إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / معركة الخفجي (29 ـ 31 يناير 1991)





الهجوم العراقي على الخفجي
الإغارة على مدينة الخفجي
القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990
القوات المشتركة في يناير 1990
تحرير مدينة الخفجي
قطع الطريق إلى الخفجي

القوات العراقية في 16 يناير 1990



مقدمة

أولاً: الموقف العسكري في مسرح العمليات قبل معركة الخفجي

1. قوات التحالف

بدأت الهجمات الجوية لقوات التحالف على جميع أنحاء العراق، وداخل الكويت، منذ 17 يناير 1991، بعد أن تمكنت من تحقيق السيادة الجوية على مسرح العمليات. وتركزت الهجمات الجوية في تدمير الأهداف الإستراتيجية في العمق العراقي، وضد تشكيلات الحرس الجمهوري، والدفاعات الجوية العراقية. وأتت هذه الهجمات ثمارها، إذ ضعفت الروح المعنوية للقوات العراقية، التي منيت بخسائر كبيرة في أسلحتها ومعداتها، وشُلَّت فاعلية مراكز القيادة والسيطرة العراقية.

أما التشكيلات البرية لقوات التحالف، فبدأت، بعد أن استكملت دفاعاتها، تُعِدّ للعملية الهجومية الإستراتيجية، من إعداد للقوات، وإعداد لمسرح العمليات، وإعداد للخطط والتدريب عليها، وتكديس للتموينات الإدارية لمصلحة العملية التعرضية. وفي الوقت نفسه، بدأت تنسق التعاون فيما بينها وتستكمل عملية الحشد والفتح الإستراتيجي للقوات.

2. الوضع في المنطقة الشرقية

في أول جولة ميدانية لصاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في المنطقة الشرقية، يوم 16 أغسطس 1990، أي بعد أسبوع واحد من توليه قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، وعقب تقدير دقيق للموقف، أصدر أوامره بسحب قوات المنطقة الشرقية، التي كانت متخذة أوضاعاً دفاعية على خط الحدود الدولية السعودية ـ الكويتية مباشرة، إلى الخلف، لمسافة 40 كم، حتى لا تكون فريسة سهلة للعراقيين، مستهدفاً أن تكون المنطقة الواقعة ما بين الحدود الدولية مع الكويت والخط الدفاعي الرئيسي الجديد (الحد الأمامي للدفاعات)، الذي أمر بإنشائه عند رأس مشعاب، هي منطقة أمن، وكذلك، منطقة قتْل يتم فيها تدمير أي قوات عراقية، تحاول اجتياز الحدود، صوب الجنوب.

ونُفِّذت أوامر سموّه، خلال 24 ساعة، وقامت القوات، بعد تحركها من الأمام للخلف، باحتلال مواقعها الجديدة.

ووفقاً لتقديره للموقف اعتبر سموّه أن مدينة الخفجي، التي تقع على مسافة 10 كم من الحدود، مدينة ميتة، لا يمكِن الدفاع عنها من الناحية العملية، للأسباب التالية:

أ. لجوء أعداد كبيرة من المواطنين الكويتيين وغيرهم، إلى مدينة الخفجي أدى إلى منع القيادة السعودية من إنشاء حزام دفاعي، شمال المدينة، مجهز هندسياً، يحوي على حقول ألغام، وخنادق مضادة للدروع، إضافة إلى الأسلحة المضادة للدروع.

ب. كانت مدينة الخفجي خارج نطاق الدفاعات الرئيسية للقوات المدافعة، إلى الجنوب منها؛ إذ لم تكن لتلك المدينة أهمية كبيرة، من وجهة النظر العسكرية، بل كانت تعَدّ مصيدة لمن يتواجد فيها من القوات، لأنها محوطة، من شمالها وجنوبها، بسبخات، يصعُب السير فيها.

ج. وقوع المدينة ضمن المدى المؤثر للمدفعية العراقية. مما يجعل وجود قوات كبيرة فيها عرضة لخسائر لا داعي لها، وقد تؤثّر، سلباً، في معنويات هذه القوات والمواطنين السعوديين.

د. وجود قوات سعودية كبيرة في المدينة، قد يكون مغرياً للمعتدي العراقي باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدينة، عند اليأس؛ وكان لدى العراق إمكانات استخدام ذلك السلاح.

