إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تطور الأوضاع السياسية، الدولية والإقليمية والعربية، في ضوء تصاعد الأزمة









تسلسل الأحداث المهمة

وثيقة

نص رسالة الأمير جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت

إلى الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف

قبْل انعقاد القمة الأمريكية ـ السوفيتية، في هلسنكي

يوم الأربعاء 5 سبتمبر1990

فخامة الرئيس ميخائيل جورباتشوف،

رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.

تحية وتقديراً

يهمني، في هذه اللحظات التاريخية، والحرجة، التي تمر بها بلادي، الكويت، أن أخاطبكم، وأنتم مقبِلون على لقاء، يجمعكم مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في هلسنكي، بفلندا، لبحث الوضع الخطير، الذي يخيم على منطقة الخليج، في أعقاب الاحتلال العراقي الغادر، لدولة الكويت، اعتباراً من الثاني من أغسطس الماضي، وسعي المحتل الغاشم، بكل حقد وغطرسة، إلى تحطيم البِنية الأساسية لدولة الكويت، متحدياً في ذلك إرادة المجتمع الدولي، التي أفصحت عنها قرارات مجلس الأمن الدولي.

فخامة الرئيس.

إنني إذ أسجل، بالتقدير والاعتزاز، موقف الاتحاد السوفيتي الإيجابي، والداعم لقرارات مجلس الأمن الدولي، بشأن الاحتلال العراقي للكويت، فإنني أؤكد، أيضاً، أن الدول الصغيرة، مثل دولة الكويت، تتطلع دائماً إلى أن تتحمل دولتكم العظمى مسؤولياتها، الدولية والإنسانية والأخلاقية، في إقرار الأمن، وإشاعة السلام في العالم. وذلك بالدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، والوقوف، بحزم، ضد العراق المعتدي، الذي استخف بالإرادة الدولية، التي عبرت عنها قرارات مجلس الأمن الدولي. ومن ثَم، فإنكم تشاركونني الرأي، يا فخامة الرئيس، أن العالم سيتعرض للقلاقل وويلات الحروب والدمار، لو تركت الشعوب الصغيرة المسالمة، عرضة لمطامع وبطش وتنكيل قوى الشر والعدوان، التي قد تشذ عن الشرعية الدولية.

فخامة الرئيس.

إنني وشعب الكويت الصامد، بل وجميع الشعوب المحبة للسلام، ننتظر من لقائكم التاريخي موقفاً حاسماً، يعيد الحق إلى نصابه، ويدحر قوى الظلم والعدوان. وذلك لا يكون إلا باتخاذ الإجراءات الفعالة، التي من شأنها أن ترغم العراق المعتدي، على احترام الإرادة الدولية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي، دون مماطلة أو تسويف. وإنني على ثقة بأنكم، في ذلك اللقاء، ستتوصلون إلى كل ما من شأنه الحفاظ على الشرعية الدولية، وإرغام المعتدي على سحب قواته، ودون قيد أو شرط، من الأراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية من استئناف مهامها كالمعتاد، خاصة وأنه لم يعد هناك ثمة فرصة لنجاح أية مبادرة دبلوماسية؛ وذلك نظراً لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه.

فخامة الرئيس.

إنني إذ أنتهز هذه المناسبة، لأعبر لفخامتكم، باسمي، ونيابة عن حكومة وشعب الكويت، عن شكري وتقديري للدور الكبير، والمسؤول، الذي يضطلع به الاتحاد السوفيتي، بقيادتكم، لمواجهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فإنني أتمنى، من كل قلبي، لمؤتمركم التاريخي النجاح، ولكم التوفيق.

 جابر الأحمد الصباح

أمير دولة الكويت

16 صفر 1411هـ

5 سبتمبر 1990م