إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تطور الأوضاع السياسية، الدولية والإقليمية والعربية، في ضوء تصاعد الأزمة









تسلسل الأحداث المهمة

وثيقة

نداء من الرئيس حسني مبارك

إلى الرئيس العراقي، صدام حسين

يناشده الانسحاب من الكويت

21 أغسطس 1990

بسم الله الرحمن الرحيم

من منطلق المسؤولية التاريخية، أمام شعوبنا، العربية والإسلامية، وأمام شعوب العالم كله؛ وحماية للسلام، ودفعاً لنذر الحرب الشرسة، التي لن تخلف إلا الخراب والدمار، أتوجه بهذا النداء، الخالص لوجه الله، والوطن، إلى الأخ، الرئيس صدام حسين:

السيد الرئيس صدام حسين:

باسم كل المقدسات على أرضنا العربية. باسم تراثنا الحضاري، الذي أعطى العالم أروع وأخلد قِيم العدل والكرامة الإنسانية.

باسم الإسلام، دين السلام والإخاء، والتعاون على الخير والبر والتقوى. باسم القومية العربية، التي تدعونا إلى مستقبل رخاء وبناء.

باسم العروبة، التي جمعتنا، بالدين واللغة والأرض، لكي نتوحد، حاضراً ومصيراً. باسم وحدتنا، درعاً صلباً، أمام أطماع الأعداء، وشهوات من يتربصون بنا، لكي لا يتصدع الدرع، وتتمزق الأسْرة، ويتساقط الرجال.

باسم التضامن والترابط، والتعاون والتراحم؛ وهي أعلام مسيرتنا، العربية والإنسانية.

باسم كل قِيمة طاهرة، وكل رسالة نبيلة؛ هي الهدى والنور، في مواكب تقدمنا نحو مجتمع أفضل.

باسم كل رجل وامرأة وطفل، على أرضنا العربية، يتطلعون إلى فجر جديد، يعطي السلام والدفء والأمل، ويبني العائلة السعيدة.

باسم آلاف الشهداء الأبرار، الذين أعطوا دمهم، في تاريخ نضال طويل، وضحوا بحياتهم، لكي يقدموا لنا حياة حرة، على أرض حرة. باسم كل ما هو نور وخير وحق.

أناشد الرئيس صدام حسين، أن ينقذ الإنسان والكيان في عالمنا العربي، من حرب مدمرة، سوف تأكل الأخضر واليابس. ولا يعلم إلا الله، كيف تكون النهاية المفزعة، إذا بدأت. وكم تكون الأضرار والأخطار، إذا ما اندلعت النار، لتعود بنا إلى وراء، كله ظلام وضياع.

أناشد الرئيس صدام حسين، أن يتخذ القرار بانسحاب القوات العراقية من أرض الكويت، لكي تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.

إن الإجماع العربي، يتطلع إليك، أن تقْدم على هذه المبادرة، التي سوف تكون موضع التقدير، في العالم العربي، وعلى مستوى العالم كله، غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً.

إنني أتوجه إليك بهذا النداء، في هذه الساعات الفاصلة، الحاسمة، الصعبة. وكل ثقتي، أنك ستستجيب إليه، تقديراً منك للمصلحة العربية العليا، التي هي فوق كل اعتبار.

ولن تكون الأمة العربية، هي الأمة العاجزة عن حل مشكلاتها، وتحقيق تضامنها، وأداء حقوقها، بعقول أبنائها وقيادتها.

نسأل الله، أن يلهمنا جميعاً طريق الحق والعدل والصواب.