إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الحملة الجوية، واستخدام صواريخ أرض-أرض




آثار الصواريخ العراقية في تل أبيب
أجيال النظام باتريوت
مدفع الطاقة الحركية
النظام AEGIS البحري
النظام الصاروخي ثاد
صاروخ (أريحا -1)
صاروخ لانس
صاروخ باتريوت
صاروخ فروج -7

أوضاع القوات البحرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
الصواريخ أرض/ أرض بالمسرح العراقي
الصاروخ سكود ـ سي




استخدام الصواريخ أرض/ أرض في حرب الخليج الثانية

مقدمة

    على الرغم من كثرة عدد الدول التي شاركت في الائتلاف الدولي، واختلاف توجهاتها، فقد تحملت القيادة العسكرية لقوات التحالف مسؤوليتها كاملة، والتي تركزت في التخطيط للاستخدام العملياتي الناجح، ودراسة واختبار أنسب الخيارات لحل المشاكل التي تنشأ نتيجة تباين العقائد القتالية واختلاف التسليح، ومشاكل القيادة والسيطرة، وتنسيق أعمال التعاون والتأمين الإداري والفني للقوات.

    وقد كان لمخططي السياسة العسكرية لجبهة الائتلاف الدور الرائد في تحديد الهدف السياسي بوضوح، إذ شملت تحرير الكويت والانسحاب غير المشروط للقوات العراقية من الكويت، وعودة الحكومة الشرعية إليها، ووضع الترتيبات الأمنية في منطقة الخليج، بحيث تمنع أيّ تهديدات مستقبلية ضد أيّ قوى إقليمية أو دولية، مع اشتراك كافة الدول الصديقة إلى جانب الحملة العسكرية، وأن يتحقق ذلك بأقل خسائر بشرية ممكنة.

    ولتحقيق تلك الأهداف، وُضِعَت الإستراتيجية العسكرية المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية العراقية من خلال إدارة عملية إستراتيجية هجومية شاملة، تؤدي إلى تدمير البنية الأساسية العراقية التي تدعم القوات المسلحة العراقية، وتنتهي بفرض قبول جميع القرارات الدولية.

    امتلكت قيادة الائتلاف قوة جوية صاروخية متفوقة كماً ونوعاً وكفاءة، إلى جانب التفوق التقني المطلق في وسائل القيادة والسيطرة، ووسائل الاتصالات والحاسبات وحرب الفضاء. ومن منطلق حسن استغلال ذلك، فقد توصل الفكر العسكري للائتلاف إلى أسلوب جديد لاستخدام القوات الجوية والصاروخية، مرتكزاً على نظرية "المراحل المتداخلة" Over Lap، والتي اشتملت على مجموعة من مراحل العمليات الجوية، اختصت كلّ مرحلة بتنفيذ مهمة معينة ومحددة، بحيث تبدأ المرحلة الثانية قبل انتهاء المرحلة السابقة لها. وتضمنت أربعة مراحل لم تنفذ كلّ منها منفصلة، ولكنها نُفذت متداخلة تحقيقاً للأسس التي بُني عليها التخطيط:

المرحلة الأولى: وهي مرحلة القصف الإستراتيجي، والتي بدأت في 17 يناير 1991، بتوجيه عدة ضربات جوية وصاروخية شاملة، مستهدفة بذلك تصفية القدرات النووية وأسلحة الردع فوق التقليدية، وشل وتدمير مراكز القيادة والسيطرة الإستراتيجية.

المرحلة الثانية: وهي مرحلة الحصول على السيادة الجوية[1]، والاحتفاظ بها طوال المعركة، وفي جميع الأوقات، وعلى مسرح العمليات بالكامل، بما يؤمن تحقيق الأهداف لكافة أنواع طائرات القتال المشتركة.

المرحلة الثالثة: تنفيذ عملية عزل للقوات العراقية بمسرح العمليات بالكويت، بقطع كافة خطوط إمدادها، بهدف شل قدرة القيادة العراقية على تقديم دعمها بالقوات النيرانية أو الدعم بالقوات أو الإمداد الإداري، لتعزيز قدرتها على الصمود.

