إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / معركة الخفجي (29 ـ 31 يناير 1991)





الهجوم العراقي على الخفجي
الإغارة على مدينة الخفجي
القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990
القوات المشتركة في يناير 1990
تحرير مدينة الخفجي
قطع الطريق إلى الخفجي

القوات العراقية في 16 يناير 1990



مقدمة

مقدمة

على مدى ليلتَي التاسع والعشرين والثلاثين من يناير 1991، تمكنت القوات العراقية بقوة مجموعة قتال مكونة من كتيبة مشاة آلية وكتيبة دبابات (من اللواء 15 المشاة الآلي للفِرقة الخامسة مشاة آلية) من اختراق الحدود الكويتية ـ السعودية، على المحور الساحلي وغرب منفذ الخفجي، شرق مركز لسلاح الحدود في الرافعية. وتقدمت لمسافة 10 كم، واحتلت مدينة الخفجي السعودية، الحدودية الساحلية. وعلى الرغم من تفوق القوات العراقية، إلاّ أن القوات السعودية، وبعض وحدات من الحرس الوطني السعودي، وعناصر من القوات القطَرية، تمكنت من مقاومتها وتكبيدها العديد من الخسائر. والحقيقة، أن القوات العراقية، لم تكُن تمتلك مقومات النجاح لخوض هذه المعركة، إذ لم يكن لها أي غطاء جوي في مسرح العمليات، علاوة على إمكانية عزلها ومنع أعمال الإمداد والتموين عنها.

وعلى الرغم من احتلال القوات العراقية للمدينة، إلاّ أن القوات السعودية وبعض وحدات من الحرس الوطني السعودي وعناصر من القوة القطَرية، وبالتعاون مع القوات الجوية، وخلال 30 ساعة من القتال، تمكنت من تدمير القوات العراقية وأَسْرها، بعد أن شنت هجوماً واسع النطاق، خلال يومي 30 ـ 31 يناير 1991، قطعت خلالهما، كل الطرق الموصلة إلى المدينة.

وتعَدّ هذه العملية نموذجاً تكتيكياً مصغراً لعملية تحرير الكويت، فيما بعد، إذ سارعت القوات السعودية إلى احتواء القوة العراقية وعزلها داخل مدينة الخفجي، من الشمال والشمال الغربي. كما أغلقت الطريق الساحلي، جنوب المدينة، بكتيبة مشاة من مشاة البحرية السعودية، احتلت منفذ الجسر المؤدي إلى مصافي النفط، جنوب الخفجي، لمنع القوات العراقية من التغلغل جنوباً، والوصول إليها. ثم أطبقت على المدينة، من الشمال والشمال الغربي، بضربة رئيسية، لتدمير وأسر العراقيين الموجودين في داخلها.

كانت معركة الخفجي ذات أهمية كبيرة، بالنسبة إلى قوى التحالف، فقد شهدت هذه المعركة الهجوم البري الوحيد، الذي شنته القوات العراقية، وهزمت فيه. كما أن القوات المشتركة، أنزلت، في معركة شرسة، هزيمة مريرة بالقوات العراقية، إذ شنت هجوماً مضادّاً على المدرعات العراقية. كذلك، كان الدمار، الذي لحِق بالقوات العراقية، تحت وطأة القوة الجوية للتحالف، نذيراً بما ينتظر أي قوة عراقية، تترك استحكاماتها الحصينة، لتباشر أي عملية عسكرية هجومية.

مدينة الخفجي

تقع مدينة الخفجي السعودية على مسافة 10 كم، تقريباً، جنوب الحدود الكويتية ـ السعودية، على الساحل المطل على الخليج العربي، في أقصى الشمال الشرقي للمملكة. ويقدر عدد سكانها بنحو 15 ألف نسمة. كما توجد، شمالها، محطة التحلية. والمسافة بين أقصى المنشآت السعودية (محطة التحلية) إلى المنفذ الحدودي، نحو 6 كم. والمسافة بين مركز رأس الخليج ومركز النويصيب الكويتي نحو 1.5 كم. والمسافة بين مركز رأس الخليج وأقرب المباني الكويتية في الخيران، لا تتجاوز الكيلومتر الواحد.

إلى الجنوب من مدينة الخفجي، تقع مصافي النفط، التي تحدها من الشمال منطقة سبخات عميقة، تصلها بمدينة الخفجي بواسطة جسر.

وإلى الغرب من مدينة الخفجي، يقع معسكر قديم للحرس الوطني السعودي.

ويخترق مدينة الخفجي طريق ساحلي، متجهاً شمالاً إلى منفذ الخفجي الحدودي. ويتجه، جنوباً، عبْر جسر الخفجي، ليصل إلى بوابة المدخل، فمركز الزرقاني، فساحل الخليج إلى رأس مشعاب، ثم إلى السفانية أو قرية السفانية. ويؤدي هذا الطريق إلى الدمام.

في الغرب من المنشآت النفطية الساحلية في السفانية، وعلى مسافة 25 كم داخل الصحراء، وعلى مسافة 40 كم جنوب الخفجي، تقع ريش المنجور (مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية).

وصف مسرح العمليات

يتميز هذا المحور بالأراضي الصحراوية، الممتدة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق الساحلي إلى الغرب. ويخترق المحور الساحلي طريق، يصل موانئ الكويت بالموانئ الشرقية للمملكة العربية السعودية. ولهذا المحور أهمية خاصة، لأنه يخترق طريقاً إستراتيجياً برياً، يربط الكويت بالمملكة العربية السعودية والبحرين (عبْر الجسر من الدمام إلى جزيرة البحرين) وقطَر ودولة الإمارات العربية المتحدة ثم إلى عمان. ويعَدّ السهل الساحلي، والمياه الإقليمية المجاورة له، منطقة الثروة النفطية لدول الخليج العربية، حيث منابع النفط، ونهايات خطوط الأنابيب، وموانئ الشحن وأرصفتها، والمراسي الرئيسية، مثل الدمام والظهران ورأس تنورة.

ويعَدّ هذا المحور منفصلاً، وتعمل فيه القوات من دون تعاون مع المحاور الطولية الصحراوية الأخرى، في اتجاه النعيرية. ويمكِن أن يتم التعاون معها، بحراً، من داخل الخليج العربي، وكذلك، جواً، بالقوات الجوية.

ويراوح اتساع هذا المحور بين 16 ـ 50 كم، ويستوعب حتى فِرقتين. وتُعد معظم أراضيه صالحة للإبرار الجوي. وكذلك جميع المراسي والموانئ، المطلة عليه، صالحة للإبرار البحري. وأراضي السهل الساحلي، رملية ناعمة، نادراً ما تصلح لسير الآليات.