إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء" (الخطة البرية)






القوات العراقية قبل العملية البرية
القطاعات الكويتية حسب خطة الدفاع
تخطيط المناورة
خطة الهجوم بفيلق واحد
خطة الهجوم بفيلقين
عاصفة الصحراء: المرحلة الأولى
عاصفة الصحراء: المرحلة الثالثة
عاصفة الصحراء: المرحلة الثانية



مقدمة

ب. القوات المركزية الأمريكية

    تنفذ ما ورد في خطة العمليات المشتركة، "درع الصحراء"، فضلاً عن التعديلات التالية:

(1) القوات البرية المركزية الأمريكية (أنظر خريطة تخطيط المناورة)

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تعد خططاً مفصلة لجمع أسْرى الحرب والمدنيين واللاجئين، والسيطرة عليهم وإخلائهم.

(ج) عند الأمر، تنفذ هجوماً مسانداً على مستوى فيلق، لقطع طرق المواصلات (شرق/غرب)، على طول الطريق الرئيسي الرقم (8)؛ وعزل القوات العراقية، في مسرح عمليات الكويت. وعند الأمر، تهجم، شرقاً، لتدمير قوات الحرس الجمهوري، في قطاعها.

(د) عند الأمر، تنفذ هجوماً رئيسياً على مستوى فيلق، لاختراق الدفاعات العراقية، وتدمير قوات الحرس الجمهوري، في قطاعها. وتستعد للدفاع عن الحدود الشمالية للكويت، لمنع العراق من معاودة احتلال أراضٍ كويتية.

(هـ) أثناء التعزيز، تدافع في القطاع المخصص لها، وتدمر القوات، التي تكون قد تجاوزتها أو التفت عليها، أثناء الهجوم.

(و) تخصص فرقة ثقيلة (ـ)، كاحتياطي لقيادة القوات المركزية الأمريكية في مسرح العمليات، تستعد للتحرك خلف الهجوم الرئيسي، أو تساند القوات المشتركة ـ الشمالية.

(ز) تستعد للمساعدة على تأمين مدينة الكويت والدفاع عنها.

(ح) تنسق تبادل مجموعات/ضباط الارتباط، ومعهم معدات الاتصالات الملائمة، مع القيادات المعنية.

(ط) تنسق وتنفذ العمليات القتالية المشتركة للمنطقة الخلفية. وتتعامل مع أي تهديدات ضد المنشآت الحيوية، والمناطق المهمة الأخرى المحددة، بما في ذلك المنشآت في كلٍّ من الدمام والظهران وأبقيق.

(ي) تمارس السيطرة العملياتية على الفرقة السادسة المدرعة الفرنسية، أثناء العمليات الهجومية، وتمارس السيطرة التكتيكية على الفرقة الأولى المدرعة البريطانية.

(ك) تسعد لتشكيل قوة واجب، بقوة لواء خفيف؛ من ضمنها حجم كتيبة محمولة جواً، قادرة على الاستجابة الطارئة للقتال، حماية للمناطق الخلفية، وبالأخص تأمين منطقة الرياض.

(ل) تستعد لدفع مفرزتَين، فرنسية وبريطانية، لتأمين سفارتَي بلدَيهما، في مدينة الكويت.

(2) القوات الجوية المركزية الأمريكية

    تنفذ الواجبات التالية، بالتنسيق مع القوات الملكية السعودية:

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تعد خطة الحملة الجوية، بالتنسيق مع القادة المعنيين، لتدمير قدرة العراق العسكرية على شن الحرب.

(ج) تدمر الجسور والطرق والسكك الحديدية، جنوب البصرة مباشرة، لمنع انسحاب قوات الحرس الجمهوري.

(د) تدمر الجسور والطرق والسكك الحديدية، لمنع تعزيز و/ أو إعادة إمداد القوات العراقية، من الغرب، وعزلها في مسرح العمليات الكويتي.

(هـ) تقدم تقييماً لحظياً لأضرار المعركة (Battle Damage Assessment).

