وحدها، ولن تنسق مع غيرها من الدول، إذا لم تكن هي مستعدة للتنسيق.

وطلب الملك حسين من الرئيس بوش منحه فرصة لتسوية الأزمة، وحددها بثمانية وأربعون ساعة. وأبلغه أنه سيتوجّه إلى بغداد، لإقناع الرئيس العراقي بالانسحاب من الكويت.

ج. لقاء الرئيس بوش ومارجريت تاتشر في آسبن (2 أغسطس 1990)

بعد اجتماع الرئيس بوش إلى أعضاء إدارته، غادر واشنطن، بعد ظهر 2 أغسطس 1990، (توقيت واشنطن)، لمقابلة مارجريت تاتشر، في مدينة آسبن، في ولاية كولورادو. وقبـل أن يصعد طائرته العمودية، قال الرئيس للمراسلين: "إننا لن نناقش التدخل في الكويت. فأنـا لا أفكر في مثل هذا العمل".

وفي منتجع آسبن، التقى الرئيس بوش، رئيسة الوزراء البريطانية، مارجريت تاتشر، حيث عقدا اجتماعاً مطولاً. وفي بدايته، سأل الرئيس بوش ضيفته عن تصوراتها، في خصوص الغزو العراقي للكويت. وكانت الإجابة جاهزة لديها، فلخصتها في نقطتَين هما: عدم مسايرة المعتدي وملاينته، ووقف العدوان، من الفور؛ لأنه إذا قُيِّض لصدام حسين، أن يجتاز الحدود إلى أراضي المملكة العربية السعودية، فإنه سيشق طريقه إلى امتداد ساحل الخليج، في غضون أيام. ومن ثَم، سيسيطر على 65% من احتياطي النفط العالمي، مما سيمكنه من ابتزازنا.

وأخبر الرئيس بوش رئيسة الوزراء البريطانية، أنه تحادث مع الرئيس حسني مبارك والملك حسين. وكانت فحوى المحادثة أن على الولايات المتحدة الأمريكية الإخلاد إلى السكينة، ومنح فرصة لحل عربي. وأنه رد عليهما بالموافقة، شريطة أن يشمل انسحاباً عراقياً، وإعادة الحكومة الشرعية الكويتية. وفي الوقت نفسه، فإنه أوصى بمقاطعة السلع العراقية، ووقف الإقراض، وتجميد الأرصدة، العراقية والكويتية، إضافة إلى إصدار أوامره إلى قطع الأسطول الأمريكي، بالتحرك شمالاً، من المحيط الهندي في اتجاه الخليج[3].

ثم تركز البحث حول ما ينبغي فعله، في المرحلة القادمة. ووضحت رئيسة الوزراء البريطانية، مارجريت تاتشر، أنه في حال رفض صدام حسين الانسحاب من الكويت، يجب على مجلس الأمن الدولي، فرض حظر تجاري كامل على العراق. ويجب على الجميع الالتزام به، بلا استثناء، لكي يؤتي ثماره، إضافة إلى إغلاق خطوط الأنابيب، داخل أراضي تركيا والمملكة العربية السعودية، في وجه نفط العراق، وهي الأنابيب التي يصدر عبرها معظم نفطه. واستطردت رئيسة الوزراء، قائلة: "هذه القرارات لن تكون سهلة التنفيذ. ولذا، فإن ثمة سؤالاً حاسماً، لا بدّ من معرفة جوابه، وهو: هل ستكون للدول العربية، وتركيا، قوة الإرادة، لأداء المهمة المطلوبة؟ فالمملكة العربية السعودية خاصة، قد تخشى أن يستغل العراق تصرفاً من هذا القبيل، كذريعة تسوغ له مهاجمة أراضيها. وسيكون في إمكاننا إرسال قوات عسكرية للدفاع عنها، ولكن بناء على طلب محدد من الملك.

وبعد اجتماع الرئيس الأمريكي إلى رئيسة الوزراء البريطانية، غيّر الرئيس الأمريكي موقفه من الغزو العراقي للكويت، وتنكّر لاتفاقه مع الملك حسين، على منح 48 ساعة، للضغط على صدام حسين، من أجْل الانسحاب. ففي مؤتمر صحفي مشترك، عقد بعد ظُهر الجمعة، 3 أغسطس[4].

وقالت مارجريت تاتشر، بعد ذلك، في مجلس وزرائها "إنها قوّت من عزيمة جورج". وتجلت ثقة الرئيس الأمريكي بنفسه وبقدراته، في قوله للصحفيين: "إنني ما زلت أمام كل الخيارات، لم أعتمد شيئاً، ولم أستبعد شيئاً".

د. اجتماع الرئيس بوش مع مجلس الأمن القومي، صباح يوم 3 أغسطس 1990.

