إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تطور الأوضاع السياسية، الدولية والإقليمية والعربية، في ضوء تصاعد الأزمة









تسلسل الأحداث المهمة

وثيقة

مبادرة الرئيس العراقي، صدام حسين

في شأن ربط القضية الكويتية بقضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي

12 أغسطس 1990

بسم الله الرحمن الرحيم

مساهمة منّا في خلق أجواء سلام حقيقي في المنطقة؛ وتسهيلاً لوضع المنطقة في حالة استقرار، وكشفاً لزيف أمريكا، وحليفتها المسخ، إسرائيل؛ وفضحاً لعملائها الصغار وجرائمهم ضد الأمة؛ وتوكيداً للحق، من موقع الاقتدار المؤمن بالله والشعب والأمة.

قررنا أن نتقدم بالمبادرة التالية:

لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية، أن تغطي على تحركاتها المعادية للإنسانية وشعوب المنطقة، بدعوى أن قرارات المقاطعة الاقتصادية للعراق، هي احتجاج على مساعدة العراق لأهل الكويت، الذين أنقذوا أنفسهم من حكم آل الصباح. ثم طار صوابها، يوم قرر الكويتيون والعراقيون إعادة وصل ما قطعه الاستعمار الإنكليزي بين العراق والكويت، بعد أن كانت الكويت جزءاً من العراق حتى الحرب العالمية الأولى؛ ولم يعترف العراق بما أقدم عليه الاستعمار من جريمة، حتى الوقت الحاضر. ثم راحت أمريكا تحشد الأساطيل الحربية، وأسراب الطائرات، وتدق طبول الحرب ضد العراق، بدعوى مواجهة التهديد العراقي للسعودية. ولأن شرارة الحرب، إنْ هي ابتدأت، ستحرق الكثيرين، وتسبب لمن يكون في ميدانها ويلات كبيرة؛ وبغية وضع الحقائق، كما هي، في مواجهة الرأي العام العالمي، والغربي منه بوجه خاص، وكشف زيف ادعاءات أمريكا، في أنها تناصر قضايا وحقوق الشعوب، وتسعى للمحافظة على الأمن ومصالح الغرب فحسب ـ فإني أطرح أن تحل كل قضايا الاحتلال، أو القضايا التي صورت بأنها احتلال، في المنطقة كلها، وفق أُسُس ومبادئ واحدة ومنطلقات، يضعها مجلس الأمن، وكما يلي:

1. إعداد ترتيبات انسحاب، وفق مبادئ واحدة، لانسحاب إسرائيل، فوراً، وبلا شروط، من الأراضي العربية المحتلة، في فلسطين وسورية ولبنان؛ وانسحاب سورية من لبنان؛ والانسحاب بين العراق وإيران؛ ووضع ترتيبات لحالة الكويت. وأن تنسحب الترتيبات العسكرية، في توقيتاتها وكل ما يتصل بها من ترتيبات سياسية، على كل الحالات، ووفق نفس الأُسُس والمبادئ والمنطلقات المعتمدة، آخذين بنظر الاعتبار الحقوق التاريخية للعراق في أرضه، واختيار شعب الكويت. وأن تكون البداية في تطبيق البرنامج بما هو أسبق للاحتلال، أو ما سُمي احتلالاً، مبتدئين بتطبيق كل ما صدر من قرارات لمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، لكل الحالات، وهكذا وصولاً إلى أقرب حالة فيها. وأن تطبق نفس الإجراءات، التي اتخذها مجلس الأمن حيال العراق، تجاه من لا يلتزم بهذا الترتيب أو يتجاوب معه.

2. بقصد إظهار الأمور على حقيقتها، أمام الرأي العام العالمي، ليحكم وفق شروط موضوعية، بعيداً عن الرغبة والضغط الأمريكيَّين، نرى أن تنسحب، فوراً، من السعودية، القوات الأمريكية، والقوات الأخرى، التي استجابت لمؤامرتها؛ وأن تحل محلها قوات عربية، يحدد حجمها وجنسيتها وواجباتها وأماكن وجودها، مجلس الأمن، يعاونه الأمين العام للأمم المتحدة، وبالاتفاق على جنسيات القوات العسكرية، بين العراق والسعودية؛ وأن لا يكون من بينها قوات من حكومة مصر، التي اتخذت منها أمريكا متكأً لها، في مؤامرتها ضد الأمة العربية.

3. أن تتجمد، فوراً، كل قرارات المقاطعة والحصار ضد العراق، وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي، في التعامل، الاقتصادي والسياسي والعلمي، بين العراق ودول العالم، ولا تعود تلك القرارات إلى البحث والتطبيق، إلا على من تنطبق عليه، في حالة خرقه لما ورد ذكره في (1، 2، 3) أعلاه. وفي كل الأحوال، وعندما لا تتجاوب أمريكا، هي وحلفاؤها، والصغار من عملائها، مع مبادرتنا هذه، فإننا سنقاوم، بقوة، نحن والخيرون من أبناء الأمة العربية، وشعب العراق العظيم، نزعاتها الشريرة ومخططاتها العدوانية. وسننتصر ـ بعون الله ـ وسيندم الأشرار على فعلتهم، بعد أن يخرجوا مدحورين ملعونين من المنطقة، يجرون أذيال الخزي والعار.

والله أكبر. وليخسأ الخاسئون.

صدام حسين

21 محرم 1411هـ

12 أغسطس 1990