لذا، ناقش سموّه مع صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، خطة لإخلاء جميع سكان الخفجي، عند ظهور أي بادرة تدل على نوايا عراقية للتحرك جنوباً.

وقد تم البدء بإخلاء المدينة، قبل بداية الحملة الجوية لتأمين المدنيين. وكذا إخلاؤها من كافة الأنشطة الاقتصادية، لعدم إعطاء الفرصة للمعتدي بتدميرها أو إحداث أي خسائر بشرية. وكان الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، قد رفع خطاباً إلى صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يعرض على سموّه خطة إخلاء مدينة الخفجي، براً، وبحراً، وذلك في الأشهر الأولى من الأزمة (اُنظر وثيقة خطاب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات الذي رفعه إلى صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يعرض فيه خطة إخلاء مدينة الخفجي).

بعد إخلاء مدينة الخفجي، صدر الأمر بتمركز سرية مشاة بحرية سعودية (قوات خاصة)، في جانبَي الطريق الساحلي، شمالي مدينة الخفجي. وكان الهدف حماية المنشآت الحيوية في المدينة من أعمال التخريب، من طريق البر أو البحر، أو الإنزال بالطائرات العمودية داخل الخفجي أو بالقرب منها، مع الأخذ في الحسبان عدم الاشتباك الحاسم مع القوات المعتدية، وعدم الوقوع في الأسْر. وفي حالة محاولة المعتدي احتلال المدينة بقوات كبيرة، فعلى السرية أن ترتدّ، وتنضم إلى القوات السعودية الموجودة إلى الجنوب من مدينة الخفجي، لتقوم هذه القوات بمهمة إخراج المعتدي منها وتدميره أو أسْره.

3. أوضاع القوات العراقية قبل عملية الخفجي

أ. حجم القوات العراقية

اعتباراً من منتصف يناير 1991، استكملت القوات العراقية دفاعاتها في مسرح عمليات الكويت، الذي يمتد على مواجهة 175 كم، من البحر مباشرة على طول الحدود الكويتية ـ السعودية، عبْر وادي الباطن. وشكّل العراق دفاعاته من ثلاثة نطاقات دفاعية، تم احتلالها بقوة 41 فِرقة، منها (28 فِرقة مشاة، وفِرقة قوات خاصة واحدة، و4 فِرق مشاة آلية، و8 فِرق مدرعة)، مستندة على خطوط دفاعية قوية، وشبكة من الموانع، التي تضم حقول الألغام، والأسلاك الشائكة، والخنادق المضادّة للدبابات، وخنادق اللهب.

ب. تنظيم الدفاعات العراقية

تم توزيع القوات العراقية داخل مسرح عمليات الكويت كالآتي (اُنظر خريطة أوضاع القوات العراقية في 16 يناير 1990):

(1) داخل الكويت

25 فِرقة (17 فِرقة مشاة، و3 فِرق مشاة آلية، و5 فِرق مدرعة).

(2) شمال الكويت

7 فِرق حرس جمهوري (3 فِرق مشاة، وفِرقة قوات خاصة واحدة، وفِرقة مشاة آلية، وفِرقتان مدرعتان).

(3) غرب الكويت

9 فِرق (8 فِرق مشاة، وفِرقة مشاة آلية واحدة، وفِرقة مدرعة واحدة).

(4) القوات في مواجهة المنطقة الشرقية على المحور الساحلي

·    في النسق الأول

الفِرقة 18 المشاة، والفِرقة الثامنة المشاة، وفِرقة مشاة.

·    الدفاع عن الساحل

الفِرقة 14 المشاة، والفِرقة 19 المشاة.

·    في النسق الثاني

الفِرقة الخامسة المشاة الآلية.

·    في الاحتياطي

الفِرقة الثالثة المدرعة.

