إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / معركة الخفجي (29 ـ 31 يناير 1991)





الهجوم العراقي على الخفجي
الإغارة على مدينة الخفجي
القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990
القوات المشتركة في يناير 1990
تحرير مدينة الخفجي
قطع الطريق إلى الخفجي

القوات العراقية في 16 يناير 1990



ثالثاً: أحداث ما بعد معركة الخفجي

عاشراً: الدروس المستفادة من معركة الخفجي

1. في مجال القوات البرية

أ. القوات المسلحة السعودية والعربية  

(1)  ثبت، بشكل قاطع، لدول مجلس التعاون الخليجي، أهمية وجود قوات خليجية قوية، ومتطورة، قادرة على الردع، وعلى تأمين حدودها.

(2)  أثبتت العمليات، أن القيادة الجيدة، والتدريب الجيد، والتنسيق القتالي، هي الأساس لأي نصر.

(3)  ثبتت أهمية تأمين الدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية، بإنشاء نقاط دفاعية قوية، تحتل بعناصر من المشاة، ومفارز الاستطلاع، تساندهم نيران المدفعية، ووضع خطة التجهيزات الهندسية (الموانع)، خاصة مع اتّساع مسرح العمليات، وطول السواحل البحرية، مع توافر احتياطيات قوية (مدرعة/آلية) داخل عمق مسرح العمليات، لها قدرة عالية على المناورة على خفة الحركة، وتحقيق مهامها في أقصر وقت ممكن. وهذا لن يتأتى إلاّ من خلال:

(أ) الإعداد الجيد لمسرح العمليات.

(ب) التدريب على مهام العمليات وفي ظروف مشابهة لظروف الحرب.

(4)   أثبت التعاون العسكري الجيد، بين القوات السعودية والقطَرية، خلال معركة الخفجي، أثره الكبير في زيادة الترابط والتعاون والتلاحم، للقضاء على قوى المعتدي، من ناحية، وتعزيز التضامن العسكري بين مجلس التعاون الخليجي، من ناحية أخرى.

(5)      تأكدت أهمية تحقيق مبدأ السيطرة على القوات داخل مسرح العمليات. فكان لدور القيادة المتقدِّمة للقوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، في قدراتها وسيطرتها على قوات المنطقة، وسرعة تحريكها في اتجاهات التهديد، أثره الفعال في سرعة تنفيذ الهجوم المضادّ ونجاحه.

(6)      أثبتت الأحداث، أن التحرك السريع، ليس هو الهدف الأساسي. ولكن من الأهمية تجميع المعلومات بشكل جيد، بوساطة عناصر استطلاع جيدة ومدربة، يتبعها تخطيط دقيق بوساطة هيئة القيادة، بما يؤدي إلى تنفيذ العملية، بشكل مُحكَم، وبصورة ناجحة.

(7)      تأكدت أهمية تقوية عناصر الإنذار والاستطلاع، بشقيها البشري والتكنولوجي، لدى القوات البرية. وذلك باستخدام وسائل حديثة، وتدريب بشري جيد، مما يسهّل كثيراً الحصول على المعلومات المبكرة، والتي تؤدي إلى:

(أ) الحصول على معلومات دقيقة، وإنذار مستمر، وفي توقيت مناسب.

(ب) تخطيط عملياتي جيد.

(ج) تنفيذ المهام بشكل ناجح، على أن تكون القوات مدربة، وبشكل مسبق، على أسلوب تنفيذ هذه المهام، ولديها الإمكانات النيرانية لذلك.

(8)   يتّسم القتال داخل المدن بسمات خاصة، يجب التدريب المبكر عليها. وهو يُبنَى على أساس:

(أ)  مساندة نيرانية جيدة، ودقيقة، من نيران المدفعية والدبابات.

(ب) انتقاء عناصر من المشاة المترجلة، المدربين جيداً، والمسلحين بالأسلحة الآلية، والقنابل اليدوية، والقواذف الخفيفة المضادّة للدبابات، وقاذفات اللهب.

(ج) دخول المدينة بعربات ذات عجل، محملة بالجنود، يؤدي إلى حدوث خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات. وهو ما حدث للقوات السعودية (سرية الحرس الوطني) في محاولتها الأولى تنفيذ عملية الإغارة، لإنقاذ أفراد طاقمَي الاستطلاع الأمريكيين، يوم 30 يناير، إذ تكبدت السرية خسائر في حوالي 10 عربات ذات عجل، مما أدّى إلى دُفع سرية المشاة الآلية من اللواء الثامن، من الفور.