(و) تكون جاهزة للمساعدة على تأمين مدينة الكويت والدفاع عنها.

(ز) تكون مسؤولة عن تنسيق عمليات البحث والإنقاذ.

(3) القوات البحرية المركزية الأمريكية

(أ) عند الأمر، تبدأ عمليات السيطرة البحرية، شمالي الخليج العربي.

(ب) تنفذ الهجمات البحرية، والضربات الصاروخية (توماهوك)، والعمليات الجوية المضادّة، وعمليات التحريم الجوي، والإسناد الجوي القريب، ونيران الإسناد البحري، وعمليات البحث والإنقاذ، طبقاً للأوامر الصادرة.

(ج) تساعد القوات السعودية على الدفاع عن منصات النفط، ومنشآت الموانئ الرئيسية، في حدود قدراتها.

(د) تستمر في تنفيذ عمليات الاعتراض البحري.

(هـ) تنفذ عمليات الخداع، من تضليل وتظاهر، بحري وبرمائي، على طول الساحل الشرقي للكويت، لمساندة عمليات الخداع، على مستوى المسرح، ومساندة عمليات الخداع الأخرى، حسب الحاجة.

(و) تستعد لتنفيذ عمليات برمائية، للاستيلاء على أهداف معينة، مع قوات مشاة البحرية، في الكويت. وتكون أسبقية التخطيط لعمليات برمائية أخرى، للإبرار على ميناء (رأس القليعة)، والإغارة على (الفاو) أو اقتحامه.

(ز) تستعد لتأمين السفارة الأمريكية، في مدينة الكويت.

(ح) تنفذ عمليات البحث والإنقاذ البحري، بالتنسيق مع القوات الجوية المركزية الأمريكية.

(4) قوات مشاة البحرية المركزية الأمريكية

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تخطط لجمع أسْرى الحرب والمدنيين واللاجئين، والسيطرة عليهم وإخلائهم، بالتنسيق مع القوات البرية المركزية الأمريكية.

(ج) عند الأمر، تسلم القطاع الدفاعي المخصص لها، إلى قوات، تحددها قيادة القوات المشتركة. وتستعد لتنفيذ عمليات القتال، في المناطق الخلفية، بما في ذلك حماية المنشآت النفطية والموانئ الحيوية، في منطقتَي، الجبيل والبحرين.

(د) عند الأمر، تنفّذ هجوماً مسانداً، لاختراق الدفاعات العراقية، في قطاعها، وتدميرها وتأمين الأهداف الحيوية. وتمنع وصول التعزيزات إلى القوات العراقية المواجهة للقوات المشتركة ـ الشمالية. وتنشئ "مواقع قطع"، لمنع انسحاب القوات العراقية من المنطقة الجنوبية من الكويت، ومن مدينة الكويت.

(هـ) تساعد عبور القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، من خلال منطقتها، في اتجاه مدينة الكويت.

(و) تستعد للمساعدة على تأمين مدينة الكويت والدفاع عنها.

(ز) تستعد لتأمين السفارة الأمريكية، في مدينة الكويت.

(ح) تنسق تبادل مجموعات/ضباط الارتباط، ومعهم معدات الاتصالات الملائمة، مع القادة المعنيين.

(5) استخدام قوات العمليات الخاصة الأمريكية

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تخطط وتنسق مساندة الشؤون المدنية للقوات المتحالفة، في مدينة الكويت. وتنفذ وتساند الشؤون المدنية الأخرى، والعمليات النفسية، عند الحاجة.

(ج) تستعد للقيام بعمليات البحث والإنقاذ، أثناء العمليات القتالية، في العراق والكويت.

(د) تنظم المقاومة الكويتية وتدربها وتساندها، لتعطيل مراكز الاتصالات المهمة، وتدمير خطوط المواصلات، في الكويت وجنوب شرقي العراق.