4. الخطة الدفاعية للمنطقة الشرقية

نُفذت الخطة الدفاعية للمنطقة الشرقية على مرحلتين أساسيتين:

أ. المرحلة الأولى: ( من 18 أغسطس إلى 9 أكتوبر 1990)

(1) حجم قوات المنطقة الشرقية

تتكون قوات المنطقة الشرقية من ثلاث مجموعات قتال(قوة واجب Task Force)، إضافة إلى وحدات مشاة بحرية سعودية، كالآتي (اُنظر شكل القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990):

·    قوة واجب أبي بكر: وتتكون من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني السعودي، وكتيبة مشاة آلية قطَرية.

·    قوة واجب عمر: وتتكون من اللواء العاشر المشاة الآلي، من القوات البرية السعودية، وكتيبة مشاة عُمانية.

·    قوة واجب عثمان: وتتكون من اللواء الثامن المشاة الآلي، من القوات البرية السعودية، وكتيبة مشاة إماراتية، والفوج السادس المشاة المغربي، والكتيبة الأولى المشاة عدا سرية من السنغال، وسرية مشاة بحرينية.

·    قوات المشاة البحرية: تتكون من كتيبتين من مشاة البحرية السعودية.

(2) الأوضاع الدفاعية للقوات

تتخذ القوات أوضاعها الدفاعية في نسق واحد واحتياطي، علاوة على دفع قوات ساترة أمامية، للعمل كنقط إنذار حدودية ودفاعات ساحلية كالآتي (اُنظر شكل القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990):

(أ) قوات النسق الأول (الأمامية)

·   إلى اليمين، قوة واجب أبي بكر: تتخذ أوضاعها الدفاعية من رأس الخفجي (أمام الخفجي)، على الحدود المشتركة، وحتي منطقة الزبير، على امتداد 35 كم. مع دفع كتيبة مشاة آلية للعمل كقوة ساترة في الأمام، على مسافة 5 كم من الحدود الدولية. مع الاحتفاظ بالقوة الرئيسية على مسافة 15 ـ 20 كم.

·  إلى اليسار، قوة واجب عمر: تتخذ أوضاعها الدفاعية، من الزبير حتى الحماطيات، على امتداد 45 ـ 50 كم. مع دفع كتيبة مشاة آلية، معها سرية دبابات، للعمل كقوة ساترة في الأمام، على مسافة 5 كم من الحدود الدولية. مع الاحتفاظ بالقوة الرئيسية على مسافة 15 ـ 20 كم.

(ب) قوات الاحتياطي

قوة واجب عثمان: (عدا الفوج السادس المشاة المغربي، والكتيبة الأولى المشاة عدا سرية من السنغال)، تتجمع في المنطقة الفاصلة بين (قوة واجب أبي بكر، وقوة واجب عمر)، وعلى عمق 15 ـ 20 كم من قوات النسق الأول (القوات الأمامية).

(ج) قوات الدفاع عن الساحل

·  كتيبتا مشاة من مشاة البحرية السعودية، تدافعان عن القطاع الممتد من رأس مشعاب شمالاً وحتى رأس السفانية، جنوباً.

·  الفوج السادس المشاة المغربي، والكتيبة الأولى المشاة عدا سرية من السنغال، (من قوة واجب عثمان)، لتأمين المنشآت النفطية في السفانية.

(د) اتجاه المجهود الرئيسي

يركز المجهود الرئيسي في عمق الدفاعات.

(3) القيادة والسيطرة

تتم السيطرة على القوات من مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، في منطقة (ريش المنجور) على مسافة 25 كم إلى الغرب من قرية السفانية، و40 كم إلى الجنوب من مدينة الخفجي.

ب. المرحلة الثانية: (اعتباراً من يناير 1991، وحتى معركة الخفجي)

(1) حجم قوات المنطقة الشرقية

تعدل حجم قوات المنطقة الشرقية لتتكون من أربع مجموعات قتال (قوة واجب Task Force)، بدلاً من ثلاث مجموعات، إضافة إلى قوة احتياطي، كالآتي (اُنظر شكل القوات المشتركة في يناير 1990):

·    قوة واجب أبي بكر: وتتكون من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني السعودي، وكتيبة مشاة آلية قطَرية.

·    قوة واجب عثمان: وتتكون من اللواء الثامن المشاة الآلي من القوات البرية السعودية، وسرية مشاة بحرينية، وسرية مشاة كويتية.

·    قوة واجب عمر: وتتكون من اللواء العاشر المشاة الآلي من القوات البرية السعودية، وكتيبة مشاة عُمانية.

