إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تطور الأوضاع السياسية، الدولية والإقليمية والعربية، في ضوء تصاعد الأزمة









تسلسل الأحداث المهمة

رسالة من الرئيس العراقي، صدام حسين

إلى الرئيس علي هاشمي رفسنجاني

في شأن السلام مع إيران، والموافقة على اتفاقية 1975

يوم الأربعاء، 15 أغسطس 1990

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني المحترم،

رئيس جمهورية إيران الإسلامية.

بعد التوكل على الله العلي القدير، وبقصد إزاحة ما يعرقل فتح الطريق لعلاقات أخوّة مع كل المسلمين، ومَن يختار منهم الأخوّة من مسلمي الجارة إيران؛ ومن أجل فتح المجال لتفاعل جدي مع كل المؤمنين، لمواجهة الأشرار، الذين يريدون بالمسلمين، وأمة العرب، شراً؛ ومن أجل إبعاد العراق وإيران عن ابتزاز وألاعيب القوى الدولية الشريرة، وأذنابها في المنطقة.

وانسجاماً مع روح مبادرتنا، التي أعلنّا عنها، في 12/8/1990، والتي توخينا منها تحقيق السلام الشامل، والدائم، في المنطقة؛ ولكيلا نُبقي لذي حجة ما يمنعه من التفاعل وإبقاء الهواجس والتحسب، ولكيلا تَبقى أيّ من طاقات العراق معطلة، خارج ميدان المنازلة العظيمة، وحشدها باتجاه الأهداف، التي أجمع المسلمون، والعرب الشرفاء، على أنها حق؛ ولإبعاد التداخل عن الخنادق، وإبعاد الظنون والهواجس، ليجد الخيرون طريقهم إلى علاقات طبيعية بين العراق وإيران؛ وكثمرة لحِوارنا، الذي امتد بصورته المباشرة، منذ رسالتنا إليكم، في 21/4/1990، وحتى آخر رسالة منكم إلينا، في 8/8/1990؛ وكحل نهائي، وواضح، لا يبقي لذي عذر عذراً، قررنا ما يلي:

1. الموافقة على مقترحكم، الذي جاء في رسالتكم الجوابية، المؤرخة في 8/8/ 1990، والتي استلمها ممثلنا في جنيف، السيد برزان إبراهيم التكريتي، من ممثلكم، السيد سايروس ناصري، باعتماد اتفاقية عام 1975، مترابطة مع الأُسس الواردة في رسالتنا، في 30 /7 / 1990، وخاصة فيما يتعلق بتبادل الأسْرى، والفقرتَين 6و7، من قرار مجلس الأمن 598.

2. وعلى أساس ما ورد في (1)، من رسالتنا هذه، وما ورد في رسالتنا إليكم، في 30 / 7/ 1990، فإننا على استعداد لنبعث إليكم بوفد إلى طهران، أو يزورنا وفد منكم في بغداد، لإعداد الاتفاقيات، والتهيؤ لتوقيعها، على المستوى، الذي يتم الاتفاق عليه.

3. وكبادرة حسن نية، فإن انسحابنا سيبدأ اعتباراً من يوم الجمعة، 17/8/1990. وسنسحب قواتنا، التي تواجهكم على طول الحدود، بما يُبقي على ما هو رمزي منها، مع حرس الحدود والشرطة فحسب، لتنفيذ الواجبات اليومية، لظروف طبيعية.

4. وأن يتم تبادل فوري، وشامل، لكل أسْرى الحرب بكل أعدادهم، المحتجزين في كلٍّ من العراق وإيران. وأن يتم ذلك عبر الحدود البرية، وعن طريق خانقين ـ قصر شيرين، ومنافذ أخرى، يتفق عليها. وسنكون نحن المبادرين إلى هذا، وسنباشر به اعتباراً من يوم الجمعة، المصادف 17/8/1990.

أيها الأخ، الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

في قرارنا هذا، أصبح كل شيء واضحاً. وبذلك، تحقق كل ما أردتموه، وما كنتم تركزون عليه. ولم يبقَ إلا ترويج الوثائق، لنطل معاً من موقع إشراف، بين حياة جديدة، يسودها التعاون في ظل مبادئ الإسلام، ويحترم كلٌّ منّا حقوق الآخر، ونبعد المتصيدين في الماء العكر عن شواطئنا. وربما تعاونّا بما يُبقي الخليج بحيرة سلام وأمان، خالية من الأساطيل الأجنبية، وقوى الأجنبي، التي تتربص بنا الدوائر، بالإضافة إلى ميادين الحياة الأخرى.

والله أكبر. ولله الحمد.

 صدام حسين       

رئيس جمهورية العراق

23 محرم 1411هـ

14 أغسطس 1990م