(هـ) تنفذ عمليات المراقبة الإلكترونية، ومهام الحرب الإلكترونية الأخرى، عند الحاجة.

(و) تستعد لمساندة عمليات إخلاء المدنيين.

ج. ملاحظات صاحب السموّ الملكي قائد القوات المشتركة ومسرح العلميات على خطة "عاصفة الصحراء" وملاحقها

بعد عرض خطة العمليات المشتركة، "عاصفة الصحراء" على سموّه، رأى أن هناك عدة نقاط، يجب مناقشتها، بصفة شخصية، مع قائد القيادة المركزية الأمريكية، فأرسل إليه خطاباً، بدرجة "سري للغاية"، باللغة العربية[1]، مع توضيح الاصطلاحات العسكرية، باللغة الإنجليزية، يوضح له بعض النقاط المهمة، التي وردت في الخطة، ويطلب الاستفسار عنها، ومناقشتها مناقشة علمية.

يقول سموّه، في كتابه "مقاتل من الصحراء":

أدى النقاش حول خطة عاصفة الصحراء، إلى أحد الخلافات الخطيرة، بيني وبين شوارتزكوف. كان من عادتنا، أن نلتقي، كل مساء، لمعالجة المشاكل، التي تبرز خلال اليوم. وذات مرة، وبدلاً من الانتظار حتى موعد لقائنا اليومي، كتبت بعض النقاط، وأرسلتها إليه، حتى تكون لديه الفرصة للتفكير فيها. وكان عنوان المذكرة، التي أرسلتها إليه، باللغة العربية، "نقاط للمناقشة في شأن عملية عاصفة الصحراء". وهذا يعني أنها لم تكن أكثر من نقاط مطلوبة مناقشتها.

ضمّنتُ تلك المذكرة عدة مسائل، كانت تشغل تفكيري، في الأسابيع السابقة، ولم تكن قد نالت حظها من النقاش، أثناء اجتماعاتنا اليومية. كنت أسعى، في واقع الأمر، إلى الحصول على معلومات، بشتى الطرق. فقد كنت أتعامل مع قوة عظمى، ولم يكن هناك سبيل سهل للإحاطة بكل ما لديها من معلومات تفصيلية. كان السبيل الوحيد أمامي، للوصول إلى بعض الحقائق، هو المبادرة إلى المناقشة، أو إثارة مسائل جدلية مع شوارتزكوف. كنت أخشى، في قرارة نفسي، أن تكون الخطة، التي اشتركنا في وضْـعها مع الجانب الأمريكي، خطة وهمية، تختلف تماماً عن النوايا العملياتية الحقيقية.

وقد نصّت مذكرة قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات على ما يلي:

د. مرئيات مهمة للمناقشة (خطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء")

(1) نظراً إلى عدم وضوح أسبقيات الأهداف، التي ستدمر في المرحلتَين الأولى والثانية، والتي قد توضح تفصيلاً، في ملاحق خطة العمليات ومرفقاتها، التي لم نطلع عليها بعد، فإننا نرى أن تكون الأسبقيات كالآتي:

(أ) الصواريخ الباليستية، بأنواعها المختلفة (البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى).

(ب) مطارات المعتدي، وقواته الجوية.

(ج) مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، ومراكز الإعاقة ومراكز المراقبة.

(د) أنظمة الدفاع الجوي.

(هـ) المدفعية وراجمات الصواريخ، الموجودة في الكويت، وعلى الحدود السعودية ـ الكويتية، والحدود السعودية ـ العراقية.

(و) مناطق الإسناد الإداري، في الكويت وجنوب البصرة، مع التركيز في مناطق تخزين الذخيرة ونقاط الإمداد بالمحروقات

حقيقة، إن هذه الأسبقيات، إذا تمت بهذا التسلسل، ستكون ذات فاعلية كبيرة، وستحسم المعركة منذ بدايتها. ومن وجهة نظرنا، ينبغي تنفيذ هذه الأسبقيات، قبل تدمير مصانع الكيماويات، أو الجسور، أو المنشـآت العامة، أو البنية الاقتصادية للمعتدي، لأنها تمثل التهديد المباشر، والمؤثر في القوات المتحالفة.