·    قوة واجب طارق: وتتكون من كتيبتين من مشاة البحرية السعودية، والفوج السادس المشاة المغربي، والكتيبة الأولى المشاة عدا سرية من السنغال.

·    في الاحتياطي: كتيبة مشاة آلية قطَرية، وكتيبة مشاة إماراتية.

(2) الأوضاع الدفاعية للقوات

عُدلت أوضاع القوات لتتخذ أوضاعها الدفاعية في نسق واحد واحتياطي، إضافة إلى قوات تأمين الساحل، كالآتي (اُنظر شكل القوات المشتركة في يناير 1990):

(أ) قوات النسق الأول (الأمامية)

·  إلى اليمين، قوة واجب أبي بكر: تتخذ أوضاعها الدفاعية، مع دفع كتيبة مشاة آلية، وسرية استطلاع، للعمل كقوة ساترة في الأمام، على مسافة 5 كم من الحدود الدولية. مع الاحتفاظ بالقوة الرئيسية، على مسافة 30 ـ 40 كم من الحدود الدولية.         

·  في المنتصف، قوة واجب عثمان: تتخذ أوضاعها الدفاعية، مع دفع كتيبة مشاة آلية وسرية استطلاع، للعمل كقوة ساترة في الأمام، على مسافة 5 كم من الحدود الدولية. مع الاحتفاظ بالقوة الرئيسية، على مسافة 30 ـ 40 كم من الحدود الدولية.

·  إلى اليسار، قوة واجب عمر: تتخذ أوضاعها الدفاعية مع دفع كتيبة مشاة آلية وسرية استطلاع، للعمل كقوة ساترة في الأمام، على مسافة 5 كم من الحدود الدولية. مع الاحتفاظ بالقوة الرئيسية، على مسافة 30 ـ 40 كم من الحدود الدولية.

(ب) قوات الاحتياطي

كتيبة مشاة آلية قطَرية، وكتيبة مشاة إماراتية.

(ج) قوات الدفاع عن الساحل

قوة واجب طارق، تتخذ أوضاعها كالآتي:

·  كتيبتا مشاة من مشاة البحرية السعودية، تدافعان عن ساحل الخليج، من رأس مشعاب شمالاً، حتى رأس السفانية جنوباً.

·  الفوج السادس المشاة المغربي، والكتيبة الأولى المشاة عدا سرية من السنغال، لتأمين المنشآت النفطية في السفانية.

(د) تأمين مدينة الخفجي

إخلاء مدينة الخفجي من السكان والقوات. مع تأمينها بقوة سرية مشاة من مشاة البحرية السعودية (قوات خاصة)، بمهمة الحفاظ على منشآت المدينة وممتلكاتها وحراستها بوساطة الدوريات ونقاط التأمين، إلى الشمال منها. وكذا المراقبة والإنذار.

(هـ) اتجاه المجهود الرئيسي

يركز المجهود الرئيسي في عمق الدفاعات.

(3) القيادة والسيطرة

كما في المرحلة الأولى، حيث تتم السيطرة على القوات من مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، في منطقة (ريش المنجور)، على مسافة 25 كم إلى الغرب من قرية السفانية، و40 كم إلى الجنوب من مدينة الخفجي.

5. الفكرة العامة للعملية الدفاعية للمنطقة الشرقية

أ. تعطيل القوات المهاجمة وإيقافها أمام الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية.

ب. إيقاف القوات المهاجمة، التي تنجح في اختراق الحد الأمامي للدفاعات.

ج. توجيه هجمات جوية مركزة إلى احتياطيات العدو، في العمق، لعزله عن أنساقه الأولى وإنزال أكبر خسائر ممكِنة بقواته المهاجمة.

د. الاستمرار في استنزاف القوات المهاجمة، التي تنجح في الاختراق، وعدم السماح لها باختراق الدفاعات الرئيسية، في العمق.

هـ. توجيه هجمات مضادّة، باستخدام الاحتياطيات الآلية، لاستعادة الأوضاع الدفاعية إلى ما كانت عليه.

و. تأمين الساحل في المنطقة، من رأس مشعاب شمالاً حتى رأس السفانية جنوباً.