بعد عودة الرئيس بوش من آسبن، صباح 3 أغسطس 1990، اجتمع، من الفور، في غرفة الاجتماعات الرسمية، في البيت الأبيض، مع مجلس الأمن القومي. وفي بداية الاجتماع، وجّه الرئيس الأمريكي نظر المجلس إلى ضرورة الإجابة عن سؤالين وهمين، هما:

الأول: ما هي مصالحنا؟

الثاني: ما هي الخيارات العسكرية أمامنا؟

ثم لَخصَ مستشار الأمن القومي، برينت سكوكروفت الموقف، في عدة نقاط، هي:

(1) يُعدّ الغزو العراقي للكويت، أمراً غير مقبول. ولكن من الصعب أن نفعل الكثير، الآن.

(2) إن هناك أسباب شتى، تجعل من الصعب أن نفعل شيئاً. ولكن هذا واجبنا.

(3) إن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تستطيع أن تتسامح في هذا العدوان.

(4) على الرغم من امتلاك المملكة العربية السعودية أحدث المقاتلات، وجيشاً، قوامه 65 ألف مقاتل، إلاّ أنها لا تستطيع أن تواجه جيش صدام حسين، الذي يمكنه أن يستولي، خلال أيام، على آبار النفط السعودي.

    وأشار بعض الأعضاء إلى أهم التحديات، التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة لذلك، وهي تتلخص في الآتي:

(1) أصبح إمداد الدول الغربية بالنفط، في خطر بَيّن.

(2) أصبحت اقتصاديات بعض دول أوروبا الشرقية، هي الأخرى، في خطر.

(3) أصبح أمن إسرائيل، كذلك، مهدداً.

(4) لدى صدام حسين أسلحة، كيماوية وبيولوجية، في الوقت الحاضر. ويستطيع، خلال سنوات قليلة، أن يمتلك السلاح النووي.

(5) إن بعض القادة في العالم، ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها القوة العظمى الوحيدة، التي تستطيع أن تتعامل مع هذا الحدث، وتوقف العدوان وتردعه.

(6) أصبحت المصالح، القومية والدولية، بصفة عامة، في خطر شديد.

وأوضح تشيني، أن الهدف هو وضع الخطة الرقم (1002 ـ 90)، موضع التنفيذ. ويمكن تقسيم الخطة إلى ثلاث مراحل هي:

المرحلة الأولي:

تستهدف ردع القوات العراقية عن أي تفكير في غزو المملكة العربية السعودية. وهذا الجزء من الخطة، يستغرق شهراً، ويقتضي إرسال فِرقة مدرعة، ومجموعة حاملات طائرات، مزودة بصواريخ "توماهوك كروز"، وعشرة أسراب جوية من المقاتلات والقاذفات (180 ـ 200 طائرة).

المرحلة الثانية:

تستطيع تحرير الكويت، كهدف محدود. وهذه المرحلة، تستغرق فترة ما بين 3 ـ 4 شهور. وبها تكون في السعودية قوات، تعدادها مائة ألف جندي، غير الطيران والأسطول.

المرحلة الثالثة:

تستطيع ضرب العراق، كهدف مفتوح. وهذه المرحلة، تستغرق ما بين 6 ـ 8 شهور. وبها تكون القوات في المملكة العربية السعودية، قد وصلت إلى 200 ألف جندي، غير الطيران والأسطول. إضافة إلى ما يمكن أن تساهم به في الحرب دول، حليفة وصديقة.

وحدد قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال شوارتزكوف، طبقاً للخطة، بشيء من التفصيل، حجم القوات الأمريكية، التي ستستخدم في المملكة العربية السعودية، والمتمثلة في 3 فرق، وعدد من الوحدات الأخرى، إضافة إلى أكثر من 500 طائرة قتال، والعديد من مجموعات قتال سفن البحرية وسفن القيادة والنقل، وهي تقدر بنحو 150ألف جندي.

وعَلّق أحد الحاضرين على ما أوضحه الجنرال شوارتزكوف أن تنفيذ الخطة يتوقف على موافقة الملك فهد على وجود قوات أجنبية على أرض المملكة. وأن على الولايات المتحدة الأمريكية بذل أقصى الجهود لإقناعه بضرورة انتشار هذه القوات، دفاعاً عن المملكة، في المقام الأول.

وفي نهاية الاجتماع، طلب الرئيس بوش من تشيني وباول، أن يجتمعا، في اليوم عينه، مع الأمير بندر بن سلطان، ليلخصا له الموقف، ويوضحا الأخطار المحيطة بالمملكة العربية السعودية وإقناعه بأهمية انتشار القوات الأمريكية على أراضيها[5].




[1] المقصود أن العراقيين اخترقوا حدود الكويت.

[2]  جيمس واتكنز، قائد البحرية الأمريكية الأسبق.