ملاحظة: يعلّق قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، على هذه النقطة، في كتابه، قائلاً:

أوردت في مذكرتي عدة نقاط، تناولت إحداها أسبقية قصف الأهداف، خلال الحملة الجوية الإستراتيجية. كنت أريد أن أعرف أيّ الأهداف سيتم تدميرها أو إسكاتها أولاً. (كنت قد طلبت إيجازاً كاملاً عن الحملة الجوية، قدَّمه، في غرفة العمليات، الفريق هورنر، وعاونَتْـه، باقتدار، امرأة برتبة رائد، من استخبارات القوات الجوية للقيادة المركزية. إلاّ أن المعلومات، التي قُدمت لي، لم تكن وافية). فبمراجعة المسودة الأولى لخطة العمليات المشتركة، اتضح لي أن بعض المهام، كانت غامضة؛ وأن الأسبقيات، لم تكن واضحة. وأدركت أن الحملة الجوية، ستكون حكراً على الولايات المتحدة، إلى حدٍّ كبير. وعلى الرغم من ذلك، كان من الضروري أن أعرف ما سيتم تنفيذه من مهام، أثناء الحملة. ولكي أحصل على المعلومات التفصيلية، كان عليَّ أن أُظهِر أنني مُلِمٌّ بالتفاصيل، ومهتم بها.

كان اهتمامي الأول، هو التأكد من إعطاء الأسبقية القصوى لتدمير صواريخ سكود العراقية، عند بداية الحملة الجوية؛ وذلك لما له من تأثير نفسي بالغ في المدنيين، في المملكة. وكنت أخشى أن تسبب هذه الصواريخ حالة من الذعر، إذا أصابت مدننا؛ إذ لم يكن لسكانها سابق عهد بالحروب. كما أن هجوماً على إسرائيل، بصواريخ سكود، كان من شأنه أن يرفع شعبية صدام، ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم الإسلامي أيضاً، وهذا ما حدث، بالفعل، على الرغم من ضعف التأثير العسكري لتلك الصواريخ.

ولهذا السبب، ضمَّنت مذكرتي قائمة بأسبقية الأهداف، التي يجب تدميرها. تبدأ بصواريخ أرض/أرض. ثم القوات الجوية العراقية، بمطاراتها ومنشآتها الجوية. ثم مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، ومراكز المراقبة والتشويش الإلكترونية. ثم نظام الدفاع الجوي، فمدفعية الميدان وراجمات الصواريخ، قرب حدودنا. ثم مستودعات الذخيرة ونقاط إمداد الوقود، في الكويت وجنوب البصرة. وأوضحت أن تلك الأهداف جميعها، تشكِّل تهديداً مباشراً لقواتي، وأن تدميرها ضروري، لضمان نجاح الهجوم البري.

(2) ما هو دور قوات العمليات الخاصة، في المرحلتَين، الأولى والثانية؟ وهل سيترك عبء هذه المرحلة، على القوات الجوية فقط؟

        ملاحظة: يقول سموّه، في كتابه، في شأن هذه النقطة، ما يلي:

وثمة مسألة أخرى، أَثَرْتها في مذكرتي، تتعلق بدور القوات الخاصة. ففي كثير من الحملات الحربية، التي درستها، كانت المعلومات التي تجمعها القوات الخاصة، خلف خطوط العدو، تؤدّي إلى تغييرات جوهرية في خطط العمليات. وتساءلت عن الحكمة من الاعتماد كلية على القوة الجوية في المرحلتَين، الأولى والثانية، من الحملة. أَلَمْ يكن من الأوْفق، أن يكلِّف التحالف القوات الخاصة بشنّ غارات خلف خطوط العدو، حتى قبل بدء الحملة الجوية؟ كان في قدرة مثل هذه القوات جمع المعلومات، وخطْـف الأسْرى، وإثارة حالة من الذعر والفوضى، بمهاجمة المواقع المنعزلة. ولمّا كان ذلك موضوعاً حساساً، لم أشأ أن أمارس ضغطاً كبيراً، للحصول على معلومات في شأنه، ولكني كنت أرغب في أن أُحاط علماً بمجريات الأمور بشكل عام. كنت أريد أن أعرف، مثلاً، ما إذا كان في وسعنا الاستعانة بالقوات الخاصة الأمريكية، إذا حدث أن أُسقط أحد طيارينا، فوق الأراضي العراقية؟ كما كان في وسعي أن أساعد تلك القوات الخاصة، إذا عرفت، على وجه التحديد، القطاع الذي تعمل فيه. ولكنني علمت، بعد ذلك، أن القوات الخاصة الأمريكية، كانت قد دخلت العراق، قبل أسبوع تقريباً من بداية الحملة الجوية. وعلى العكس من الأمريكيين، كان البريطانيون أكثر ثقة بنا، إذ عَبَرَتْ قواتهم الخاصة (SAS) من خلال قطاع مسؤوليتي إلى الأراضي العراقية، قبل ذلك بأسابيع عدة، وبذلنا لها كل مساعدة ممكنة.

(3) هل المهام المحددة لوحدات القوات البرية ـ أثناء التخطيط المشترك ـ خاصة القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، قد حسبت طبقاً للعوامل التالية: قوة مناسبة للعدو مطلوب تدميرها، وقطاع اختراق مناسب لحجم الوحدة المهاجمة، وأهداف محددة مطلوب تأمينها؟ وهل رُوعِي أن ينفذ ذلك مقسماً على الأيام المقدرة لاستمرار المعركة، مع الوضع في الاعتبار الوقفة التكتيكية، في نهاية كل يوم قتال، لتأمين الدفاع العاجل، عن الأهداف المستولى عليها، واستعواض كافة الاحتياجات؟

ملاحظة: يقول سموّه في كتابه:

أمّا عن القطاعَين الشرقي والشمالي، اللذَين يقعان تحت قيادتي، فقد استفسرت عن المهام التفصيلية، التي كُلِّفتْ بها وحداتي، وإن كان فريق التخطيط المشترك، قد أدخل في حساباته قوة العدو، الذي ستواجهه تلك الوحدات، وقطاع الاختراق لها، والأهداف المطلوب تحقيقها، وهل من الأفضل أن تكون هناك وقفة تكتيكية، في نهاية كل يوم من أيام القتال. كنت أشعر أن الخطة حددت مهمة القوات المشتركة بصفة عامة، ولم توضح: ماذا؟ ومن؟ وأين؟ ومتى؟ ولماذا؟ خمسة أسئلة تجب الإجابة عنها لتحديد مهمة كل وحدة، بوضوح، وبعبارات محددة، لا لَبْس فيها. كانت وحداتي في حاجة إلى معرفة الدور، الذي ستؤدّيه بشكل واضح، فضلاً عن أن الخطة، لم تحدد الوحدات، التي ستبقى في المواقع الدفاعية، بعد مغادرة القوات المهاجِمة لها.

(4) لتأمين نجاح هذه الخطة، فإننا نقترح ضرورة توجيه ضربة أخرى مساندة، ضد قوات المعتدي، من اتجاه تركيا، مما سينتج منه ميزات عديدة، منها على سبيل المثال:

(أ) فتح غير جبهة، في وقت واحد.

(ب) تعدّ منطقة الحدود التركية ـ العراقية، من النقاط الضعيفة في الدفاعات العراقية.

(ج) تشتيت جهد الإمدادات والتموين للمعتدي، جنوباً وشمالاً.

(د) إدراك المعتدي، أنه مهدد بالتقسيم، مما يعجل باستسلامه.

(هـ) سهولة تحقيق نجاح بيّن، في هذه الجبهة، مما يؤثر في الروح المعنوية للقوات المسلحة للمعتدي.

