إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / تطور الأوضاع السياسية، الدولية والإقليمية والعربية، في ضوء تصاعد الأزمة









تسلسل الأحداث المهمة

وثيقة

نص رسالة الرئيس الأمريكي، جورج بوش

إلى الرئيس العراقي صدام حسين

في 5 يناير 1991

وأذاعها البيت الأبيض مساء

السبت، 12 يناير 1991

السيد الرئيس.

نقف اليوم على شفا حرب، بين العراق والعالم. وهذه حرب بدأت بغزوكم الكويت. حرب يمكن أن تنتهي فقط بالتزام العراق الكامل وغير المشروط لقرار مجلس الأمن 678.

أكتب إليك الآن مباشرة لأن المخاطر الآن تتطلب عدم إضاعة أي فرصة، لتحاشي ما سيكون كارثة مؤكدة للشعب العراقي. وأكتب أيضاً لأن بعضهم يقول إنك لا تفهم مدى عزلة العراق، وبالتالي ما يواجهه العراق نتيجة لذلك. ولست في موقع يمكنني من الحكم على صحة هذا الانطباع. لكن كل ما أستطيع أن أفعله هو أن أحاول من خلال هذه الرسالة، أن أؤكد ما قاله الوزير بيكر إلى وزير خارجيتكم، وأزيل أي شك أو غموض قد يكون لديكم في شأن موقفنا وما نحن مستعدون للقيام به.

لقد اتحد المجتمع الدولي في دعوته العراق إلى الانسحاب من أراضي الكويت كلها، من دون شروط ومن دون أي تأخير. وهذه ليست مجرد سياسة الولايات المتحدة بل موقف المجتمع الدولي، الذي عبر عنه في ما لا يقلّ عن 12 قراراً لمجلس الأمن.

نحن نفضل نتيجة سلمية. لكن أي شيء أقلّ من الالتزام الكامل لقرار مجلس الأمن 678 والقرارات التي سبقته، هو أمر غير مقبول. فلن تكون هناك مكافأة للعدوان. ولن تكون هناك أي مفاوضات، فلا يمكن تقديم تنازلات حين يتعلق الأمر بالمبادئ. لكن العراق بالتزامه الكامل (قرارات الأمم المتحدة) سيكسب الفرصة للعودة إلى المجتمع الدولي؛ وتتفادى المؤسسة العسكرية العراقية، في القريب العاجل، احتمال التدمير. ولكن إذا لم تنسحب من الكويت تماماً من دون شروط، فستخسر ما هو أكثر من الكويت. والقضية هنا ليست مستقبل الكويت ـ فهي ستتحرر وحكومتها ستعود ـ وإنما هو مستقبل العراق. والخيار لك.

إن الولايات المتحدة لن تُعزل عن شركائها في التحالف. فهناك 12 قراراً لمجلس الأمن، و28 دولة قدمت وحدات عسكرية لتطبيق تلك القرارات. ويلتزم ما يزيد على مائة حكومة بالعقوبات (الاقتصادية المفروضة على العراق).

كل ذلك يؤكد أن المسألة لم تعد العراق في مواجهة الولايات المتحدة، بل العراق في مواجهة العالم. إن احتشاد معظم الدول العربية والإسلامية ضدك أيضاً، ينبغي أن يؤكد ما أقول. فليس في وسع العراق ولن يكون في وسعه التمسك بالكويت أو انتزاع ثمن لانسحابه.

قد يغريك أن تجد عزاء في تنوع الآراء؛ وهذه هي الديموقراطية الأمريكية. وعليك أن تبعد عن ذهنك أي إغراء كهذا. إذ يجب عدم الخلط بين التنوع والانقسام. ويجب ألا تسيء، كما فعل آخرون من قبْلك، تقدير إرادة أمريكا.

إن العراق بدأ يشعر بالفعل بآثار العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. وإذا اندلعت الحرب، فستكون المأساة أكبر بكثير، لك ولبلدك. وإنني لأؤكد لك أيضاً أن الولايات المتحدة لن تقبل باستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية، أو مساندة أي نوع من الأعمال الإرهابية، أو تدمير حقول النفط الكويتية ومنشآتها. وسيطالب الشعب الأمريكي بأقوى رد ممكن (على مثل هذه الأعمال). وستدفع أنت وبلدك ثمناً رهيباً، إذا أصدرت الأوامر للقيام بأعمال شنيعة من هذا النوع.

إنني أكتب هذه الرسالة لا للتهديد، وإنما للإبلاغ. وأفعل هذا على مضض؛ فشعب الولايات المتحدة ليس في نزاع مع شعب العراق.

السيد الرئيس.

إن قرار مجلس الأمن الرقم 678، يحدد مهلة قبل 15 يناير من العام الحالي، على سبيل "لفتة لإظهار النيات الطيبة"، حتى تنتهي هذه الأزمة من دون مزيد من أعمال العنف. وفي يدك، ويدك وحدك، أن تستخدم هذه المهلة كما قصد منها، أو تتحول لتصبح مجرد منطلق إلى مزيد من العنف. وآمل بأن تفكر في قرارك بعناية، وأن تختار (قرارك) بحكمة؛ لأن الكثير يتوقف على ذلك".

جورج بوش