[3] أثناء اجتماع الرئيس بوش مع مارجريت تاتشر، بلغ الرئيس بوش أن الرئيس اليمني يريد التحدث إليه على الهاتف فأستأذن الرئيس وقام للرد على المكالمة حيث طلب منه الرئيس علي عبدالله صالح إعطاء مزيداً من الوقت لإعداد حل عربي. فأخبره الرئيس بوش بأن يشمل انسحاب القوات العراقية وعودة الحكومة الشرعية الكويتية قبل القبول به. وذكرت مارجريت تاتشر أنها أبلغت بوش قبل مفارقتها للرد على تليفون الرئيس اليمني، بأن اليمن وهي عضو مؤقت في مجلس الأمن، لم تصوت على مشروع القرار المطالب بانسحاب القوات العراقية من الكويت.

[4] عاد الرئيس بوش إلى واشنطن، في ليلية 2 أغسطس 1990، بعد اجتماعه إلى رئيسة الوزراء البريطانية، لارتباطه باجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي، في صباح يوم 3 أغسطس. وبعد الاجتماع غادر واشنطن متجهاً إلى مدينة آسبن، مرة أخرى، لمتابعة اجتماعه إلى مارجريت تاتشر، قال إنه ورئيسة الوزراء، ناقشا عدداً من الخيارات المتعلقة بالكويت، بما فيها الخيارات العسكرية. وقال الرئيس: إننا لا نستبعد أي خيارات.

[5] ذكر بوب وُودوُرد، في كتابه `القادة ـ قصة حياة جورج بوش`، ترجمة فريق من الخبراء العرب، ص109: أن الأمير بندر بن سلطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، اجتمع إلى سكوكروفت قبل أن يجتمع إلى ريتشارد تشيني، وأكد سكوكروفت للأمير بندر، خلال الاجتماع، أن الرئيس الأمريكي، يميل إلى مساعدة السعودية، بكل وسيلة ممكنة، كي يتيح لها الدفاع عن أرضها. وأن الولايات المتحدة الأمريكية، ستفعل كل ما في وسعها، من أجْل حماية المملكة. وأن الرئيس بوش، سوف يمضي في اتجاه سياسة ضرب العراق، والقضاء على مركز صدام حسين، إلى النهاية، على أن تكون المملكة جادة في تقبّل وجود قوات أمريكية على أرضها.

[6] حضر الاجتماع، بعد أن قطع رحلته إلى الخارج، وبعد اجتماعه إلى وزير الخارجية السوفيتي، في موسكو.

[7] ذكر بوب وُودوُرد، في كتابه `القادة`، ترجمة محمد مستجير، ص 320، أن الرئيس بوش، قبْل أن يقرر إيفاد تشيني في مهمة إلى المملكة العربية السعودية، اتصل بجلالة الملك فهد، هاتفياً، وقال له: إن صدام حسين، يحشد قواته بالقرب من حدود السعودية. ويجب أن تتحركوا. وردّ عليه الملك فهد، أن السعودية، لا تريد قوات برية للدفاع عنها. وكل ما تطلبه، هو المساعدة الجوية فقط، وربما بعض العتاد الإضافي.

[8] كان في رفقة ريتشارد تشيني كل من الجنرال `نورمان شوارتزكوف Norman Schwarzkopf` ، قائد القيادة المركزية الأمريكية؛ والجنرال `بول ولفوفيتز Paul Wolfowitz` ، نائب وزير الدفاع للشؤون الدولية؛ و`روبرت جيتس Robert Gates` ، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في ذلك الوقت؛ والجنرال `تشارلز هورنر ` Charles Horner` ، قائد القوات الجوية للقيادة المركزية الأمريكية؛ والجنرال `جون يوساك John Yeosock` ، قائد القوات البرية للقيادة المركزية الأمريكية. ويصحبهم خبير بقراءة صور الأقمار الصناعية وتحليلها، من الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ، وبعض كبار المساعدين. كما حمل الجنرال شوارتزكوف وثائق الخطة (1002 ـ 90)، التي تتضمن الجدول الزمني لفتح القوات البرية والجوية والبحرية، الأمريكية.

[9] حضر الاجتماع، عن الجانب السعودي، كلُّ من الأمير عبدالله، وليّ العهد، النائب الأول لرئيس الوزراء؛ والأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي؛ والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع السعودي؛ وعثمان الحميد، مساعد وزير الدفاع؛ والفريق الأول الركن محمد صالح الحماد، رئيس هيئة الأركان العامة؛ والأمير بندر بن سلطان، سفير المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تولّى الترجمة للملك فهد.

[10] تضمن البيان الأمريكي ـ السوفيتي، المشترك، الصادر في 3 أغسطس: تأكيد ضرورة الانسحاب العراقي من الكويت، وعودة الحكومة الشرعية إليها، والالتزام بوقف الإمدادات العسكرية السوفيتية إلى العراق، ما دامت القوات العراقية على أرض الكويت.

[11] من المعروف، أن الاتحاد السوفيتي، يرتبط بعلاقات طيبة بالعراق، إذ تربط بينهما معاهدة صداقة، منذ عام 1972. فضلاً عن وجود حوالي 8 آلاف خبير سوفيتي في العراق، منذ عدة سنوات، تركزت مهمتهم في التعاون مع العراق، في المجالات الاقتصادية والتدريب العسكري.