(و) تشتيت جهد القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات (C3I)

ملاحظة: يقول سموّه، في كتابه، شارحاً هذه النقطة، ما يلي:

بيد أن أكثر النقاط إثارة للخلاف، في مذكرتي، كانت تتعلق بتركيا. إذ تساءلتُ: أَلَيس من الحكمة، أن نضع خطة طوارئ لشنّ هجوم رئيسي على العراق، من تركيا؟ كنت أقصد، بطبيعة الحال، الهجوم الجوي، الذي يهدف إلى إصابة العراق بالشلل. وقد يدفع ذلك صداماً إلى الاعتقاد بأن الهجوم البري، سيأتي من الاتجاه نفسه. كانت ميزات هذا الاقتراح كثيرة. فإذا استطعنا فتْـح جبهة ثانية، في الشمال، فإن ذلك سيجعلنا نهاجم جناحاً ضعيفاً في دفاعات صدام، ونرْبك خطوط إمداده، بإجباره على إرسال الرجال والإمدادات، على وجه السرعة، إلى الشمال. وهذه المباغتة ستضطره إلى تشتيت قواته وبعثرة قدراته. وقد تجبره على الاستسلام، من طريق التلويح باحتمال تقسيم العراق. وأوضحت أن النجاح، على الجبهة الشمالية، من شأنه أن يرفع الروح المعنوية لقوات التحالف.

كنت قد أثَرْت مع شوارتزكوف، من قبل، وفي مناسبات عدة، فكرة فتْـح جبهة ثانية، من تركيا. وكان الرد، في كل مرة، أن الأمر ما زال محل نقاش مع الأتراك. وبإثارتي هذا الموضوع، مرة أخرى، في مذكرتي، أردته أن يعلم، أن هذا الأمر لا يزال محل اهتمامي. وعلى الرغم من أن خطة "عاصفة الصحراء"، لم تتطرق إلى شنّ هجوم من الأراضي التركية، إلاّ أن الحملة الجوية، أوضحت، بجلاء، أنه سوف يتم استخدام القواعد الجوية المجاورة، التابعة لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك، بلا شك، القاعدة الجوية التركية، في إنجرليك. فما هي حقيقة الوضع؟.

لم يكن خافياً، وقتئذٍ، أن الرأي العام التركي، كان منقسماً على نفسه، في شأن مشاركة تركيا في الحرب. أعطى الرئيس أوزال (Ozal) تأييده المطلق للتحالف؛ إلاّ أن غالبية مواطنيه كانت تفضل التزام الحياد. ولعل الخوف من قيام العراق بتوجيه ضربة مضادّة إلى تركيا، هو الذي دفع القادة العسكريين الأتراك، إلى معارضة إرسال قوات برية إلى المملكة. ولحسن الحظ، لم نكن في حاجة إلى تلك القوات. أدّت هذه القضية إلى استقالة وزير الدفاع التركي، صافات جيراي (Safat Giray)، في شهر نوفمبر. وتبِـعه بعد ذلك، الفريق الأول نجيب طورمطاي (Necip Torumtay)، رئيس الأركان القوي. ولكننا والأمريكيين، كنّا نأمل أن ترسل إلينا تركيا قوة، ولو رمزية.

وقبل بدء الحملة الجوية بأسابيع عدة، وفي محاولة لإقناع الأتراك بالاشتراك في التحالف، طلبت منّا القيادة المركزية الأمريكية في الرياض، السماح لها بدعوة بعض كبار الضباط الأتراك إلى المملكة، لإطلاعهم على الموقف. فأجبت، من الفور، بأن الدعوة يجب أن تصدر عنّا نحن. وهكذا أُرسلت الدعوة، ووصل الوفد التركي. فقدّمنا إلى أعضائه شرحاً موجزاً للخطة، ورتبنا لهم زيارة إلى غرفة الحرب.