المرحلة الرابعة: توفير الظروف التعبوية والتكتيكية الملائمة لتأمين ومعاونة القوات البرية المهاجمة، وذلك بتدمير الاحتياطيات التعبوية والمواقع الدفاعية الحصينة في النطاق الدفاعي الأول.

    وبالرغم من أن التفوق التقني والنوعي للحملة الجوية الصاروخية لقوات الائتلاف لعب دوراً أساسياً في حسم الصراع المسلح لمصلحة قوات التحالف الدولي، إلا أن افتقار القيادة السياسية العراقية إلى القدرة على تقدير الموقف وفهم وتقييم جوانب قوّتها وضعفها، قد سهل على قيادة التحالف مهمتها على النحو التالي:

1. لم تكن لدى العراق وسائل متطورة للاستطلاع والمخابرات وتحديد الأهداف ووسائل الاستطلاع الإلكتروني، عدا بعض الطائرات الموجهة من دون طيار، والتي لم تتعد قدرتها مسافات محدودة خلف الخط الأمامي للتحالف.

2. كانت خبرة العراق بالحرب الجوية محدودة وقاصرة، ولم يكن لديه خبرة حقيقية في الهجمات الجوية بأنواعها المختلفة، مما أثر في استخدام مقاتلاته وعدم توفير الحماية للقوات الأرضية.

3. كان للعراق عدة نقاط ضعف في القتال الجوي، فقد افتقر إلى نظم إدارة المعركة الجوية الفعالة. وكان يعتمد على أسلوب التوجيه من الأرض، الأمر الذي جعل المقاتلات العراقية عاجزة عن تنفيذ مهامها، خاصة بعد مهاجمة الرادارات العراقية وإعطابها.

4. لم يفتح العراق نظم صواريخ أرض/ جو بعيدة المدى بفاعلية لتغطية قواته في مسرح العمليات الكويتي، الأمر الذي أدى إلى ترك القوات البرية معرضة للهجمات الجوية للتحالف من مسافات خارج مدى نظم الدفاع الجوي العراقي القصيرة المدى.

5. الافتقار إلى نظم ضرب جوية بعيدة المدى فعالة وقادرة على البقاء، فعلى الرغم من امتلاك العراق بعض طائرات سوخوي-24، وميراج ف-1، قادرة على توجيه ضربات بعيدة المدى، ولكنها لم تكن لها قدرة على البقاء في مواجهة دفاعات التحالف التي تمتلك أحدث الطائرات.

6. كانت صواريخه الحرة الموجهة قادرة على مهاجمة أهداف مساحية، ولكنها قادرة على إحداث تدمير محدود فقط، وكانت صواريخ سكود لها تأثير سياسي ملموس، فضلاً عن تحويل جزء من القدرات الجوية للتحالف ضدها.

7. كانت القوات الجوية العراقية غير قادرة على التعاون الفعال مع القوات البرية، حيث بقيت القوات العراقية حبيسة الاستقلالية الشديدة للأفرع والأسلحة، بسبب فقدان الغطاء الجوي المناسب.

    أخطأت القيادة العراقية في تقدير القدرات العسكرية للتحالف، كما أخطأت في حساباتها بالنسبة لردود الأفعال الإقليمية والعالمية، وعزمها على القتال دون سند مقنع، وعمدت إلى مجازفات غير محسوبة بالاشتباك مع تحالف دولي قوي، في الوقت الذي لا يوجد ما يؤكد أن العراق كان في مقدوره أن يصنع شيئاً، فخسر كلّ شيء.



[1] السيادة الجوية: تعني تهيئة الموقف الجوي المناسب الذي يسمح بالحركة والمناورة والوصول إلى الأهداف المخططة لكافة أنواع الطائرات، دون التعرض لأي هجمات جوية أو صاروخية.