(9)      تأكدت أهمية تطبيق مبدأ الحشد، لتحقيق تفوّق على القوات المدافعة، حتى يمكِن توفير الظروف التكتيكية، الملائمة لنجاح العمل الهجومي. وهو ما حدث بالفعل، حين حشدت القيادة السعودية عدداً كبيراً من قواتها، بالتعاون مع القوات القطَرية، من أجل تحرير مدينة الخفجي، بعد فشل محاولتها الأولى (عملية الإغارة) التي استخدمت فيها حجماً محدوداً من القوات والأسلحة.

(10)  أثبت تنفيذ عمليات القطع، وتفتيت قوى المهاجم، أنهما من أهم أعمال القتال، من أجل إرباك القوات المهاجِمة، وحصْرها ومنْع تدفّقها. وهو ما تمكّنت من تنفيذه القوات السعودية، بدفْع عناصر من قواتها، خلال اليوم الأول للقتال، لاتخاذ مواقع وخطوط دفاعية، في الشمال الغربي لمدينة الخفجي، وعلى الطريق الرئيسي، المؤدي من الحدود الكويتية إلى داخل المدينة، حيث تمكنت هذه القوة من عزل قوة المفرزة المتقدِّمة (المدرعة/الآلية) العراقية، عن القوة الرئيسية، المحتشدة داخل الحدود الكويتية، وبالقرب من الحدود السعودية.

عموماً يمكِننا القول أن عملية الخفجي، قد حققت أهدافها تماماً. ونجحت، ليس على المستوى العسكري فقط، ولكن على المستوى السياسي كذلك.

ب. القوات العراقية

(1)   عدم استغلال النجاح المحدود، في سرعة تطوير الهجوم. مما أدى إلى عزل القوة العراقية داخل مدينة الخفجي، عن قوة الهجوم الرئيسية العراقية، مما أفقد القوة الموجودة داخل الخفجي القدرة على الاستمرار في القتال.

(2)  عدم استغلال القوة العراقية المحدودة خبراتها السابقة في القتال، داخل المدينة، والذي يكبد المهاجم، عادة، خسائر ضخمة، عند القتال من شارع إلى آخر ومن بناية إلى أخرى. ولكنها قاتلت من مركبات مدرعة ودبابات، فضلاً عن أنه كان لا بد من تدعيم القوة (المدرعة/الآلية) بعناصر من المشاة والمهندسين العسكريين، الذين يستطيعون القتال، بشكل جيد، داخل المدن، شريطة أن يكونوا مدربين مسبقاً على هذه المهمة.

(3)  أكدت هذه العملية ما تعانيه القوات العراقية، من نواحي القصور، وانخفاض الروح المعنوية، وانكشافها أمام تكتيكات القوات، السعودية والعربية.

2. في مجال القوات الجوية

أ. أكدت عملية الخفجي أهمية السيادة الجوية، لتحقيق حرية العمل للقوات البرية الصديقة، في الوقت الذي حُرم فيه العدو من هذه الحرية. فقد أثبتت عملية الخفجي أهمية ودور القوات الجوية، التي تمكّنت من تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، هي:

(1)      تحقيق السيطرة الجوية في مسرح العمليات، لحرمان العدو من القيام بأي نشاط جوي معادٍ.

(2)  إنه من دون أي غطاء جوي للقوات، فستكون معرضة للتدمير، قبْل تحقيق أهدافها، حتى لو كانت متفوّقة في القوات البرية. وهو ما حدث للقوات العراقية عند قتالها في الخفجي من دون غطاء جوي.

(3)  إنه من الضروري تقديم المساندة الجوية، المؤثرة، إلى قوة الهجوم المضادّ، حتى تتمكن من تحقيق مهامها وأهدافها، في أقصر وقت ممكن. فالقوات الجوية لم تشارك إلاّ في اليوم الثاني، وخارج الحدود، ضد الأنساق الثانية والاحتياطيات العراقية، مما أدى إلى تأخير الهجوم المضادّ.

ب. برزت أهمية التنسيق والتكامل بين القوات الجوية لقوات التحالف والقوات البرية، حتى يمكِن أن تعمل في منظومة واحدة ـ وفي ظل نظام موحد للقيادة والسيطرة ـ وبما يؤدي إلى تحقيق المهام بنجاح، وفي الوقت المحدد.

ج. أكدت العمليات البرية فاعلية الطائرات العمودية المسلحة، لتأمين أعمال قتال القوات، البرية والبحرية، ضد مصادر النيران المعادية.