اجتمعتُ، مرات عدة، إلى السفير التركي، الذي أكد أن بلاده تَعُدّ نفسها شريكاً في الصراع، وأنها ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة بالمملكة. ولكنه أوضح، أن ثمة قيوداً على الخطوات، التي يمكن أن تتخذها تركيا. وأشار إلى أن بلاده، أثارت حفيظة العراق، بالفعل، بإغلاقها خط الأنابيب، الذي يحمل النفط العراقي، عبر أراضيها.

(5) لضمان نجاح هذه الخطة، فإننا نقترح ضرورة إعداد خطة إعادة التجميع، واحتلال المواقع الهجومية؛ نظراً إلى ما يستلزمه ذلك من تحركات كثيفة، سواء داخل كل منطقـة، أو الحاجـة إلى إجراء مناورة واسعة، على مستوى مسرح العمليات، خاصة بالنسبة إلى القوات الأمريكية.

(6) هل أمكن، في هذه الخطة، الاستغلال الكامل لإمكانات الفرقة 82 المحمولة جواً والفرقة 101 الاقتحام الجوي ؟ خاصة أن قدرة هاتَين الفرقتَين على السيطرة على الأهداف المهمة، في عمق العدو، وسرعة التحرك وخفة الحركة، تمكنهما من الوجود في الأماكن غير المتوقعة في أقل وقت ممكن. كما أن شعور المقاتلين بوجود العدو خلف مواقعهم، يؤدي إلى انهيار الجبهة انهياراً كاملاً؛ وأن انسحاب جندي واحد من موقعه، نتيجة لهذا الشعور، يؤدي إلى انهيار الروح المعنوية، ومن ثمّ إشاعة الفوضى والذعر بينهم.

ملاحظة: يعلق سموّه على هذه الفقرة، في كتابه، بما يلي:

وتساءلت، كذلك، في المذكرة، عن موضوع مختلف تماماً، محوره إلى أي مدى أفادت خطة عملية "عاصفة الصحراء" من الإمكانات والقدرات الفريدة للفِرقة 82 المحمولة جواً، والفِرقة 101 الاقتحام الجوي؟ فالفِرقتان تتميزان بالسرعة، وخفة الحركة، والقدرة على الاستيلاء على الأهداف الحيوية، خلْف خطوط العدو. لقد بدا لي أن شوارتزكوف كان ينـوي استخدام هاتَين الفِرقتَين، مع ما تتمتعان به من قدرة قتالية متفوِّقة، وكأنهما من فِرق المشاة العادية. وأوضحت، في المذكرة، أن استخدامهما داخل عمق العراق، من شأنه أن يخلق حالة من الفوضى والذعر، ربما تؤدّي، في النهاية، إلى انهيار الجبهة العراقية بكاملها. كان السبب لاستفساري عن استخدام هاتَين الفِرقتَين، بالتحديد، هو خشيتي أن تكون تفاصيل الخطة، قد حُجِبَت عني، وزاد من شكوكي ما اعتبرته استخداماً غير صحيح لهاتَين الفِرقتَين. كنت أعلم أن أسئلتي ستثير استياء شوارتزكوف. ولكني كنت أعتقد أن ردود فعله، سوف تكشف لي إن كانت الخطة، التي عُرضت عليَّ، هي الخطة الحقيقية أم لا!

(7) ورد في الخطة ضرورة تعديل الأوضاع للوحدات، لاتخاذ المواقع الهجومية، مع دفع أماكن الإسناد الإداري إلى الأمام، ما أمكن، قبل يوم (ي). وهذا الإجراء، ربما لا يساعد على تحقيق المفاجأة، خاصة أنه من المتوقع، أن تستمر المرحلتَين، الأولى والثانية، لمدة ثلاثة، أيام على الأقل.

(8) لم تحدد الخطة، تحديداً دقيقاً، الوحدات الأقل في خفة الحركة، التي ستبقى في المواقع الدفاعية في المنطقتَين، الشرقية والشمالية، لتأمينهما. ومن المقبول أن يُترك هذا التحديد لقائد المنطقة، ولكن من الأفضل إلزامه بتخصيص هذه الوحدات (حجماً ونوعاً).

