إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء" (الخطة البرية)






القوات العراقية قبل العملية البرية
القطاعات الكويتية حسب خطة الدفاع
تخطيط المناورة
خطة الهجوم بفيلق واحد
خطة الهجوم بفيلقين
عاصفة الصحراء: المرحلة الأولى
عاصفة الصحراء: المرحلة الثالثة
عاصفة الصحراء: المرحلة الثانية



مقدمة

مقدمة

حقيقة، ليس هناك خط واضح، يفصل بين الدفاع، والهجوم في الحرب؛ إذ تتداخل المراحل، تخطيطاً وتنفيذاً. وتشير المصادر المختلفة إلى أنه، منذ غزو العراق الكويت، واتخاذ خادم الحرمَين الشريفَين قراره التاريخي، استدعاء القوات، الشقيقة والصديقة، والمخططون العسكريون، عاكفون على إعداد إستراتيجية هجومية، اشتملت، منذ البداية، على استخدام القوات الجوية بشكل متفوق، يحقق السيادة فوق مسرح العمليات الكويتي، ويضعف قدرة العراق القتالية، ويشلّ قيادته، ويدمّر "مراكز الثقل" فيه؛ وهو اصطلاح عسكري، شاع استخدامه، في ذلك الوقت.

وبالتحليل الكامل لهذه المراكز، أمكن تحديدها بثلاثة جوانب:

1. القيادة العليا، ومراكز القيادة والسيطرة.

2. القدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية.

3. قوات الحرس الجمهوري.

بدأ الفريق "تشارلز هورنر"، وأركانه، بوضع خطة الحملة الجوية الإستراتيجية على العراق، في إطار من السرية والتكتم، والمنفصلة انفصالاً تاماً عن خطة الحملة البرية.

وعلى الرغم من أن الخطة العسكرية، كانت معقدة جداً، إلا أن مفهومها الأساسي، كان بسيطاً جداً. إذ تتركز الخطة على إيهام العراق، أن الهجوم الرئيسي، سيشن من الشرق، بينما يأتيه ذلك الهجوم من الغرب.

وواقع الأمر، أن الخطة، اشتملت على أربع مراحل منفصلة، ولكنها متداخلة، المراحل الثلاث الأولى منها، عُهد بها إلى القوات الجوية. أما المرحلة الرابعة، فتتعلق بالهجوم البري، من أجل تحرير الكويت.

المرحلة الأولـى

شن حملة إستراتيجية، جوية وصاروخية، على العمق الإستراتيجي بهدف شل القيادة العراقية، وتدمير مراكزها.

المرحلة الثانية

تحقيق السيادة الجوية، فوق مسرح العمليات الكويتي؛ وذلك بتدمير الدفاعات الجوية، وأنظمة القيادة والسيطرة العراقية.

المرحلة الثالثة

إضعاف قدرة العراق القتالية البرية، ووحداته الصاروخية، ومدفعيته المساندة بنسبة 50%، على الأقل؛ وقطع خطوط إمداده، وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، بوساطة النيران الكثيفة من الجو.

المرحلة الرابعة

تحرير الكويت، بشن هجوم بري.

لا شك أن تغييرات جذرية، طرأت على الخطة، استدعت حشداً وتوازناً في حجم القوات، مما حدا بالرئيس الأمريكي على إعلان قراره، في الثامن من نوفمبر 1990، بإرسال تعزيزات جديدة ضخمة إلى المسرح.

فأوضح، بذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية، جادة في تحقيق أهدافها، وأهداف المجتمع الدولي؛ وأنه ينوي زيادة حجم القوات الأمريكية المشاركة، ليتوافر لدى القوات المتحالفة القدرة على اختيار "البديل الهجومي"، إذا ما دعت الضرورة.

كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية، هائلة حقاً؛ إذ شملت الفيلق السابع كله، الذي نقل من أوروبا إلى الخليج. وهكذا، أصبحت القوات البرية الأمريكية، التي حُشِدت لتحرير الكويت، تضم فيلقَين أمريكيَّين كاملَين (الفيلق الثامن عشر المحمول جواً، والفيلق السابع)، فضلاً عن قوات مشاة البحرية. إضافة إلى حجم قوات آخر من الدول الأخرى، والذي يتشكل من فِرقة مدرعة بريطانية؛ وفرقة فرنسية خفيفة؛ وجيش ميداني مصري، مكون من فرقتَين ووحدات إسناد قتالي وفوج قوات خاصة؛ وفرقة سورية، معها فوج مغاوير، وعدد من الألوية السعودية؛ والوحدات الخليجية والمغربية. وعلى الجانب الآخر، بدأ العراق يركز في استعداداته الدفاعية في مسرح العمليات الكويتي، من خلال إنشاء نظام دفاعي متكامل، يعتمد على النقط القوية الحصينة، والتجهيزات الهندسية، للمعدات والأسلحة، خاصة الدبابات، وناقلات الجُند المدرعة، وقِطع المدفعية. كما أعدّت القيادة العراقية العمق الإستراتيجي، لكي يتحمل الضربات الجوية العنيفة، ولمدة طويلة. (خريطة القوات العراقية قبل العمليات البرية)، توضح أوضاع القوات العراقية في مسرح عمليات الكويت، في 3 فبراير 1991.

وبعد أن حصّنت القوات العراقية دفاعاتها، في الكويت، رفض الرئيس صدّام جميع المحاولات، للتوصل إلى حل سياسي، يؤدي إلى انسحاب قواته منها. لم يكن هناك بد، أمام القوات المتحالفة، سوى الإعداد، بشكل جدي، لشن عمليات هجومية.

كان من شأن عمليات الخداع، والهجمات الخداعية، أن تُجبر القوات العراقية على البقاء متركزة في جنوب شرقي الكويت، خشية هجوم برمائي، تشنه قوات مشاة البحرية على ساحل الكويت. وهذا ما نجح الأمريكيون في ترويجه، عندما نفذوا تدريبات تجريبية على الإنزال البحري، في عُمان، وسُرِّبت أنباء هذه التدريبات إلى اليابان، على أمل أن يلتقطها السفير العراقي لدى طوكيو.

وخلال هذا الفصل ستُستعرض خطة "عاصفة الصحراء" البرية، من خلال الآتي:

1. مراحل تطور عملية التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء".

2. خطة العمليات المشتركة، "عاصفة الصحراء".

3. خطة العمليات المشتركة للدفاع عن الكويت، والمملكة العربية السعودية (22 فبراير 1991م).