(9) نظراً إلى الأوضاع السياسية، في بعض الدول المحيطة، فإننا نرى أنه من المفضل، على المستوى الإستراتيجي، تركيز الاستطلاع في اليمن والسودان والأردن وإيران، حتى لا تتطور الأمور، ونفاجأ باستخدام بعض الأسلحة من أراضيها، خاصة أنه في المعركة، ومع وجود هذا الحشد الهائل من القوات، يصعب تحديد مصدر القذائف، أياً كان نوعها.

ملاحظة: يقول سموّه، في كتابه، في شأن هذه المسألة، ما يلي:

كما عَبّرتُ، في مذكرتي، عن اهتمامي، في شأن اليمن والأردن والسودان وإيران. واقترحت ضرورة زيادة عمليات الاستطلاع والمراقبة لهذه الدول؛ فلو شُنَّت علينا هجمات صاروخية مفاجئة، لتعذر علينا، ونحن في خضم المعركة، أن نحدد مصدر الهجوم.

(10) نرى أنه من المفضل، أن يركز الجهد الجوي، في المراحل الأربع، في إسكات وتدمير المدفعية العراقية، (التي تشمل المدفعية، بجميع أعيرتها، والهاونات، وراجمات الصواريخ)؛ إذ إنها من أفضل الأسلحة لدى العراقيين، ولها خبرة قتال في الحرب الإيرانية ـ العراقيـة، التي تحملت فيها عبئاً كبيراً أثناء هذه الحرب. فضلاً عن تطبيق مبدأ الحشد المكثف للمدفعية، في العقيدة العراقية، المشتقة من العقيدة الشرقية، التي تفترض إسناد الفرقة المشاة الآلية أو الفرقة المدرعة بـ (11 ـ 12) كتيبة مدفعية، على الأقل.

(11) نرى أهمية أن تشمل الملاحق والمرفقات التخطيط التفصيلي اللازم، خاصة ما يخص القوات المشتركة، فتحدَّد، بدقة، كل مهمة وكيفية تنفيذها والإجابة دائماً عن الأسئلة: (ماذا؟ من؟ متى؟ أين؟ كيف؟ لماذا؟).

(12) ملاحظات عامة

(أ) مراقبة محاولات الإنزال خلف الخطوط. وإعطاء القتال في المنطق الخلفية الأهمية القصوى، تخطيطاً وتنفيذاً.

(ب) تأمين المنشآت الحيوية، والمواقع الحاكمة، والمراكز المهمة، ضد التخريب.

(ج) تشمل الملاحق خطة التغلب على الموانع، وكيفية عبورها، وتوقيتات العبور، وكيفية فتح الثغرات، وكيفية تأمينها، أثناء العبور وبعده، علماً بأنها هي العامل الحاسم في مثل هذه المعركة.

(د) عند إجراء المقارنة العددية في قطاعات الهجوم، يتضح الآتي:

·       3 ألوية ضد فرقتين (+).

·       فرقتان، لواء ضد 9 فرق (-).

·       3 فرق، و3 ألوية، ولواءا صاعقة ضد 9 فرق.

·      8 فرق، ولواءا طيران، وفوج فرسان ضد 16 فرقة.

لذا، يلزم مراعاة تحقيق نسب التفوق، المتعارف عليها في المعارك الهجومية، لضمان تحقيق المهام المحددة في "عاصفة الصحراء".




[1]  كان من ضمن هيئة القيادة المركزية الأمريكية ضابط برتبة رائد، يتحدث العربية بطلاقة، وكان مكلفاً بالترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية. وأثناء ترجمة هذا الخطاب، اتصل، غير مرة، بمكتب قائد القوات المشتركة للاستفسار عن بعض الكلمات، التي كان يخشى أنها تحمل معنىً آخر